فلسطين التاريخ / الواقع والمأمول

أحداث فلسطين

د. محمد درامي

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين محمد بن عبد الله صلى الله عليه وعلى  آله وصحبه ومن والاه، وبعد،،،

إن المتابع لما يجري على أرض فلسطين من انتهاكات للمقدسات الإسلامية، وحصار جائر لأطفالها ونسائها وشيوخها، ليعتصر قلبه ألماً على مشاهدة هذه الجرائم المروعة التي أظهرت الحقد الدفين على هذه الأمة، وذلك لما لهذه الأرض من مكانة عظيمة لدى المسلمين، حيث تحتضن المسجد الأقصى المبارك الذي هو مسرى النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال الله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الإسراء:1].

 

إن المسجد الأقصى، وعموم الأراضي الفلسطينية هي ملك وميراث للمسلمين، وذلك لأن المسلمين هم أتباع لجميع الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين ، وخاتمهم النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الحق اكتسبناه بوعد الله تعالى لعباده الصالحين القائل في كتابه العزيز {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}[ الأنبياء: ١٠٥ ]، ومن أجل ذلك يجب الدفاع عن مقدساتنا وعلى الأرض الفلسطينية بكل ما أعطينا من قوة ولن نمل بالمطالبة والدفاع عنه حتى قيام الساعة .

ورغم هذه المشاهد التي نراها من قتل وإبادة جماعية للمدنيين العزل والأطفال والنساء والشيوخ يدعونا إلى استحضار موقف المسلمين الأوائل وغيرتهم على مقدسات الأمة ، وبذلهم المال والنفس في سبيل تحريرها من أيدي الغاصبين، وعلى راسهم الخليفة الثاني : عمر بن الخطاب رضي الله عنه والقائد المظفر صلاح الدين الأيوبي - رحمه الله وأجزل العطاء لكل من سار على دربهما.

لقد تكالبت علينا أمم الأرض الكافرة، وسلطوا علينا قردة وكلابا سائبة من اليهود؛ تنهش في أبناء المسلمين على أرض فلسطين، وتسفك دماءهم وتهدم منازلهم وتشرد الأحياء منهم.

فاليهود أمة حقيرة ذليلة، وصفهم ابن القيم رحمه الله في كتابة (هداية الحيارى) (ص١٥) وصفا طابقهم مطابقة ظاهرة، فقال: "الأمة الغضبية، هم اليهود، أهل الكذب والبهت والغدر والمكر والحيل، قتلة الأنبياء وأكلة السحت وهو الربا والرشا.

أخبث الأمم طوية، وأرداهم سجية، وأبعدهم من الرحمة، وأقربهم من النقمة.

عادتهم البغضاء وديدنهم العداوة والشحناء.

بيت السحر والكذب والحيل، لا يرون لمن خالفهم في الكفر وتكذيبهم الأنبياء حرمة، ولا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة.

ولا لمن وافقهم عندهم حق ولا شفقة، ولا لمن شاركهم عندهم عدل ولا نصفة، ولا لمن خالطهم طمأنينة ولا أمنة، ولا لمن استعملهم عندهم نصيحة - وحاشاه أن يوجد بينهم- ليس بيهودي على الحقيقة.

أضيق خلق صدورا، وأظلمهم بيوتا، وأنتنهم أفنية، وأوحشهم سجية.

تحيتهم لعنة ولقاؤهم طيرة.

شعارهم الغضب ودثارهم المقت " انتهى كلامه.

فخلافنا معهم  ديني وعقدي دائم، بل شقاقهم وعنادهم وكفرهم مع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أبدي: قال تعالى :  {وَقَالَتْ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ }[سورة المائدة:64]، وقالت اليهود: {إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} [سورة آل عمران:181].

ويقولون في التلمود:

-  " ليس الله معصوم عن الطيش، والغضب والكذب". تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا.

-        ويقولون : " إن الله يقضي ثلاث ساعات من النهار يلعب مع ملك الأسماك"، حاشاه جل في علاه: قال تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا} [سورة ص:27].

