فلسطين التاريخ / تهويد وتزوير وإجرام

هجمة صهيونية عبر الإنترنت

 

      إذا ذكر الإنترنت ، ذكرت الحضارة . . والتقدم . . والمستقبل الزاهر . . وثورة المعلومات . . وبريق الألفية الثالثة . . وغيرها من الأسماء الرنانة ، التي يبهرجها الإعلام الغربي ، والكثير من إعلامنا العربي أيضاً . . !!

 

      ومع إقرارنا بما للإنترنت من بعض الفوائد المهمة، خاصة على صعيد الاتصالات الدولية ، إلا أن هذه الفوائد يقابلها عشرات، بل مئات الخبائث المدمرة للعلاقات الاجتماعية، التي يروج لها بكثافة عبر هذه الشبكة في غياب المرجعية القانونية ، والضوابط الأخلاقية . . فالكل فيها مباح ، من صنع القنابل والألغام . . إلى غسل الأموال . . وبيع خصوصيات الناس . . والاتجار في الأعضاء . . والأطفال ، والنساء . . !!

 

      وفي هذه المقالة ، نبحث في الهمجية الصهيونية ، وهجمتها الشرسة ، التي تستهدف تدمير الشباب ، بنشر الإباحية والفساد ، من خلال فضاء الإنترنت .

 

ونحذر من خطورة انتشار ما يعرف ب ( مقاهي الإنترنت ) ، في العديد من مجتمعاتنا ، دون وجود ضوابط حقيقية .

 

 

 

الصهيونية . . و مافيا الإباحية الدولية :

 

      باديء ذي بدء ، نشير إلى أن الصهيونية العالمية ، بمنظماتها ومؤسساتها العلنية والسرية ، التي تأتي الماسونية في مقدمتها ، هي المدبر الأكبر للتنظيمات الإرهابية الدولية ( المافيا ) ، كونها تزحف بجلدها الناعم في تلافيف المجتمعات ، نافثة سمومها في كل الاتجاهات . . تنفيذاً لأوامر البروتوكولات الخبيثة ، وتعاليم الكهنة والحاخامات ، الذي أقسم كبيرهم ويدعى رايشون ، في اجتماع أمام قبر سيمون بن يهودا في براغ : " إننا سنسعى جاهدين إلى تحطيم الحياة العائلية ، والدين ، والأخلاق . . " .

 

      وفي كتابهما ( U . S . A . confidential ) ، يكشف كل من جاك لايت و لي مورتيمر وهما كاتبان أمريكيان اغتيلا بسبب كتابهما الكثير من أسرار المافيا وأساليب تنظيمها وعلاقتها بالماسونية والمنظمات اليهودية الأخرى ، فقد أشارا إلى أن المافيا في الأصل تتمثل بجماعتين " الأولى إجرامية ، أطلق عليها اسم ( عصبة الجريمة ( Crime cartel ) والثانية هي الجماعة السرية المعروفة باسم ( الإخوة الدموية ) ، ولهذه ( الإخوة ) حكومة مركزية ، وأعضاء نظاميون يخضعون لقوانين قاسية ، هي قوانين المافيا . والمافيا كلمة لا يتفوه بها الأعضاء ، إنما يستبدلونها بلفظة ( يونيوني سسليانو ) ، ويمكن للشخص أن يكون عضواً في ( عصبة الجريمة ) دون أن يكون عضواً في المافيا . وتحت لواء ( عصبة الجريمة ) ينضوي عدد كبير من أصحاب المهن الحرة والموظفين والمستخدمين من محاسبين ومدققي حسابات ومستشارين ومديري فنادق ومنتجي خمور وصيارفة . . والوسيط بين هؤلاء وزعماء العصابة هو دائماً ، امرأة فاتنة عابثة " ، ويضيفا : " إن هناك قانوناً يُحرم على أي أحد أن يقتل عضواً في عصابة يهودية مشتركة في ( عصبة الجريمة ) ، أو يصفي حسابه معه ، إلا بعد موافقة زعماء ( المافيا ) ، والغاية من ذلك هي الحيلولة دون وقوع اصطدامات دامية تقضي على أفراد هذه العصابات وتشل أعمالهم . . وإذا حدث ووقع أحد الأعضاء في أيدي البوليس ، أو أصبح موضع شبهة ، أو استجوابُ من قبل سلطات حكومية ، فإن وجوده يعد خطراً على المجموع ، وصارت إزالته واجبة . . وهكذا يكلف أحد زملائه بالقضاء عليه غيلة . ودرجات الرتب في عصابة ( يونيوني سيسليانو ) معقدة كالدرجات في الماسونية تماماً ، ويشرف على العصابة مجلس أعلى ، يرأسه مستشار أكبر ، يليه رؤساء الجماعات المركزية . . " .

