فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
عباس يقبل المبادرة الفرنسية للتسوية ويلمح إلى التراجع عن التوجه للأمم المتحدة
تتضمن اعتراف السلطة بـ"يهودية الدولة"..
التاريخ: 3/7/1432 الموافق 05-06-2011
أعلن رئيس سلطة رام الله محمود عباس عن موافقته على المباردة التي اقترحتها فرنسا لاستئناف عملية التسوية مع الجانب الصهيوني، ملمحًا في الوقت ذاته إلى التراجع عن الذهاب للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) القادم لمطالبتها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأوضح عباس لوكالة رويترز أثناء عودته من روما إلى عمان أنه قبل المبادرة الفرنسية للتسوية مع الاحتلال، للتوصل إلى اتفاق حول الأمن والحدود قبل سبتمبر (أيلول) القادم، قائلا: "المبادرة الفرنسية تتحدث عن رؤية الرئيس الأمريكي باراك اوباما التي أطلقها في خطابه الذي تحدث فيه عن دولة بحدود 67 ولها حدود مع "إسرائيل" ومصر والاردن وفيها أيضًا الامتناع عن أعمال أحادية الطرف، ونحن قلنا من حيث المبدأ أن هذه المبادرة مقبولة وذهب إلى نتنياهو ليرى موقفه".
وأشار عباس إلى أن المبادرة الفرنسية تشكل فرصة لاستنئاف المفاوضات وقال "لدينا نافذة وهي أولا وأخيرًا سواء من اوباما أو من الفرنسيين الذين بنوا مبادرتهم على خطاب اوباما".
وأضاف "الخيار الأول هو المفاوضات، والخيار الثاني هو المفاوضات، والخيار الثالث هو المفاوضات، واذا لم تحصل سنذهب إلى الأمم المتحدة نحن غير ضامنين للنتائج، ولكن سنبذل كل جهد ولكن إذا وقفت القوى العظمى ضدنا سنعود إلى القيادة لنقرر ماذا نفعل في المرحلة القادمة."
من جهة أخرى، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية أن الوثيقة الفرنسية التي أعلن عن طرحها وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الخميس في مسعى لاستئناف المفاوضات بين الحكومة الصهيونية وسلطة عباس بأنها تتضمن "أقوالاً" في صالح "إسرائيل" ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو.
وذكرت الصحيفة أن الاقتراح الفرنسي يتضمن لأول مرة قولا من الأسرة الدولية إن هدف المفاوضات هو "دولتين لشعبين"، مشيرة إلى أن هذا تغيير ذو مغزى كبير يقترب من نتنياهو ومن مطلبه من الفلسطينيين بالاعتراف بـ"إسرائيل" "دولة قومية للشعب اليهودي".
وتتضمن الوثيقة -بحسب هآرتس- حلاً وسطًا آخر في صالح "إسرائيل" في موضوع القدس، خلافًا لمواقف سابقة للأسرة الدولية، لا تقضي بأن تكون القدس عاصمة الدولتين، بل فقط أن حل موضوع القدس يتحقق بالمفاوضات.
وتتحدث الوثيقة الفرنسية عن استئناف المفاوضات على أساس عدة مبادئ؛ حيث يتم بحث موضوع الحدود على أساس حدود 1967 مع تبادل للأراضي متفق عليه، وفقًا لخطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
كما تُدار مفاوضات على ترتيبات أمنية "للطرفين"، حيث تبدأ المفاوضات في بحث الحدود ومسألة الترتيبات الأمنية، فيما تؤجل المفاوضات على اللاجئين والقدس إلى موعد لاحق، لا يزيد عن سنة من لحظة بدء المحادثات عن الحدود والأمن.
ونقلت عن دبلوماسي فرنسي قوله: "أوضح جوبيه بأنه فقط إذا ما رد الطرفان بالإيجاب على المبادئ في الوثيقة، فإن فرنسا مستعدة لأن تعقد في تموز مؤتمر سلام في باريس لتستأنف فيه المفاوضات المباشرة".
وذكر أن جوبيه أبلغ عباس ونتنياهو "إذا كنتما لا تريدان قولا سنتخلى عن كل الفكرة"، موضحًا أنهما أبلغا جوبيه بأنهما سيبحثان الوثيقة وسيردان عليها في غضون بضعة أيام.
وبعد يوم واحد من الإعلان عن المبادرة الفرنسية أعلن الرئيس الفلسطيني عباس أنه يقبلها، في حين تواصل الحكومة الصهيونية دراستها بعمق، وأكد موظف إسرائيلي "كبير" لهآرتس أن نتنياهو تلقى الوثيقة وهو يدرسها.
وأضاف "شدد نتنياهو أمام جوبيه على أن "إسرائيل" تطالب بأن تقوم كل مفاوضات على أساس مبدأ تواجد عسكري "إسرائيلي" على نهر الأردن، وعلى الاعتراف بدولة يهودية وعلى مبدأ عدم عودة اللاجئين إلى دولة "إسرائيل"، وأنه لا يحتمل استئناف المفاوضات السياسية مع حكومة وحدة بين فتح وحماس لا تعترف بإسرائيل ولا تتخلى عن الإرهاب".
وأشار إلى أن جوبيه ألمح لنتنياهو بأن صيغة الوثيقة نالت المصادقة من الإدارة الأمريكية ومن دول بارزة أخرى في الاتحاد الأوروبي.
وأضاف "شدد جوبيه لنتنياهو على أن هدف المبادرة هو عرض بديل للخطوة الفلسطينية أحادية الجانب في الأمم المتحدة في أيلول لقبول فلسطين عضوًا كاملاً في الأمم المتحدة".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام