دراسات وتوثيقات / توثيق

العايش: حائط البراق وقف إسلامي من الدرجة الأولى ولا يسقط بتقادم الزمن

 

 

ما يمارسه اليهود من عبادة حوله بدعة جديدة لم تكن في كتبهم ولا عند أسلافهم

 

 

 

العايش: حائط البراق وقف إسلامي من الدرجة الأولى ولا يسقط بتقادم الزمن

 

 

حوار أحمد يحيى: 2/6/2010م – الحلقة السادسة

 

بعد غياب طويل لليهود عن الأرض المقدسة فقدوا فيها الدين والدنيا، شخصت أبصارهم من جديد نحو المسجد الأقصى ، فكانت البداية اليهودية لاختلاس المسجد الأقصى هو إيجاد المبررات في أحقيتهم فيه ، فبدؤوا بالاقتراب من أسواره شيئا فشيئا والادعاء أن جزءا منه سموه بـ(المبكى) ، أنه بقايا هيكلهم الثاني المتهدم عام ( 70 م) ، فكانت هذه المؤامرة هي البوابة والمبرر للانقضاض على المسجد الأقصى.

وحائط المبكى هو في حقيقة الامر حائط البراق والذي ارتبطت قصته بمعجزة الإسراء والمعراج والتي جاء خبرها من الله سبحانه وتعالى في مطلع سورة الإسراء : ( سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله) ، وكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الرحلة وعن مركوبه فيها فقال: (أتيت بالبراق، وهو دابة، أبيض طويل يضع حافره عند منتهى طرفه ، فلم نزايل ظهره أنا وجبريل حتى أتيت بيت المقدس، ففتحت لي أبواب السماء ، ورأيت الجنة والنار) وفي رواية عند الامام مسلم :( حتى أتيت بيت المقدس فربطته بالحلقة التي تربط بها الأنبياء) وقال صلى الله عليه وسلم : (لما انتهينا إلى بيت المقدس قال جبريل بإصبعه فخرق بها الحجر وشد به البراق) قال الألباني : صحيح الإسناد صحيح جامع الترمذي.

وهذا يدل على ان التسمية التي ننسبها للحائط( البراق)، هي تسمية متواترة جاءت بعدة روايات صحيحة صريحة وأثبتها شواهد التاريخ ، وسمي الحائط بالبراق ، نسبة إلى البراق الذي ركبه النبي صلى الله عليه وسلم وسمي براق لشدة بريقه وقيل انه اشتق من البرق ، لشدة سرعته.

هذا ما أكده رئيس مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية بقبرص جهاد العايش خلال اللقاء الذي اجرته معه «عالم اليوم» وفيما يلي تفاصيله:

 

أدلة تاريخية

 

<  بداية حدثنا عن موقع حائط البراق وكينونته ؟

 

-  حائط البراق هو ذلك الجزء الواقع في الجهة الغربية من سور المسجد الأقصى بطول (47) م وارتفاع (18)م وعرض (3.30) تقريبا.

والأمتار - المداميك - الستة الأولى التي على سطح الارض، مبنية من حجارة مستطيلة ضخمة ويعلوها أربعة عشر سطرا- مدماكا- من الأصغر حجما ويبدوا أنها بنيت في عصر متأخر وهو القرن الثاني عشر الميلادي وما بعده. ومغمور من السور تحت سطح الأرض تسعة عشر سطرا«مدماكا» من الحجارة الضخمة.

وكان أمام الحائط قبل أن يهدمه اليهود عام(1967م )، رصيف أو ممر غير مؤد ، عرضه نحو أربعة أمتار، وهو كذلك تابع لأملاك الوقف الإسلامي .

 

<  هل استند الصهاينة في ادعاءاتهم بأحقيتهم في الحائط الى أدلة تاريخية .. وهل للمصطلح الذي يطلقونه عليه أي اسس لغوية؟

 

- يطلق اليهود على حائط البراق مصطلح ( حائط المبكى) ويقابل هذا المعنى في اللغة العبرية عبارة (كوتيل معرافي) وحقيقة الأمر أن هذه الكلمات لا تعني ( حائط المبكى ) بل ترجمتها الحقيقية هي ( الحائط الغربي) ولا بد أن ألمح إلى أن الموسوعة العبرية لم تتطرق أبدا إلى ذكر عبارة ( حائط المبكى) ، أما القاموس العربي العبري ، الصادر عن وزارة الدفاع اليهودية عام «1997م» ، الطبعة الخامسة ، لم يشر كذلك أو يستخدم عبارة ( حائط المبكى) ، بل عند ترجمته للعبارة العبرية ( كوتيل هد ماعوت) أشار إليها باللغة العربية إلى : ( حائط الدموع)، أما ترجمتها أو ما يعبر عنها باللغة الإنجليزية هو ( ويلنج وول – WAILING WALL).

ونخلص من هذا المصطلح اليهودي المنسوب لهذا الحائط زورا وبهتانا، أن اليهود درجوا على مصطلح ليس له مستند في كتبهم التي اعتمدوها، وانما هو كلمة ونسك جديد مبتدع أضافوه إلى شريعتهم .

 

بكاء الرب

 

<  إذن لماذا هذه التسمية ( المبكى) ؟

 

-  يسميه اليهود بحائط المبكى ويبدو أن مرادهم من التسمية هو البكاء، لان صلواتهم عند هذا الحائط تأخذ شكل العويل والنواح أما تلمودهم فانه يشير إلى نوع آخر من البكاء وهو بكاء الرب - تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا- ونحيبه الذي لا ينقطع ، ندما على ما قصر من حماية الهيكل لما دمر ، جاء في التلمود :( ومن بعد تدمير الهيكل والى الآن فان الله لم ينقطع عن البكاء والنحيب ، لأنه ارتكب خطيئة ثقيلة وهذه الخطيئة قد انبت ضمير الله، حتى انه يطوي ثلاث أرباع الليل منكمشا على ذاته مالئا الدنيا زئيرا كالأسد، ثم يصرخ: الويل لي لأني تركت بيتي ينهب وهيكلي يحرق وأولادي يشتتون).

وجاء في الأساطير اليهودية قديما ولا زالوا على هذا إلى يومنا ، إن الحائط نفسه يذرف الدموع في التاسع من أب في السنة العبرية ، وهو التاريخ الذي هدم فيه الهيكل كما يدعون .

وجاء في الموسوعة اليهودية ج16ص (468 ) الصادرة في القدس عام 1971م إن مصادر المدراش وهو شرح التوراة، تتحدث عن الحائط الغربي للهيكل الذي يحل فيه الحضور الإلهي ولا يفارقه أبدا، وهو الحائط الذي لا يمكن تدميره أبدا).

كما جاء في التلمود البابلي سفر سكوت

( 64 ) واصفا مكان صلاة اليهود فترة) 63ق.م( اعتاد اليهود في هذه المدة أيضا، أي بعد خراب الهيكل الثاني الذهاب إلى أطلال هيكلهم الثاني).

وفي فترة الجيونيم ، وهم رؤساء الأكاديميات اليهودية في القرن السابع والثامن والتاسع الميلادي كان موقع الاجتماع والصلاة عند اليهود على جبل الزيتون. كما أننا لانجد أي إشارة للحائط عند ناحام في وصفه المفصل لموقع الهيكل عام 1267م.

ولم يذكر الحائط في التقرير الديني باسم: ( ايتوري هابارحي) في فترة القرن الرابع عشر، ولم تشر إليه المصادر اليهودية في القرن الخامس عشر.

 

أساطير كثيرة

 

<  حدثنا عن العبادات التي يمارسونها في هذا المكان؟

 

-  إن المتتبع لتاريخ اليهود عند الحائط، ليلحظ ومن غير عناء، كيف تطورت العبادة عند حائط البراق ، فبدأت في البكاء والنواح ، ثم ابتدع لهم حاخاماتهم دعاء خاصا يرددونه في صلواتهم عند الحائط وهو قسم وعهد على اعادة بناء الهيكل ، ويدعون على أنفسهم باكين بأن تلتصق ألسنتهم في حلوقهم اذا هم نسوه.

 حتى تشكلت إلى صلاة كاملة وكأنهم في كنيس يضعون عنده ما يسمى بــ( تابوت الشريعة) الذي يحتوي على الوصايا العشر ، وتقام عنده الصلوات اليهودية المفروضة في اليوم ثلاث مرات .

والى غير ذلك من الفتاوى ، كالتي تفرض على اليهود الحج عنده بشروط وأحكام خاصة ، ثم اصبح هذا الحائط رمزا وطنيا لدولة الكيان اليهودي يفتخر به العلمانيون ويقيمون عنده المناسبات الوطنية المختلفة.

وقد وصف الكاتب الأميركي “ كارين أرمسترونج”، في كتابه( القدس مدينة واحدة عقائد ثلاث) ص (525) بداية حال اليهود مع الحائط فقال : ( لم تكن تقام هناك طقوس رسمية للعبادة غير أن اليهود كانوا يحبون قضاء فترة ما بعد الظهيرة هناك يقرأون المزامير ويقبلون الأحجار... وسرعان ما اجتذب الحائط الغربي أساطير كثيرة ، فقد تم ربط الحائط بأقاويل من التلمود تخص الحائط الغربي، وهكذا اصبح الحائط رمزا لليهود) .

 ثم تطورت العبادة هناك ، فبدأت كل طائفة من اليهود بإضافة لون جديد من الأحكام التي تستهويها .

ولنقرأ ما ذكره “ موسى خاكيز” في كتابه عن عملية التزوير التي مارسها على صعيده الشخصي فقال، لما وصف الصلاة الخصوصية التي أداها عند الحائط عام 1671م انه يفضل إضافة صلوات أخرى إلى الصلاة الحالية !!

 

<  هل معلوم تاريخ تغلغل هذا الاعتقاد في وجدان اليهود؟

 

-  يبدو أن بدايات تغلغل هذا الاعتقاد في وجدان اليهود وتأصله كان في فترات القرن التاسع عشر للميلاد، فأخذ حائط البراق دوره ومكانته في النظريات الفقهية والعقدية للجماعات والفرق اليهودية على اختلافها، فبدأ اليهود ترتيب الخدمة الدينية ومختلف الصلوات واستعمال الكتب التي تتلى عند الحائط ، فأخذت العبادة عند الحائط صبغة العبادة والصلاة التي تعقد في الكنس.

وفي عام (900هـ)، كتب«مجير الدين الحنبلي» صاحب كتاب “الأنس الجليل”عن القدس والمسجد الأقصى ، ولم يذكر شيئا عن وقوف اليهود عند الحائط ، أما ما جاء في الموسوعة اليهودية الصادرة في القدس عام( 1971م)، فهو تأريخ وإقرار يهودي رسمي بإدانتهم لبداية نشأة هذه البدعة، فقد جاء: ( إن الحائط الغربي أصبح جزءا من التقاليد الدينية حوالي عام( 1520م) نتيجة للهجرة اليهودية من أسبانيا وبعد الفتح العثماني سنة (1517م) ، وبالتحديد بعد هجرة يهود ( المارانو) حملة لواء النزعة الحلولية التي تعتقد بأن الإله يتجلى عند الحائط ويحل في كل كبيرة وصغيرة !!

ومن باب التسامح الديني وفي عهد السلطان العثماني، سليمان القانوني عام( 1566م) ، أذن لليهود بالدخول إلى أسوار البلدة القديمة والاقتراب من حائط البراق .

