فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

خبير عسكري: الحرب على غزة دينية والحاخامات حرضوا على قتل الأطفال

 

الأربعاء 9 من صفر1430هـ 4-2-2009م

 

مفكرة الإسلام: أكد العميد أركان حرب صفوت الزيات، الخبير العسكري والإستراتيجي، أن صمود المقاومة في غزة أمام آلة القتل الصهيونية هو انتصار يحسب لها في ظل التفوق العسكري الصهيوني الضخم.

وأشار الزيات في محاضرة أمام ندوة "كيف نقرأ مشهد العدوان علي غزة ؟؟ " التي عقدها برنامج حوار الحضارات بجامعة القاهرة إلى أن المقاومة طوعت أدواتها البسيطة مما جعلها أكثر دقةً وقدرةً على تحقيق أهدافها.

وأكد الزيات أن العدوان الصهيوني كان يطبق خطة أُعد لها منذ عامين انتهت في يونيو الماضي إبَّان اتفاق التهدئة بين الفصائل والكيان الصهيوني وصادق عليها الجيش الصهيوني في 18 نوفمبر الماضي وصادق عليها وزير الحرب إيهود باراك يوم 19 ديسمبر ثم صادق عليها مجلس الوزراء الصهيوني الأمني المصغر في 24 ديسمبر 2008وتم تنفيذها يوم 27 من الشهر نفسه.

وقال: إن الضربة الأولى شارك فيها 110 طائرات دمرت 110 أهداف أغلبها أهداف مدنية أوقعت أكثر من 296 شهيدًا في أعلى نسبة قتل في الحروب الصهيونية العربية في يوم واحد، مشيرا إلي أنه رغم الأهداف السياسية والعسكرية المعلنة وغير المعلنة للصهاينة إلا أن حربهم كانت حربا دينية في الجوهر والأساس، وهو ما ظهر جليًّا في الصلوات التي عُرضت على شاشات التلفزة التي كان يؤديها الجنود وقادتهم، بالإضافة إلى الفتاوى "الحاخامية" التي طالبت الجنود الصهاينة بضرب المدنيين بلا شفقة ولا رحمة؛ حيث استخدم جيش الاحتلال أكثر من مائتي  طن متفجرات في اليوم الأول من العدوان.

وأضاف الزيات أن قطر الإصابات التي تحدثها الصواريخ الصهيونية عالية الدقة والتوجيه يصل إلى 200 متر؛ الأمر الذي يُوقع الكثير من الشهداء والجرحى ما تسبب في استشهاد 1400 وجُرِحَ ما يزيد عن 6 آلاف معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ. وهو ما يؤكد كذب الحرب الدقيقة التي يتذرع بها الصهاينة.

"إسرائيل" فشلت في تحقيق أهدافها العسكرية والإستراتيجية:

وشدد الخبير العسكري والإستراتيجي على أن الكيان الصهيوني فشل في تحقيق أهدافه العسكرية والإستراتيجية بعدوانه على القطاع بهذا الشكل الإجرامي مفسرا ذلك بأن  نتائج الحروب تُقاس على مستويين الأول صعيد المعتدي وهو الكيان الصهيوني وجيش احتلاله النظامي، والثاني المعتدى عليه وهو الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة ذات القدرات العسكرية المحدودة.

وأشار الزيات إلي أن معيار الفوز والهزيمة هو قدرة الكيان على تحقيق أهدافه المعلنة وغير المعلنة والتي منها وقف الصواريخ التي تطلقها المقاومة والإجهاز علي حماس وإعادة غزة لأبي مازن  وهو ما لم يتحقق من خلال صمود المقاومة والشعب الفلسطيني وهذا ما حدث بالفعل.

وأوضح الخبير العسكري أن دعاوى انتصار الكيان الصهيوني كاذبة، رغم الضبابية التي شابت أهداف الاحتلال السياسية والعسكرية قبل العدوان أو أثناءه وبعده؛ وذكر أن حديث الكيان عن نجاحه في استعادة هيبة قوة الردع لـ"إسرائيل" بعد حرب لبنان 2006  وعن إنهاء وجود حركة حماس أو تقليص قدراتها العسكرية كأدنى تقدير وإعادة تشكيل البنية الأمنية لمدن الجنوب الصهيوني بوقف صواريخ المقاومة، يعد حديثا عن الأماني والأهداف التي لم تتحقق علي الإطلاق.

انتصار المقاومة منح حماس الاعتراف الدولي:

وبالنسبة إلى المقاومة أشاد الزيات بالطريقة التي تعاملت بها مع الوضع العسكري المرتبك ووصفها بالحنكة المذهلة، مشيرا إلي أن القدرة الصاروخية للمقاومة حافظت على صمودها ومعدلات إطلاقها طوال أيام العدوان رغم شدة القصف في الأسبوعين الأول والثاني فقد كان معدل إطلاق الصواريخ يتجاوز 40 صاروخًا في اليوم ، وفي بقية أيام العدوان تجاوز هذا العدد  الـ20 صاروخًا.

ونبه إلى أن  مدى هذه الصواريخ أذهل العدو فقد وصلت إلي مدن أبعد مما كان متوقعا مثل عسقلان وأسدود وبئر سبع وكريات ملاخي وكريات جاد وتل نور وبيت زكريا وملاخيم وكريات شمونة وقاعدة نتسا ليم وحتسور الجوية وقاعدة ملاخيم الصاروخية وقاعدة بتسليم، بالإضافة إلى فشل الاحتلال في أسر أي عنصرٍ من عناصر المقاومة.

ولفت إلي أن "انتصار المقاومة لم يكن علي ساحة المعركة فقط  بل كان على المستوى الجماهيري والسياسي أيضا حيث استطاع العدوان أن يوحد صفوف المقاومة وأدي إلي دعم استمرار حركة حماس في السلطة بإجماع شعبي مع حصولها على الاعتراف الدولي بالحركة عبر قرار مجلس الأمن رقم 1860 لوقف إطلاق النار، وكذلك القرار الصهيوني الذي أعلنه أولمرت بوقف إطلاق النار من جانب واحد، وهو ما يعني اعترافًا دوليًّا وصهيونيًّا ضمنيًّا بحركة حماس والمقاومة الفلسطينية.

 

.