فتاوى فلسطينية / فتاوى منوعة
مفاهيم ومصطلحات/ ما يتعلق بإزالة الصلبان من الملابس والنجمة السداسية / ابن عثيمين
السؤال: فضيلةَ الشيخِ: كَثُرتْ أنواعُ الصُّلْبانِ في الملابِسِ والبضائِعِ، ولا أدري هل هناكَ صليبٌ مُحدَّدٌ تَجبُ إزالتُه؟
وإِذا كانَ لا يُمكنُ أنْ يُزالَ هذا الصليبُ إلا بتلفِ جُزءٍ من هذه العينِ أو جميعِ هذهِ البضاعةِ، وكذلكَ ما يتعلقُ ( بالنَجمةِ السُداسيَّة )([1])، هل يجبُ أيضًا إزالتُها أو ماذا؟ ([2])
الإجابَةُ: باركَ اللهُ فيكَ، أولاً: لابدَّ أن نَعلمَ أنَّ هذا صليبٌ، لأَنَّ بعضَ الأشياءِ يظنُّها بعضُ الناسِ صُلبانًا وليستْ كذلكَ.
والشيءُ الثّانِي: أن نعلمَ أنَّه وُضِعَ لكونِه صليبًا، لا أنه وضِعَ مِنْ أجلِ أنَّهُ نَقْشٌ في الثوبِ، لأَنَّ النَّصارى يُعظِّمونَ الصليبَ، فلا يُمْكن أن يَجعلوه ( وَشْيًا )([3])، في ثوبٍ، إنَّما يَضعونَه وضْعَ الاحترامِ.
فلابُدَّ مِنْ هَذينِ الأمرينِ، فإذا تَحقَّقْنا أنَّه صَليبٌ، فإنَّ الواجبَ تَمزيقُهُ، أو على الأقلِّ: السُنَّة تَمزيقُه، ولنُقاطِعْ هذهِ الثيابَ، لأنَّنَا إنْ قاطعْناها ولَم يستفد التجارُ منها قاطعوها أيضًا.
وكذلكَ يُقالُ في النَجمةِ السداسيَّةِ التِي يُقالُ إنَّها شعارُ اليهودِ، حُكمُها حُكمُ الصليبِ، وإن كانَ اليهودُ لا يتخذونَها على سبيلِ العبادةِ، ولكنَّها مُختصَّةٌ بِهم.
السائلُ: ولكنَّ الصُّلْبانَ يا شيخُ على أنواعٍ مختلفةٍ، هل يجبُ أن نتأكدَ أنَّه صليبٌ؟
الشيخُ: نَحنُ سألْنا النَّصَارى الذينَ أسلموا، وقالوا إنَّ الصليبَ عِنْدَهُمْ هو الصليبُ المعروفُ، أنْ يكونَ خطَّانِ أحدُهُما يقعُ عَرْضًا، والثّانِي يَقعُ طولاً، ويكونَ الطولِيُّ مِن الجَانبِ أطولَ مِنَ الثّانِي، وسألْناهُم عن ساعةِ الصليبِ هذهِ التِي يُسمونَها ساعةَ الصليبِ، قالوا: هذهِ ما يُرادُ بِهَا الصليبُ، هذه علامَةُ الشَرِكَةِ فقط، لأَنَّ الصليبَ عندهم يكونُ خطًّا مرتفِعًا طويلاً ثُمَّ الخطَّ العرْضيَّ، وأحدُ الجانبينِ في الخَطِّ الطوليِّ أطولُ مِنَ الآخرِ، لأنَّه هو الواقعُ الآنَ، فالإنسانُ المَصلوبُ يوضعُ لَهُ خَشَبَةٌ، وتوضعُ عليها خشبة عرضيَّة من أجلِ أنْ توطَّرَ بِهَا يَدُهُ، فهل يُمكنُ أن تَكونَ الخَشَبَةُ المَوضُوعةُ لليدينِ تكونُ في النصفِ؟ لا، تكونُ فوقَ، لِهذا فَنَحنُ في شكٍّ مِنْ هذا الذي نُشِرَ قَبْلَ سنتينِ بأشكالٍ مُختلفةٍ وقالوا: هذه صلبان.
المصدر: موسوعة الفتاوى الفلسطينية ص443-444.
([1]) النجمة السداسية: هي النجمة ذات الرؤوس الستة لمثلثين متداخلين، والتي يطلق عليها اليهود ( نجمة داود )، ليس لَها جذور يهودية أو عبرية، ولكنها وجدت علىجدران المعابد القديمة مع عدد من النجوم الخماسية والصلبان المعقوفة، وكذلك في النقوش المصرية القديمة والصينية، وفي الفلكلور الألماني، وعلى بعض الكنائس الألمانية وغيرها، وتَبَنَّتِ الصهيونية النجمة السداسية رمزًا لَها، واختيرت رمزًا للمؤتمر الصهيوني الأول، ولِعَلَم المنظمة الصهيونية، وهي إحدى شارات الماسونيين الأحرار!! ومازالت العديد من الكتابات والأصوات اليهودية تقلل من أهمية هذا الرمز بل تدعو للتخلي عنه واستبداله برمز آخر لعدم وجود جذور ودلالات يهودية لهذا الرمز وكان جدلا وخلافا واسعا بَيْنَ الجماعات اليهودية عندما أُنشىء كيانهم المغتصب لأرض فَلَسطين حول اتخاذ النجمة السداسية كرمزا في العَلَم اليهودي ؛ وحاول بعض اليهود إضفاء الصبغة التوراتية على النجمة السداسية حيث زعموا: " أن خاتم سُلَيْمَان كان محفورًا بنجمة سداسية رمزا للسيادة على الشياطين "؛ ويقول بعضهم: إنّها كانت محفورة على درع الملك داود ، ولذلك أطلقوا عليها نجمة داود ، وكل ذلك أبطله وشَكك به اليهود أنفسُهم ، ولِهذا فمن الخطأ إطلاقُ مُسمَّى " نجمة داود " على " النجمة السداسية "؛ لأَنَّ نسبتها إِلَى نَبِيِّ اللهِ داود عليه السلام ليس له أصل في المصادر التاريخية ، ولا حتَّى اليهودية منها، فتلك النجمة التِي تُذكرنا بالحرب والدمار والقتل والشر نتنـزه أن تنسب إِلَى نبي من أنبياء الله تعالى ، الذي أقام الدين والعدل والأمان.
ولمزيد من المعرفة يُرجع لكتاب: ( مصطلحات يهودية احذروها ) وهو من إصدارات ( مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية ).