فلسطين التاريخ / تقارير
يوم الطفل العالمي وأطفال غزة
محمد الناجي / خاص مركز بيت المقدس
20-11-2012
تحتفل كثير من دول العالم بما يسمى بيوم الطفل العالمي والذي يصادف تاريخ العشرين من نوفمبر في كل عام, ويأتي هذا الاحتفال وفقا لتفاهمات واتفاقيات أشرفت عليها ما تسمى بهيئة الأمم المتحدة, وأوصت حكومات الدول الأطراف أن تخصص هذا اليوم للأطفال .
والغرب كعادته يختلف مع الإسلام ولا ينسجم ؛ ففي حين أن الدين الإسلامي الوسطي الحنيف , والشريعة السمحة الغراء لا تؤمن بمثل هذه المسميات ولا تلك الأعياد؛ إلا أنها جعلت سائر أيام العام أيام بهجة وسرور للطفل إذ أنها حفظت للطفل جميع الحقوق التي يجب أن يتحلى بها من مأكل ومشرب وحضانة وعيش بسلمية وأمن وأمان وغير ذلك .
بينما الغرب الذي يدعي التمدن والحضارة والتقدم يخصص يوما واحدا من كل عام تقام فيه الاحتفالات وتعقد فيه الندوات والمؤتمرات ثم بعد ذلك تنتهك حريات وحقوق الأطفال وبمساهمة ومباركة من أولئك الذين ينادون بتطبيق حقوق الإنسان وتفعيل اتفاقية حقوق الطفل .
على أية حال ففي الوقت الذي يفرح فيه أطفال العالم ويلهون ويلعبون وتقام الأعياد والمناسبات على شرف يوم عيدهم ! يعيش العالم مع مشاهد مروعة ومفجعة ومفزعة لأطفال من كوكب آخرـــــ على ما يبدو ــــ إنهم أطفال غزة الذين يتعرضون لأقسى أنواع العذاب والتشتيت والتشريد والاعتقال وغير ذلك .
في غزة طفل يولد في معتقلات العدو الصهيوني ويتربى في السجن عامين كاملين إذ ترضعه وتربيه أمه من داخل زنزانتها, وهو الطفل محمود الزق من قطاع غزة أصغر أسير فلسطيني وضعته أمه وهي معتقلة داخل سجون الاحتلال الصهيوني حين اعتقلها الاحتلال وهي حامل في الأشهر الأولى.
في غزة أطفال أيتام بفقدهم لآبائهم بفعل الحرب الغاشمة عشرات الآلاف منهم فقدوا آباءهم بفعل الحروب المتكررة التي تشنها دولة البغي والعدوان .
في غزة لا أمن ولا أمان لأولئك الأطفال فالفزع والخوف يلفهم والدبابات تقذف البيوت بحمم قذائفها , والزوارق والبوارج والسفن الحربية تطلق نيران أسلحتها, والطائرات تلقي بأطنان من المتفجرات بأصواتها المفزعة على منازل أهل غزة .
في الحرب المستمرة على قطاع غزة يقتل 26 طفلا - لحد الآن - ويجرح مئات من الأطفال بينهم رضع .
وعلاوة على ذلك يشدد ويكثف الاحتلال الصهيوني قصفه وضرباته وهجماته في وقت يخلد فيه أطفالنا للراحلة والهدف واضح ومعلوم بث الفزع الخوف في قلوب الأطفال .
في غزة طفلة دمها يخضب جسدها البريء بفعل قصف الاحتلال لمنزلها إلا أنها ترفع شعار النصر .
كل ذلك يحدث في بقعة صغيرة والعالم بأسره يتفرج, وما يسمى بالأمين العام للأمم المتحدة التي تدعي النزاهة والحياد يحضر إلى الكيان الصهيوني ليتضامن معه ويدعو غزة لوقف إطلاق النار على الجانب الصهيوني!
يا دعاة حقوق الإنسان, يا عصبة الأمم المتحدة, يا أيها العالم نتساءل هل أطفال غزة ليسوا بأطفال ولا تشملهم تلك الاتفاقيات الدولية؟ أم إن الكيان الصهيوني فوق كل تلك المواثيق والأعراف الدولية ولا يدخل في نطاق المساءلة والمحاسبة حال انتهاكها, أم إن الكيان الصهيوني يستأسد على العالم ويعتبر أن كل ما دونه هو نعاج ودجاج ولهذا يعجز الجميع عن محاسبته أو مساءلته بل على العكس يسارع الغرب في استجداء واستجلاب رضاه !!!