وفي عام (1625م ) وردت إشارة في تقرير اللجنة الدولية لأحد الباحثين لتحديد الحقوق بشأن الحائط تتحدث ولأول مرة عن إقامة صلوات يهودية منظمة عند الحائط.

 

فشل المحاولات

 

<  ما حقيقة أن اليهود كانوا كثر في القدس منذ الازل وكان يسمح لهم بمزاولة طقوسهم عند حائط البراق وكانت لهم أملاكهم ؟

 

-  في عام (1800م) زاد عدد اليهود فأصبحوا قرابة(2000) نفس ، وبسبب تسامح المسلمين معهم وإعطائهم مزيدا من الحرية الدينية، سمحوا لهم بالمرور والوقوف للتباكي عند زقاق الحائط غيـر المؤدي .

وفي فترة حكم محمد علي باشا على مصر والشام( 1831م – 1840م ) طالب اليهود بمزيد من الصلاحيات كشراء الأراضي والعقارات والأملاك وغير ذلك، فجوبهت جميع طلباتهم بالرفض.

وبأمر من محمد علي باشا صدر قرار المنع الذي ينص على : (وجوب منع اليهود من تبليط البراق في القدس ومن رفع أصواتهم فيه ، وابقاء القديم على قدمه عملا بنصوص الشرع الشريف). «المحفوظات الملكية المصرية 4/309».

وفي عام ( 1850م) حاول الحاخام اليهودي«كاليشر» شراء الحائط، وفي نفس العام كرر المحاولة حاخام الهند«عبدالله». كما حاول البارون«روتشليد» عام( 1887م) شراء الحي المجاور للحائط لإخلائه من السكان ، واقترح أن تشتري إدارة الوقف الإسلامي أراضي أخرى بالأموال التي ستحصل عليها ، وقبل الحرب العالمية الأولى سعى البنك «الانجلو – فلسطيني» إلى شرائه ، وبفضل من الله سبحانه وتعالى باءت جميع محاولاتهم بالفشل .

كذلك سعى الحاخام «موسى مونتيفيوري» إصدار تصريح بوضع كراسي أو مظلات واقية من المطر أمام الحائط، فقوبل طلبه بالرفض .

كما حاول اليهود التسلل للحائط من خلال تقديم الرشاوى إلى الحاج محمد أمين الحسيني - رحمه الله - بعد تعيينه عام( 1920م) مفتيا للقدس حيث عرضوا عليه نصف مليون جنيه إسترليني، فكان منه إعادة إصلاح وترميم الحائط ، وعرضوا كذلك على الشيخ سعيد العلمي مبلغ مليون دولار ، وبفضل من الله لم تكلل محاولاتهم بالنجاح.

ومع جميع ما دفع إليه اليهود من جهود لاختلاس وسلب للحائط بطرق ملتوية وبالعنف حينا آخر، وجدوا أمامهم أمة صادقة في وعدها مع ربها ثم أمتها، بالحفاظ على الوديعة التي أودعوها مهما حل بهم من بلاء ، نيابة عن المسلمين في العالم.

 

الخيانة والمؤامرة

 

<  من منطق تاريخي متى وضع اليهود ايديهم على حائط البراق لأول مرة؟

 

-  في يوم أظلمت فيه الدنيا ولأول مرة منذ قرابة الـ2000 عام يسيطر اليهود على هذا الحائط بتاريخ 8 يونيو1967م وما ذلك بسبب غفلة من المسلمين هناك، لكنها الخيانة والمؤامرة التي حيكت خيوطها في ظلام دامس .

 

<  وكيف تخلصوا من التاريخ الاسلامي للحائط ؟

 

- بعد احتلال اليهود لمدينة القدس بأربعة أيام وبالتحديد في 11يونيو1967م قاموا بالاستيلاء على مدينة القدس والاستيلاء على حائط البراق وحارة المغاربة قبالة الحائط.

