فلسطين التاريخ / الانتفاضة والأسرى والمعتقلين
استشهاد أكثر من 912 طفلا منذ بدء الانتفاضة..
استشهاد أكثر من 912 طفلا منذ بدء الانتفاضة..
أطفال غزة في مرمى نيران جيش القتلة والصواريخ تطال الرضع
كان حلما تحقق بعد خمس سنوات وأصبح سرابا في ثوان معدودة... هكذا بدا حال والدي الطفل الرضيع محمد ناصر البرعي ابن الستة أشهر فقط الذي قتلته الصواريخ الإسرائيلية لأنها ترى فيه خطرا على مستقبلها كما يقول أحد أقربائه.
الطفل الرضيع البرعي وحيد والديه وهو أصغر الشهداء الذين سقطوا خلال سلسلة الغارات الإسرائيلية المكثفة والمتواصلة على غزة والتي حصدت أكثر من (33 ) شهيدا خلال يومين فقط ثلثهم من الأطفال.
رحل الرضيع البرعي عن الدنيا مبكرا وغادرها بعد أن ملأ البيت سعادة وبهجة على حياة والديه اللذان انتظرا قدومه خمس سنوات غير أنه لم يعد بمقدورهما تقبيله ومداعبته حيث دمرت صواريخ الاحتلال كل شيء واختطفت بلا رجعة "ابتسامة" المنزل التي كان يرسمها محمد بشفتيه البريئتين.
سياسة دامغة..!
وتحول قتل الأطفال إلى سياسة صهيونيه دامغة بعد أن وضعتهم طائرات الاحتلال على قائمة الاستهداف ففي أقل من ثمان وأربعين ساعة استشهد عشرة أطفال أصغرهم الرضيع البرعي بعضهم سقط مضرجا بدمائه وهم يلعبون كرة قدم بالقرب من صالة أفراح في مشروع عامر غرب بلدة جباليا شمال قطاع غزة وأصيب خمسة أطفال آخرين بجراح من بينهم شقيقين لأحد الشهداء.
وكان المشهد مؤلما في جباليا حيث حمل المشيعون جثامين "الشهداء" الأطفال الأربعة : ديب دردونة وعمر دردونة وعلي منير دردونة ومحمد نعيم حمودة وحملوا معهم غضبا متزايدا ضد الاحتلال وتأييدا أوسع للمقاومة.
ولم تتوقف عمليات قتل الأطفال منذ بدء الانتفاضة حيث تؤكد إحصاءات أوردتها الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فرع فلسطين استشهاد أكثر من 912 طفلا فلسطينيا منذ بدء انتفاضة الأقصى أواخر العام 2000.
وأوضحت إحصاءات الحركة الدولية أن أعلى عدد من الشهداء الأطفال تم تسجيله في العام 2002 حيث بلغ عدد الأطفال الشهداء 192 العدد الأكبر منهم استشهد خلال عمليات قصف صهيوني .
يفيقون على "أنغام" القصف..!
وترافق كل عملية قصف لجيش القتله بالطائرات أو القذائف المدفعية إصابة عشرات الأطفال بجروح خاصة عندما تكون في ساعات المساء حيث تتحطم النوافذ وتتطاير الجدران فوق رؤوسهم ويفيقون مذعورين على أصوات الانفجارات والدماء تغطي وجوههم البريئة.
وكثفت قوات الاحتلال مؤخرا من هجماتها التي تستهدف منازل المواطنين أو منشآت مدنية في قطاع غزة ففي عملية قصف استهدفت مؤخرا مبنى وزارة الداخلية غرب غزة أصيب أكثر من ثلاثين طفلا واستشهدت امرأة طاعنة في السن و تحول مكان الفرح القريب من القصف في ثوان إلى مأتم.
واستهداف الاحتلال المتواصل للأطفال الأبرياء يطالهم في منازلهم وفي مدارسهم وأماكن لعبهم وحتى وهم أجنة في بطون أمهاتهم كما حدث في العديد من حالات القصف بالأطفال الأربعة الذين سقطوا في منطقة السودانية شمال القطاع كانوا يمارسون لعبة كرة القدم والرضيع البرعي كان ينام بجوار سرير والده عندما قصفت قوات الاحتلال مبنى وزارة الداخلية.
لا تقتلوا "الأمل"..
ويؤكد أستاذ علم النفس د. سمير قوتة أن ضربات إسرائيل نحو الطفولة الفلسطينية غير عبثية أو عشوائية ومقصود منها "إرهاب وزرع الخوف في الطفل الذي يرمز إلى الأمل" مؤكدا أن الأطفال يتأثرون بالعدوان الإسرائيلي غير أنه "يشكل لهم حافزا أقوى على المقاومة والانتقام".
وأطلقت جمعية حقوق الطفل الفلسطيني صرخة استغاثة إلى المجتمع الدولي والى منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة للطفولة – اليونيسف، من أجل التدخل الفوري والعاجل لوقف الانتهاكات الإسرائيلية المتصاعدة بحق الأطفال في قطاع غزة.
واعتبرت الجمعية في بيان لها أن الصمت على هذه الانتهاكات والجرائم يمثل "مشاركة في جريمة لن يغفر لها التاريخ"، داعية منظمات حقوق الأطفال في العالم العربي والإسلامي إلى ضرورة التحرك والضغط لرفع الحصار الجائر عن قطاع غزة ووقف العدوان.
وقال البيان: "لم يكتف الاحتلال بمنع إدخال الاحتياجات الإنسانية والأساسية للطفل الفلسطيني من غذاء دواء حيث استشهد منذ بدء الحصار أكثر من 37 طفلا ضحية رفض قوات الاحتلال السماح للأطفال بتلقي العلاج داخل وخارج القطاع".
وأطفال غزة يواجهون خطر الموت بأشكال شتى وليس جراء إطلاق الصواريخ عليهم فقط فوفق دراسة أعدتها منظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية فإن الأطفال في غزة يعانون من نقص في أربعة عناصر أساسية وهي النقص في "الحديد" والنقص في فيتامين A والنقص في فيتامين D ومادة "الايوداي" بما ينعكس سلبا على صحتهم وتحصيلهم الدراسي.
أطفال غزة أصبحوا بشكل مستمر في دائرة الاستهداف الإسرائيلي بدليل العدد الكبير من الضحايا الذين سقطوا ما بين شهيد وجريح وأسير منذ بدء الانتفاضة.. فماذا بقي لهؤلاء الأطفال من طفولتهم غير اسمها ؟!
المرصد الطلابي العربي لضحايا الاحتلال والحصار