فلسطين التاريخ / أعلام بيت المقدس

علماء وفقهاء ومحدثون من فلسطين " ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي"

 

علماء وفقهاء ومحدثون من فلسطين

ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي

د. نايف فارس

اسمه ونسبه:

هو الضياء واقف الضيائية (1) الإمام العالم الحافظ الكبير القدوة المحقق المجود الحجة بقية السلف محدث الشام ومحدث عصره ووحيد دهره شيخ السنة ضياء الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن عبد الرحمن بن إسماعيل بن منصور السعدي المقدسي الجماعيلي ثم الدمشقي، الصالحي الحنبلي، وشهرته تغني عن الإطناب في ذكره، والإسهاب في أمره.

ولادته:

ولد رحمه الله في خامس جمادى الأخرة سنة تسع وستين وخمسمائة، بالدير المبارك بقاسيون بدمشق.

وقال الصفدي في تاريخه في المحمدين: ولد بالدير المبارك سنة سبع وستين وخمسمائة.

وذكر الذهبي في تاريخه: أن ولادته كانت في جمادى الأولى سنة تسع وستين، وبخطه أن مولده في سادس جمادى الآخرة، ورجح الذهبي الثاني وقال: هو الصحيح فإنه كذلك أخبر لعمر بن الحاجب.

ورعه وخلقه:

كان صاحب ورع، وكان تقيا زاهدا عابدا، محتاطا في أكل الحلال، مجاهدا في سبيل الله.

يقول ابن مفلح: ولعمري ما رأت عيناي مثله في نزاهته وعفته وحسن طريقته في طلب العلم. أهـ

وأثنى عليه عمر بن الحاجب والشرف ابن النابلسي والذهبي في ورعه وخلقه.

وكان ذو ديانة وأمانة، وتقوى وصيانة، وورع وتواضع، وصدق وإخلاص وينقل بصحة ودقة.

وكان رحمه الله يتقنع باليسير، ويجتهد في فعل الخير، ونشر السنة، وفيه تعبد وانجماع عن الناس، وكان كثير البر والمواساة، دائم التهجد، أمارا بالمعروف، بهي المنظر، مليح الشيبة، محببا إلى الموافق والمخالف، مشتغلا بنفسه رضي الله عنه.

بناؤه لمدرسة وقفية:

بنى رحمه الله مدرسة تنسب إليه (المدرسة الضيائية المحمدية) بسفح قاسيون على باب جامع المظفري (شرقي الجامع)، وكان يبني فيها بيده، وأعانه عليها بعض أهل الخير ووقف عليها كتبه، وأجزاءه. وجعلها دار حديث وأن يسمع فيها جماعة من الصبيان، وفيها من وقف الشيخ موفق الدين والبهاء عبد الرحمن والحافظ عبد العزيز وابن الحاجب وابن سلام وابن هامل والشيخ علي الموصلي، وقد نهبت في نكبة الصالحية، نوبة غازان، وراح منها شيء كثير، ثم تماثلت وتراجع حالها. وفيها، بحمد الله، الآن جملة نافعة للطلبة.

وقيل بناها للمحدثين والغرباء الواردين مع الفقر والقلة وكان يبني منها جانبا ويصبر إلى أن يجتمع عنده ما يبني به ويعمل فيها بنفسه ولم يقبل من أحد فيها شيئا تورعا.

وكان الوقف على المدرسة الضيائية غالب دكاكين السوق الفوقاني، وحوانيت وجنينة في النيرب، وأرض بسقبا، ويؤخذ لأهلها ثلث قمح ضياع وقف دار الحديث الأشرفية، وبالجبل الدير والدوير والمنصورة والتليل والشرقية.

 

قال ابن شداد: باني المدرسة الضيائية الفقيه ضياء الدين محمد بجبل الصالحية انتهى.

وقال تلميذه ابن كثير في تاريخه: وقف كتبا كثيرا بخطه بخزانة المدرسة الضيائية التي وقفها على أصحابهم من أهل الحديث والفقهاء وقد وقف عليها أوقافا آخرى كثيرة بعد ذلك انتهى.

