فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
حوار مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية مع فضيلة الشيخ إحسان العتيبي
حوار مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية مع فضيلة الشيخ إحسان العتيبي
قام مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية ـــــ فرع غزة بإجراء حوار مع الشيخ " إحسان العتيبي " أثناء زيارته قطاع غزة , وذلك يوم الخميس الموافق 6 12
* إحسان بن محمد بن عايش العتيبي " أبو طارق " .
* من مواليد فلسطين عام
* دراسته الأكاديمية : بكالوريوس شريعة من كلية الدعوة الإسلامية في " لبنان ".
* عمل في وزارة الأوقاف الكويتية مؤذناً ، وإماماً وخطيباً – متطوعاً - منذ عام
* درس خلال تلك الفترة على الشيخ عمر الأشقر في جامعة الكويت مستمعاً ، وكان – بفضل الله – من أبرز طلبته .
ودرس كذلك على أخيه الشيخ محمد الأشقر وكانت الدراسة في مسجده في الكويت – مسجد العدواني -
ودرس في جامعة الكويت – مستمعاً أيضاً – على الدكتور عبد العال سالم مكرم مادة " النحو " .
* له العديد من المؤلفات المطبوعة والمخطوطة .
* بعد إقامته في دولة الأردن قام الشيخ ــــ حفظه الله ــــ بإلقاء الدروس والمحاضرات العلمية في العقيدة , والفقه وأصوله , والحديث , والتفسير , والنحو وغير ذلك من العلوم لطلبة العلم الشرعي , وما زال ماضيا في ذلك الطريق العلمي النافع .
* متزوج من اثنتين , وله من البنين ستة عشر ولدا - ستة منهم من الإناث - عشرة منهم يحفظون القرآن كاملاً – بفضل الله – وبعضهم يحفظ الكتب التسعة وبعضهم الكتب الستة وأصغرهم يحفظ المتفق عليه - ولله الحمد - .
مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية :
يطيب لنا في مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية أن نجري حوارا مع فضيلتكم حول قضايا عدة تهم الشأن الفلسطيني ولنبدأ على بركة الله ..
كيف تبلورت لديكم فكرة زيارة قطاع غزة , وهل وجدتم صعوبة تذكر في سبيل وصولكم لقطاع غزة ؟ .
الشيخ العتيبي : زيارة " غزة العزة " بدأت بدعوة من " أمانة رابطة علماء المسلمين " لجميع الأعضاء لزيارة غزة على أن يكون العدد لأربعين عضوا وعلى أن يكون آخر موعد لاستقبال طلبات الرغبة اليوم نفسه مساء ! فلم أجد أي تردد في إبداء الرغبة بأن أكون من الأربعين عضوا الزائرين ، لذا سارعت بذلك قبل أن يفوتني الوقت ، والحمد لله قد جاءتني الموافقة على ذلك ، وتم إدراج اسمي ضمن أعضاء وفد الزيارة ، وفرحت لذلك فرحا شديدا .
ولم تكن ثمة صعاب تُذكر في وصولي للقطاع ، فقد حجزت في الطيران إلى مصر الحبيبة ثم انتقلنا برّاً في اليوم التالي لغزة الأبية .
المركز : ما هو الانطباع الذي خرجتم به بعد زيارتكم الميمونة لقطاع غزة , وما هي أبرز المشاهد التي لمستموها في غزة ؟
الشيخ العتيبي : مما شاهدته في زيارتي :
- حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة من وزارة الأوقاف منذ بداية دخول القطاع حتى نهاية الزيارة .
- رأيت عظيم الصبر والتحمل من أهل غزة الأبطال صغارا وكبارا رجالا ونساء .
- رأيت الفرح والسعادة بالانتصار على العدو الصهيوني مما أتاح لهم الفرح بعد طول حزن .
- رأيت معالم الرجولة والتحدي في وجوه الأطفال الصغار .
- رأيت الدمار للمساجد والبيوت ، وعلمت من خلال رؤيتي مدى جرم الطاغية بشار الأسد وزبانيته حيث القصف العشوائي بالبراميل المتفجرة وبالصواريخ ، بينما اليهود لم يستهدفوا إلا المواضع التي أرادوها ، وما حصل غير ذلك فهو غير مقصود ، وعندما يرى المسلم ذلك – وهو يعلم مدى عداوة اليهود وخبثهم ومكرهم – يعلم أنه ثمة من هو أشد منهم عداوة وخبثا ومكرا وهم الباطنية الطغاة .
المركز : أنتم تحضرون لغزة بعد نصر مؤزر أنعم الله به على عباده المؤمنين , والبعض حاول أن يسرق هذا الانجاز ويُجَيِّرُه لصالحه ؛ بذريعة أنه قدَّم الدعم العسكري لفصائل المقاومة فما موقفكم من ذلك ؟
الشيخ العتيبي : لا أحد يمكنه أن يسرق هذا النصر من أهله ، ومن قدَّم المساعدة لله تعالى فلم يظهر صوته ولا ادَّعى نصرا له بل قد استمر في دعمه ونصرته راجيا الثواب والقبول ، وأما من قدَّم المساعدة لمقابل شهرة أو لتمرير مشروعاته في تلك البلاد المباركة فهذا فعل ذلك لأنه لم ينجح في تحقيقها ، والنصر في الأصل من عند الله العزيز الحكيم ، وهؤلاء المسوفون لبضاعتهم المهترئة رأيناهم وهم يذبحون أهل السنَّة في العراق ولبنان والأحواز ، وقد خاب سعيهم في غزة العزة ولله الحمد .
