دراسات وتوثيقات / دراسات وبحوث

الثورات العربية والشهادات العبرية

عيسى القدومي

في مقال للباحث والصحافي المتخصص في الشأن الإسرائيلي "صالح النعامي"  بعنوان: " شهادات إسرائيلية في الصميم"[1]. جمع فيه الكاتب ما تتداوله وسائل إعلام الاحتلال الصهيوني منذ أن اشتعلت الثورات في عالمنا العربي، وما نتج عنها من إسقاط وتغيير، مما أربك مراكز الدراسات اليهودية، والتي لم تألوا جهداً في رصد الحالة العربية في كل جوانبها وتقديم الدراسات والتوجيهات لإبقاء العرب على ضعفهم وخنوعهم واستسلامهم، وقراءتهم للأحداث والتغيرات في المجتمعات العربية والإسلامية، ودراستهم لمستقبل وجودهم في ظل تلك الأوضاع الجديدة .

وسأنتقي بعضاً من تلك التصريحات التي جمعها الصحفي "صالح النعامي" :     

صرح (يحزكيل درور) - الذي يوصف بأنه أبو الفكر الاستراتيجي للاحتلال-  بأن: "الثورات العربية هي أعظم فعل أخلاقي أقدم عليه العرب منذ قرون. إن أكثر ما يمكن أن نخشاه من العرب بعد ثوراتهم، هو التوجه لتطوير سلاح نووي، يكفي أن يعرف مواطنونا بأن طرفاً عربياً طوَّر سلاحاً نووياً، حتى تبدأ عملية نزوج جماعي عن الدولة".

وفي تقرير لقناة التلفزة العبرية الثانية أن:"مراكز البحث في مؤسساتنا الاستخبارية تقطع الليل بالنهار لتدارس سُبل مواجهة تداعيات الثورات العربية".أما رئيس الاستخبارات العسكرية (عاموس يادلين) يقول أن: "الثورات العربية أضعفت أمريكا بشكل كارثي، وهذا بحد ذاته مصدر تهديد استراتيجي لنا".

وفي توجيه استراتيجي يقول المستشرق اليهودي (إسـحاق بيلو): "مصلحتنا أن ينشغل الإسلاميين بالعلاقة بين الدين والدولة على حساب الاهتمام بإرساء نهضة تؤسس لتغيير موازين القوى". ويقول الكاتب الإسرائيلي (نداف إيال): لقد أبطلت الثورات العربية الانطباع الزائف حول خنوع العرب الفطري لجلاديهم.

والباحث (حجاي إلعاد) يقول:  "الثورات أحرجت (إسرائيل) لأنها زعمت دوماً أن العرب غير قادرين على إدارة أنظمة ديموقراطية". ويقرر الباحث الإسرائيلي (سافي ريخليفسكي) الحقيقة التالية : "هدفت السياسات الإسرائيلية دوماً لإضعاف الطبقة الوسطى في العالم العربي، لتلافي تأثيرها".

ويعترف الكاتب الإسرائيلي (جدعون ليفي) بحقيقة مفادها: "الطُغاة العرب مكّنوا (إسرائيل) من حرمان الفلسطينيين من حقوقهم، وبقاؤهم سيُخلد مشكلة اللاجئين الفلسطينيين". ووزير الحرب الإسرائيلي (باراك) يقول عن التئام مجلس الشعب المصري المنتخب: "من الآن فصاعداً، نحن مطالبون بإبداء حساسية لموقف الرأي العام العربي". أما قائد الجيش الإسرائيلي السابق (جابي إشكنازي) فيقول: "حلول الديمقراطية في العالم العربي يتناقض مع المصلحة الإسرائيلية".

وخشية من نهوض الأمة يقول وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبق محذراً الغرب: "على الغرب أن يحرص على ألا تتحول الثورات العربيـة إلى حاضنـة لمشـروع نهضوي يُعيد العرب إلى صدارة العالم".وفي مقابلة مع التلفزيون الصهيوني قال رئيس الموساد الأسبق (داني ياتوم): "حكم الاستبداد في العالم العربي ساعدنا على اختراق العالم العربي".وحول ضرورة توجيه العلاقات كتب الباحث الإسرائيلي (أهارون عيران): "إن  إصلاح العلاقات مع تركيا ضرورة إستراتيجية لتلافي مخاطر الربيع العربي" .