 

-      ويقولون في التلمود: " اليهودي أحب إلى الله من الملائكة، فالذي يصفع اليهودي كمن يصفع العزة الإلهية ".

-      ويقولون: "إن الله يستشير الحاخامات على الأرض حين توجد معضلة لا يستطيع حلها في السماء"، تعالى الله عما يقول هؤلاء علوًا كبيرًا: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} [سورة الإسراء:44].

هذه ادعاءاتهم الكاذبة الفاجرة، فكذبهم الله فقال الله عنهم: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ  قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم  بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ  يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ  وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا  وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ}. [سورة المائدة 18].

وهل يوجد شيء لا يقدر عليه الربّ؟! سبحانه وتعالى وهو على كل شيء قدير، قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}[ سورة يس:82].

 

- وقالوا في التلمود بوقاحة فاجرة: أن تعاليم الحاخامات لا يمكن نقضها أو تغييرها ولو بأمر الله.

سبحان الله وهو القائل عن اليهود: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}[سورة التوبة 31]. وهؤلاء الذين قال الله عنهم : {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [ سورة التوبة 34].

 

- هؤلاء اليهود الذين يرون أنفسهم كل شيئا ولا يعدّون غيرهم شيئا، ومن أقوالهم في غير اليهود كما جاء في كتبهم:  نطفة غير اليهودي كنطفة باقي الحيوانات .

فإذا قالوا ذلك في ربهم العظيم ! فكيف قولهم وفعلهم في عباد الله أجمعين، فهم أهل إجرام منقطع النظير وأهل تضليل وتلبيس وتهويل، يمكرون بالمؤمنين  ويرون أنفسهم كل شيئا ولا يعدّون غيرهم شيئا ،ويفتكون بالآمنين، قاعدتهم في الإرهاب وسفك الدماء وتقطيع الأشلاء وأن غيرهم ليس من الآدميين، فقالوا عن الفلسطينيين: (سنتعامل معهم على أنهم حيوانات بشرية)، وهذه ليست كلمة عابرة في لحظة ناقمة، إنها عقائدهم التلمودية الإرهابية التي جاء فيها: (نطفة غير اليهودي كنطفة باقي الحيوانات).

وبتلك الهمجية المتغطرسة أمطروا أهلنا المستضعفين في غزة وفلسطين بوابل من قذائفهم الطائشة وقنابلهم المحرقة وصواريخهم المدمرة فعاثوا في الأرض الفساد وأهلكوا النسل والحرث والبلاد والعباد، خاب رميهم وعاد على أشلائهم قبح كيدهم ومكرهم.

وهدف اليهود أعداء الله هو تهجير يهود الشتات إلى فلسطين واغتصاب الأرض المقدسة.

حيث اعتقد قادة الحركة الصهيونية بأن تهجير يهود الشتات إلى أرض فلسطين ضرورة من ضرورات النجاح.

يكفي أن نذكر هنا بقول ((بن جوريون)) عام1959عندما قال: ((إن انتصار(( إسرائيل)) وبقائها  سيتحقق عن طريق الهجرة المكثفة إلى إسرائيل)).

لذلك عمل زعماء الصهاينة وكبار الحاخامات الذين انتشروا في كل بقعة علموا أن فيها بعضاً من يهود الشتات جهود كبيرة، فراحوا يطلقون الصيحات والتصريحات، مطالبين إخوانهم المشتتين بالعودة إلى وطنهم (أرض الميعاد)؛ لمؤازرة إخوانهم هناك، والعمل معهم من أجل الوصول إلى ما (وعدوا به).

