فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
خطة مصرية لوقف التسلل إلى غزة.. وإسرائيل تبني سياجًا أمنيًا على الحدود

الأربعاء 19 من جمادى الأولى 1430هـ 13-5-2009م
مفكرة الإسلام: كشفت صحيفة عبرية اليوم الأربعاء أن القيادة الجنوبية لجيش الاحتلال الصهيوني بدأت في بناء سياج أمني على الحدود مع مصر قرب قطاع غزة لوقف محاولات التسلل المزعومة عبر الحدود إلى القطاع.
ومن المقرر أن يمتد السياج الذي يتكون من سور وأسلاك شائكة لمسافة 40 كيلومترًا بين معبر كرم أبو سالم في الطرف الجنوبي الغربي من قطاع غزة ونقطة معبر نيتزانا إلى الجنوب.
وأوضحت صحيفة جيروزاليم بوس في عددها الصادر اليوم الأربعاء أن الحدود "الإسرائيلية" مع مصر والممتدة لأكثر من 200 كيلومتر تعد أسهل حدود "إسرائيل" على المتسللين، حيث لا حدود فاصلة إلا في بعض المناطق التي يوجد بها سور منتظم يفتقر مع ذلك لأجهزة مراقبة إلكترونية. وحتى المناطق المغلقة كثيرًا ما يستخدمها المهربون واللاجئون للدخول إلى "إسرائيل".
حاجز إلكتروني:
وكانت صحيفة هآأرتس الصهيونية قد ذكرت في العام الماضي أن وزير الحرب الصهيوني "إيهود باراك" يبحث مع مجموعة من مستشاريه إقامة سياج ذكي لإقامته على الحدود الصهيونية مع مصر.
وذكرت الصحيفة أن المدير العام لوزارة الحرب الصهيونية بينشاس بوشريس طالب ببناء سياج على طول قطاعين من الحدود يبلغ طولهما 14 كيلومترًا على طول منطقة ليلات و70 كيلومترًا في قطاع جنوب قطاع غزة.
وبحسب الصحيفة فإن الخطة تتضمن إقامة سياج إلكتروني ذكي على القطاعين وستشتمل على تركيز نشر القوات الصهيونية في المنطقة وتوسيع القواعد العسكرية.
وكان وزير الحرب الصهيوني باراك قد تعهد بإقامة سياج على الحدود مع مصر ينتهي العمل فيه عام 2010.
بدء العمل فعليًا:
وقالت مصادر بالجيش "الإسرائيلي" وفقًا لما ذكرته معاريف اليوم الأربعاء: إن الوحدات الهندسية من الفرقة الثمانين من القيادة الجنوبية تعمل على بناء الجدار وتعزيز مواقع الجيش الموجودة في المنطقة منذ عملية الرصاص المصبوب على قطاع غزة التي انتهت مطلع العام الجاري.
وأضافت المصادر أنه بتعزيز الأمن على طول السياج الحدودي في غزة فإن هناك مخاوف من أن تكثف عناصر حماس والجهاد الإسلامي جهودهم للعبور إلى صحراء سيناء, ومن ثم التسلل عبر الحدود إلى "إسرائيل".
وتذرعت المصادر إضافة إلى ذلك بأن هناك مخاوف "إسرائيلية من أن تتسلل عناصر خلايا حزب الله اللبناني الذي يعتقد بوجودها في سيناء عبر هذه المناطق الحدودية لدخول "إسرائيل". وفق زعمها.
وقال مسئول دفاعي أمس الثلاثاء: إن الحدود مع غزة محكمة الغلق تمامًا، ولهذا فإننا قلقون من أن يحاول "الإرهابيون" التسلل عبر الحدود المصرية. وفق زعمه.
ويرى مراقبون أن بناء مثل هذا السياج من شأنه أن يحكم الحصار على مواطني قطاع غزة الذين قد يجدون أحيانًا متنفسًا لهم من خلال الحدود مع مصر التي أغلقت حدودها خلال العدوان الأخير على القطاع.
مصر تقرر إغلاق الأنفاق مع غزة نهائيًا:
وفي سياق متصل ذكر مصدر أمني صهيوني لموقع "تيك ديبكا" العسكري أن مصر قررت وبشكل نهائي وقف عمليات التهريب من سيناء لقطاع غزة عبر أنفاق رفح. على حد تعبيره.
ووفقًا للمصدر الأمني، فقد قامت القوات المصرية بنشر 600 جندي من قوات الكوماندوز المصرية ترتدي الزى المدني في إطار جهود مصر العليا لوقف عمليات التهريب من سيناء لقطاع غزة وبشكل نهائي.
ووفقًا للمصدر "الإسرائيلي" فإن نشر مصر لقوات الكوماندوز يعتبر بمثابة قمة الجهود المصرية لإغلاق أنفاق رفح التي يتم عبرها تهريب السلاح.
وأضاف المصدر قائلاً: لو قام المصريون بتلك الخطوة قبل ثلاث سنوات لما استطاعت حماس السيطرة على قطاع غزة.
ومن شأن هذه الخطوة أن تقطع عن المواطنين الفلسطينيين آخر خطوط الإمداد الغذائي الذي كان يدخل إلى القطاع خلسة عبر الأنفاق في ظل الحصار المضروب على القطاع.
وحسب زعمه فإن هذه أول مره تشعر بها "إسرائيل" أن مصر جادة وبشكل حازم لمنع عمليات تهريب الأسلحة من سيناء لحماس وباقي الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة عبر أنفاق محور فلادلفي.
الإجراءات المصرية:
وأشار المصدر الأمني إلى أن مصر وضعت خطة لوقف نهائي لعمليات التهريب تشتمل على أربعة خطوات: الخطوة الأولى: حولت قوات الأمن المصرية كل المنطقة الواقعة بين العريش ورفح المصرية إلى منطقه عسكرية, فأي سيارة أو عربة نقل يجرها حمار أو جمل يحمل على ظهره أغراضًا يتم تفتيشها جميعًا في حالة دخولها أو خروجها من تلك المنطقة.
الخطوة الثانية: قامت القوات المصرية بنشر عدد كبير من الحواجز العسكرية على الطرق المؤدية من سيناء لقناة السويس لتفتيش السيارات والشاحنات.
الخطوة الثالثة: قام ضباط المخابرات المصرية باستدعاء الشخصيات البارزة في منطقة رفح المصرية والتي توجد على أراضيهم الأنفاق, وأبلغوهم بأنه قد انتهت لعبة تهريب الأسلحة لقطاع غزة, ومن يخالف الأمر سيتم زجّه بالسجن.
الخطوة الرابعة: اجتمع ضباط المخابرات المصرية مع شيوخ قبائل سيناء البدو ودفعوا لهم مبالغ مالية كبيرة مقابل توقفهم عن العمل في تهريب السلاح لقطاع غزة.
وأشار المصدر إلى أن هذه هي الطريقة التي استخدمها الجيش الأمريكي مع رؤساء السنة في محافظة الأنبار في العراق لمنع تهريب الأسلحة لتنظيم القاعدة.