فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
لقاء مركز بيت المقدس مع الشيخ ياسر برهامي حفظه الله.
اللقاء الخاص مع
فضيلة الشيخ: د. ياسر برهامي ... حفظه الله
مصر – الإسكندرية
شوال 1429هـ - أكتوبر 2008م
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
يسعدنا في هذا اللقاء أن نلتقي الشيخ/ د. ياسر برهامي حفظه الله، ليجيبنا عن بعض أسئلة مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية، وهي عبارة عن مجموعة أسئلة تم جمعها من بعض الأخوة من داخل فلسطين وخارجها يستفسرون عن بعض المسائل الحادثة والتي تتطلب بعض الإجابات من أهل العلم، نسأل الله عز وجل أن يوفقكم ويسدد رأيكم ويعينكم بإذن الله تعالى.
السؤال الأول:
ما حكم قيام البعض بإرسال برقيات التهنئة لأركان الحكم اليهودي ، مع حلول موعد إنشاء كيانهم في فلسطين ؟ أو أية مناسبات مماثلة سواء كانت وطنية أو دينية يهودية ؟
الإجابة:
تهنئة الكفار المغتصبين لبلاد المسلمين بذكرى قيام دولتهم الكفرية ، هو إعلان بالفرح والسرور لحصول هذه المصيبة بالمسلمين ، وهذا من أعظم مظاهر الموالاة لهؤلاء الكفار من اليهود ، أو من شابهم من النصارى والمشركين المحتلين لبلاد المسلمين ، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52) وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ (53) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (54) إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (55) وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ (56) المائدة: ٥١ – ٥٦، فأقل درجات هذه التهنئة تغليظ التحريم ، بل حقيقتها الكفر والعياذ بالله ، لمن استحضر معنى الفرح بقيام دولتهم على أرض فلسطين المغتصبة ، أو بُيّن له لازم تهنئته فالتزم ذلك وأصر عليه.
وكذا في الحكم: تهنئتهم بأعيادهم الدينية ، التي تدل وترمز إلى عقائدهم الفاسدة ، أو عبادتهم المبتدعة أو المنسوخة في أحسن الأحوال ، وإن كان كثير من المسلمين قد يجهل هذه اللوازم من إقرار الكفر والرضا به ، فلابد من البيان والتعليم وإقامة الحجة قبل تكفير المعين.
السؤال الثاني:
ما حكم تعلم اللغة العبرية ( لغة اليهود ) وتعليمها للغير ؟ وخصوصاً أنه انتشر في الآونة الأخيرة إقبال كثير من الناس على تعلمها من باب أن المنطقة مقبلة على سلام دائم وشامل وانفتاح اقتصادي . وقد بادرت بعض الدول الآن بإنشاء كليات وتخصصات عبرية للتدريس.
الإجابة:
دراسة اللغة العبرية تابع للمقصد منه ، فمن تعلم ليأمن مكرهم ، ويعرف خبايا كلامهم ، ويفضح عداوتهم للمسلمين ، فهذا عمل مشروع يثاب عليه ، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعض أصحابه أن يتعلم لسان يهود ٬ لأنه لا يأمنهم على كتبه التي تأتيهم بلغات أخرى ، فتعلمه في أيام.
وأما من كان يتعلم لسانهم ، ليندمج في مجتمعهم ، ويصاحبهم ، ويؤدى لهم الخدمات ، ويعاونهم على كفرهم وظلمهم وبغيهم ، ويسالمهم ويناصرهم ضد المسلمين ، فهذه متابعة لهم، وقد قال تعالى : قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (89) يونس: ٨٩، وقد قال تعالى ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنْ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (18) الجاثية: ١٨.
وقد قال عمر رضى الله عنه : "إياكم ورطانة الأعاجم " فمن تعظم باللغات الأجنبية مزدرياً للعربية ، فهم من أولياء أعداء الإسلام.
.