فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
رائد صلاح يشبه الصهيونية بـبيت العنكبوت ويساوي بينها وبين النازية

السبت 29 من جمادى الأولى 1430هـ 23-5-2009م
مفكرة الإسلام: ساوى القيادي الفلسطيني رائد صلاح بين الصهيونية والنازية, مؤكدًا أنه "إذا كانت النازية قامت بارتكاب محرقة فإنّ الصهيونية تقوم بارتكاب أكثر من محرقة بحق الشعب الفلسطيني".
وطالب صلاح في كلمة له في افتتاح المؤتمر الشعبي العالمي لنصرة فلسطين المنعقد في إسطنبول بتركيا ـ العالم العربي والإسلامي والمجتمع الدولي بفتح معبر رفح "ووقف التطبيع مع الجانب الإسرائيلي وقطع العلاقات العلنية والسرية".
كما طالب بضرورة السعي العاجل لكسر حصار قطاع غزة، وبوحدة فلسطينية تقوم على "الثوابت الفلسطينية وعلى أساس احترام إرادة الشعب الفلسطيني".
واستعرض صلاح حصيلة الحرب التي شنها الجيش "الإسرائيلي" على قطاع غزة، من الضحايا الفلسطينيين المدنيين وتدمير المنشآت المدنية، واستدرك بالقول: "إنّ شعبنا الفلسطيني بحمد الله قد حافظ على الثوابت الفلسطينية، ولا زال يطالب بمطالبه العادلة، ويرفع لواء المقاومة المشروعة في وجه الاحتلال الإسرائيلي المتوحش، فشعبنا الفلسطيني من خلال صموده قد أعاد الثقة إلى الشعوب المسلمة والعربية وأثبت أنّ بإمكاننا اليوم أن نردّ الظلم عن كل إنسان في العالم، عن كل عربي في العالم، عن كل مسلم في العالم، قد بدأ يتأذى من شرور المؤسسة الإسرائيلية".
بيت عنكبوت:
ومضى الشيخ رائد إلى القول: إنّ "شعبنا الفلسطيني أثبت ولا زال يثبت أنّ الصهيونية رغم تجبّرها وفسادها وهيمنتها في الأرض؛ فهي بيت عنكبوت إذا وجدت رجالاً يصمدون في وجهها".
ومن جانب آخر؛ شدّد الشيخ رائد صلاح على التمسك بالحقوق الفلسطينية وقال "من هنا نودّ أن نؤكد أنّ حق العودة في مسيرة الشعب الفلسطيني هو ثابت من ثوابت القضية الفلسطينية، والدعوة للتنازل عنه هو دعوة قبيحة".
واستهجن القيادي الفلسطيني الخيارات التي يطرحها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من قبيل التعامل مع الاستيطان، وقال الشيخ صلاح: "يا نتنياهو؛ ليس الحل بزوال المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية، بل بزوال كل الاحتلال الإسرائيلي".
القرضاوي يدعو إلى جمع الجهود:
من جانبه، دعا الشيخ يوسف القرضاوي في افتتاح المؤتمر أمس الجمعة إلى جمع كل من يناصر القضية الفلسطينية في العالم من الشرق والغرب، وقال: إن "هذا هو الذي يقوم به هذا المؤتمر، في حشد الجهود وتعبئة القوى المختلفة، كلها تصب في نصرة الحق في هذه القضية".
كما تحدث باستفاضة عن التهديدات الإسرائيلية المتزايدة بحق مدينة القدس ومقدساتها، منبِّهاً إلى المخاطر التي تمارسها سلطات الاحتلال بحقه.
وأكد أن المطلوب هو "نصرة دائمة لفلسطين" حتى لا تكون هناك هبات متقطعة وغير متواصلة، مؤكداً أن نصرة فلسطين "ليست تبرعاً ولا تطوعاً بل هي فرض عين علينا" داعياً إلى شد أزر المقاومة وحماية ظهرها.
سوار الذهب: برامج عملية لا شعارات مرفوعة
من جهته أكد الرئيس السوداني الأسبق سوار الذهب في كلمته أن هذا المؤتمر يأتي ليحول شعاره "نحو نصرة دائمة لفلسطين" إلى برامج عملية "حتى لا تكون الشعارات المرفوعة مجرد كلمات سرعان ما تنسى". وقال: "جئنا لنحول الغضب والتعاطف إلى نصرة دائمة بمفهومها الشامل".