 

      وتبعاً لما ورد في تقرير اللجنة الأوربية لمنع الاتجار في الجنس ، فإن هناك أربع شبكات عصابية رئيسة ، تمارس تجارة الدعارة وتنسق فيما بينها عن طريق الشبكة المعلوماتية الدولية ، الإنترنت .

 

      وقد كشف مؤخراً عن منظمة صهيونية تدعى ( نادي أوركيد ) ، هدفها الرئيسي نشر الشذوذ الجنسي ، وكان أحد أعضائها وهو ( رونالد ريفا ) قد صرح بعد القبض عليه ، أن المنظمة تمتلك كاميرات رقمية فائقة التطور ، تقوم بالتقاط صور فاضحة ومناظر شاذة . . وهذه الكاميرات متصلة بكومبيوتر ، حيث يتم نشرها وتوزيعها إلى كافة أنحاء العالم عبر شبكة الإنترنت . . وأشار ( ريفا ) أن للمنظمة أعضاء في الكثير من دول العالم . . وأن فروعها الرئيسية توجد داخل الولايات المتحدة الأمريكية ، وفنلندا ، واستراليا ، وكندا .

 

 

 

فضاء الإنترنت ملغم بالمواقع الإباحية :

 

      وفي عددها الصادر يوم 3 يوليو 1995م ، وتحت عنوان ( CYBERPORN ) ، نشرت مجلة ( TIME ) ، ملفاً اشتمل على عدد كبير من صفحاتها ، سلطت فيه الضوء على نتائج دارسة ميدانية أعدها مارتي ريم ، وأكد فيها أن شبكة الإنترنت صارت أكبر وسيلة لنشر الإباحية والترويج للواط والسحاق .

 

      ويبدو أن هذا الملف قد أحدث ضجة قوية في أوساط الرأي العام الأمريكي ، وصلت أصداؤها إلى أروقة البيت الأبيض ، وانعقدت لها جلسة في الكونجرس . . والعجيب أن الكونجرس بدلاً من أن يضع حداً للقائمين على هذه المواقع الإباحية ، أيد الحرية ( المطلقة ) على الشبكة . . وقام أكثر أعضائه بحملة إعلامية مضادة ساهمت فيها عصابات وتجار الدعارة . . وأدت في النهاية إلى نسف نتائج دراسة مارتي ريم ، بعد أن شككت في قدراته العلمية .

 

      فأكبر القوى المؤثرة في السلطات التشريعية والتنفيذية بالولايات المتحدة الأمريكية ، هي مجموعات الضغط الصهيونية ، التي تحمي وتدعم ثالوث الفساد الدولي ، تجار السلاح ، والتبغ ، والدعارة . . لذا فهي دائماً تقف أمام أي صوت أو مشروع يستهدف التطهير والتنظيف .

 

      إن شبكة الإنترنت تزخم بآلاف المواقع الإباحية ، وتشير التقارير إلى أن مالا يقل عن ثلاثين موقعاً جديداً في المتوسط يظهر يومياً على الشبكة . . لا هدف لأصحابها سوى تقديم العروض المبتذلة ، واصطياد الصبية والشباب ؛ لا بتزاز أموالهم ، وتدميرهم أخلاقياً .

 

      وهناك شراكة وتحالف وثيق بين مروجي الإباحية ، ومصممي برامج القرصنة واللصوصية . . فهذا يروج لذاك ، وذاك يدعو لهذا . . والنتيجة خراب للقيم ودمار للأخلاق . . في ظل حرية مزيفة ، بهرجتها الصهيونية ، وفرضتها من خلال قوى الضغط ( العاصرة ) للسياسات ومتخذي القرارات . وهذا جاك لايت يؤكد بأن " شبابنا الأمريكي غارق في الرذائل حتى أذنيه . . والتكنولوجيا أفسدته ، وجعلت منه شاباً مخنثاً . . وعبداً للشذوذ . . " .

 

 

 

حذار . . أسرارك في خطر !!

