قطوف مقدسية / فلسطين في وجدان الشيخ زيد الفياض

|22-24| ما هو السر؟ | الحل العملي لقضية فلسطين

(22)

ما هو السر؟

"اليمامة"، العدد (440)، في 19/7/1383هـ

اغتيلَ جون كِندي رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، وهُدِّد خَلَفُه بالقتل، وأُنذر شقيقه المدعي العام الأمريكي بأنه سيلقى نفس مصير أخيه، وهُددت ملكة بريطانيا بالقتل، وهُدد رئيس وزراء السُّويد، ورئيس وزراء تركيا الذي استقال منذ أيام... وهكذا تتوالى التهديدات على الرؤساء في هذه الأيام بشكل يدعو للاستغراب، ويُلحُّ في معرفة السر الكامن وراء هذه الأعمال الهمجية.

وتكثر التخيلات والاستنتاجات، ومع ذلك فإن الأمر يدعو إلى مضاعفة الجهود لمعرفة مصدر هذه التهديدات، والهدف منها.

لقد قيل: إن الشخص الذي هدد الرئيس الأمريكي الجديد مجنون، ولكن لا يمكن أن تكون البقية بهذا المستوى! والتحقيق الذي أجراه بوليس دالس بولاية تكساس عن مصرع كندي كان باعثا للريبة في التواطؤ، وقاتل أوزوالد يهودي لا يزال التحقيق جاريا معه! والقرائن تدل على أنه أراد إخفاء معالم الجريمة، وتمييع القضية بموت أوزوالد!

والصهيونية ليس بمستبعد منها أن تعمل هذه الأعمال الشنيعة لأغراض سياسية أو اقتصادية؛ فمقتل برنادوت وسيط الأمم المتحدة، وخطف إيخمان من الأرجنتين يعرفها الجميع، وهتلر الذي لمس تخريب اليهود في بلاده، وفي العالم أجمع، وأدرك مؤامراتهم الشريرة، وأساليبهم الشيطانية، ووسائلهم المنحطة، أراد أن يخلص ألمانيا والعالم أجمع من شرهم ولؤمهم، وتحدث عنهم في كتابه "كفاحي" بما لا يحتاج معه إلى مزيد من الإيضاح.

و "بروتوكولات حكماء صِهيون" ناطقة بنوايا اليهود الخبيثة، وما يبيتونه من تدمير للعالم، وهدم له؛ من أجل الوصول إلى مقاصدهم بأي وسيلة؛ تبعا للسياسة الميكافيليَّة، وجريمتهم المُشاهدة للعيان في تشريد مليون لاجئ، والمذابح الجماعية في دير ياسين وشرم الشيخ وغيرهما، تكفي للحكم عليهم بأنهم لا يتورعون عن ارتكاب أفظع الجرائم وألأمها.

وهذه وأشباهها -قد تُلقي الضوء على عصابات التهديد والاغتيال للزعماء، وليس بمستبعد أن تكون الصهيونية العالمية هي التي تَحيك خيوط هذه المؤامرة الدنيئة؛ لنيل غرضها السياسي والاقتصادي، ولإشاعة الذعر والفزع في صفوف من لا يخضع لمطالبهم وعدوانهم، ولجر العالم حافة الحرب؛ لتحقيق مطامعهم السياسية والاقتصادية.

إن على العالم مسؤولية جسيمة في ملاحقة هذه العصابات، وكشف أسرارها من أجل الإنسانية والعدالة، وإن على الدول التي تحسن الظن بإسرائيل وبالصهيونية أن تفكر مليا في هذه الدويلة النشاز دويلة الصهاينة المعتدية قبل أن تحرق العالم بمكرها وغدرها، فهل يفعلون؟!

قضية فلسطين، ص45-47.

(23)

"اليمامة"، العدد (447)، في 14/8/1383هـ

لقد عودتنا الأيام أن سياسة المهادنة والضعف، وانتظار الإنصاف من حماة الاستعمار وأنصار الصهيونية عبثٌ فارغ، ووهم قاتل، كم تجرع المسلمون منه كؤوسا مريرة المذاق، وخيمة العاقبة!

إن المسلمين في كل موقف يصمدون فيه يتجلى لهم الطريق اللاحب، ويحصلون على مكاسب كبيرة، رغم الصعوبات التي تعترض طريقهم، وضعف الإمكانات التي كانت لديهم في كثير من الأحيان.

إن واجب الحكومات والمسؤولين في هذه الظروف الدقيقة مسؤولية جسيمة، سوف تكتب لهم صفحات مضيئة إذا ما أدوا الواجب بأمانة وإخلاص، وكانوا على مستوى المسؤولية المُناطة بهم.

وسوف تكون بعكس ذلك فيما لو تقاعسوا عن أداء المهمة الخطيرة، إما لضعف أو خيانة، وسوف يرتكبون جريمة فظيعة لن تغفرها لهم الأمة جمعاء، ونحن اليوم نقف على مفترق الطرق، ومن واجب المسؤولين أن يعملوا بجد، وأن يرسموا مخططا سليما، ثم ينفذوه بصدق وشجاعة.

قضية فلسطين، ص57-60.

(24)

الحل العملي لقضية فلسطين

"اليمامة"، العدد (٤٥١)، في ٢٨-٨-١٣٨٣هـ

إن إسرائيل قد رسمت مخططاتها؛ لكي تستجلب الملايين من اليهود المشتتين في أنحاء العالم، ورُقعة الأراضي التي اغتصبتها لا تستوعب اليهود، وهي في هذه الحال ستعتدي على أراضي الدول العربية المجاورة حتما، ولن تقنع بما اغتصبته، وكل يوم يمر دون أن يحزم المسلمون أمرهم للتخلص من هذا الخطر الصهيوني، ويقابلوا دويلة العصابات بالقوة، فإنه يُتيح الفرصة لإسرائيل لتتركز، وتقوى على حساب العرب.

إن الأمر يقتضي الاستعداد والجدية اللائقين بعظم المسؤولية وجَسامتها.

إن الشعوب تريد من حكامها في هذه الظروف أن يكونوا معبرين عن آمالهم وآلامهم، وأن يعملوا ما تقتضيه الحال من حزم وتهيُّؤ.

يريدون نشاطا سياسيا واقتصاديا وتأهبا عسكريا، وتدريبا شاملا على مختلف الأسلحة؛ ليكونوا على مستوى الأحداث؛ فإسرائيل تعمل للتجنيد الإجباري الشامل منذ سنين، وبقي أن نعمل نحن بالمثل.

وإذا كانت الصهيونية العالمية قد جعلت من وسائل الإعلام لديها قوةً هائلة، بل وتكاد تكون وسائل الإعلام في الدول الأوربية والأمريكية أدوات ناطقة باسمها، فيجب أن تقوم الدول العربية بنشاط ملحوظ في هذا الصدد، وأن تنشر وجهات نظرها وحقائق الوضع في فلسطين على الرأي العام العالمي بصورة واضحة.

إن المسألة ليست في اجتماع يعقد، وقرارات تصدر وخُطب تلقى، ولكنه في استعداد وتهيؤ وتنفيذ، إننا نتمنى مع ملايين المسلمين أن يوفق الله قادة وشعوب العالم الإسلامي للاعتبار، وتلافي الأخطار، وحزم الأمر، والتنفيذ العاجل، حتى يعيدوا للأمة مجدها وكرامتها.

ونذكِّر مرة أخرى أن كل يوم يمر دون ردِّ الاعتداء الصهيوني هو في صالح الصهيونية، وازدياد لخطرها على الأمة الإسلامية والعربية.

قضية فلسطين، ص61-63.

.