ويشتمل برنامج المؤتمر على عشر حلقات بحث وعمل متخصصة، وثلاث ندوات عامة تتحدث فيها شخصيات بارزة متخصصة على المستوى الإسلامي والعالمي، إضافة إلى جلسة للافتتاح وأخرى للختام يشارك فيها عدد آخر من المتحدثين، كما ستكون هناك كلمات رمزية تعبِّر عن قارات العالم وتضامنها مع فلسطين.
وينظم هذا المؤتمر عدد من المنظمات هي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والمؤتمر القومي الإسلامي، ومؤتمر الأحزاب العربية، والمؤتمر القومي العربي، واللجنة الدولية لنصرة فلسطين وكسر الحصار عن غزة، ومنظمة المساعدة الإنسانية من تركيا، والحملة العالمية لمقاومة العدوان، وجمعية مناصرة فلسطين في البحرين، والمنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين، وجمعية فيدار في تركيا، ومؤسسة القدس الدولية، ولجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب، وجمعية التحالف من أجل فلسطين، ومجلة المجتمع التابعة لجمعية الإصلاح الاجتماعي بالكويت.
حلف فضول جديد:
وقال الدكتور عصام البشير في تقديمه للفعالية التي حضرتها قرابة خمسمائة شخصية: إنّ "هذا المؤتمر هو مؤتمر عالمي، وهو يمثل مشتركاً إنسانياً لقضية حق وعدل"، معتبراً أنّ انعقاده يمثل حالة نوعية لتحقيق ديمومة التفاعل مع القضية الفلسطينية.
ونبّه البشير إلى أنّ المؤتمر يمثل حالة من التداعي لعقد "حلف فضول جديد"، في إشارة إلى الحلف الذي قام في مكة على قيم إنسانية تشمل نصرة المظلومين والمستضعفين قبل البعثة النبوية وأشاد به الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
ولفت عصام البشير الانتباه إلى أنّ "فلسطين أرض محتلة بيد أنّ إرادة أهلها محررة، وكم من بلاد محررة، لكن إرادة أهلها محتلة".
صفحة سوداء:
وفي كلمته الافتتاحية؛ أعاد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور ناصر الصانع، النائب الأسبق بمجلس الأمة الكويتي، إلى الأذهان، أهمية التوقيت الذي ينعقد فيه المؤتمر، بعد أسبوع من حلول الذكرى الحادية والستين للنكبة الفلسطينية، وعلى إثر الحرب على غزة، وفي ظل الهجمة على القدس.
وأكد الصانع أنّ "الاحتلال الإسرائيلي قد سجّل صفحة سوداء أخرى في تاريخ الإنسانية، وذلك على مرأى من العالم ومسمعه، وقد شكّل ذلك حالة احتجاج عالمي لم تكن عاطفية وحسب، بل وتضمنت برامج ومشاريع" لنصرة الشعب الفلسطيني ورفع آثار العدوان عنه.
وحذّر الصانع من حملات تهويد القدس وعمليات التهجير التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بينما تشهد المواقف العربية والدولية تراجعاً إزاء ذلك، وقال: "إنّ تعديل مبادرة هنا وتوسيعها هناك هي أقرب إلى مكافأة للمعتدي".
ومضى رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر إلى القول "إنّ الإنسانية الحقة وعبر تجاربها المريرة وخبراتها المغموسة بالدم والدموع؛ أدركت أنّ استعادة الحقوق يتطلب الكثير من الجهود"، وشدّد على أنه "لا بد من استمرار المسيرة الإنسانية لنصرة الحق، ومن هنا جاء التداعي لعقد هذا المؤتمر، كي تُحشد فيه الجهود للتنسيق ودعم الشعب الفلسطيني".
وأكد أنّ هذا المؤتمر "لم يُقصد منه المزيد من الخطابات، وإنما يهدف إلى القيام بمشاريع وبرامج محددة، فهذا المؤتمر هو البداية وحسب" لعمل كبير ومستمر.