فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
لاجئو غزة يتمسكون بحق العودة
وأعاد الفلسطينيون المشاركون في التظاهرتين اللتين نظمتهما حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بعد ظهر الجمعة التأكيد على حق اللاجئين الفلسطينيين الذين رحلوا من منازلهم وأراضيهم قسرًا في العودة، بموجب القرارات الدولية ذات الصلة، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
حق العودة:
وشدد معين مديرس القيادي المحلي في حماس خلال تظاهرة نظمتها الحركة بمشاركة أكثر من ثلاثة آلاف من عناصرها وأنصارها في مخيم جباليا للاجئين شمالي قطاع غزة على "حق عودة كل اللاجئين" الفلسطينيين إلى "ديارهم التي هجروا منها"، مؤكدًا أن "لا تنازل عن حق العودة".
وردد المتظاهرون هتافات ضد "إسرائيل" تؤكد حق اللاجئين في العودة إلى قراهم وبلداتهم منها "حق العودة مقدس" و"بالروح بالدم نفديك يا فلسطين".
وحمل بعض المشاركين في التظاهرة التي جابت شوارع المخيم مفاتيح حديدية كبيرة ترمز إلى بيوت اللاجئين التي هجروا منها العام 1948 كما رفعوا لافتات كتب على بعضها "عائدون"، كما حمل بعض الأطفال لافتات صغيرة كتبت عليها أسماء قرى فلسطينية.
خيار المقاومة:
وفي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، شارك آلاف في تظاهرة مماثلة نظمتها حركة "الجهاد الإسلامي"، وجاب المتظاهرون شوارع وأزقة المخيم وهم يرفعون أعلامًا فلسطينية ورايات الحركة.
ودعا محمد الهندي القيادي البارز في حركة "الجهاد الإسلامي" "الجميع للالتفاف حول خيار جهاد المقاومة استعدادًا للمعركة القادمة"، كما دعا السلطة الفلسطينية إلى وقف المفاوضات "العبثية" مع "إسرائيل"، مؤكدًا أن هذه المفاوضات "لن تحقق شيئًا".
في غضون ذلك، اتفقت كل الفصائل الفلسطينية بما فيها حركتا "حماس" و"فتح" على تنظيم تظاهرة مشتركة السبت في مدينة غزة تتوجه إلى مقر الأمم المتحدة في القطاع إحياء لذكرى النكبة.
وينص قرار الأمم المتحدة الرقم 194 الصادر في 11 ديسمبر 1948 على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي أجبروا على مغادرتها ودفع تعويضات لهم، لكنه لم يطبق حتى الآن.
النكبة الكبرى:
وفي الدوحة، وصف الدكتور يوسف القرضاوي رئيس "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" ذكرى احتلال فلسطين في عام 1948 بـ "النكبة الكبرى" التي لا يجوز أن تنسى أو تمحى من ذاكرة مسلم أو عربي، وذلك خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بمسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية.
وأوضح أن العرب والمسلمين ظلوا لسنوات يقولون على "إسرائيل" في وسائل الإعلام والصحف "دويلة" أو إسرائيل "المزعومة"، وأضاف "أما الآن أصبحت إسرائيل دولة ونحن المزعومين.
وانتقد مطالبة العرب بأن تعود إسرائيل إلى حدود ما قبل 67 "كما لو أن حدودها سنة 1948 شرعية..."، وأكد أن إسرائيل لن تستجيب حتى لهذه المطالبة، كما انتقد تأجيل مناقشة القضية الفلسطينية في المؤتمرات الدولية آخرها مؤتمر أسلو، معتبرا أن ما تقوم به الدول العربية والجامعة الآن من محاولات تحقيق سلام مع إسرائيل "اللهث وراء سلام السراب".
ودعا القرضاوي إلى اتحاد جميع الفصائل الفلسطينية ونسيان خلافاتهم، في إشارة إلى الانقسام الراهن على الساحة الفلسطينية، مؤكدًا أن هذه الخلافات تحدث في حالات الرخاء لا في المحنة التي تمر بها دولة فلسطين الآن.
يشار إلى أنه قبل 62 عامًا أجبر أكثر من 760 ألف فلسطيني على مغادرة أراضيهم، ويناهز عدد المنحدرين من هؤلاء اللاجئين 4,7 ملايين شخص، ويشكل مصيرهم القضية الكبرى في النزاع العربي الإسرائيلي، خصوصًا أن "إسرائيل" ترفض عودة هؤلاء إلى أراضيهم التي طردوا منها.