 

      وفي تجربة حية مثيرة ، تمت على شاشاة تلفزيون ( CBS ) . . قامت الصحافية كيرا فيليبس ، بانتحال اسم ( ريتشارد ألن دايفز ) ، وهو من القتلة الشواذ واتصلت بإحدى الشركات في موقعها على الشبكة ، طالبة تزويدها بأسماء أفراد يسهل الوصول إليهم ، وتحديد الأوقات المناسبة للاختلاء بهم . . ولم تمر سوى لحظات قليلة ، وكان أمامها قائمة بأسماء ( 5000 ) فرد ، مع عناوينهم الكاملة ، وأوصافهم ، وحالتهم الاجتماعية ، وماذا يحبون ؟! وماذا يكرهون ؟! . . كل ذلك مقابل ( 300 ) دولار أمريكي ، دفعتها بالنقد الإلكتروني Electronic Money .

 

وقد يتساءل البعض . .

 

      كيف حصلت الشركة على أسماء هؤلاء الأفراد ، وأسرارهم ؟! . .

 

      تلك هي المصيبة الكبرى على الشبكة الدولية ، والتي تعرف بمصيبة ( انتهاك الخصوصية ( Invasion of privacy ). . ورغم أن هذا الأمر أثير في العديد من المؤتمرات الدولية المعنية بنقل المعلومات والأمن الألكتروني ، إلا أن الأوضاع ما زالت متردية ، والصراع قائم حول وضع صيغة قانون دولي يحمي الخصوصية في وجود قوى ضاغطة مؤثرة تطالب ب ( يبقى الحال على ما هو عليه ) . . !!

 

ونحذر شبابنا من مغبة الوقوع في مصيدة الشركات التي تتاجر بأسرار الناس على الشبكة . . حيث إن أغلبها متخصص فيما يعرف بخدمات البريد الإلكتروني المجاني ، ومن أكبر هذه الشركات ، والتي يمتلكها يهود معروفون بالاسم . . شركة Hotmail ، وشركة Claritas ، وشركة Consoeata ، وال Deja Nes . . وغيرها .

 

      وحقيقة الأمر أن هذه الشركات لا تقدم خدماتها مجاناً كما تزعم . . ولكن تأخذ ثمنها غالياً جداً ، وهو امتصاص الشخصية . . يبدأ ذلك منذ اللحظات الأولى للولوج ، حين يقوم الشخص بتعبئة نموذخ التقدم لطلب الخدمة ، والذي يشتمل على معلومات تفصيلية عن الحالة الاجتماعية والتعليمية والهوايات وغير ذلك . . وتستغل الشركة هذه المعلومات في مجالات عديدة مثل : البحوث التسويقية والإعلان ، ودراسة عادات واتجاهات هؤلاء ( المتغافلين ) الذين يغص بريدهم الإلكتروني كل يوم برسائل لا يعرفون مصدرها ، فيما يعرف بمصطلحات الشبكة ( spam ) . وفي هذه الرسائل نجد عجباً ، فهي تدعو إلى كل شيء ، بمقاييس مدروسة و ( مفصلة ) ، تستهدف إثارة الشهوات ، وإشباع الرغبات . . !!

 

 

 

الوقاية خير من العلاج :

 

      إن الشباب هم عصب الأمة ، والمصدر الحقيقي لقوتها . . والصهيونية العالمية الفاسدة تستهدفهم ؛ للحط من قدراتهم ، وتشتيت أفكارهم ، ونشر الفتن والخبائث بينهم .

 

      وليعلم شباب أمة ( لا إله إلا الله ) ، أنه يجب قبل التعامل مع تقنيات نقل المعلوماتية ، وفي مقدمتها الإنترنت . . أن يحصنوا أنفسهم ضد أمراضها الخبيثة . فالوقاية دائماً خير من العلاج .

 

      فعلى شبابنا توخي الحذر عند استخدامهم للإنترنت . . وضرورة الاستعانة ببرامج الحماية من الفضوليين والمتلصصين الذين يسبحون في فضاء الشبكة . . وأن يكون لهؤلاء الشباب هدف واضح ، لتحقيق فائدة لهم ، ولمجتمعهم . . وليس مجرد التسلية أو التفاخر . . والأهم من ذلك كله ، أن يكون لديهم الرادع الديني والأخلاقي . . فهو العاصم لهم من كل الشرور والخبائث .

 

ألا هل بلغت ، اللهم فاشهد .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المرجع: مجلة الجندي المسلم - العدد99

 

 

 

 

 

.