فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

معونات غزة المحتجزة في رفح المصرية، مصيرها التلف أو السرقة..

 


2009-02-15

 

رفح-فلسطين الآن- لم يكن اقتحام قوات الأمن المصرية بعضَ المخازن في مدينتي العريش ورفح المصرية الموجودةِ بهما تبرعاتُ الشعب المصري لغزة، ومصادرة ما بها، مساء الخميس 12/2/2009م إلا حلقة في مسلسل تعنت النظام المصري ضد الشعبين المصري والفلسطيني، كما جاءت هذه التصرفات لتفضح ادِّعاء الحكومة المصرية- سواءٌ أمام مجلس الشعب، أو في وسائل إعلامها- بأن المعونات التي وجَّهها الشعب المصري بكافة فئاته يتم توصيلها إلى مستحقيها في غزة.

وهي الأكاذيب التي فضحها أعضاء وفد نواب مجلس الشعب من الإخوان والمستقلين، إضافةً إلى حزب الكرامة الذين شاهدوا المعونات المُخزَّنة التي يهددها التلف والسوس، فضلاً عن السرقة والنهب والتبديد.

وهي الحقائق التي أكدها حسام الشوربجي منسق اتحاد الأطباء العرب في العريش قبل اعتقاله، والذي كشف عن أن جميع المساعدات الإنسانية لم يسمح لها بدخول غزة، وهو ما أوقعهم في حيرةٍ من أمرهم؛ "لأن هذه المساعدات إذا دخلت عن طريق معبر العوجة فهي ذاهبة إلى رام الله وليست في مأمنٍ من أيادي فاسدي السلطة هناك، وإنْ مرَّت عبر معبر كرم أبو سالم فهي إلى (الأونروا)، ونحن نرى أن (الأونروا) أفضل من السلطة الفلسطينية، ولكن فوجئنا بغلق معبر كرم أبو سالم".


البعض يبيعها

وأضاف الشوربجي أن هذه المعونات أصبحت عرضةً للتلف، خاصةً أنها ليست في حالة تخزينٍ آمنٍ، وتُحيط بها الأتربة والميكروبات؛ مما يجلها عرضة للعفن، وأغلبها موجود في العراء، كما أن بعضها أيضًا عرضة للسرقة.

وأشار الشوربجي إلى أن "أهالي العريش أخبرونا وأكدوا أنهم وجدوا بأعينهم من يبيع شكارة الدقيق الفاخر بـ50 جنيهًا وعلبة الفول الأجنبي بـ4 جنيهات، والبطانية بـ5 جنيهات، وكانوا متأثرين جدًّا، وهم يحكون لنا هذه المآسي"، وأضاف منسق اتحاد الأطباء العرب أنه يوجد الآن بين أيديهم ما يقرب من 15 ألف طن مواد غذائية في العراء، ومصيرها مجهول، وهو ما يُعتَبر مصيبةً؛ حيث لا يجدون لها حتى الآن حلاًّ، خاصةً أن السوس بدأ بالفعل يتسرب إلى الدقيق، "وحينما تحدثنا مع الأمن ليفتح لنا المخازن لنقوم برفع الدقيق من على الأرض لإنقاذ ما يمكن إنقاذه رفض مطلبنا".

ودعا الشوربجي الجميع إلى مناشدة المسئولين- وعلى رأسهم رئيس الجمهورية- أن يسمحوا بدخول هذه المعونات قبل فوات الأوان وتتلف هذه المعونات أو يتم سرقتها ونهبها.


الآخر يسرقها

من جهته قال النائب محمد العمدة عضو مجلس الشعب شهادة أخرى، مؤكدًا أنه ليس لهذه المعونات التي يصر النظام المصري على عدم عبورها مصيرٌ سوى التلف والسلب والنهب، مؤكدًا أن وفد النواب الذي زار رفح لم يكن لديهم أية معرفة بهذه المواد المُخزَّنة، وأن "الذي أرشدنا إليها هم الأهالي الذين كانوا سعداء بنا؛ لأنهم وجدوا لهم متنفسًا ليفرِّج عنهم حالة الاحتقان والحزن التي كانوا يعيشونها من شدة تأثرهم من إخفاء هذه المعونات من قِبل الأمن وادِّعاء النظام كل يومٍ على شاشاتِ الفضائيات أن المعونات تعبر إلى غزة، وأن هؤلاء الأهالي كانوا يعرفون الحقيقة، ولا يعرفون كيف يتصرفون فيها".

وقال العمدة وهو في حالة غضب: "إن أهل العريش أقسموا لنا أنهم شاهدوا مسئولين في رفح يقومون بعملية تبديل لنوعيات بعض البطاطين باهظة الثمن؛ يأخذونها ويتركون مكانها بطاطين رديئة"، مشيرًا إلى أن النظام المصري استضاف أبو مازن في مصر ليسيء إلى المقاومة عامة ولحماس خاصةً، "ليتستَّروا على فضائحهم ومواقفهم المخزية بخصوص عدم إدخال المعونات وكذبهم علينا".

وأشار العمدة إلى أنه ليس أمامنا من حلٍّ لهذه الكارثة إما بالتقدم ببلاغٍ إلى النائب العام؛ نتهم فيه المسئولين بالكذب وإتلاف آلاف الأطنان من الأغذية والمعونات الإنسانية، أو خروج شعب مصر إلى الشارع ليعبِّر عن سخطٍ جديدٍ ضد جريمة أخرى اقترفها النظام في حقه وكذبه عليهم وخداعهم وإتلاف آلاف من الأطنان من أموالهم لمساعدة أشقائهم.

بدوره أكد الدكتور عبد القادر حجازي رئيس لجنة الإغاثة بنقابة الأطباء أن "الخطأ خطأنا نحن في لجنة الإغاثة؛ لأننا استجبنا لمطالب البعض بسفر هذه الكميات الضخمة من المعونات، والتي تُقدَّر بملايين الجنيهات بحجةِ الضغط على النظام، ونسينا أن صانع القرار أيًّا كان لا يهمه أرواح الناس أو أن يُشرَّد خلق الله، كما أنهم لا يعبئون بأموال الشعب".

وصرَّح حجازي أنهم في حالةِ حوارٍ مستمر مع الجهات الأمنية والسياسية، "وهم يماطلوننا دائمًا بالوعود والتسويف، ولكن دون جدوى؛ لنتحمَّل نحن مسئولية ضياع أموال الناس".

 

.