فتدفق اليهود وبكميات هائلة إلى إسرائيل، وفي خلال ثلاث سنوات فقط ارتفع عدد السكان اليهود في فلسطين إلى الضعف. فعند قيام دولة إسرائيل كان عدد سكانها اليهود حوالي 650 ألف فقط، أضافت إليهم الهجرات الكبرى هذه حوالي750 ألف يهودي، هاجر معظمهم من أوروبا إبان الحرب العالمية الثانية وفي آسيا والدول العربية، ولقد ساعد في دفع عمليات الهجرة هذه أيضاً قانون العودة الذي صدر في15 يوليو1950، والذي أضفى على عمليات الهجرة الصفة الدينية، وذلك عندما سمى الهجرة إلى إسرائيل (العودة إلى بلادهم) ، وعندما أطلق في مادته الثانية على موجة الهجرة لفظ (عليا) ؛ أي: الحج والصعود إلى أرض الميعاد، ويعطي هذا القانون الحق لكل يهودي في أن يهاجر إلى إسرائيل، ولأغراض هذا القانون اعتُبر يهودياً كل شخص أمه يهودية أو اعتنقت الدين اليهودي، أو حتى لو تحول هو إلى اليهودية، بشرط أن يكون تحوله هذا بموافقة حاخام من الأصوليين.

لقد لعبت الصهيونية إذن بكل الأوراق المتاحة لديها، فكانت تغري اليهود بالمال وبالمستقبل المشرق الذي ينتظرهم في إسرائيل تارة، وتثير المشاعر الدينية والقومية لديهم تارة أخرى. وكانت تنظم الخلايا السرية لضرب اليهود الذي يجتمعون في بلاد تسمح لهم بالهجرة ويرفضون مغادرتها، وينظمون الحملات الإعلامية عن (محاسن أرض الميعاد) لجذب اليهود. وعن تعذيب اليهود لكسب تأييد الشعوب وتعاطفهم وموافقتهم على هجرة اليهود الذين يتجمعون في تلك البلاد التي لا توافق على الهجرات الواسعة أو تضيِّق عليها.. وفي جميع الأحوال، عرف هؤلاء كيف يستغلون كل التطورات والتغييرات المحلية والإقليمية والدولية، من أجل تنشيط عمليات الهجرة وتحقيق أهدافهم؛ فبعد انتصار إسرائيل في حرب1967لعبت الدعاية الصهيونية دوراً كبيراً في إبراز إسرائيل كقوة جبارة لا تقهر، الأمر الذي جذب آلاف الشباب المتحمسين الذين هاجروا إلى إسرائيل وبأعداد ضخمة بعد فترة الحرب ولقد قال (أبا إيبان) وقتئذ: (لو كنا أربعة ملايين يهودي في إسرائيل اليوم لكان لمطالبنا في الصراع القائم وزن كبير، وإن تنشيط الهجرة اليهودية من شأنه أن يعزز مكاسبنا في الحرب، فاحتلال الأراضي وحده ليس كافياً، فنحن بحاجة إلى استيطان هذه الأراضي).

وفي 6/11/1970: نشرت صحيفة (دافار) الإسرائيلية تصريحاً ((لغولدا مائير )) تقول فيه: (ما نحتاج إليه في الوقت الحاضر أكثر من أي شيء آخر، هو: الهجرة. توجد أمور كثيرة نحلم بشأنها، ولكن لقلة الرجال وبسبب الحروب المفروضة علينا لا نستطيع أن ننجزها إلا إذا أتى المزيد من الرجال). لقد كان لندائنا هذا الأثر الكبير في دفع عملية الهجرة إلى الأمام؛ فلقد هاجر إلى إسرائيل في الفترة ما بين عامي 1970 و1973، أي: خلال ثلاث سنوات فقط، ما يقارب 189.000 يهودي.

وكان لا بد لتحقيق مبدأ تهجير يهود الشتات، من التخطيط المحكم والتنفيذ الدقيق على النحو التالي:

1- كان لا بد من السعي لإقناع العالم بوجود شتات يهودي في بلاد العالم المختلفة، منذ قام الأشوريون قبل أكثر من 2700 عام بالقضاء على التكتل اليهودي وفرقوا من بقي منهم في الأرض .

ولذلك تصدر من وقت لآخر الأبحاث التي لها الصبغة العلمية والدراسات التي تثبت وجود قبائل ترجع إلى أصل يهودي في مكان ما، أو تدعي أن القبيلة التي تعيش في مكان كذا في أسلوب معيشتها وعاداتها تشبه عادات ونظام حياة اليهود، والمثال على ذلك: فقبل عدد من السنوات اكتشف العالم أن قبائل(الفلاشا) في أثيوبيا أصلها يهودية.