وعلى الفور انتزعوا الحلقة التي قيل أن النبي صلى الله عليه وسلم ربط براقه عندها، كما استولوا على مفاتيح بوابة البراق المؤدية إلى المسجد الأقصى .وعملت جرافات بني صهيون وبلا هوادة بتسوية الحي بأكمله بالأرض والمكون من : (34) دارًا و( 4) مساجد والمدرسة الأفضلية الموقوفة على فقهاء المذهب المالكي، وكثير من الأوقاف الإسلامية ، وشردت بذلك ( 135) عائلة مسلمة مجمل أفرادها ( 650 ) نفرًا.

ويعود تاريخ هذا الحي إلى أواخر القرن السادس الهجري/ الثاني عشر ميلادي حيث أوقف مباني هذا الحي الملك الأفضل نور الدين علي بن صلاح الدين ( 589- 592هـ) على طائفة المغاربة الوافدين من بلاد المغرب إلى بيت المقدس، لما كثر عددهم بعد تحرير صلاح الدين للمدينة المقدسة، كما أوقف أبو مدين عام 1193م ، محلة المغاربة قبالة حائط البراق.

 

<  وما حقيقة ما يسميه الصهاينة ( المبكى الصغير)؟

 

- أعلنت وزارة الأديان اليهودية عن تحويل رباط الكرد( وهو جزء من الحائط الغربي قرب باب الحديد) ، إلى ما يسمونه الآن ( المبكى الصغير) بهدف إيجاد مكان للمتطرفات اليهوديات.

أما صلاتهن عند الحائط، فقد كانت من المسائل الشائكة والمحتدمة بين المتدينين والعلمانيين منهم، حيث رفضت الحاخامية الارثوذكية اليهودية التي تشرف على الحائط عام 1967 م السماح للنساء بالصلاة عند الحائط ، بحجة أن صلاة النساء في المكان محرمة وأنه لا يجوز لها أن تلمس التوراة أو تقرأ منها أو تضع رداء الصلاة (الطاليت) على كتفها بالإضافة إلى تواجدها في هذا المكان يفسد صلاة الرجال وعبادتهم لأنهم أصلا لا يجيزون اختلاط النساء بالرجال.

 

تشويه الحقائق

 

<  هل سيكتفي اليهود بدعوى أن الحائط الغربي جزء متبق من هيكل سليمان الثاني فقط؟!

 

- يقول شهود عيان كثيرون من السكان المسلمين في القدس أن مئات المتطرفين اليهود يفدون إلى الجدار«الجنوبي» للمسجد الأقصى أسفل قبة المسجد ، حيث باشر هؤلاء طقوسهم عند الجدار الجنوبي، إضافة إلى طقوسهم عند الجدار الغربي المعروف بحائط البراق، ويرمي هؤلاء إلى تشويه الحقائق الدينية والتاريخية للعرب والمسلمين، وتحويل جميع جهات المسجد الأقصى إلى ساحات لطقوس اليهود القادمين من مختلف دول العالم.

كما أعلن مصدر رسمي صهيوني في العام 1999 أن طقوس اليهود عند الجدار الجنوبي للمسجد الأقصى ستكون كل يوم اثنين وخميس من كل أسبوع، وأعدت وزارة الأديان الصهيونية مساحة واسعة في الجدار الجنوبي حيث يضع المتطرفون اليهود قصاصات من أوراق التمائم والتعويذات داخل حجارة الجدار الجنوبي للأقصى، تماما كما يفعلون في الجدار الغربي (حائط البراق).

 

<  ما الفائدة التي يجنيها اليهود من سيطرتهم على (حائط البراق) ونسبه لهم ؟

 

- إن هذا الجزء اليسير من السور الغربي للمسجد الأقصى والذي ادعى اليهود انه جزء متبق من هيكل سليمان الثاني الذي هدمه” تيطس” عام( 70م) ، اصبح هو المبرر الرئيسي لاقتحام المسجد الأقصى وبه اصبح لليهود حصة ونصيب من المسجد الأقصى المبارك .