قال الذهبي في تاريخه: كانت له أريضة بباب الجامع ورثها من أبيه، وكان يبني فيها قليلا قليلا على قدر طاقته، فيسر بنا كثيرا عنها بهمته وحسن قصده وإجابة دعوته، ونزل فيها المشتغلون بالفقه والحديث وكان ما يصل إليه من وقف يوصله إليهم ويصرفه عليهم. ورام بعض الكبار مساعدته ببناء مصنع للماء فأبى ذلك وقال: لا حاجة لنا في ماله. وكان من صغره إلى كبره موصوفا بالنسك، مشتغلا بالعلم.

قال عبد القادر بدران: هي بسفح قاسيون شرقي الجامع المظفري بناها واقفها من ماله وأعانه عليها بعض أهل الخير وجعلها دار حديث وأن يسمع فيها جماعة من الصبيان وأوقف عليها كتبه وأجزاءه وفيها من وقف موفق الدين بن قدامة والبهاء عبد الرحمن والحافظ عبد العزيز وابن الحاجب وابن سلام وابن هامل والشيخ علي الموصلي وقد نهبت في نكبة الصالح أيام قازان وذهب منها شيء كثير ثم تمايلت وتراجعت قاله الذهبي، وقال غيره بناها للمحدثين والغرباء الواردين مع الفقر والقلة وكان يبني منها جانبا ويصير الى ان يجتمع معه ما يبتني به غيره ويعمل فيها بنفسه ولم يقبل من أحد شيئا تورعا انتهى، قلت: رأيت في شرقي الجامع المظفري جدارا عظيما وفيه أربعة شبابيك إلى القبلة وفيه الباب، ويفصل الطريق بين هذا البناء، وبين الجامع ولعلها هذه المدرسة المذكورة.

شيوخه ومن روى عنهم وسماعاته وإجازاته:

سمع بدمشق في سنة ست وسبعين وبعدها من أبي المعالي بن صابر وأبي المجد الفضل بن البانياسي والخضر بن هبة الله بن طاووس وأحمد بن علي بن حمزة الموازيني وعمر بن علي الجويني ويحيى الثقفي وطبقتهم ومحمد بن حمزة بن أبي الصقر، وابن صدقة الحراني، وعبد الرحمن بن علي الخرقي، وإسماعيل الجنزوي، وبركات الخشوعي، وخلق كثير، وبمصر من أبي القاسم البوصيري وطبقته، وإسماعيل بن ياسين، وفاطمة بنت سعد الخير، والأرتاحي، وعلي بن حمزة، وعدة، وببغداد من المبارك بن المعطوش، وهو أكبر شيخ له ببغداد، وأبي الفرج ابن الجوزي وطبقتهما، وابن أبي المجد الحربي، وأبي أحمد ابن سكينة، والحسين بن أبي حنيفة، والحسن بن أشنانة الفرغاني، وابن الأخضر، وروى عن أصحاب ابن كليب، والبقاء بن حيد، وعبد الله بن أبي الفضل بن مزروع، وعبد الرحمن بن محمد ابن ملاح الشط، وطائفة من أصحاب قاضي المرستان، وابن الحصين، وخلق كثير، وبأصبهان أبي جعفر الصيدلاني وطبقته والقاسم بن أبي المطهر الصيدلاني، وعفيفة الفارفانية، وخلف بن أحمد الفراء، وأسعد بن سعيد بن روح، وزاهر بن أحمد الثقفي، والمؤيد بن الاخوة، والمفتي

أسعد بن محمود العجلي، وأسعد بن أحمد الثقفي الضرير، وإدريس بن محمد الساوالويه، وأبي زرعة عبد الله بن محمد اللفتواني، وخلق سواهم، وبنيسابور عبد الباقي بن عثمان، وبهمذان المؤيد الطوسي وطبقته وزينب الشعرية، وعبد الباقي بن عثمان بن صالح، والقاسم الصفار، وعدة، وعبد المعز بن محمد البزاز وطائفة بهراة، وأبي المظفر بن السمعاني وجماعة بمرو، والافتخار الهاشمي، بحلب، وعبد القادر الرهاوي وغيره بحران، وعلي بن هبل بالموصل، وغير ذلك، وبقي في الرحلة المشرقية مدة سنين.

