فلسطين التاريخ / تهويد وتزوير وإجرام

بانوراما التزوير اليهودي في محيط المسجد الأقصى وفي أسفله.

متحف : "أنا وأنت في قافلة الأجيال"

بانوراما التزوير اليهودي في محيط المسجد الأقصى وفي أسفله

بدأ مصممون يهود كشف نتاج عملهم الدؤوب لمشروع استمر لأكثر من سبع سنوات أسموه مشروع "قافلة الأجيال" أو "أنا وأنت في قافلة الأجيال" ، وهو متحف تحت المسجد الأقصى وفي محيطه ، وهو محاذ لحائط "البراق" ، وبه يتم وصف وجود الشعب اليهودي على مر الأزمنة إلى يومنا هذا - حسب ادعاءاتهم - وذلك محاكاة لما يدعونه التاريخ اليهودي في المكان، ومحاولة ربط هذا التاريخ بوجود الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك، وترأس تصميم المشروع مهندس يهودي يدعى "إلياف نحلائيلي" حيث عمل من خلال غرف المتحف السبع ما ادعى أنه يجسد تاريخ الشعب اليهودي قديماً وحديثاً، وقد حملت كل غرفة رمزاً معيناً لمراحل ماضية عن الشعب اليهودي قديماً وحديثاً، ووصل الأمر أن اختار إحدى الغرف حتى تتحدث عن الكارثة المنسوبة إلى النازية.

ويزمع القائمون على المتحف افتتاحه ببداية السنة العبرية الجديدة، ووصف المصممون اليهود المشروع بأنه: "بهجة روحية سماوية تعتمد على النحت الموزييكي وعلى إسقاطات ضوئية وعلى دخان وزجاج، سيربط الزائر في بوشائجه الثقافية والتاريخية المشتركة لكل واحد منا وللأجيال التي سبقتنا. ويضيف مصمم المشروع: "بأنه المشروع الأصعب الذي اشتغلته وصممته بسبب حساسية المكان وحساسية الموضوع، وبسبب الرغبة في تجسيد هذا الموضوع الروحاني".

 

التزوير العقلي:

              قُسِّم المتحف إلى ثلاثة فصول كل فصل يقدم قصة ورسالة يراد لها أن ترسخ في أذهان الزائرين، وأطلقوا على:

الفصل الأول الفصل العقلي / الإعلامي: حيث الهدف من هذا الفصل - على حد وصف المصمم -: "خلق عامل مشترك للزائرين، والرسالة الأساس هو أننا كأفراد، فقرات في قافلة الأجيال الدائرة في بوتقة الزمن على طول خط التاريخ السائرة نحو المستقبل، وعلى الرغم من أن الواحد منا يختلف عن الآخر إلا أن ثمة قاعدة مشتركة لنا ًجميعا؛ تاريخ وتراث تتجلى رمزياً في مصطلح اسمه "القدس" ، هذه الرسالة يتم ترسيخها عبر عرض يُبث على شاشة أمام المجموعة الزائرة حين عودتها من الجولة الروحية عند مدخل الحائط حيث يتم استقبالهم ويتم تشغيل العرض لمدة ست دقائق".

 

 

الفصل الثاني/ قافلة الأسماء:  يصفه المصممون بالفصل الروحاني الرمزي حيث يخرج الزائرون إلى حملة رمزية على جسر معدني ضيق يذهب بهم إلى سبعة فضاءات - غرف - كل واحد من هذه الفضاءات يمثل فصلاً من فصول الأمة " أباء هذه الأمة والأسباط الاثنى عشر" ، " شعب في أرضنا " ، "خراب الهيكل"، "الأشواق لصهيون" ، "الكارثة" ، "تكوما – الانبعاث" كناية عن نهضة اليهود وقيام كيانهم على أرض فلسطين منذ الهجرة الأولى وحتى قيام الدولة وما رافقها من بعث روحي وثقافي، "حائط تخليد الذين سقطوا في معارك القدس".

"وفي كل غرفة من هذه الغرف منتج مصنوع من طبقات زجاجية منحوت عليها أسماء أبناء تلكم الفترة، والغرف مظلمة والزائر حين يدخلها يلفه الدخان وشعاعات ضوئية، وفي هذا الجو تُسمع نغمات موسيقية تتلاءم والواقع الموجود، وتندمج مع قراءة الأسماء وشيء من التوراة – المزعومة - التي تُعين على تمرير الرسالة في كل فصل ...."وقالوا إن: "ذروة  هذه الجولة في غرفة الأشواق حيث يسير الزائرون على بلا ط زجاجي شفاف، ساحة "المكيفا "- كناية عن الوعود التي ستتطبق في عهد المسيح الحقيقي، وقد يُقصد بها هنا قناة مياه أو بئر أو مكان تجميع لارتباطه بالهيكل الثاني _ ومن فوق هذا كله يرتفع عمود الأشواق بارتفاع تسعة أمتار وهو مصنوع من آلاف الطبقات الزجاجية وتزن 15طناً، وهذا العامود ينعكس عبر الأرضية الزجاجية ويخلق حالة من الانطباع أنه ينبت من داخل المكيفا"!

