فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
الكيان يصعّد والأمم المتحدة تمنح الغطاء للمحرقة المقبلة
التاريخ: 17/1/1432 الموافق 24-12-2010
بات واضحاً أن قطاع غزة أصبح قاب قوسين أو أدنى من محرقة جديدة، في ظل التصعيد الجنوني على أكثر من صعيد على ساحة الكيان الصهيوني الذي هدد وزير شؤون استخباراتيه دان مريدور، أمس، بارتكاب محرقة جديدة في قطاع غزة في حال استمر إطلاق الصواريخ، ومنحت مسؤول كبير في الأمم المتحدة الكيان الغطاء مسبقاً للمحرقة المرتقبة، وتوجّهت “إسرائيل” للمنظمة الدولية بشكوى من “صواريخ” غزة، فيما تستعد حركة “حماس” للشكوى أيضاً .
وقال مريدور للإذاعة “الإسرائيلية” إن “إسرائيل” لن توافق على إطلاق الصواريخ بين حين وآخر من القطاع، وآمل ألا تكون هناك حاجة لعملية عسكرية أخرى مثل “الرصاص المصبوب” . وأضاف “حماس لا تفعل ما يكفي من أجل منع الفصائل الأخرى من إطلاق الصواريخ باتجاه بلدات النقب في الفترة الأخيرة” .
وفي سياق التحضيرات التمهيدية دولياً والظهور بمظهر المعتدى عليه، تقدم الكيان بشكوى أمام الأمم المتحدة بذريعة تزايد اطلاق الصواريخ والقذائف من القطاع على في الأيام الأخيرة، رداً على تصعيد الاعتداءات “الإسرائيلية” . وأكد سفير الكيان لدى الأمم المتحدة ميرون روفن في رسالة وجهها الى مجلس الأمن وإلى الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون ان “حوادث الأيام الأخيرة تندرج في سياق تصعيد للهجمات الارهابية انطلاقاً من قطاع غزة” . وجاء في الرسالة أن “اسرائيل” تعتبر أن ما أسمتها “سلطة الأمر الواقع في قطاع غزة (حماس) مسؤولة بالكامل عن كل هذه الحوادث . . ورداً على هذه الهجمات، مارست “اسرائيل” وستواصل ممارسة حقها في الدفاع عن النفس” .
وفي غزة، أعلن طاهر النونو المتحدث باسم الحكومة المقالة ان الحكومة أيضاً سترفع “شكوى للجمعية العامة للأمم المتحدة ولمجلس حقوق الانسان وكل الجهات ذات العلاقة حول التصعيد “الاسرائيلي” وتهديدات الاحتلال بمزيد من العدوان على الشعب الفلسطيني” .
وتابع في مؤتمر صحافي في غزة “سنجري اتصالات مع العديد من الدول لشرح النوايا العدوانية لدى الاحتلال وقد تم التواصل مع المسؤولين المصريين ووضعهم في صورة التهديدات” .
وقبل أن تبدأ المحرقة، تطوّع منسق الأمم المتحدة روبرت سيري لمنحها الغطاء الدولي، رغم أن سيري منسق للأمم المتحدة ل”عملية السلام”، وليس للحرب، في الشرق الأوسط . فقد قال سيري، أمس، إن ل”إسرائيل” الحق في ما أسماه “الدفاع عن نفسها”، وهي جملة طالما رددها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش . لكنّ سيري حث “إسرائيل” على إظهار الحدّ الأقصى من ضبط النفس وأخذ الاحتياطات الضرورية لعدم تعريض سكان غزة المدنيين للخطر، ما يشير إلى أنه مع الحرب مع ضرورة حماية “المدنيين” .
وأصدر سيري بياناً دان فيه إطلاق الصواريخ وقذائف الهاون من غزة باتجاه جنوب “إسرائيل”، واعتبرها “انتهاكاً واضحاً” للقانون الإنساني الدولي وتعرض حياة المدنيين في “إسرائيل” للخطر . وقال إن الجيش “الإسرائيلي” شنّ غارات عدة على غزة في الأيام الأخيرة استهدفت “المسلحين”، وأضاف “من حق “إسرائيل” الدفاع عن نفسها بما يتناسب مع القانون الإنساني الدولي” . ولتجميل موقفه دعا إلى بذل المزيد من الجهود لتخفيف الحصار عن غزة، وحثّ على التهدئة .
واستنكرت الحكومة المقالة تصريحات سيري أمس الأربعاء التي رأى فيها أن ل”إسرائيل” الحق في الدفاع عن نفسها، وطالت المنظمة الدولية بتوضيح موقفها من التصريح . وقال النونو، في بيانٍ، إن حكومته تفاجأت ببيان سيري، مشدداً على أن الأمم المتحدة مطالبة بتوضيح موقفها من هذا التصريح . واستنكر النونو هذا التصريح الذي يبرر التصرفات العدوانية للاحتلال ويخلط الحقائق الموجودة على الأرض والمتمثلة في أن قطاع غزة بالأساس واقع تحت الاحتلال والحصار غير القانوني .
وشدد على “أن الاحتلال هو من يقوم يومياً بأعمال قتل وقصف ضد الأهداف الفلسطينية بوجود أو من دون وجود قذائف هاون فلسطينية، بل يلتف حول المشكلة الحقيقية المتمثلة في الاحتلال باعتباره واقعاً غير قانوني وفق ذات القوانين التي يتحدث عنها سيري” .
المصدر: دار الخليج