القدس والأقصى / حقائق مقدسية
المسجد الأقصى حقائق لا بد أن تعرف.
المسجد الأقصى
حقائق لابد أن تعرف
1) المسجدُ الأَقصى : اسم لجميع المسجد وهو ما دار عليه السور وفيه الأبواب والساحات الواسعة ، و المصلى الجامع وقبة الصخرة والمصلى المرواني والأروقة والقباب والمصاطب وأسبلة الماء وغيرها من المعالم ، وعلى أسواره المآذن ، والمسجد كله غير مسقوف سوى بناء قبة الصخرة والمصلى الجامع الذي يُعرف عند العامة بالمسجد الأقصى وما تبقى فهو في منزلة ساحة المسجد ، وهذا ما اتفق عليه العلماء والمؤرخون ، وعليه تكون مضاعفة ثواب الصلاة في أي جزء مما دار عليه السور .
2) المسجد الأقصى : له أسماء متعددة ، تدل كثرتها على شرف وعلو مكانة المسمى وقد جمع للمسجد الأقصى وبيت المقدس أسماء تقرب من العشرين أشهرها كما جاء في الكتاب والسنة : المسجد الأقصى ، وبيت المقدس ، وإيلياء ، وقيل في تسميـته الأقصى لأنه أبعد المساجد التي تُزار ، ويُبتغى بها الأجر من المسجد الحرام ، وقيل لأنه ليس وراءه موضع عبادة ، وقيل لِبعده عن الأقذار والخبائث .
3) المسجد الأقصى : يقع على تلة من تلال بيت المقدس الأربعة الواقعة عليها المدينة المسورة ، والمسجد الأقصى المبارك وهو المسجد الوحيد في العالم قاطبة الذي يضم تفاصيل عديدة ومتنوعة بمثل هذا الزخم من مبانٍ وقباب وأسبلة وسبل مرور ومصاطب ومساجد وأروقة ومدارس وبرك مياه وأشجار ومحاريب ومنابر ومآذن وأبواب وآبار ومكتبات وغرف الأئمة وحراس المسجد الأقصى ، وتبلغ مساحة المسجد نحو مئة وأربع وأربعين دونماً .
4) المسجد الأقصى : هـو ثـاني المساجد وضعاً في الأرض بعد المسجد الحـرام ، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولاً ؟ قال :المسجد الحرام . قال : قلت : ثم أي ؟ قال : المسجد الأقصى قلت : كم كان بينهما؟ قال أربعون سنة ثم أينما أدركتك الصلاة بعدُ فصله ، فإن الفضل فيه " رواه البخاري .
5) المسجد الأقصى : مبارك فيه وفيما حوله ، فهو مسجد في أرض باركها الله تعالى ، قال تعالى : " سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله " . وقيل فيه : لو لم تكن له فضيلة إلا هذه الآية لكانت كافية ، وبجميع البركات وافية ، لأنه إذا بورك حوله ، فالبركة فيه مضاعفة . ومن بركته أن فُضل على غيره من المساجد سوى المسجد الحرام ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم .
6) المسجد الأقصى : أول قبلة للمسلمين ، أخرج البخاري ومسلم بالسند إلى البراء بن عازب رضي الله عنه قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بيت المقدس ستة عشر شهراً أو سبعة عشر شهراً ثم صرفنا إلى القبلة .وتحويل القبلة لم يلغ مكانته ، بل بقيت مكانته عظيمة في قلوب المسلمين وفي الشرع الإسلامي .
7) المسجد الأقصى : أثنى النبي صلى الله عليه وسلم على فضله وعظيم شأنه وأخبر بتعلق قلوب المسلمين به لدرجة انه يتمنى المسلم أن يكون له موضع صغير يطل منه على المسجد الأقصى أو يراه منه ويكون ذلك عنده أحب إليه من الدنيا وما فيها .