ورحل مرتين إلى أصبهان وسمع بها ما لا يوصف كثرة، ويقال إنه كتب عن أزيد من خمسمائة شيخ، وحصل أصولا كثيرة، وسمع ببلاد شتى، وأقام بهراة ومرو، وله إجازة من الحافظ السلفي وشهدة الكاتبة، وعبد الحق اليوسفي، وأحمد بن علي الناعم، وأسعد بن يلدك، وتجنى الوهبانية، وابن شاتيل، وأخوه عبد الرحيم اليوسفي، وعيسى الدوشابي، ومحمد بن نسيم العيشوني، ومسلم بن ثابت النحاس، وأبو شاكر السفلاظوني، وعبد الله بن بري النحوي، وأبو الفتح عبد الله بن أحمد الخرقي، وخلق كثير.

قال ابن رجب يقال أنه كتب عن أزيد من خمسمائة شيخ وحصل أصولا كثيرة. أهـ

وعدد شيوخه مئة وستة وثلاثون.

قال تلميذه ابن كثير: سمع حديث الكثير وكتب كثيرا ورحل وطاف وقال الصفدي في تاريخه في المحمدين: لزم الحافظ عبد الغني وتخرج به وحفظ القرآن وتفقه ورحل أولا إلى مصر سنة خمس وتسعين ورحل إلى بغداد بعد موت ابن كليب ومن هو أكبر منه وسمع من ابن الجوزي الكثير بهمدان، ورحل ثم رجع إلى دمشق بعد الستمائة ثم رحل إلى أصفهان فأكثر فيها وتزيد وحصل أشياء كثيرة من المسانيد والأجزاء ورحل إلى نيسابور فدخلها ليلة وفاة الفرواي ورحل إلى مرو وسمع بحلب المحروسة وحران والموصل وقدم دمشق بعد خمسة أعوام بعلم كثير وحصل أصولا نفيسة فتح الله بها عليه هبة وشراء ونسخا وسمع بمكة المشرفة ولزم الاشتغال لما رجع واكب على التصنيف والنسخ.

تلاميذه ومن روى عنه:

أخذ عنه جماعة من شيوخه، وروى عنه خلق كثير، منهم: ابن نقطة، والحافظ أبو عبد الله ابن النجار، والحافظ أبو عبد الله زكي الدين البرزالي، وابن الحاجب، وسيف الدين ابن المجد، وابن الأزهر الصريفيني، ومجد الدين ابن الحلوانية، وشرف الدين ابن النابلسي، والحافظ أبو العباس ابن الظاهري، وأبو الفدا إسماعيل بن الفراء، وأبو عبد الله محمد بن حازم، والقاضي تقي الدين سليمان بن حمزة فأكثر عنه، يقول الذهبي: فاني سمعته يقول: سمعت من شيخنا الضياء ألف جزء، وأخواه محمد وداود، وعثمان بن إبراهيم الحمصي، ومحمد بن خطيب بيت الآبار، وعلي بن بقاء الملقن، وأبو حفص عمر بن جعوان، وعيسى بن أبي محمد العطار، وعبد الله بن أبي الطاهر المقدسي، وزينب بنت عبد الله بن الرضي، وابنا أخويه الشيخ فخر الدين علي ابن البخاري، والشيخ شمس الدين محمد بن الكمال عبد الرحيم، والقاضي تقي الدين سليمان بن حمزة، وأبو بكر بن عبد الدائم، وعيسى ابن المطعم، ومحمد بن يوسف الذهبي، وخلق كثير.

قال الذهبي في تذكرة الحفاظ: ثنا عنه القاضي تقي الدين، وأبو جعفر ابن الموازيني، والعز ابن الفراء، ونجم الدين موسى الشقراوي، وإسماعيل بن إبراهيم بن الخباز، والتقي أحمد بن مؤمن، وعثمان النساج، وأبو علي بن الخلال، والشهاب أحمد الدشتي، وأبو بكر بن عبد الدائم، وعيسى بن معالي السمسار، وسالم بن أبي الهيجاء القاضي وآخرون.

