فلسطين التاريخ / تهويد وتزوير وإجرام

الحرب اليهودية على التجمعات البدوية في القدس

 



الحرب اليهودية على التجمعات البدوية في القدس





كتبه/ أحمد موسى عبد أبو يوسف
فلسطن-غزة 



  تدور في المدينة المقدسة العديد من الحروب التي تستهدف تهويد القدس وطرد سكانها وطمس طابعها العربي الإسلامي، ولعل غالبية هذه الحروب ظاهرةٌ للعيان، ولا تحتاج لكبير عناءٍ لمعرفتها والاطلاع عليها، ولكن على نفس الجبهة تجري حرب لا يكاد يُلقى لها بالاً، الا وهي الحرب اليهودية على التجمعات البدوية في القدس.

     خلال هذا المقال نتعرض للسياسة اليهودية تجاه التجمعات البدوية، وماهي أهم هذه التجمعات؟ وكم يبلغ تعداد سكانها؟ وأين تتواجد؟ وما مدى المعاناة التي يلقاها بدو القدس؟ وفي الختام نتعرف على النتائج المترتبة على هذه الحرب اليهودية على بدو القدس؟

    ترتكز السياسة اليهودية في حربها التهويدية على التجمعات البدوية في القدس على معادلة خبيثة أساسها السيطرة على أكبر مساحة من الأرض بأقل عدد من السكان العرب وتشكيل غالبية من المغتصبين اليهود، وتطبق هذه المعادلة الخطيرة على القدس وعلى الضفة الغربية أو حتى على أراضي فلسطين المحتلة عام 1948م.

    أما عن السياسات المتبعة لتحقيق هذه المعادلة الرهيبة فهي عبر سياسة التطهير العرقي، وسياسة هدم البيوت المقدسية والترحيل والتهجير القسري، وكافة هذه السياسات العنصرية تمارس وللأسف الشديد بحق التجمعات البدوية في المدينة المقدسة.

     ترجع هذه المعادلة الخطيرة إلى مؤسس المنظمة الصهيونية العالمية "ثيودور هيرتزل" (1860م_ 1904م) عندما قال مقولته المشؤومة: (لابد من إزالة كافة الآثار غير اليهودية وهدمها وحرقها، إن تمكن اليهود من السيطرة على القدس)، وهو ما يحدث حالياً في القدس.

     أما عن هذه التجمعات البدوية؛ فهي عبارة عن عشائر بدوية هاجرت من موطنها الأصلي في بئر السبع وتل عراد بفعل المجازر اليهودية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في عام 1948م، واتجهت إلى ضواحي المدينة المقدسة في أراضٍ تعود ملكيتها لهذه العشائر البدوية ولكنها تصنف حسب اتفاق أوسلو بمنطقة ج.

    ويبلغ عدد التجمعات البدوية في ضواحي القدس 22 تجمعاً؛ من أهمها: جبل البابا، أبو النوار، الخان الأحمر، الكعابنة، وادي هندي، عرب الكرشان، وادي الأعوج.

 ويبلغ عدد سكان هذه التجمعات البدوية 12.750 شخصاً.

    تقع معظم هذه التجمعات البدوية في منطقة تسمىE1  حسب التسمية اليهودية وهي الواقعة بين البلدة القديمة للقدس غرباً، وبين مغتصبة "معاليه أدوميم" شرقاً، هذه المنطقة تُعرف جغرافياً وتاريخياً بصحراء القدس.

    تعتمد هذه التجمعات البدوية على حرفتي: رعي الأغنام وتربية المواشي، والزراعة.

 ومن أهم العشائر البدوية في القدس:

عشيرة الجهالين: والتي تتمركز في تجمع أبو النوار، ويمثلها الشيخ: داود جهالين.

عشيرة المزارعة: والتي تتمركز في تجمع جبل البابا شرقي العيزرية، ويمثلها عطا الله مزارعة.

عشيرة الكرشان: والتي تتمركز في تجمع عرب الكرشان.

مخطط الاحتلال الصهيوني بحق التجمعات البدوية في القدس:

    تُعدُّ التجمعات البدوية رغم قلة عدد سكانها العقبة الكأداء في وجه الاحتلال؛ لإقامة ما يسمى "القدس الكبرى"، حيث تحافظ هذه العشائر البدوية على مساحات واسعة من أراضي شرقي القدس؛ الواقعة بين البحر الميت شرقاً والمدينة المقدسة غرباً، فيما يُعرف صهيونياً بـE1، حيث أقام الكيان الصهيوني أكبر مغتصبة في الضفة الغربية عليها، وهي مغتصبة "معاليه أدوميم" أي التلة الحمراء.

     يسعى الكيان الصهيوني إلى التهجير القسري للعشائر من تجمعاتهم إلى مناطق أخرى؛ مثل: منطقة خلة الراهب في أبو ديس شرقي القدس والعيزرية عبر وضعهم في "كانتونات مغلقة وبؤر صغيرة".

   في الختام: فإن نجاح الاحتلال الصهيوني في مسعاه الخطير سيحقق النتائج الكارثية التالية:

1-   إقامة "القدس الكبرى" التي ستبلغ مساحتها أكثر من 600 كلم مربعًا؛ التي تمتد من جنوب رام الله (مطار قلنديا) إلى الجنوب حيث التجمع الاستيطاني "غوش عتصيون" الواقع بين بيت لحم والخليل، وشرقاً إلى البحر الميت، وغرباً إلى غربي القدس أو ما يطلق عليه الاحتلال غابة "بيت شيميش".

2-  فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها عبر قطع التواصل الجغرافي الممتد بينهما، وبالتالي استحالة قيام دولة فلسطينية بالضفة الغربية متواصلة جغرافياً.

3-  تفريغ الصحراء الفلسطينية من سكانها البدو ومصادرة أراضيهم، وذلك بهدف إقامة المزيد من المغتصبات اليهودية.

4-  تدمير نمط الحياة البدوية والتواصل القبلي فيما بينهم عبر تهجيرهم القسري.

5-  كارثة اقتصادية على البدو؛ بحرمانهم من حرفتهم الرئيسة وهي رعي الأغنام وتربية المواشي وذلك بمنْعهم من المراعي الطبيعية لهم، مما يؤدي إلى خسارة فادحة في الثروة الحيوانية بالضفة الغربية. 

 

.