فعن أبي ذر – رضي الله عنه – قال : ( تذاكرنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أيهما أفضل : أمسجد رسول الله أم بيت المقدس ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه ، ولنعم المصلى هو ، وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعا. قال : أو قال خير من الدنيا وما فيها ).أخرجه الحاكم ووافقه الذهبي وصححه الألباني
8) المسجد الأقصى : بشر صلى الله عليه وسلم بفتحه قبل أن يفتح ، وتلك البشرى من أعلام النبوة ، عن عوف بن مالك قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة من أَدم ، فقال أعدد ستاً بين يدي الساعة :- ذكر منها -، ثم فتح بيت المقدس " رواه البخاري .
9) المسجد الأقصى : فيه مقام الطائفة المنصورة وعقر دار المؤمنين ، قال صلى الله عليه وسلم : " لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرُهُم المسيح الدجال ". أخرجه أحمد ، وأبو داود ، والحاكم ، والطبراني في الكبير ، وصححه الألباني في الصحيحة .
ومن المعلوم أن عيسى بن مريم – عليه السلام – يدرك المسيح الدجال بباب لد بفلسطين فيقتله .
10) المسجد الأقصى : وبيت المقدس الأرض التي يحشر إليها العباد ، ومنها يكون المنشر ، فعن ميمونة بنت سعد مولاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم قالت: يا نبي الله أفتنا في بيت المقدس فقال : " أرض المحشر والمنشر " صححه الألباني .
11) المسجد الأقصى: فيه يتحصن المؤمنون من الدجال ولا يدخله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال : " علامته يمكث في الأرض أربعين صباحاً ، يبلغ سلطانه كل منهل ٍ لا يأتي أربعة مساجد : الكعبة ، ومسجد الرسول، والمسجد الأقصى ، والطور " . أخرجه أحمد في المسند ، وإسناده صحيح على شرط الشيخين .
12) المسجد الأقصى : إليه كان مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أول مسجد وضع في الأرض إلى ثاني مسجد وضع فيها ، فجمع له فضل البيتين وشرفهما ، ورؤية القبلتين وفضلهما ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أُتيتُ بالبراق – وهو دابة أبيض طويل فوق الحمار ودون البغل ، يضع حافره عند منتهى طرفه – قال : فركبت حتى أتيت بيت المقدس ، قال : فربطته بالحلقة التي يربط به الأنبياء قال : ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ثم خرجت ، فجاءني جبريل عليه السلام بإناء من خمر وإناء من لبن فاخترت اللبن ، فقال جبريل – صلى الله عليه وسلم – اخترت الفطرة ، ثم عرج بنا إلى السماء .. " .رواه مسلم .
13) المسجد الأقصى : المكان الوحيد في الأرض الذي اجتمع فيه كل أنبياء الله من لدن آدم عليه السلام حتى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، في أعظم اجتماع في التاريخ ، وصلى النبي صلى الله عليه وسلم فيه بالأنبياء إماماً في ليلة الإسراء إقراراً لصبغته الإسلامية ولإمامة أمة محمد على المسجد الأقصى ، وإعلان وراثة الرسول ( خاتم الأنبياء ) لمقدسات الرسل قبله ، واشتمال رسالته على هذه المقدسات ، وارتباط رسالته بها جميعاً ، ووراثة الدين الإسلامي ما سبقه من الأديان .
14) المسجد الأقصى : إليه تشد الرحال ، وأجمع أهل العلم على استحباب زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه ، وأن الرحال لا تشد إلا إلى ثلاثة مساجد منها المسجد الأقصى ، وتلك المساجد الثلاثة لها الفضل على غيرها من المساجد فقد ثبت في الصحيحين من رواية أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ، والمسجد الأقصى ، ومسجدي هذا " . ولهذا شد الكثير من الصابة الرحال للصلاة في المسجد الأقصى ، وجاء من بعدهم سلفنا الصالح ، الذين أحيوا المسجد الأقصى بحلقات العلم وطلابه .
15) المسجد الأقصى : يُضاعف فيه أجر الصلاة ، عن أبي ذر – رضي الله عنه – قال : تذاكرنا - ونحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم - أيهما افضل : أمسجد رسول الله أَم بيت المقدس ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"صلاة في مسجدي أفضل من أربع صلوات فيه ، ولنعم المصلى هو ، وليوشكن أن يكون للرجل مثل شطن فرسه من الأرض حيث يرى منه بيت المقدس خير له من الدنيا جميعا .قـــــال : أو قال خير له من الدنيا وما فيها ". أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي وصححه الألباني .
16) المسجد الأقصى : للصلاة فيه فضل كبير ، أخرج النسائي عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لما فرغ سليمان بن داود من بناء بيت المقدس سأل الله ثلاثاً: حكما يصادف حكمه ، و ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده ، وألا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه " فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أما اثنتان فقد أعطيهما ، وأرجو أن يكون أعطي الثالثة " . رواه النسائي وابن ماجه .
17) المسجد الأقصى : والقدس وفلسطين مقدسة منذ القِدم ، قال تعالى : (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة) ، وهو خطاب موسى عليه السلام لقومه ، قبل حلول بني إسرائيل في فلسطين ، وقبل أنبياء بني إسرائيل الذين يزعم اليهود وراثتهم ، وقال تعالى عن إبراهيم ولوط : ( ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين ) ، وتلك البركة كانت فيها قبل إبراهيم عليه السلام ، ولذلك سكن اليبوسيون بجوارها ، ولم يسكنوا فيها ، لأنها محل للعبادة
18) المسجد الأقصى : على مر التاريخ كان مسجدا إسلاميا ، وملكا للمسلمين ، ومن قبل أن يوجد اليهود ، ومن بعد ما وجدوا ، وفلسطين أرض الأنبياء ، ومنهم إبراهيم ويعقوب وموسى وعيسى وزكريا ويحيى وغيرهم – عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام - وكلهم مسلمون لا نفرق بين أحد منهم . وقال تعالى : " ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون " سورة البقرة ، الآية 130 .
19) المسجد الأقصى : دخله من الصحابة رضي الله عنهم جمـع كثير ، شـدوا الرحال إليه وقصدوه بالسكن والعبادة والوعـظ والإرشاد ، منهـم : أبو عبيدة بن الجراح ، وكان القائد العام لجيوش الفتح في الشام ، وبلال بن رباح ، شهد فتح بيت المقدس مع عمر بن الخطاب ، وأذن في المسجد الأقصى ، ومعاذ بن جبل ، استخلفه أبو عبيدة على الناس بعد موته ، وخالد بن الوليد ، سيف الله المسلول شهد فتح بيت المقدس ، وعبادة بن الصامت وهو أول من ولي قضاء فلسطين سكن بيت المقدس ودفن فيها ، وتميم بن أوس الداري ، وعبد الله بن سلام ، قدم بيت المقدس ، وشهد فتحها ، وهو من المشهود لهم بالجنة ، وغيرهم الكثير الكثير.
20) المسجد الأقصى : وبيت المقدس هي البلدة الوحيدة التي خرج الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه من المدينة لاستلام مفاتيحها ، وبنى المصلى في ساحات المسجد الأقصى - سنة 15هـ - بعد أن يَسَر الله للمسلمين فتح بيت المقدس ، وقد اتفق جمهور المؤرخين على أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قد أقام مسجدا متواضعا وصغيرا محاذيا لسور المسجد الأقصى من جهة القبلة، وَوُصف بأنه مبنى متواضع أنشأوه من عروق خشبية ضخمة ، مربع الشكل يتسع لثلاثة آلاف من المصلين في وقت واحد ، وحدد عمر رضي الله عنه بنفسه مكان المصلى ليكون في صدر المسجد الأقصى .
21) المسجد الأقصى : اشتهر بحلقات العلم ، ولكثرة المدرسين وطلبة العلم ، اتخذ المدرسون المصاطب التي هُيِّئَتْ ليجلس عليها الطلاب للاستماع إلى الدروس خاصة في فصل الصيف لاعتدال الجو هناك ، وتقدر عدد المصاطب في ساحات المسجد الأقصى بقرابة الثلاثين مصطبة ، والتي لها محاريب من بناء حجري مستطيل الشكل لجلوس الشيخ أمام طلبته وتلاميذه ، ومن أشهرها مصطبة البصيري شرقي باب الناظر ، وكانت تستعمل للتدريس ، ولإضفاء طابع جمالي على ساحات المسجد الأقصى ، أنشئ بعضها في العصر المملوكي وغالبها في العصر العثماني .
22) المسجد الأقصى: من الخطأ تسمية حرم ، لأن الحرم هو : ما يحرم صيده وشجره وله أحكام تخصه عن غيره ، أما بيت المقدس فإنه لا يحرم صيده ولا شجره ، كما هو الحال في المسجد الحرام في مكة والمسجد النبوي في المدينة وذلك باتفاق العلماء ، ومن أسماءه الثابتة في الكتاب والسنة " المسجد الأقصى " " وبيت المقدس " " ومسجد إيلياء " ، والمسجد الأقصى فيه من الفضل ما فيه ، ولا نضيف في مسمياته ما لم يشرعه الله تعالى .
23) المسجد الأقصى : من الأخطاء الشائعة كذلك أن للصخرة المبني عليها القبة الذهبية والتي تسمى ( مسجد قبة الصخرة ) أن لها قداسة خاصة ، وقد أنكر علماء المسلمين هذا التعلق بالصخرة ، وبينوا أنها صخرة من صخور المسجد الأقصى ، وجزءٌ منه ، وليس لها أية ميزة خاصة ، وما ذكر فيها لا قيمة له إطلاقاً من الناحية العلمية ، ولا ينبغي تقديس ما لم يقدسه الشرع ، ولا تعظيم ما لم يعظمه الشرع ، ولم يثبت حديث صحيح في فضل الصخرة ، وكل ما قيل فيها لا يصح سنده إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم .
24) المسجد الأقصى : جزء لا يتجزأ منه حائط البراق ، وهو الجزء الجنوبي الغربي من جدار المسجد الأقصى ، ويعد من الأملاك الإسلامية ، ويطلق عليه اليهود الآن ( حائط المبكى ) حيث يزعمون بأنه الجزء المتبقي من الهيكل المزعوم ، ولم يَدَّعِ اليهود يوماً من الأيام أي حق في الحائط إلا بعد أن تمكنوا من إنشاء كيان لهم في القدس ، وكانوا إذا زاروا القدس يتعبدون عند السور الشرقي ، ثم تحولوا إلى السور الغربي !! ، وحائط البراق لا خلاف في أنه جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى ، وعندما حدث خلاف على ملكيته بين المسلمين واليهود أقرت عصبة الأمم المتحدة في عام
25) المسجد الأقصى :الحكم الإسلامي له كان أكثر فتراته التاريخية استقراراً وعدالة ، وهذا بشهادة علماء التاريخ قاطبة ، ومما يؤكد ذلك أن كنائس القدس وحرياتهم الدينية كانت مصونة في ظل الحكم الإسلامي ، ولا تزال شاهدة حتى يومنا هذا ، ولم تشهد أرض بيت المقدس زمناً عاش فيه الجميع في تسامح وعدالة مثل العهد الإسلامي التي حكموا فيها بيت المقدس .
26) المسجد الأقصى : احتله الصليبيون في يوم الجمعة الثالث والعشرين من شعبان 492 هـ ، فقتلوا نحو سبعين ألفاً من المسلمين ، وكثير من القتلى كانوا أئمةً وعلماءً وعباداً ممن فارق الأوطان ، وجاوروا بذلك المسجد الأقصى ، وظل الصليبيون محتلين لبيت المقدس إحدى وتسعين عاماً ، هتكوا خلالها الحرمات ، وغيروا معالم المسجد الأقصى ، فاتخذوا جانباً منه كنيسة ، وجانباً آخر مسكناً لفرسانهم ومستودعاً لذخائرهم .