ومن تلاميذه الحافظ ابن كثير، وعمر بن الحاجب، والحافظ شرف الدين يوسف بن بدر، وغيرهم.

علمه ومنزلته وأقوال العلماء فيه:

جمع رحمه الله بين فقه الحديث ومعانيه وسنده وطرفا من الأدب وكثيرا من التفسير واللغة ونظر في الفقه وناظر فيه. قال تلميذه عمر بن الحاجب: شيخنا أبو عبد الله شيخ وقته ونسيج وحده علما وحفظا وثقة ودينا، من العلماء الربانيين وهو أكبر من أن يدل عليه مثلي، كان شديد التحري في الرواية مجتهدا في العبادة كثير الذكر منقطعا متواضعا سهل العارية.

رأيت جماعة من المحدثين ذكروه فأطنبوا في حقه ومدحوه بالحفظ والزهد، سألت الزكي البرزالي عنه فقال: ثقة، جبل، حافظ دين، خير.

وقال الحافظ محب الدين ابن النجار في تاريخه: كتب أبو عبد الله بخطه، وحصل الأصول، وسمعنا منه وبقراءته كثيرا، ثم إنه سافر إلى أصبهان فسمع بها من أبي جعفر الصيدلاني ومن جماعة من أصحاب فاطمة الجوزدانية إلى أن قال: وأقام بهراة ومرو مدة، وكتب الكتب الكبار بخطه، وحصل النسخ ببعضها بهمة عالية، وجد واجتهاد وتحقيق وإتقان، كتبت عنه ببغداد ونيسابور ودمشق، وهو حافظ متقن ثبت صدوق نبيل حجة عالم وقال ابن النجار أيضا: حافظ متقن حجة عالم بالرجال ورع تقي ما رأيت مثله في نزاهته وعفته وحسن طريقته، وقال الشرف بن النابلسي: ما رأيت مثل شيخنا الضياء.

وقال ابن النجار: كتبت عنه ببغداد ونيسابور ودمشق وهو حافظ متقن ثبت ثقة صدوق نبيل حجة عالم بالحديث وأحوال الرجال.

وقال إسماعيل المؤدب: سمعت الشيخ عز الدين عبد الرحمن ابن العز يقول: ما جاء بعد الدارقطني مثل شيخنا الضياء، أو كما قال.

وقال الحافظ شرف الدين يوسف بن بدر: رحم الله شيخنا ابن عبد الواحد، كان عظيم الشأن في الحفظ ومعرفة الرجال، هو كان المشار إليه في علم صحيح الحديث وسقيمه ما رأت عيني مثله.

قال الذهبي: قدم دمشق بعد خمسة أعوام بعلم كثير وكتب أصولا نفيسة فتح الله عليه بها هبة ونسخا وشراء. وسمع بمكة من أبي الفتوح بن الحصرين وغيره. ورجع ولزم الاشتغال والنسخ والتصنيف.

وقال أيضا: وأفنى عمره في هذا الآن مع الدين المتين والورع والفضيلة التامة والثقة والإتقان وانتفع الناس بتصانيفه والمحدثون بكتبه.

وقال أيضا: كان شديد التحري في الرواية، ثقة فيما يرويه، مجتهدا في العبادة، كثير الذكر، منقطعا عن الناس، متواضعا في ذات الله، صحيح الأصول، سهل العارية.

وقال أيضا: وكان رحمه الله ملازما لجبل الصالحية، قل أن يدخل البلد أو يحدث. ولا أعلم أحدا سمع منه بالمدينة، وإن كان فنزر يسير.

