فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
تقرير: الأقصى في خطر بفعل الحفريات الصهيونية

الخميس17 من صفر1430هـ 12-2-2009م
مفكرة الإسلام: حذرت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في فلسطين المحتلة عام 48، من مضاعفات الحفريات الصهيونية تحت محيط المسجد الأقصى خاصة بعد الانهيار الذي وقع في مدرسة البنات التابعة للأونروا في الأول من فبراير الجاري، على بعد أمتار من جنوبي المسجد الأقصى.
وقالت المؤسسة: إنها تخشى وقوع انهيارات في المسجد الأقصى، أو في المباني المقدسية التاريخية، بسبب خطورة ما يحدث في باطن الأرض، مضيفة أنها عبر رصدها ووسائل رقابتها تعرف جزءًا من حقيقة ما يجري من حفريات، لكن الانهيار في مدرسة البنات في سلوان كان سببًا لمزيد من الرصد والمراقبة القريبة.
وقد أصيبت 17 طالبة جراء انهيار جزء من مدرسة تابعة لوكالة الغوث في منطقة باب المغاربة المتاخمة للمسجد الأقصى المبارك.
وجاء انهيار المدرسة جراء الحفريات التي تجريها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في باب المغاربة لإقامة نفق يمر من تحت المدرسة ويصل إلى منطقة حائط البراق، الأمر الذي أضعف أساساتها ومع تساقط الأمطار الليلة الماضية تم انهيار المدرسة.
ووصفت مصادر طبية حالة الطالبات اللواتي نقلن إلى المشافي لتلقي العلاج بأنها بين المتوسطة والخفيفة.
هضبة مفرغة في باطنها:
وأكدت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث أنه ومن خلال زيارات ميدانية وتفقدية قامت بها لأكثر من مرة، على أن هضبة سلوان حيث مدرسة البنات في المدخل الرئيس للبلدة والمحاذية للجدار الجنوبي للمسجد الأقصى المبارك "أمست بسبب آلة الحفر الإسرائيلية على مدار عشرات السنوات عبارة عن هضبة مفرّغة في باطنها بفعل حفريات كبيرة الحجم وأنفاق متشابكة ومتداخلة، تجعلها مهددة بالانهيار الكامل، ثم تحويل باطن الأرض وأعلاه إلى مسارات سياحية يؤمها عشرات الآلاف من اليهود والأجانب هي بمثابة ماكينة للتضليل الثقافي والإعلامي، وغسل الدماغ عن تاريخ عبري موهوم وعن أسطورة اسمها الهيكل الأول أو الثاني أو الثالث"، على حد تعبير المؤسسة.
وذكرت المؤسسة أنها في هذا التقرير رصدت بالكلمة والصورة حقيقة الوضع في هضبة سلوان العليا، "على أمل أن يدفع هذا التقرير بالحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني إلى العمل الجاد والسريع والمتواصل لإنقاذ القدس عامة والمسجد الأقصى ومحيطه القريب بشكل أخص".
التميمي يحذر من انهيار كامل للمسجد الأقصى:
وكان الدكتور الشيخ تيسير رجب التميمي، قاضي قضاة فلسطين رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي، قد حذر في وقت سابق من انهيار كامل للمسجد الأقصى المبارك جراء الحفريات "الإسرائيلية" المستمرة أسفله، وفتح شبكة من الأنفاق الضخمة تحت أساساته؛ ما أدى إلى إضعاف وتقويض أساساته.
وأكد التميمي أن سبب انهيار مدرسة القدس الأساسية يعود للحفريات التي تجريها سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" في محيط المسجد الأقصى الذي لا تبعد المدرسة عنه سوى 100 متر تقريباً.
وأوضح أن المسجد الأقصى المبارك أصبح معلقًا في الهواء بعدما أذابت سلطات الاحتلال كل الصخور أسفل المسجد بمواد كيماوية وأزالت كل الأتربة، إضافة إلى وجود تصدعات كبيرة في الأسوار الغربية.
وحذر الشيخ التميمي في بيان من أن أية هزة أرضية ستؤدي إلى انهيار المسجد الأقصى المبارك كما خطط الاحتلال لذلك.
ولفت إلى أن هناك "تسارعًا غير مسبوق منذ العدوان "الإسرائيلي" الغاشم على قطاع غزة من قبل حكومة الاحتلال وغلاة الجماعات الدينية اليهودية المتطرفة بتهويد مدينة القدس والتي كان آخرها بدء الاحتلال "الإسرائيلي" بناء 3500 وحدة استيطانية بين مستوطنة معاليه ادوميم المقامة على أراضي بلدتي العيزرية وابوديس لاستكمال فصل وعزل القدس عن محيطها الفلسطيني، إضافة إلى تكرار محاولات اقتحام المسجد الأقصى المبارك، ومنع المصلين من الصلاة فيه، ومواصلة بناء جدار الفصل العنصري".
وأكد قاضي قضاة فلسطين أن المسجد الأقصى بجميع ساحاته وقبابه وأسواره وأبوابه وفضائه وأساساته مسجدٌ خالص لجميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، وهو جزء من عقيدتهم بقرار رباني ولا حق لليهود فيه لا من قريب ولا من بعيد.
وحمل الشيخ التميمي حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن العواقب الكارثية لعدوانها على مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، داعياً العرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم قادة وشعوباً ومنظمات إلى التحرك السريع لنصرة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
كما طالب منظمة المؤتمر الإسلامي ولجنة القدس وجامعة الدول العربية ومنظمة اليونسكو إلى تحمل مسئولياتهم التاريخية والإنسانية والوفاء بالتزاماتهم تجاه المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، لمنع حكومة الاحتلال من المضي في تنفيذ مخططاتها بارتكاب أبشع الجرائم الإرهابية بحق الأمة الإسلامية وأعز مقدساتها.