27) المسجد الأقصى : لما حرره صلاح الدين الأيوبي أمر بإصلاح الجامع وإعادته إلى ما كان عليه قبل الاحتلال الصليبي ، وأتى بالمنبر الرائع الذي أمر نور الدين محمود بن زنكي بصنعه للمسجد الأقصى من حلب ، ووضعه في الجامع ليقف عليه الخطيب في يوم الجمعة ، وبقي هذا المنبر إلى أن أحرقه اليهود في 21/8/1969 م عندما حرقوا الجامع .
28) المسجد الأقصى : وبيت المقدس وأرض الإسراء هي دوماً أرض الإسلام خلا فترات كان يغلب عليها القتلة وسافكو الدماء ، ومن هؤلاء المجرمين مَن سماهم القرآن الكريم قوماً جبارين ( جالوت وجنوده ) ، والروم (64ق.م) وأبناء أوروبا من الصليبين (492 هـ) ، واليهود في أيامنا التي نعيشها.
29) المسجد الأقصى : قدر الله سبحانه وتعالى أن يتحرر على أيدي المسلمون ومن هؤلاء :
المسلمون بقيادة يوشع بن نون قال تعالى : ( وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجداً ) ، يقول الإمام القرطبي " القرية " قيل إنها " بيت المقدس " .
والمسلمون المجاهدون الذين من بينهم داود عليه السلام ( فهزموهم بإذن الله وقتل داود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء ) . وجاء بعد داود عليه السلام ابنه سليمان عليه السلام قال تعالى : ( وورث سليمان داود ) وعلى عهده كان بيت المقدس عاصمة للدولة الإسلامية ، وليست عاصمة لليهود كما يزعم اليهود !! .
ورسول الله المسلم محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته المسلمون رضوان الله عليهم فعلى أيديهم بدأت معارك التحرير بما في ذلك بيت المقدس ، وشاء الله أن تتحرر ، ويقوم عليها حكم الإسلام على عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه (15هـ) بعد أن ظل أهل الروم مغتصبين لها لمدة سبعة قرون تقريباً ، واستمرت تنعم بالخير في ظل الحكم بالإسلام إلى أن استطاعت أوربا اغتصابها مرة أخرى مع نهاية القرن الخامس الهجري .
ونور الدين محمود بن زنكي ، وصلاح الدين الأيوبي وغيرهم من الحكام المسلمين هم الذين قادوا المجاهدين المسلمين حتى تحقق على أيديهم تحرير بيت المقدس بعد 91 عاماً من اغتصابها .
وهكذا كانت فلسطين وبيت المقدس أرضا إسلامية يقوم عليها حكم الإسلام إلى أن استطاع اليهود احتلالها .
30) المسجد الأقصى : عندما احتله اليهود عام - 1387هـ
31) المسجد الأقصى : أعد اليهود العدة لهدمه وبناء المعبد المزعوم على أنقاضه، حيث اتفقت الجماعات الساعية لهدمه وبناء الهيكل على توحيد جهودها، واستغلال طاقاتها ، وتنويع نشاطاتها بحيث تجعل من قضية بناء الهيكل قضية تهم كل بيت يهودي على أرض فلسطين وخارجها ، وتتعامل الحكومة الاحتلال اليهودي مع تلك الجماعات والحركات بتسامح يصل إلى حد إعطاء الضوء الأخضر للكثير من الممارسات والاعتداءات.
32) المسجد الأقصى : يمارس اليهود لتهويده شتى أنواع العدوان ، حيث استبدال أسماء الكثير من الشوارع والساحات العربية المحيطة بالمسجد الأقصى بأسماء يهودية ، وأطلقوا على البقعة التي هو عليها "جبل الهيكل" ليتجنبوا التسمية الصحيحة " جبل بيت المقدس " أو " المسجد الأقصى" ، وذلك لربط تلك البقعة بالمصطلحات التوراتية القديمة ، والزعم أن لتلك البقعة جذورا تاريخية يهودية !!.