كما أن صحيفة (( جيروزيلم بوست)) نشرت بحثا عن القبائل التي ترجع أصولها إلى اليهودية، وكان من بين هذه القبائل التي أثبت البحث الصهيوني أنها ترجع إلى أصل يهودي قبائل (( ليمبا)) وهي قبائل تعيش في جنوب ووسط أفريقيا، منها حوالي 80 ألف في جنوب أفريقيا، وحوالي 200ألف في زيمبابوي ومالاوي، وزعم البحث أن هؤلاء البشر تتشابه ملامحهم مع ملامح السامية، كما إن عاداتهم وطقوسهم تتشابه مع عادات وطقوس اليهود .

كما نشر أبحاث تفيد أن عدداً من القبائل التي تعيش في شمال وشرقي الهند، وفي المناطق المتاخمة لبورما وبنجلاديش، تنحدر من سلالة قبيلة (( منشأ )) اليهودية، وتبلغ تعداد أفراد هذه القبائل أكثر من 2 مليون نسمة.

2-تكثيف وتسليط الضوء على مظلومية اليهود من خلال الإعلام بجميع وسائله، والعمل على دعايات فارغة حول محرقة اليهود المسمى زورا ( الهليو كست ) .

 

واجبنا نحو المسجد الأقصى:

فواجبنا يا عباد الله، القيام بحق الأخوة الإيمانية؛ وبذل كل الأسباب الممكنة في نصرتهم ومعاونتهم في محنتنا ومحنتهم فعَن النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ؛ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)  رواه البخاري ومسلم.

فتطهير المسجد الاقصى من دنس اليهود من أعظم الواجبات وأوجب الجهاد، وما عُظّم صلاح الدين الايوبي عند المسلمين حتى صار له قدم صدق في الأمة الا لتطهيره بيت المقدس من ايدي غاصبيه النصارى حتى عُد فعله هذا من اجلّ اعماله، وما فرح المسلمون بمثل فرحهم باسترداد بيت المقدس.

ويجب علينا الشعور بمصاب إخوانا المرابطون في الأرض المقدسة يؤلمنا ما يؤلمهم ويحزننا ما يحزنهم.

ولما كانت قضيتهم قضيتنا ومحنتهم محنتا فكل مسلم معني بها ومسؤول عنها؛ ومما يتعين في سبيل نصرتها:

- الرجوع إلى الله بصدق وندم وتوبة نصوح، فما يسلط الأعداء علينا إلا بذنوبنا. قال الله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}[الشورى ٣٠].

- تعلم ديننا الحق الذي ننصره وندافع عنه وندعوا إليه؛ بتعلم العقيدة الإسلامية الصحيحة القائمة على الإخلاص للمعبود والمتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم والاقتفاء لسبيل الصحابة الكرام.

- قيام كل مسلم ومسلمة من راع ورعية بواجبه تجاه قضية الأقصى المحتل كل بحسب تكليفه الشرعي، وخاصة في ظل الظلم القائم والقتل الذريع الذي لم يسلم منه لا طفل ولا امرأة ولا صغير ولا كبير. ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: "كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" رواه البخاري ومسلم.

- على الأمة المسلمة حكومات وشعوبا إعداد العدة الإيمانية والحسية كل بحسب ما أنيط به من واجب وحق؛ للقيام بالفرض الواجب في طرد الغزاة المحتلين عن الأقصى وبلاد المسلمين. فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :  مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ نَفْسَهُ بِهِ؛ مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

- إحياء القضية في نفوس أبناء الأمة المسلمة على أنها قضية دينية إيمانية إسلامية مشتركة بين كل أبنائها، ليست وطنية ولا عربية ولا قطرية، وليست حلولها إلا بالسياسات الشرعية والمصالح الإسلامية المرعية. فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: «سُئِلَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم عَنْ الرَّجُلِ: يُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً، أَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ الله؟ فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ الله هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ الله». متفق عليه

- بث حب الأقصى في القلوب وبيان مكانته ومنزلته في الإسلام وبيان التضحيات التي بذلها الصحابة الكرام في فتحه وما تلاها من جهود عظيمة بذلها الفاتحون حتى علت مناراته نداءات حي على الصلاة حرة بلا قيود، ومن حب الأقصى حب جنسه من البيوت التي بنيت لعبادة الله وذكره، فالمحب الحقيقي للأقصى لا يتخلف عن صلاة الجماعة والجمعات في المساجد والجوامع {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ (37) لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (38)} [النور ٣٦-٣٨].

