فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
جبهة علماء الأزهر تمتدح أرودغان بسبب رده على بيريز في دافوس
الأحد 6 من صفر1430هـ 1-2-2009م
مفكرة الإسلام: أثنت "جبهة علماء الأزهر" على ردة فعل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إزاء منعه من التعقيب على كلمة الرئيس "الإسرائيلي" شمعون بيريز في منتدى "دافوس"، حيث انسحب احتجاجًا على تصريحات بيريز الاستفزازية.
وامتدحت الجبهة في بيان أصدرته على موقعها على شبكة الإنترنت، أرودغان ووصفته بأنه سليل العظام الفاتحين، في إشارة إلى ماضي أجداده العثمانيين، وخاطبته بالقول: "كنت بمواقفك المشرفة للإنسانية خيرَ خلفٍ لخير سلف، فجعلك الله لأمتك كَالأمَلِ المُرجَّي، وطلعة الفرج القريب، نطقت مواقفك بالحق بعد أن خرست ألسن الأدعياء والمتفيهقين...".
وكان أرودغان قد عبر بأقسى عبارات التنديد عن استنكاره للعدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، وقرر وقف وساطة تركيا في المفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل احتجاجًا على ما اعتبرها محاولة من إسرائيل لإظهار تركيا في صورة المتواطئ معها، وقال: إن ما ارتكبته إسرائيل في غزة يجب أن لا يمر دون حساب.
وقالت الجبهة: إنه بمواقف أرودغان "أدرك الجميع أن للحق ظهيرًا قادمًا من غياهب الزمان، ونصيرًا جاء يجدد ما سلف من خوالي الأيام، فبدأت الأنوف بمواقفك العثمانية تشمخ، والأسماع لكلامك ترهف، والأبصار لمعالمك ترنو، وقويت بمواقفك المشرفة عزائم الأحرار، ونطقت على الألسن عبارات المجد والفخار".
ووقع السجال الخميس الماضي، حينما دافع الرئيس الإسرائيلي بشراسة عن الهجوم على غزة خلال الشهر الماضي، وتساءل بصوت مرتفع وهو يشير بأصبعه عما كان أردوغان سيفعله لو أن الصواريخ أطلقت على إسطنبول كل ليلة، ورد رئيس الوزراء التركي "حين يتعلق الأمر بالقتل فأنتم تعرفون جيدًا كيف تقتلون".
وتابعت الجبهة: "لقد شرَّفت بمواقفك يا أردوغان أصولك، وطهرت بجهادك ما علق بجذورك، فجمع الله عليك الأفئدة، ووضع لك ولإخوانك الصادقين القبول في الأرض كلها، ورزقكم الحسنى في الدارين مع الزيادة، فلقد كنت بمواقفك المشرفة مسلمًا على أخلاق السادة الأحرار لأعلى أخلاق العبيد الأنذال، يطأطئ أشرافهم فلا يندى لهم جبين، وتنقص أطرافهم فلا يَحمي لهم أنف، وتنزل بهم الشدة فيتخاذلون تخاذل القطيع عاث فيه الذئب، ويغير عليهم العدو فيتواكلون تواكل الإخوة دبَّ فيهم الحسد".
يشار إلى أن أرودغان الذي يترأس حزب "العدالة والتنمية" ذي الجذور الإسلامية، دافع عن "حماس"، واعتبرها الطرف المعتدى عليه، ولم تكن سباقة إلى الهجوم على إسرائيل، التي حملها بشدة المسئولية عن العدوان، الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 1300 فلسطيني، وإصابة أكثر من خمسة آلاف آخرين.
حملة صهيونية في واشنطن وأنقرة ضد أردوجان:
وقد أرسلت جماعات ضغط يهودية بالولايات المتحدة رسالة احتجاج إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان، متهمة إياه بـ"معاداة السامية" بسبب موقفه إزاء العدوان "الإسرائيلي" الأخير على قطاع غزة.
وقالت صحيفة زمان التركية: إن جماعات ضغط يهودية أمريكية بعثت برسالة احتجاج مشتركة إلى أردوجان، أعربت فيها عن قلقها بشأن ما وصفته بـ"موجة معاداة السامية" في أعقاب محرقة غزة التي استمرت أكثر من 22 يومًا، وأدت لاستشهاد أكثر من 1300 شخص معظمهم من الأطفال والنساء، وإصابة أكثر من 5400 آخرين، كثير منهم إصابته خطيرة.
وزعمت الرسالة أن ردود الفعل التركية "كانت عنيفة جدًا" إزاء العدوان الأخير على غزة، مشيرة إلى أن محاصرة متظاهرين لمقر القنصلية "الإسرائيلية" في إسطنبول في إحدى التظاهرات يعد من أكثر الحوادث التي أثارت غضب يهود الولايات المتحدة" والتي كشفت عن كراهية الأتراك لليهود، على حد قول جماعات الضغط.
ووقع على تلك الرسالة رؤساء "اللجنة اليهودية الأمريكية"، و"منظمة مناهضة التشهير"، و"ائتلاف رؤساء المنظمات اليهودية بالولايات المتحدة"، و"المعهد اليهودي لشئون الأمن القوي الأمريكي".
ووجهت الرسالة الحديث لأردوجان قائلة: "نؤكد لك أننا لا نوافق على موقف حكومتك من العملية "الإسرائيلية" بغزة، وبعض من تصريحاتكم الفظة". بحسب تعبير الرسالة.
وزعم الموقعون على الرسالة أن "في تركيا التي طالما افتخرت بأنها استطاعت على مدى قرون عديدة التعايش مع اليهودي، يشعر أصدقاؤنا اليهود بأنهم محاصرون ومهددون".