الرابي«مئير يهودا جاتس» الذي يعمل مفوضا على ساحة حائط البراق من قبل وزارة الأديان اليهودية، صرح لــ«عاموس أيلون» مراسل صحيفة هارتس في 28مارس1983م قائلا : (سترى أن ساعة بناء الهيكل في موقعه الحقيقي لا أن يكون حائط المبكى هو الهيكل) .

 

وقف اسلامي

 

<  وماذا يقول الاسلام في حائط البراق «المغتصب» ؟

 

- خلاصة الأمر أن الحائط وما جاوره وقف إسلامي ، والوقف حبس العين عن تمليكها لأحد ، وتخرج ملكية الموقوف حتى من يد وتصرف واقفها .وهو ملك للمسلمين لا محالة ، ولا يجوز لليهود ولا لغيرهم امتلاك هذا الحائط أو غيره من حوائط المسجد الأقصى،لأنه وقف شرعي إسلامي لا يجوز لكائن من كان العبث فيه أو الانتقاص منه أو بيعه أو شرائه وغير ذلك ما هو مخالف للأحكام الشرعية الخاصة بالوقف المبسوطة في كتب الفقه . فهو وقف شرعي من الدرجة الأولى لأنه جزء من المسجد والوقف لا يسقط بتقادم الزمن ولا بتنازل أحد عنه كائنا من كان.

وقد كان الحكام المسلمين على رأي واحد تجاه دفاعهم عن الحائط وما جاوره من أوقاف إسلامية وفي صدهم لمطالبات اليهود المتكررة. كما ان وجود اليهود في فترات معلومة ومحدودة من الزمن عند الحائط لم يكن ذلك إلا من باب التسامح والتعاطف الديني ليس إلا، وبتسامح لم يتحقق لليهود ولا للنصارى ولم يحلموا به إلا في ظل الحكم الإسلامي وقد أقر بذلك الحاخام “ ايسدور أبشتاين “ في كتابه ، الحركات الحديثة في اليهودية فقال : (ارتفع شأن اليهودية وعلا ، حيث ساد حكم الهلال) . ولم يكن فعل اليهود عند الحائط، وباذن من المسلمين سوى البكاء والنواح بداية ، وان بكاءهم قبالة الحائط لفترات لا يعني هذا أن الحائط وقع في ملكهم وأصبح من حقهم مع الأخذ بعين الاعتبار أن ما يمارسه يهود من عبادة عند الحائط هو نسك وبدعة جديدة على دينهم لم تكن في كتبهم ولا عند أسلافهم . ويضاف لكل ذلك أن لجنة “شو” واللجنة التي جاءت بعدها والمنبثقة عن عصبة الأمم ، أكدت حق المسلمين وحدهم في حائط البراق .

 

< وما قولكم فيمن يقول أن حائط البراق حدث قديم أندرس أمره ؟

 

أقول إن حائط البراق والمسجد الأقصى وعموم أراضي فلسطين هي ملك وميراث شرعي للمسلمين لأنهم الأتباع «الحقيقيين» لجميع الأنبياء وخاتمهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذا الحق اكتسبناه بوعد الله لعباده الصالحين القائل جل في علاه :( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر إن الأرض يرثها عبادي الصالحون) . سورة الأنبياء ، آية 105. ويجب علينا ألا نظن أن الحائط حدث قديم اندرس أمره، بل هو حق شرعي لنا نجدد مطالباتنا به، ودفاعنا عنه إلى قيام الساعة ، خاصة مع علمنا أن الحائط بالنسبة لليهود هو بوابتهم للدخول إلى المسجد الأقصى ومبررهم لهدمه وبناء هيكلهم الثالث.

 

 

.