فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

تقرير: شارون أعطاها أهمية قصوى واعتبرها أخطر من السلاح..

 

المقاومة في الكتب المدرسية.. استهداف مشترك من قبل "السلطة" والاحتلال

 

المركز الفلسطيني للإعلام 28/5/2008م/ لا يتوقف الاحتلال عن محاولاته لطمس كل ما يمت للهوية الفلسطينية بصلة حتى بذاكرة الفلسطينيين أصحاب الأرض الشرعيين، حيث كان في الفترة ما بين عامي 1967 و1995 يُشرف مباشرة على المناهج التي كانت تدرس في الضفة والقطاع، وهي المنهج الأردني في الضفة الغربية، والمنهج المصري في قطاع غزة، ويحذف منها ما يراه تحريضياً، ومنها آيات القرآن من المناهج التي تحث على الجهاد ورد العدوان.

ومنذ إعلان وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (11/11/2004)؛ طالب رئيس الوزراء الصهيوني آرائيل شارون أكثر من مرة قيادة السلطة الجديدة بتنقيح مناهج التاريخ الفلسطينية من المواد التي تحرض ضد اليهود، وطالب الفلسطينيين بضرورة "وقف التحريض في مناهج الدراسة"، وفي وسائل الإعلام أيضاً، بجانب نزع سلاح فصائل المقاومة "كخطوة أولى للبدء بمفاوضات السلام". وقال شارون: "الدعاية المعادية لإسرائيل في الإعلام والمدارس الفلسطينية أخطر من السلاح الفلسطيني".

من يحرض على من؟

البروفيسور عبد الستار قاسم، أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح الوطنية بنابلس يقول: "إن الإسرائيليين هم الذين يحرضون أبناءهم ضدنا، ويغرسون في عقولهم حب السامية، وأنهم شعب الله المختار، وأن غير اليهود عبارة عن خدم لأسيادهم اليهود".

وتابع أن "قصص الأطفال التي يدرسونها لأطفالهم في المدارس هي قصص تحريضية ضدنا، ومن بينها قصة تدرس للأطفال دون الخامسة من العمر تعرف باسم "قصة البطتين، وفيها تتبادل بطتان الحديث، وتقول إحداهما للأخرى بأنها ستلتحق بسلاح الجو، فترد عليها الأخرى بأنها ستلتحق بسلاح الدبابات من أجل أن تقضي على العرب أينما كانوا. وكذلك قصة العربي الذي يركب حماراً واليهودي الذي يركب سيارة".

ثقافة "السلام" والحل الدائم

حديثاً كشفت مصادر مطلعة من داخل الأراضي المحتلة عام 48 النقاب عن أنه تجري في هذه الأيام وفي إطار المفاوضات الجارية بين السلطة الصهيونية والسلطة الفلسطينية حول الحل الدائم نقاش الطرفان من خلال لجنة مشتركة تم تشكيلها، مسألة إزالة المضامين الوطنية ومقاومة الاحتلال من كتب التعليم الفلسطينية، وذلك في إطار نشر ما يسمى "ثقافة السلام، وإزالة المضامين التي تحرض على العنف"، وكذلك إزالة المضامين التي "لا تعترف بحق تقرير المصير للطرف الثاني، وترفض الاعتراف بوجوده".

وقالت تقارير صحفية عبرية نشرت مؤخراً إن الطرفين يعملان على إمكانية إجراء فحص للكتب التعليمية، بذريعة إزالة المضامين التي "تحرض على العنف وعدم التسامح".

المقاومة .. تحريض!

ومن بين اللجان التي تم تشكيلها لجنة "ثقافة السلام"، ويتركز عملها أساساً في موضوع ما اصطلح على تسميته بـ "التحريض"، والذي تندرج مقاومة الاحتلال في إطاره.

ويترأس اللجنة القائم بأعمال المستشار القضائي لوزارة الخارجية الصهيونية دانييل طاوب، والوزير الفلسطيني السابق سفيان أبو زايدة. وقد عقدت اللجنة المذكورة عدة اجتماعات، وأعدت عدة اقتراحات أولية لمعالجة "التحريض" في إطار الاتفاق الدائم بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

طاوب وأبو زايدة كانا قد عرضا، خلال أحد اللقاءات، ما توصلا إليه على ليفني وقريع. وبحسبهما فقد توصلا إلى تفاهمات بشأن "معالجة التحريض في الكتب التعليمية، وأنهما يعملان على فحص آليات مختلفة لتنفيذ ذلك".

وبحسب التقارير الإعلامية العبرية؛ فإنه من بين الاقتراحات التي يتم فحصها أن تقوم هيئة مختصين من كل طرف بفحص الكتب التعليمية للطرف الثاني، وإعداد قائمة بملاحظات وطلبات لتغيير مضامين. كما أن هناك اقتراحاً آخر بتشكيل طاقم مختصين مشترك يضع معايير لفحص الكتب التعليمية، ويتم إجراء فحوصات من خلال طواقم مشتركة. وفي كل الحالات يتم وضع الطرفين، المحتل والواقع تحت الاحتلال، في المستوى نفسه، الأمر الذي يجعل مقاومة الاحتلال ضرباً من التحريض على العنف وعدم التسامح.

استهداف الإعلام إلكتروني

كما قدم الاثنان تقريراً أشارا فيه إلى أنهما يناقشان منع التحريض على العنف في وسائل الإعلام، مع التأكيد على وسائل الإعلام الإلكترونية. والتركيز على "المضامين التي تحرض على العنف، والمضامين التي تمس بحق تقرير المصير للطرف الثاني، أو المضامين التي تشجع عدم الاعتراف بوجود الطرف الثاني".

وفي السياق؛ تجدر الإشارة إلى أنه في السنوات 1998-2003 عملت لجنة صهيونية - فلسطينية مشتركة، بشكل متقطع، لـ "منع التحريض"، إلا أنه لم يصدر عنها أي شيء. وكان قد ترأس اللجنة في حينه الصحفي الصهيوني أوري دان، والناطق بلسان رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات في حينه، مروان كنفاني.

 

.