فلسطين التاريخ / تهويد وتزوير وإجرام

العداء اليهودي الأزلي ضد المسلمين وخطورة التقليد الأعمى!

العداء اليهودي الأزلي ضد المسلمين وخطورة التقليد الأعمى!

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو آمن بي عشرة من اليهود، لآمن بي اليهود» [صحيح البخاري، كتاب المناقب، باب حديث بني إسرائيل]، وفي رواية لمسلم: «لو تابعني عشرة من اليهود، لم يبقَ على ظهرها يهوديٌ إلا أسلم».

بين يدي الحديث:

اليَهودُ همْ أهلُ الشِّقاقِ والنِّفاقِ والعِنادِ؛ كذَّبوا أنْبياءَهم، وقَتَلوهم، وخانوا العُهودَ، ونَقَضوا المَواثيقَ، وقدِ اتَّفقَت كَلمتُهم على العَداءِ للحقِّ وأهلِه في كلِّ زَمانٍ ومَكانٍ، وهم في ذلك كالقَطيعِ يَسيرونَ خَلْفَ كُبَرائِهم؛ فهمْ أهلُ تَقْليدٍ، لا يَتَّبِعونَ الدَّليلَ.

وفي هذا الحَديثِ يَحْكي أبو هُرَيْرةَ رَضيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «لو آمَنَ بي عَشَرةٌ منَ اليَهودِ، لآمَنَ بي اليَهودُ» كلُّهم، والمُرادُ بالعَشَرةِ: الأعْيانُ والرُّؤساءُ منهم، ويَحتَمِلُ أنَّه أرادَ عَشَرةً مُعَيَّنينَ؛ وإلَّا فقدْ آمَنَ به صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُلوفٌ منهم، وإنَّما أرادَ أنَّ إثْمَ المُخالِفينَ لي منْهم في رِقابِ أولئك العَشَرةِ؛ لكَونِهم رُؤساءَ القَومِ، فلو أن عشرة فقط من أكابر علمائهم وسادتهم اتبعوا النبي وآمنوا به إعلانًا وقيادة، لتبعهم سائر اليهود وأسلموا أجمعون؛ لأن العوام يتبعون الكبراء في أغلب أمور الدين والدنيا، وفي ذلك إشارة إلى خطورة التقليد واتباع الكبراء بغير الحق، وإلى أن الهداية انعكست بسبب عناد القيادات وصلافة الأحبار والرؤساء، ويشير الحديث إلى أن العوام غالبًا يمشون وراء الأكابر دون تمحيص أو بحث عن حق، ولذلك خسر كثير من اليهود الهداية بسبب عناد وعصيان رؤسائهم، وهذا درس لكل أمةٍ في نبذ التقليد الأعمى.

ثانياً: العبر والدروس المستفادة من الحديث:

  خطورة اتباع الرؤساء والكبراء دون دليل: فإذا صلح أهل الرأي والمكانة، صلحت الرعية، وإذا فسدت، فسدت الرعية، كما حصل لليهود حينما أعرض كبراؤهم عن الحق.

  بيان حالة العناد اليهودي وأثره في انحرافهم: فالحديث يصور تكرار صفة العناد والمكابرة في بني إسرائيل، وهي ذات الصفة التي كانت سبباً في كفرهم بأنبيائهم، وجرأتهم على قتلهم وتكذيبهم وخيانة عهودهم.

  الحث على اتباع الدليل الشرعي بعيدا عن التعصب: فقد أشار النبي ضمنياً إلى ضرورة اتباع الدليل والنظر في البينات، وعدم التسليم للقيادات بغير حجة.

  عقيدة النفاق والخيانة: يظهر من الحديث أن اليهود كانوا دائمًا يخفون نفاقهم، وكانوا يكيدون للإسلام من وراء ستار، وأن قيادتهم كانت أداة لتنفيذ مخططاتهم ضد المسلمين.

  أهمية التمسك بالدليل والحق: فالدعوة إلى اتباع الدليل، وعدم التبعية العمياء، تُعد من أهم الدروس، حيث أن إيمان القيادات لو حصل لكان له أثر على باقي اليهود، وهو درس في أهمية التمسك بالحق، وعدم الانصياع للقيادات الكاذبة.

  التحذير من النفاق والعمالة: فالحديث يدل على أن من يخذل الحق ويقف مع الباطل، فإن مصيره الخزي، وأن الله يعاقب المنافقين على أعمالهم.