أما المستشرق اليهودي (إسحاق بيلو): "عظمة الانجازات التي حققها عمر بن الخطاب في زمن قصير تدلل على أن الثورات العربية يمكن أن تضع حداً لوجودنا". وخشية من المفاجئات يقول  الجنرال الصهيوني (إيتان إلياهو):" إلحاق عمر بن الخطاب الهزيمة بالإمبراطورية الرومانية في زمن قياسي يُدلل على أن بإمكان العرب أن يُفاجئونا" .

وحول الأوضاع في سوريا وما ستؤول إليه كتب الصحافي (عنار شيلو) الآتي : "ذعرٌ يسود أروقة الجيش الإسرائيلية من إمكانية نجاح الثورة السورية، هذه الثورة الأكثر بطولة وتصميم. وإسرائيل أكثر الدول المعنية ببقاء الأسد، وحديث (باراك) عن قرب سقوطه يأتي للتغطية على الرغبة الإسرائيلية، ينبغي أن نعترف بأن هذه هي ساعة الشعب السوري الجميلة وهي ليست ساعتنا الجميلة". أما (داني هارئيل) قائد المستوطنين في الجولان فيقول : "فلنضغط على العالم حتى لا يُساعد على إسقاط الأسد، سلوكه أسهم في ازدهار المستوطنات هنا". وقال (باراك): "بفضل الهدوء على الحدود مع سوريا، تضاعف عدد المستوطنين في الجولان خمسة مرات في غضون عقدين".

 (أوري ساغيه)، قائد الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي الأسبق يقول: "خطورة الثورات أنها تفتح المجال أمام نهضة عربية في كل المجالات". و(يعلون)، نائب (نتنياهو) يقول : "حكم ديموقراطي في العالم العربي يعني تغيير كل قواعد اللعبة التي ألفتها (إسرائيل) على مر عقود". و(شفطاي شفيط)، رئيس (موساد) الأسبق يؤكد الآتي: "حكم الاستبداد سهَّل علينا تجنيد العملاء العرب، لأنه يقتل الشعور بالانتماء القومي".

( تحليل في الإذاعة الإسرائيلية ) : "العقود الثلاثة الماضية حافظت على حالة الهدوء التي تسود الحدود مع مصر والأردن وسوريا، وهو ما لن يستمر. لذا يتوقع أن تتعاظم النفقات الأمنية الحكومة الإسرائيلية لتجريد الوزارات المدنية المختلفة من الكثير من مواردها المالية ونقلها لوزارة الدفاع لتغطية المصاريف الأمنية".وهذا ما يؤكده كذلك (تسفي ليبائي) المعلق الاقتصادي لصحيفة "يديعوت أحرونوت" حيث يرى: "إن تعاظم مستويات الإنفاق الأمني المتوقع في أعقاب التحولات في العالم العربي سيدفع (إسرائيل) لانتهاج سياسة تقشف اقتصادية، وسيُجبر مخططي السياسة الاقتصادية الإسرائيلية على التراجع عن توجهاتهم السابقة لتقليص الضرائب، على اعتبار أن المبدأ السائد في (إسرائيل) يقول إنه عند المفاضلة بين المناعة الأمنية والمناعة الاجتماعية يتوجب تفضل الخيار الأول بدون أي تردد".

تلك بعض تصريحات قادة وزعماء ومفكري اليهود، ترادفت مع المتغيرات في عالمنا العربي، والتي تدل على القلق الذي يعيشه هذا الكيان، والذي يقيناً لن يترك الأحداث تجري خلاف ما يريد، وسيسعى جاهداً لتكون له أيادي مباشرة وغير مباشرة، لتأجيج الصراع في الدول والأوطان، وزرع الخلافات، حتى يستمر وجوده على أرض هو يقيناً زائل عنها .   



[1] - نشر في موقعه : www.naamy.net

 

.