فلسطين التاريخ / الواقع والمأمول

كلمات للأخوة في حماس

كلمات للأخوة في حماس

 

كتبها الشيخ: محمد بن محمد المهدي حفظه الله.

اليمن - صنعاء

 

الحمد لله  والصلاة والسلام على رسول الله وأله وصحبه ومن والاه، وبعد:

 

فأنا أنظر إلى فوز حماس من جوانب منها:

أولاً: أن هذا يدل على ثقة الناس بأهل الخير والصلاح في أي بلد كانوا وأنه لو كان لهم من الأمر شيء ما اختاروا إلا هؤلاء وقد جُرب هذا في مناطق شتى من بلاد المسلمين.

ثانياً: أن حماس لها وضع خاص في قلوب المسلمين بسبب صدقها وصفائها وعدم تنازلها رغم الضغوطات عليها في الفترات الماضية، فلذلك كانت المرة الوحيدة التي تقدمت بها للانتخابات الفلسطينية ففازت فوزاً كبيراً وكان الناس قد اختاروها في المجالس النيابية والنقابات وأخذت فيها الصدارة والنصيب الأوفر.

ثالثاً: أنظر إلى هذه المضايقات والضغوط عليها داخلياً من العالم كله بدون حياء مع دعوى الرضى باختيار الشعوب .. إنه الخوف من الإسلام والخوف من العدل أن يقام في الأرض .. وأن يعرف العالم إنصاف المسلمين وشريعة الإسلام.. فلذلك ضجت الدنيا وقطعت المساعدات واضطربت أحوال الأوربيين والأمريكيين وحكام اليهود في فلسطين وفقدوا صوابهم.

ومن هنا نعرف مدى حقد اليهود على المسلمين وكيف هو تفكيرهم الخبيث .. وهذا الأمر لا يجهله اليوم من كان يخفى عليه من قبل.

رابعاً: أوصي الإخوة في حركة حماس وأنا أرى نفسي أقل منهم شأناً ولكن هو أقل ما يفعله المحب مع حبيبه أن يستعينوا بالله رغم هذه الضغوط وأن يحذروا كل الحذر من التنازلات فإن ما وضعه الله لهم من المكانة في القلوب هو بفضل الله تعالى ثم بعدم تنازلهم وتمسكهم بدينهم  وجهادهم ومواقفهم المشرفة، ونوصيهم بالصبر والحلم كما أننا نعلم بحجم الحرب عليهم والمضايقات المفروضة .. ولكن لا يجوز أن يتنازلوا أو ينسوا فضل الله عليهم وسيجعل الله بعد عسر يسراً، وكذلك أن يقدروا المصالح والمفاسد وأن يأخذوا من الرخص بآخر ما يجيزه الشرع دون السير وراء المنفتحين الذين يقعون تحت مسمى الوسطية والاعتدال في الانفلات فأمامنا اليهودي والصليبي والباطني  ومكائد متعددة ومنها محاولة إبعادنا عن حقيقة الدين بوسائل متعددة.

 

والحمد لله رب العالمين

 

.