وقال أيضا: وقرأت بخط المحدث محمد بن الحسن بن سلام قال: محمد بن عبد الواحد شيخنا، ما رأيت مثله فيما اجتمع له. كان مقدما في علم الحديث، فكأن هذا العلم قد انتهى إليه وسلم له. ونظر في الفقه وناظر فيه. وجمع بين فقه الحديث ومعانيه. وشد طرفا من الأدب وكثيرا من اللغة والتفسير. وكان يحفظ القرآن واشتغل مدة به، وقرا بالروايات على مشايخ عدة، وكان يتلوه تلاوة عذبة. وجمع كل هذا مع الورع التام والتقشف الزائد، والتعفف والقناعة والمروءة والعبادة الكثيرة، وطلق النفس وجنبها أحوال الدنيا ورعوناتها، والرفق بالغرباء والطلاب، والانقطاع عن الناس، وطول الروح على الفقير والغريب. وكان محبا لمن يأخذ عنه، مكرما لمن يسمع عليه. وكان يحرض على الاشتغال، ويعاون بإعارة الكتب. وكنت أسأله عن المشكلات فيجيبني أجوبة شافية عجز عنها المتقدمون، ولم يدرك شأنها المتأخرون. قرأت عليه الكثير، وما أفادني أحد كإفادته. وكان ينبهني على المهمات من العوالي، ويأمرني بسماعها، ويكرمني كثيرا. وقرأت عليه صحيح مسلم وقال تلميذه ابن كثير: كان في غاية العبادة والزهادة والورع وقد وقف كتبا كثيرا بخطه قال الشيخ شمس الدين: سمعت الحافظ أبا الحجاج المزي وما رأيت مثله يقول: الشيخ الضياء أعلم بالحديث والرجال من الحافظ بن عبد الغني ولم يكن في وقته مثله.

وقال الشرف أبو المظفر بن النابلسي: ما رأيت مثل شيخنا الضياء.

قال العلموي: كان الضياء عابدا زاهدا، ما أكل من وقف قط، ولا دخل حماما، وكان يعمل بمدرسته بنفسه، ولما فرغ من بنائها درس بها، ودرس بعده بها جماعة منهم تقي الدين بن غرس الدين، وعز الدين التقي، وشمس الدين خطيب الجبل، والقباقيبي المرداوي.

مؤلفاته وتصانيفه:

كان رحمه الله صاحب تصانيف نافعة، ورحلة واسعة، وله مجموعات وتخريجات، وله تصانيف كثيرة منها: الأحاديث المختارة وهي الأحاديث التي تصلح أن يحتج بها سوى ما في الصحيحين خرجها من مسموعاته قال بعضهم هو خير من صحيح الحاكم.

ونسخ وصنف وصحح ولين وعلل وجرح وعدل وقيد وأهمل وكان المرجوع إليه في هذا الشأن.

وتخرج بالحافظ عبد الغني، وبرع في هذا الشأن، وكتب عن أقرانه، ومن هو دونه، كخطيب مردا، والزين ابن عبد الدائم، وحصل الأصول الكثيرة.

ومن تصانيفه المشهورة:

«فضائل الأعمال» مجلد.

«الأحكام» ولم يتم في ثلاث مجلدات.

«الأحاديث المختارة» وعمل نصفها في ست مجلدات، وهي الأحاديث التي تصلح أنه يحتج بها سوى ما في الصحيحين خرجها من مسموعاته.

«الموافقات» في نحو من ستين جزءا.

«مناقب المحدثين» ثلاثة أجزاء أو «مناقب أصحاب الحديث».

«فضائل الشام» جزآن.

«صفة الجنة» ثلاثة أجزاء.

«صفة النار» جزآن.

«سيرة المقادسة» مجلد كبير.

«فضائل القرآن» جزء.

«ذكر الحوض» جزء.

«النهي عن سب الاصحاب» جزء.

«سيرة شيخيه الحافظ عبد الغني والشيخ الموفق» أربعة أجزاء.

«قتال الترك» جزء.

«فضل العلم» جزء.

«دلائل النبوة».

وله تصانيف كثيرة في أجزاء عديدة، ولم يزل ملازما للعلم والرواية واسع وله والتأليف إلى أن مات، وتصانيفه نافعة مهذبة.