المركز : البعض يقول : بأن تحرير الأقصى بات قاب قوسين أو أدنى , وأننا على أعتاب مرحلة التحرير . هل تؤيدون هذا القول وفق المعطيات الماثلة أمامكم , وما هو الطريق الأمثل لتحرير الأقصى ؟
الشيخ إحسان العتيبي : إنهم يرونه قريبا وأراه بعيدا ! فثمة أعداء للإسلام يحولون دون تحقيق ذلك النصر وذلك التحرير ، ويهودية أولئك أعظم من يهودية اليهود أنفسهم ، وإذا كانوا سيقفون دون حصول انتفاضة ثالثة ! فأولى أن يحولوا دون تحرير الأقصى .
والطريق الذي نراه لتحرير الأقصى هو الطريق ذاته الذي كان في احتلاله وهو السيف والجهاد لا غير .
المركز : هل من كلمة توجهونها لحملة المنهج السلفي في قطاع غزة خصوصا بعد لقائكم معظم منتسبي الدعوة السلفية بجميع أطيافهم وألوانهم ؟
الشيخ العتيبي : نوصي إخواننا أولئك :
- الاستمرار في طلب العلم وفق أصوله وضوابطه من مصادره النقية .
- التحلي بالأخلاق الإسلامية في معاملة الناس وخاصة الخصوم والمخالفين .
- الالتزام بالحكمة في الأقوال والأفعال ، ومنه : تقدير ظروف الحكومة والوضع الدولي وحال الناس والبلدان المجاورة ، ووضع الشيء في مكانه الصحيح دون استعجال وتهور .
- تدريب أنفسهم تدريبا عسكريا ؛ فهم في أرض رباط وجهاد ، ولا يُعلم متى ينقض العدو الصهيوني العهد فيغدرهم ، ويكون ذلك بالتنسيق مع الجهات المسئولة ، فنريدهم على درجة عالية من الجهوزية في أبدانهم ، وعلى قدرة فائقة في استعمال السلاح لجهاد العدو الصهيوني فحسب .
- التعاون مع وزارة الأوقاف والجهات الدينية إن لم يكن في جميع أمورهم فعلى الأقل في القضايا المشتركة بينهم ، وفي ظني أنها كثيرة .
- القيام بحملتين علميتين مهمتين :
أ. " حملة إقامة الصلاة " يقومون فيها بدعوة الناس للصلاة ، وبيان حكم تاركها ، وكيف تُصلى ، وأهميتها في شرع الله ، وغير ذلك من المسائل المهمة في هذه الشعيرة .
ب. " حملة تعظيم الله تعالى " يتم فيها بيان حكم ساب الرب والدين ، وبيان وجوب تعظيم الله ، وبيان صفاته وأفعاله .
المركز : ما هي الرسائل التي ستقومون بإيصالها للأردن الشقيق عقب عودتكم سالمين لبلادكم ؟
الشيخ العتيبي : سنبين للناس في الأردن أهم ما وجدناه من صفات الناس هناك من الصبر والتحمل ، وكذا سنبين لهم أهمية التخطيط الحسن والحكمة في عدم الاستعجال لتحقيق النصر ، وكذا بيان أهمية الجهاد ومدى خبث اليهود ومكرهم في تحطيم الدين والخلق القويم عند المسلمين ؛ ليحذروا من مكرهم وكيدهم .
المركز : من غزة ... كلمتكم لمركز بيت المقدس ورأيكم في المركز .
الشيخ العتيبي : اطلعت على الأعمال الجليلة التي يقوم بها مركز " بيت المقدس للدراسات التوثيقية " فرأيتها عظيمة النفع ، مسددة ، موفقة ، متنوعة الوسائل ، ولذا فإني أشد على أيديهم ببذل المزيد من الجهود ، وتوثيق الصلة مع المراكز العلمية الإسلامية والعالمية ، ونرجو منهم الاهتمام بالتسويق الفضائي والإلكتروني لجهودهم وأعمالهم ؛ حيث يجهل كثيرون وجود هذا المركز المبارك – إن شاء الله - .
والشكر موصول لجميع أفراد هذا المركز ، راجيا ربي قبول أعمالهم وتسديد آرائهم وتوفيقهم في بحوثهم ودراساتهم .
المركز : في نهاية هذا الحوار الرائع نشكر لكم تفضلكم علينا وإفساح المجال لنا لعقد مثل هذا الحوار الهام , سائلين المولى عز وجل أن يحفظكم وأن ينفع بكم .
الشيخ العتيبي : بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا .