فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
تزايد التوتر بين حماس والسلطة الفلسطينية ومخاوف من صدام عسكري

السبت 13 من جمادى الثانية1430هـ 6-6-2009م
مفكرة الإسلام: تصاعدت موجة التوتر بين حركتي فتح وحماس في الأراضي الفلسطينية وسط مخاوف متنامية من احتمال دخول مرحلة صدام عسكري شامل بين الجانبين مع تزايد معدلات عمليات الاغتيال السياسي، بصورة لم تشهدها الساحة هناك من قبل.
وتفجرت موجة الاضطرابات الأخيرة بعد اصطدام أجهزة السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقياديين عسكريين من الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، مما أسفر عن مقتل تسعة بينهم أربعة من أجهزة الأمن التابعة لرئيس السلطة محمود عباس وأربعة من كتائب القسام ومدني واحد.
حماس تطلق حملة لاعتقال العناصر الإجرامية:
وأعلنت حكومة حماس في غزة من خلال بيان أصدرته اليوم عن بدء حملة اعتقالات ضد الخارجين عن القانون في قطاع غزة.
وقال المتحدث باسم فتح في الضفة الغربية فهمي الزعارير إن هذه الحملة ستشمل مئات من كوادر الحركة التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لكن حماس نفت هذه الكذبة وأكدت أن الحملة ستركز على العناصر الخارجة عن القانون الساعية لإثارة القلاقل.
وادعى الزعارير أن حماس تعاني من أزمة داخلية في غزة، وتحاول تصدير أزمتها إلى الضفة الغربية وتقديم دعم معنوي إلى أعضائها في الضفة الغربية من خلال هذه الاعتقالات، ولكن وزارة الداخلية التابعة للحكومة في غزة أنكرت صحة هذه المزاعم وقالت: "لقد ضاعفنا من تحرياتنا وتحقيقاتنا بعد ورود إنذارات ومعلومات مؤكدة عن وجود مجموعات وخلايا تهدف لزعزعة الأمن الداخلي".
وأضاف بيان حكومة حماس: "لقد تمت مضاعفة التحريات وتزايدت التحركات لجمع المعلومات والتحقيقات بشكل هادئ ومنهجي وقانوني، وأدت هذه الجهود إلى اكتشاف خيوط جرائم جديدة تنوي القيام بها مجموعات منحرفة ومجرمة".
وتعليقًا على الأوضاع المتفجرة قال مدير مركز رام الله لحقوق الإنسان إياد البرغوثي: "الأوضاع في الأراضي الفلسطينية تسير نحو تحول السلطتين في غزة والضفة الغربية إلى سلطتين فاشيتين".
إلا أن سياسيين في الضفة الغربية يستبعدون وصول الأمور في الضفة الغربية إلى ما وصلت عليه في قطاع غزة الذي سيطرت عليه حماس في يونيو 2007.
استبعاد وقوع انقلاب عسكري شامل في الضفة:
وقال البرغوثي: "إسرائيل لن تسمح بالحسم العسكري في الضفة الغربية، لكن الظروف الآن باتت مهيأة تمامًا لإمكانية وقوع اغتيالات سياسية لأنه لم يعد هناك رادع أخلاقي يمنع هذا الأمر".
أما هاني المصري، مدير مركز بدائل للدراسات الإعلامية فقد قال: "الصدام العسكري في الضفة الغربية محتمل، لكن ليس على وتيرة انقلاب شامل على السلطة، و"إسرائيل" لن تسمح بنجاح أي انقلاب في الضفة الغربية، وحماس تدرك هذه المعادلة".
وأضاف المصري: "هناك تصريحات صدرت عن قادة من حماس أعتبرها بمثابة ضوء اخضر لجناح حماس العسكري لمواجهة الأجهزة الأمنية عسكريًا في الضفة، والحاصل أن كل طرف يحاول تصفية الآخر".
وأردف: "واضح أن هناك ضوءًا اخضر من قيادات حماس لمواجهة مسلحة مع السلطة، من خلال قرارات رفض تسليم أنفسهم للأجهزة الأمنية أو اعتبار السلطة مثل الاحتلال".
لكن حماس من ناحيتها ترى أن هذه التحليلات لا تهدف إلا إلى توريطها، وتؤكد أن خطط تصفية المقاومين الفلسطينيين الشرفاء في الشفة الغربية مستمرة ولم تتوقف في يوم من الأيام وأنها تسير بناء على التنسيق المتبع مع الاحتلال بموجب الاتفاقيات السابقة.