وقال ابن كثير في تاريخه: جمع وصنف وألف كتبا مفيدة حسنة كثيرة الفوائد من ذلك «كتاب الأحكام» ولم يتمه و«كتاب الأحاديث المختارة» وفيه علوم حسنة مفيدة حديثية وهي أزيد وأجود من مستدرك الحاكم لو كملت وله «فضائل الأعمال» وغير ذلك من الكتب الحسنة الدالة على كثرة حفظه واطلاعه وتضلعه من علم الحديث متنا وإسنادا. قال عبد الحي بن أحمد العكري: له أفراد الصحيح جزء، وغرائبه تسعة أجزاء، ذم المسكر جزء، الموبقات أجزاء كثيرة، كلام الأموات جزء، شفاء العليل جزء، الهجرة إلى أرض الحبشة جزء، قصة موسى عليه السلام جزء، فضائل القراءة جزء، الرواة عن البخاري جزء، كتاب دلائل النبوة الالهيات ثلاثة أجزاء، الحكايات المستظرفة أجزاء كثيرة، كتاب هجرة المقادسة إلى دمشق وكرامات مشايخهم نحو عشرة أجزاء وأفرد لأكابرهم من العلماء لكل واحد سيرة في أجزاء كثيرة، الطب والرقيات أجزاء، وغير ذلك.

وفاته:

عاش أربعا وسبعين سنة وأيام، وتوفي إلى رضوان الله يوم الإثنين ثامن عشر جمادى الأخرة (2) سنة ثلاث وأربعين وستمائة بدمشق ودفن بسفح قاسيون.

من أمثلة ما رواه:

يقول الذهبي: أخبرنا عثمان بن إبراهيم المقرئ أنا أبو عبد الله الحافظ أنا عبد الواحد بن القاسم أن فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم أنا ابن ريذة أنا أبو القاسم الطبراني ثنا محمود بن الفرج ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي ثنا فضيل بن مرزوق عن عدي بن ثابت عن البراء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «من قضى نهمته من الدنيا حيل بينه وبين شهوته في الآخرة، ومن مد عينه إلى زينة المترفين كان مهينا ف ملكوت السماء، ومن صبر على القوت الشديد صبرا جميلا أسكنه الله من الفردوس حيث شاء». هذا حديث غريب إسناده متصل لين، قال الطبراني: تفرد به البجلي.

من أمثلة كلامه في الرواة:

قال ابن حجر في لسان الميزان بعد أن أورد حديثا أخرجه ضياء الدين المقدسي: وأخرج الحديث المذكور الحافظ ضياء الدين محمد بن عبد الواحد المقدسي رحمه الله تعالى في الأحاديث المختارة مما ليس في الصحيحين، وقال بعده: زهير لم يذكره البخاري ولا ابن أبي حاتم في كتابيهما ولا زياد بن طارق.

المراجع:

المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد، ابن مفلح.

شذرات الذهب في أخبار من ذهب، ابن العماد.

البداية والنهاية، ابن كثير.

لسان الميزان- ابن حجر العسقلاني.

تذكرة الحفاظ، الذهبي.

سير أعلام النبلاء، الذهبي.

العبر في خبر من غبر، الذهبي

تاريخ الإسلام، الذهبي

طبقات الحفاظ، السيوطي

فوات الوفيات، محمد بن شاكر الكتبي

الواف بالوفيات، الصفدي

النجوم الزاهرة ف ملوك مصر والقاهرة، ابن تغري

منادمة الأطلال ومسامرة الخيال، عبد القادر بدران.

معجم المؤلفين.

•الهوامش:

١ - هي المدرسة الضيائية التي بناها رحمه الله وسيأتي الكلام عليها.

٢ - ذكر السيوطي في طبقات الحفاظ أنه توفي في جمادى الأولى، وقال الذهبي في تاريخ العبر: توفي في السادس والعشرين جمادى الآخرة، وقال الصفدي في تاريجه في المحمدين: توفي رحمه الله تعالى يوم الاثنين ثامن عشرين مادى الآخرة سنة ثلاثة وأربعين وستمائة، وكذا قال ابن تغري في النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة.

انتهى.

مجلة بيت المقدس للدراسات – العدد الثالث عشر

 يمكن تحميله PDF من هنا 👇

 

.

تحميل الملف المرفق