33) المسجد الأقصى : يزعم اليهود أنه بني مكان الهيكل المزعوم ، ويدعون العالم لمساندتهم ومساعدتهم لإقامة الهيكل ليعود الحق إلى أصحابه ، وليتحقق لهم الوعود التوارتية التي حرفتها أيديهم ، وتطبع الكتب ويحرف التاريخ وتعرض الأفلام العالمية اليهودية والتبشيرية لإثبات حقهم في هدم المسجد الأقصى ، ليهيأ العالم لإقامة العبد اليهودي المزعوم .
34) المسجد الأقصى :لم يكن معبداً لليهود ولكنه مسجد للأمة المسلمة ممن صدق بدعوة نبيه ، وما قام به سليمان عليه السلام في بيت المقدس ، ليس بناءً لهيكل ، وإنما هو تجديد للمسجد الأقصى المبارك الذي هو ثاني مسجد وضع في الأرض كما ثبت في الحديث الصحيح ، فالمسجد الأقصى جدد بناءه أنبياء الله تعالى: إبراهيم وإسحاق ويعقوب وسليمان " عليهم السلام"، كما جدده المسلمون بعد الفتح العمري .
35) المسجد الأقصى : عائد ولا بد إن شاء الله ، وقتال اليهود حادث ولا ريب ، وسيقضي المسلمون المجاهدون على الدجال ومن معه من اليهود جميعاً ، وتستريح البشرية جمعاء من شرور اليهود وأطماعهم وإفسادهم . روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ، فيقتلهم المسلمون ، حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر ، فيقول الحجر أو الشجر : يا مسلم يا عبد الله ! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله ، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ) .
36) المسجد الأقصى : لن يتم لها أمر ، أو يعلو لها شأن إلا من خلال هذا الدين وأهله المصلين الموحدين المؤدين فرائضه ، والمجتنبين معاصيه ، وربط الرسول صلى الله عليه وسلم الأرض المقدسة بأصلها الأصيل وهو الإسلام ، فهو مستقبلها وبه حياتها فالنصر موعود الله سبحانه وتعالى للجباه الساجدة ، والقلوب الموحدة ، والأيدي المتوضئة ، قال تعالى (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً فمن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ) النور 55.
37) المسجد الأقصى : وقضية القدس ليست قضية فلسطينية ، وإنما هي قضية إسلامية ، وحق عام لكل مسلمي العالم ، منذ أن تسلم مفاتيحها عمر بن الخطاب وضحى المسلمون بدمائهم من أجلها وحرروها من الغزو الصليبي على يد صلاح الدين الأيوبي ، فهي أرض وقفية وأمانة في عنق أمة الإسلام .
38) المسجد الأقصى : للمسلمين طال الزمان أو قصر ، فالعاقبة للمتقين ، وسيعود إلينا بإذن الله ، وهذا وعده سبحانه ، والله لا يخلف الميعاد ، والله جعل هذه الأرض المقدسة لأطهر وأقدس أمة ، الأمة التي تحمل أطهر وأقدس رسالة ، وهي أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، وأتباع محمد صلى الله عليه وسلم هم الذين اختارهم الله لعمارة أرض الأقصى ، وتعلقت قلوبهم بحبها وفدائها والدفاع عنها، والمسلمون من بعدهم ، وهم الذين بذلوا أرواحهم لطرد الروم والصليبيين منه ، ودفعوا تسع حملات صليبية عنه ، فأين كان اليهود كل هذه القرون إذا كانوا أصحاب حق في القدس والمسجد الأقصى ؟! .
39) المسجد الأقصى : للمسلمين يشهد لنا التاريخ والواقع ، وشواهد الأرض والسماء ، لا يزعزع اعتقادنا بذلك إنكار الأعداء ، وافتراءات المعتدين ، نقولها مقرونة بالتاريخ الصحيح لمدينة القدس ، فهي أرض وقفية لا يحق بيعها أو تسليمها لأعداء الله قتلة الأنبياء ، ولن نتنازل أو نفرط في شبر منها ، ولن نرضي بالمعاهدات والمواثيق الباطلة ليكون اليهود سادة علينا وعلى مقدساتنا .
