القدس والأقصى / حقائق مقدسية

المكانة الدينية للمسجد الأقصى

 

أ. أحمد موسى أبو يوسف

يتبوَّأ المسجد الأقصى مكانة إسلامية عظيمة في قلوب المسلمين، فهو مهوى أفئدتهم ومحط أنظارهم، وهو:

  • أول قبلة للمسلمين في صلاتهم، حيث صلى الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضي الله عنهم تجاه المسجد الأقصى سبعة عشر شهرا، فعن أبي إسحاق رضي الله عنه قال: سمعت البراء بن عازب رضي الله عنه يقول: "صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر أو سبعة عشر شهرا، ثم صرفنا نحو الكعبة" أخرجه البخاري (27/6) (4492)".
  • ثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام، لحديث أبي ذر رضي الله عنه قال "سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أول مسجد وضع في الأرض، قال المسجد الحرام، قلت ثم أي قال: المسجد الأقصى، قلت كم بينهما؟ قال: أربعون سنة "رواه الشيخان".
  • ثالث مساجد المسلمين التي تشد إليها الرحال، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" رواه الشيخان. والذي يسافر إلى المسجد الأقصى فهو في عبادة؛ لأنه أطاع النبي صلى الله عليه وسلم وتوجه إلى البقعة الطيبة المباركة.
  •  مسرى رسول الله صلي الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى،  ومعراجه إلى السماوات العلى، وذلك بنص القرآن الكريم (( سبحان الذي أسرى بعبده  ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير)) الآية 1 من سورة الإسراء .

    أما عن فضل الصلاة في المسجد الأقصى؛ فقد ورد حديث عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال:  "تذاكرنا ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أيهما أفضل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو مسجد بيت المقدس؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي هذا أفضل من أربع صلوات فيه، ولنعم المصلى، وليوشكن أن لا يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعاً أو قال خير من الدنيا وما فيها."   الحديث عند الحاكم رحمه الله في المستدرك على الصحيحين (كتاب الفتن والملاحم برقم 8553).

    وفي حديث أبي سفيان رضي الله عنه  المشهور، عندما سأله قيصر هرقل الروم عن النبي فأجاب بصدق، قال أبو سفيان عن النبي "يزعم أنه أسري به إلى بيت المقدس"، فأجاب البطريق الذي يقف بجانب هرقل بانه صادق، فسأله هرقل وكيف ذلك، فقال البطريق:" إنه في تلك الليلة أغلقت أبواب المسجد الأقصى، وعجزت عن إغلاق أحد الأبواب، وطلبت النجاجرة لإصلاحه، فجأوا وحاولوا، ولكنهم لم يستطيعوا إغلاقه، فقال النجاجرة: إن الباب قد وقع عليه شيء ثقيل ونتركه للصباح لإصلاحه، فتركته للصباح، فإذا الصخرة الذي يوضع عندها الدواب مثقوبة، فعلمت أن الله عز وجل منعنا من إغلاق الأبواب إكراما لنبي لا نعلمه من هو؟  " فأصبح البطريق شاهدا على صدق إسراء النبي صلى الله عليه وسلم. (وهذا الحديث ذكره الشيخ صالح المغامسي في برنامج محاسن التأويل).

    فالإسراء كان من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس في ليلة واحدة وكان للنبي بروحه وجسده معا، أما المعراج فكان من المسجد الأقصى إلى السماوات العلى، ولعل سائلا يسأل ماهي الحكمة من الربط في الإسراء بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، ولماذا لم يعرج بالنبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكة إلى السماوات العلى مباشرة دون الإسراء إلى المسجد الأقصى والعروج منه إلى السماوات العلى؟ ذلك أن المسجد الأقصى لا ينفصل أبدا عن المسجد الحرام وبالتالي فالاعتداء على المسجد الأقصى هو اعتداء على المسجد الحرام وهو اعتداء على المسجد النبوي واعتداء على كرامة المسلمين واعتداء على شريعة رب العالمين وعلى العقيدة الإسلامية.

  • أرض المحشر والمنشر، لحديث ميمونة بنت سعد مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: يا نبي الله أفتنا في بيت المقدس فقال: "أرض المحشر والمنشر" رواه الإمام أحمد في المسند.
  • مركز الطائفة المنصورة الثابتة على الحق فعن أبي أمامة رضي الله عنه مرفوعا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لعدوهم قاهرين، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك، قيل أين هم؟ قال: ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس". رواه الإمام أحمد.
  • بيت المقدس الأرض الطيبة المباركة: وهذه البركة تشمل البركة الدينية؛ فبيت المقدس هو أرض الأنبياء ومهبط الرسالات: فعلى أرض بيت المقدس عاش العديد من الأنبياء منهم إبراهيم، كليم الله موسى بن عمران، وعيسى بن مريم، وداود وسليمان وزكريا ويحيى عليهم الصلاة والسلام جميعا، بل إن يوسف عليه السلام أوصى قبل موته في مصر أن ينقل رفاته إلى بيت المقدس، أما عن البركة الدنيوية فهي تتمثل في البركة في الأشجار والمياه والثمار والبركة في الأرض.
  • بيت المقدس منارة للعلم والعلماء قديما وحديثا: حيث كانت تلقى دروس العلم في التوحيد والفقه والتفسير في رحاب المسجد الأقصى زمنا طويلا، ومن أهم العلماء الذين درسوا في المسجد الأقصى الإمام الأوزاعي فقيه الشام، وسفيان الثوري فقيه العراق، والليث بن سعد عالم مصر والإمام الشافعي أحد الأئمة الأربعة.

ومعا وسويا نحو القدس حتى تحريرها من دنس يهود

 

.