 

 

الفصل الثالث : قصر النور:  وصفوه بأنه: "يشكل دمجاً بين الفصل العقلي والفصل الرمزي، وذلك على خلفية أنوار الطبقة وشموع مضيئة، وأعمدة القصر التي تحتضن الجالسين في هذا الفضاء المظلم... وهناك يسمع الزائرون وهم جالسون قصة " الراب مناحيم مندل " ، التي تحكي قصة اليهودي البسيط من "فييولينا" ، الذي أخذت القدس بشغاف قلبه فأصبحت همه الأكبر، واستمر ذلك حتى عندما تم نقله إلى مركز للإبادة في بولندا وقُتِل في المحرقة، وحكى أحد تلامذته الذين نجوا من المحرقة القصة للجندي المظلي  الكاتب " تصفي عميراف " أحد الجنود المظليين الذين شاركوا في الحرب على القدس عام 1967م ، وقص عليه قصة أستاذه وطلب منه أن يتذكر أنه حين خروجه لمعركة تحرير القدس أنه ليس وحده في المعركة، فمعه سيهجم ويلتحم كل المظليين على مدار الأجيال ومن كل المنافي، حتى جعل ذلك الجندي يشعر فجأة أنه مبعوث مئات الأجيال التي سبقته وباسمهم ومن أجلهم قام بهذا العمل".

ويمعن المصممون في وصف الفصل الثالث بالآتي: " الجمهور يجلس متحلقاً حول مركز بئر النور... هذا الفضاء تشقه قطعة قماش جلدي أسود نصف شفافة وكل واحد من الحضور يرى الذي يقابله رؤية جزئية وهو مظلل ومغّبش، والجلسة نفسها تُعبر عن رسالة مركزية أننا كلنا جزء من فقرات منعزلة الواحدة عن الأخرى في إطار سلسلة/ قافلة واحدة مع مركز وجذور تحيط بنا وتحتضننا؛ إنه التاريخ والتراث وقلب وجودنا كشعب... إنها القدس رمز وتعبير واصطلاح ... وفي سماء هذه الغرفة تتلألأ النجوم حيث تُصدر بين الفينة والأخرى إشعاعات أنوار تغذي البئر التي في المركز لتضيء جوانبه، وعلى القطعة الجلدية السوداء تظهر صورة القاص ميخاليفنسون والذي يختفي بين الفنية والأخرى ويعود ليظهر داخل ضباب كثيف وأنوار ..."

ويضيفون : "هنا دمج بين الإضاءات على خلفية الدخان حيث ثم تصويرها في فيلم خاص وأثناء البث يتم نسجها ودمجها مع كتابات ضوئية ودخانية حيث تكون موجودة في القاعة، ومع نهاية هذا الفصل تصل إلى قمة التفكر وذروة النظر العميق الذاتي، كل واحد وقدسه، وكل واحد منا حلقة أخرى في قافلة الأجيال"!!

     ويختم المصممون الهدف من الجولة بالتالي: "بعد هذا العرض يخرج الجمهور من المبنى ليجد أمامه "حائط المبكى" (البراق)!!!

 

تزوير وغسل أدمغة:

·   هذا ما أرادته المؤسسة اليهودية من وراء المشروع الذي دعمته رسمياً، أرادوا أن يقولوا للعالم مضللين أن تاريخ شتات اليهودي موجود في جوانب المسجد الأقصى وتحته... بتزوير كل ما هو إسلامي وعربي في القدس؛ لإيجاد تاريخ لليهود على أنقاض الحفريات والتحريف الرخيص على حساب الحضارة الإسلامية.

·   فالمسجد الأقصى في خطر ولعل تسارع الأحداث والممارسات الحالية دلالة واضحة على ذلك ، فمن العبث في مقابر المسلمين في القدس وتحويل المقابر التاريخية الإسلامية في القدس كمقبرة "مأمن الله" التي دفن فيها بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لمتحف أسموه متحف التسامح!! ومن افتتاح كنيس يهودي أسفل المسجد الأقصى وعلى مقربة من قبة الصخرة، والإعلان عن الانتهاء من الأعمال في متحف قافلة الأجيال، ليربطوا الماضي بالحاضر، ويشوهوا التاريخ للزائرين ولأجيالهم القادمة بعد أن فقدوا الأمل في إيجار آثار لهم بعد حفريات استمرت لأكثر من أربعين عاماً !!! فإذا بهم يقيمون المتاحف ليعرضوا التاريخ الذي ناله الكثير من التحريف والتزوير كما نالت التوراة مما خطت أيديهم.

·   فلم تبق خربة ولا معلم أثري إلا وعاث فيها لصوص الأرض والتاريخ خراباً وتدميراً، ولم تبقى حارة أو زاوية في القدس إلا وتعرضت لهذه الحفريات وعندما يجدون أي آثار إسلامية – وما أكثرها – فإن مصيرها الإهمال والضياع والتدمير ولا يتم توثيقها؛ ومن أساليب بلدية القدس اليهودية الخبيثة في التحريف والتزوير، أنهم قاموا بعد إزالة وطمس آثار القرى العربية، بنقل حجارتها واستخدامها في بناء المغتصبات اليهودية، فهم يتجنبون البناء بالأسمنت المسلح لكي يخيل للزائر أن هذا السور وهذا البيت بني من قبل مئات السنين، لتركيب تاريخ يهودي مزور!! كما فعلوا في السابق بتحويل حارة المغاربة وحارة الشرف إلى حارة يهودية أسموها الحي اليهودي، وبعض مساجد القدس القديمة التي حولوها إلى كنس، بعد أن غيروا المعالم وأزالوا كل ما يثبت أنه مسجد للمسلمين!!!

·   ولهذا نقول أن مشروع التهويد مشروع اجتمع عليه اليهود قادة وشعباً وأحزاباً ومؤسسات ، فهم سائرون في مخططات التهويد وطمس المعالم الإسلامية في القدس والمسجد الأقصى، وكل تلك الإنجازات في فترة متقاربة متسارعة، والعالم العربي والإسلامي مغيب عن تلك المشاريع التهويدية وما يحاك للمسجد الأقصى الذي هو في خطر لن يزول إلا بزوال الاحتلال عن القدس وفلسطين ...

.