  ضرورة الحذر من مخططات اليهود: إذ أن التاريخ يوضح أن اليهود لا يملّون من العداء، وأنهم يسعون دائمًا لإيذاء الأمة الإسلامية، سواء بالتآمر المباشر أو عبر وسائل أخرى، فيجب على المسلمين أن يكونوا يقظين.

  أهمية الثبات على الحق: فكما أن النبي صلى الله عليه وسلم أكد أن قيادات اليهود لو آمنت، لآمن بهم سائر اليهود، فإن التمسك بالحق والدليل هو السبيل الوحيد للنجاة، وعدم الانسياق وراء أهواء القيادات الفاسدة.

  ضرورة الوحدة والوعي: فالعداء اليهودي يتطلب من المسلمين أن يكونوا على وعي تام، وأن يتكاتفوا ويعملوا على حفظ دينهم وأمتهم، وأن لا يخذلوا الحق، وأن يتسلحوا بالإيمان والعلم.

  الاستفادة من التاريخ: فالتاريخ مليء بمواقف اليهود العدائية، ويجب أن يُدرس جيدًا لكي يتضح خطرهم، وأن لا يثق بهم أحد، وأن يتذكر أن العداء قديم ومستمر، وأنه من علامات الساعة.

  عداء اليهود الدائم للإسلام والمسلمين : حيث يُظهر الحديث أن اليهود، ولا سيما قيادتهم، كانوا دائمًا يعادون الإسلام والمسلمين، ويعملون على إطفاء نوره، والتاريخ يؤكد أن اليهود كانوا دائمًا في حالة مؤامرة، وخيانة، وعداء متواصل ضد المسلمين، منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وحتى اليوم، ويؤيد ذلك أيضا قوله تعالى: {ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم...} [البقرة: 217].

ولعل من المهم للمسلمين أن يميزوا بين عامة اليهود وقيادتهم، وأن يتوكلوا على الله، ويثبتوا على الحق، ويعملوا على تصحيح المفاهيم.

ثالثاً: اليهود في القرآن والسنة وصفاتهم

ورد في الكتاب والسنة أوصاف كثيرة لليهود، ومنها:

  الخيانة ونقض العهود: حيث قال تعالى: {أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم} [البقرة: 100]، وخيانة يهود بني قريظة وبني النضير معروفة في السيرة النبوية.

  قتل الأنبياء والتكذيب: وذلك مصداقًا لقوله تعالى: {وقتلهم الأنبياء بغيرحق} [آل عمران: 112]، وكفرهم بأنبيائهم وقولهم في موسى ومريم ما ليس بحق معروف.

  المعاندة والشقاق: كما قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ...} [المائدة: 64]، وذلك على الرغم من كثرة الدلائل والعلامات، كما قال تعالى: {ولما جاءهم رسول من عند الله مصدق لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم} [البقرة: 101]

  شدة العداء للإسلام والمسلمين: كما قال تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا...} [المائدة: 82]، قال السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية: "هذا إخبار من الله تعالى بتمام علمه وكمال قدرته، ودقة لطيف حكمته، فإنه أخبر عباده بهذه الأمور، وأطلعهم على عداوة اليهود المتأصلة لرسول الله وللمؤمنين به، من شدة حسدهم وبغيهم وكفرهم وأنهم لا يزالون كذلك."

  رابعاً: مواقف اليهود التاريخية في عداء الإسلام والمسلمين

  موقفهم في المدينة: بعد هجرة النبي إلى المدينة، حال اليهود بين عامة الناس وبين الحق مع علمهم بصدق رسالة النبي صلى الله عليه وسلم وصفاته، حيث عملوا على إثارة الفتن بين الأوس والخزرج، ولن ننسى غدر يهود بني قينقاع، ثم بني النضير، ثم بني قريظة بالمسلمين، وموقفهم في غزوة الأحزاب، وكلها وقائع مسجلة في السيرة النبوية (سنة 2-5 هـ)؛ حيث تآمر بني قريظة والنضير وخانوا المسلمين في غزوة الخندق، وأعدوا لهم الكمائن، وتآمروا مع الأحزاب ضد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم نقضوا العهود، وواجهوا العقوبة في المدينة؛ ، وحرّضوا الكفار على قتال المسلمين..

  محاولات الاغتيال: حيث حاول اليهود أن يختطفوا النبي صلى الله عليه وسلم ويقتلوه بعد غزوة أحد وتآمروا مع قريش، ومن ذلك محاولة سم النبي في قصة المرأة اليهودية بخيبر (سنة 7 هـ)، ومؤامرة رمي حجر على النبي من إحدى حصون بني النضير.