40) المسجد الأقصى : ميراث الأمة المسلمة ، لذلك فإن الإمامة عليه لا بد وأن تكون في يد الأمة المسلمة أمة الشهادة والخلافة على العالمين ، وهذا ما وجه النبي محمد صلى الله عليه وسلم إليه أمته المسلمة وحملهم مسئولية لأنه ميراث الأمة الحق ، وقد رسخ النبي صلى الله عليه وسلم محبته في قلوب صحابته رضوان الله عليهم واخبرهم بفتح بيت المقدس وبشرهم بذلك ، وسيبقى محبة المسجد الأقصى وبيت المقدس مستمرة في نفوسنا ، فهذا من عقيدتنا ، ولن ينجح الأعداء في انتزاع هذه المحبة مهما بذلوا من جهود في ذلك ، وستبقى إن شاء الله إلى قيام الساعة لأنها عقر دار المؤمنين وقيام الطائفة المنصورة .
ملحق
· والمسئول الأول والأخير لأي اعتداءٍ على المسجد الأقصى سواء كان في الماضي أو الحاضر هي " قيادة الاحتلال " التي تؤمن بضرورة بناء الهيكل الثالث على أنقاض المسجد الأقصى المبارك ، وتوفر الدعم - بشكل أو بآخر - لفئات المتطرفين اليهود والجماعات العاملة بالعلن لهدم المسجد الأقصى .
· والمسجد الأقصى لن يكون له عزٌ إلا من خلال هذا الدين وأهله المصلين الموحدين المؤدين فرائضه ، والمجتنبين معاصيه ، وربط الرسول صلى الله عليه وسلم الأرض المقدسة بأصلها الأصيل وهو الإسلام ، فهو مستقبلها وبه حياتها فالنصر موعود الله سبحانه وتعالى للجباه الساجدة ، والقلوب الموحدة ، والأيدي المتوضئة ، قال تعالى (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً فمن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون ) النور/ 55 .
· وسيبقى المسجد الأقصى أمانة في أعناقنا منذ أن بشر النبي صلى الله عليه وسلم بفتحه ، وعظم فضله ، وشد إليه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الرحال ليستلمه ، ويكتب عهدته لتكون شاهدة على أنه في رعاية الإسلام والمسلمين . فهو وديعة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم عندنا ، وأمانة عمر رضي الله عنه في ذمتنا ، وعهد الإسلام في أعناقنا ، وراية عز المسلمين ، كان وما زال مؤشراً صادقاً على واقع الأمة نهوضاً وشموخاً أو انتكاساً وذلاً.
· القدس التي شرفت بإسراء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم إليها ، ومصلياً في مسجدها ، وإماماً لرسل الله وأنبيائه ، كانت وما زالت أمانة في أعناق المسلمين جميعاً ... في مشارق الأرض ومغاربها ... منذ أن سُلم أمانتها الفاروق عمر رضي الله عنه وتميزت عن كل المدائن ، بكتابة عقدها " العهدة العمرية " لتكون لها بهذه الخصوصية مكانة وشرفاً لم تحظى بها مدينة من المدن التي فتحها المسلمون عبر تاريخ الفتوحات ، وازداد تكريمها بأن أوقفها الخليفة العادل عمر رضي الله عنه لتكون الأمة من بعده " أمناء وقف " على أرض مباركة .
· والقدس وديعة رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم عندنا ، وأمانة عمر رضي الله عنه في ذمتنا ، وعهد الإسلام في أعناقنا ، وراية عز المسلمين ، كانت وما زالت مؤشراً صادقاً على واقع الأمة نهوضاً وشموخاً أو انتكاساً وذلاً .
· وسيبقى المسجد الأقصى أمانة في أعناقنا منذ أن بشر النبي صلى الله عليه وسلم بفتحه ، وعظم فضله ، وشد إليه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه الرحال ليستلمه ، ويكتب عهدته لتكون شاهدة على أنه في رعاية الإسلام والمسلمين .