- بيان أحكام الجهاد الشرعية، وإسنادها لأهلها العارفين بها من الولاة الشرعيين والعلماء الربانيين وترك الافتراءات عليهم بما يرجع بمحض الضرر على الأمة جمعاء، والوقوف صفا واحدا بالاعتصام بالله وبشرعه، وترك كل هوى نفسي أو تفرق طائفي أو تكتل حزبي يشتت الأمة ويضعفها ويذهب ريحها وقوتها. قال الله تعالى: {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)} [الأنفال ٤٥-٤٦]

- تعليم الأمة أن الجهاد الأعلى ذروة سنام الإسلام ولا يتحقق إلا على قاعدة هرمه بإصلاح الأمة {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}. فجهاد الأبدان بطعان أهل الكفر والطغيان ينبني على جهاد النفس بمخالفة الهوى والشيطان. {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}.

- والمطلوب منا ونحن نعيش حال شدة، وكرب، ومحنة، وفتنة أن نفزع إلى الله  تعالى  بالتضرع، والدعاء لجوء من لا حيلة له إلا بربه - عبادة، وتوكلاً -: {وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق:3].

- وتأمل: " لما كان الصحابة - رضي الله عنهم - أعلم الأمة بالله ورسوله وأفقههم في دينه كانوا أقوم بهذا السبب، وشروطه، وآدابه من غيرهم . وكان عمر - رضي الله عنه - يستنصر به على عدوه، وكان (أعظم جنده)، وكان يقول لأصحابه: " لستم تنصرون بكثرة، وإنما تنصرون من السماء " . وكان يقول: " إني لا أحمل هَمَّ الإجابة، ولكن هَمَّ الدعاء، فإذا أُلهمتم الدعاء فإن الإجابة معه ".

- وأخذ الشاعر هذا المعنى فنظمه، فقال:

لو لم ترد نيل ما أرجو وأطلبه ... من جود كفيك ما عودتني الطلبا

- فمن ألهم الدعاء؛ فقد أريد به الإجابة، فإن الله - سبحانه  يقول: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60]، وقال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}[البقرة:186] ." (الداء والواء:ص/28) .

فأين نحن عن هذا الأمر العظيم، بل أين نداءاتنا لله، ودعاءنا له؟ وأين قنوتنا في المساجد على الصليبيين والصهاينة؟ هل حققنا شيئاً من ذلك أم نبقى على فتورنا الآثم؟ أم ذلك استهانة بحق الدعاء، و تكاسلاً عن تأدية تلك العبادة!!

أتهزأ بالدعاء وتزدريه * وما تدري بما صنعَ الدعاءُ

سهامُ الليل لا تُخطِي ولكن * لها أمدٌ وللأمد انقضاءُ

وفي الختام:

ولتكن من هذه الدماء البريئة التي يسفكها الطغيان الصهيوني ما يدعو المسلمين إلى جمع شملهم، وتوحيد صفوفهم والتعاون فيما بينهم لنصرة إخوانهم في الأراضي المقدسة.

وليعلم العالم بأن التضحيات والدماء التي قدمت لن تصرف عالمنا الإسلامي عن الدعوة إلى الله، وإلى الوحدة والتضامن، وحق الدماء في عالمنا الإسلامي، ولن تصرفنا عن المطالبة باسترداد الأرض السليبة والقدس الشريف، فهي جميعها علامات على الطريق التي نسلكها، وندعو إليها ونشارك في حمل مسؤولياتها، مؤمنين أنها طريق الحق، والله هو الحق المبين.

فمنه سبحانه وتعالى نستمد العون، وفي جواره نستودع من سبق إليه شهيدا مظلوماً.

.