  موقف اليهود من الفتح الإسلامي: حاول اليهود بعد فتح مكة أن يشنوا حربًا ضد المسلمين، وأرسلوا وفودًا لقتال المسلمين، ورفضوا أن يُسلموا، رغم الدعوات لهم بالإسلام.

  مؤامرات اليهود ضد الدولة الإسلامية: خلال العصر الأموي والعباسي، استمرت المؤامرات، حيث دعم اليهود بعض الثورات والانقلابات، ووقفوا ضد الخلافة الإسلامية.

  الواقع الراهن: قيام دولة صهيونية على أرض فلسطين وخوضها عشرات الحروب مع دول وشعوب المسلمين، وسفكها للدماء وهدمها للمقدسات، ومنذ عام 1948 حتى الآن، قُتل مئات الآلاف من الفلسطينيين جراء الاعتداءات الصهيونية، ويؤكد ذلك تقارير المؤسسات الحقوقية والإحصائيات الدولية.

  حركات التآمر المعاصرة: تاريخيًا وحديثًا، ثبت أن اليهود أسهموا في دعم الثورات والانقلابات ضد الحكومات الإسلامية، وأسسوا منظمات سرية، مثل الموساد، التي كانت وما زالت تعمل على تنفيذ مخططات ضد المسلمين والدول الإسلامية.

خامسًا: نصوص من "بروتوكولات حكماء صهيون"

لعل من المناسب هنا أن نورد بعضًأ من بروتوكولات حكماء صهيوني التي تتعلق بعداء اليهود للمسلمين وللناس جميعا، بما يؤكد رغبتهم الدائمة في السيطرة على العالم بالخداع والغش والشهوات والمغريات والمؤامرات..

  السعي للسيطرة على العالم: "نحن لا نسعى إلى السيطرة على الحكومات فحسب؛ وإنما نسعى إلى السيطرة على العالم بأسره، وذلك لن يتأتى إلا من خلال السيطرة على المال، والإعلام، والسياسة، والتعليم، والدين."

  خطة نشر الفوضى والفتن: "نحن نعمل على نشر الفوضى بين الأمم، وإثارة الحروب، وإشاعة الفتن، بهدف زعزعة الثقة في الحكومات، وتقسيم الشعوب، حتى نتمكن من السيطرة على الخرائب."

  إضعاف العقيدة الدينية: "نحن نعمل على إضعاف العقيدة الدينية، وتشويه الأخلاق، وتوجيه الناس بعيدًا عن القيم الروحية، لنجعلهم عبيدًا لسلطان المادة."

  إحداث الانقسام بين المسلمين: "نحن نعمل على إثارة الخلافات بين المسلمين، وتفتيت وحدتهم، حتى نتمكن من السيطرة على المنطقة الإسلامية، ونحقق أحلامنا في الهيمنة على العالم الإسلامي."

  العداء للمسيحية والإسلام: "هدفنا هو تفكيك الأديان، وإضعاف الإيمان، وإشاعة الشك والريبة، والابتعاد عن الحق، لكي نخلق جيلًا من الأشخاص المائعين، لا يهمه شيء إلا المادة والمصالح الشخصية."

الخاتمة:

حديث النبي الذي بين أيدينا عن اليهود يصف واقعاً متكرراً في التاريخ؛ فهم أمة غلب عليها العناد واتباع الأحبار وأصحاب النفوذ، وأن معركتها مع الحق مستمرة، ولذلك أمر الله تعالى في كتابه بالحذر منهم، والتمسك بوحدة الصف، والاعتصام بالكتاب والسنة، ونبذ التقليد الأعمى، فإن الهداية والنجاة في اتباع الدليل والاعتصام بالحق، وفي الحديث تأكيد على أن العداء اليهودي للمسلمين ثابت ومتواصل، وهو من الأمور التي أكدها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه، وتؤكده الوقائع التاريخية، وتستلزم من المسلمين الحذر والوعي، والتوكل على الله، والتمسك بالحق، وعدم الانسياق وراء مخططات الأعداء، وفي نفس السياق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلونهم، حتى يختبئ اليهودي تحت الشجرة، فيقول الشجرة: يا مسلم، يا عبد الله، هذا يهودي خلفي، فتعال فاقتله"، وهذا الحديث يؤكد أن العداء اليهودي متواصل، وأنهم يخططون ضد المسلمين حتى آخر الزمان.

يمكن تحميله PDF من هنا 👇

.

تحميل الملف المرفق