فلسطين التاريخ / الواقع والمأمول

ما هي حركة المقاومة الإسلامية

ما هي حركة المقاومة الإسلامية " حماس " ؟

 

        تعتبر حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أهم حركة إسلامية داخل الأراضي الفلسطينية، بالرغم من أن اسم الحركة ظهر مع انطلاق الانتفاضة في ديسمبر 1987م.

      والحركة عرفت نفسها منذ البداية بأنها "جناح من أجنحة الإخوان المسلمين في فلسطين" واستمرار لعملهم الذي نشأ في فلسطين منذ بداية الأربعينيات من القرن العشرين.

 

أهداف "حماس" :

  ولخص ميثاق الحركة الصادر في 1988م أهداف حماس الاستراتيجية في الآتي:

1.    تحرير كل فلسطين من نهرها إلى بحرها من العدو الصهيوني.

2.    إقامة الدولة الإسلامية على أرض فلسطين.

وأضاف الميثاق "ولحماس أهداف مرحلية تسعى لتحقيقها وصولاً للأهداف الاستراتيجية" وهي :

1.    تحرير الضفة الغربية وقطاع غزة " أي الأرض المحتلة سنة 1967م".

2.    أسلمة المجتمع الفلسطيني ونشر الأخلاق والمثل الإسلامية والوعي والالتزام.

3.    الحفاظ على جذوة الجهاد وخيار الكفاح المسلح في وجه مشروع التسوية.

4.    تفعيل العمل العربي والإسلامي باتجاه دعم قضية فلسطين.

5.    محاربة التطبيع مع الكيان الصهيوني، وإيقاف مشروع الاختراق الصهيوني للمنطقة.

6.    إنهاك الكيان الصهيوني أمنياً واقتصادياً، وفضح ممارساته التعسفيه وكشف الظلم الذي يحيق بالشعب الفلسطيني.

7.    تحقيق وحدة وطنية فلسطينية تجتمع على برنامج المقاومة والتحرير.

 

الموقف من التسوية السلمية:

          ولا تخفي حماس معارضتها لاتفاقات أوسلو الموقعة بين منظمة التحرير الفلسطينية والكيان الصهيوني، كما يتمثل هدف الحركة على المدى القصير في ضمان انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية المحتلة.

    حيث ترى حماس أن التسوية السلمية في كل صيغها الحالية (فلسطينياً وعربياً ودولياً وإسرائيلياً) تنطوي على التفريط بمعظم أرض فلسطين، كما ستنطوي في النهاية على التفريط بحق ملايين اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى أرضهم المحتلة، إذ يستحيل على الكيان الصهيوني قبول هذا الشرط لأنه سيفقده طابعه اليهودي الذي نشأ المشروع الصهيوني لأجله.

      ولا تمانع حماس من فكرة عقد الهدنة لزمن محدود مع الكيان الصهيوني مقابل الانسحاب من الضفة الغربية وقطاع غزة، بشرط عدم إعطاء الشرعية لهذا الكيان على الأرض المغتصبة سنة 1948م. وهذا ما يكاد يكون قبوله مستحيلاً من الطرف اليهودي.

 

الموقف من السلطة الفلسطينية ( سلطة الحكم الذاتي ):

          ترى حماس أن سلطة الحكم الذاتي في الضفة والقطاع هي إفراز من إفرازات اتفاق أوسلو، وأن الصهاينة وافقوا على إنشائها؛ لأنها تؤمن لهم الكثير من المكاسب وتعارض حماس المشاركة في المؤسسات السياسية للحكم الذاتي فقد قاطعت انتخابات المجلس التشريعي للسلطة في عام 1996م كما رفضت المشاركة في حكومتها، ولكنها أعادت النظر في دخول انتخابات 2006م.

      وتنشط الحركة في مجالين رئيسيين، الأول مدني يتمثل في بناء المدارس والمستشفيات في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومساعدة المجتمع عبر وسائل اجتماعية ودينية.

     أما المجال الثاني فهو العسكري الذي تقوم به كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري للحركة، وهو الذي قام بتنفيذ سلسلة من العمليات على أهداف يهودية.

وتركزت سياسة حماس على الصعيد الدولي – كما جاء في أدبياتهم - :

1.    التأكيد على أن معركتها داخل فلسطين فقط وضد العدو الصهيوني المحتل.

2.    عدم استهداف أو ضرب المصالح الأمريكية أو الغربية وتجنب فتح معارك معها.

3.    التأكيد على حجم الظلم والإجحاف الذي ألحقه الغرب بفلسطين وشعبها من خلال بريطانيا وأمريكا وحلفائهما وعلى مسئوليتهم التاريخية تجاه ذلك.

4.    محاولة الاستفادة من القوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة التي تجيز مقاومة الاحتلال، واستخدام المصطلحات السياسية السائدة عالمياً لإيصال خطابها السياسي.

 

بنية حماس التنظيمية وقيادتها :

          يظهر من خلال أدبيات حماس أن لها عملاً مؤسسياً مبنياً على الشورى، لكنها تحرص على عدم الكشف عن آلياته لأسباب أمنية. ولحماس مكتب سياسي يترأسه خالد مشعل منذ 1996م وقد سبقه إلى هذا المنصب موسى أبو مرزوق هو يتولى الشئون السياسية للحركة وتمثيلها. كما أن لها مكتباً إعلامياً فضلاً عن الجهاز العسكري الذي يعمل باستقلالية شبه تامة عن الخطين السياسي والإعلامي.

    ومن أبرز رموز حماس في الداخل في قطاع غزة مؤسسها ومرشدها الشيخ أحمد ياسين، و د. عبد العزيز الرنتيسي رحمهما الله.

 

التأييد الشعبي :

          وتتمتع حماس بقوة ملحوظة في قطاع غزة حيث الظروف الاقتصادية أكثر تدهورا من مثيلتها في الضفة الغربية ،وتحظى بتأييد شعبي كبير في الأوساط الفلسطينية وعادة ما تحصل في الانتخابات الطلابية والنقابات المهنية التي تشارك بها في داخل فلسطين على معدل عام بحدود 40 – 45 % من الأصوات . ولا يعرف حتى الآن العدد الحقيقي لأعضاء الحركة التي تنتشر وسط الطبقات الشعبية الفلسطينية .

 

حماس والعمل العسكري :

     ترى حركة حماس – في أدبياتها - أن العمل العسكري هو خيار استراتيجي دائم وتتعامل مع المعركة باعتبارها معركة طويلة الأمد، ربما تتداولها الأجيال وهي في مثل أجواء التسوية السلمية تسعى لإبقاء خيار المقاومة تعبيراً عن عدم التفريط بالأرض المقدسة ولكن الذي عقّد الأمر في وجه حماس أنها أقبلت على الخيار العسكري وسارت عكس التيار.

.