فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
سفن كسر الحصار العربية والإسلامية.. جهد شعبي ذو أهمية نوعية رغم تأخره.
تقرير: سفن كسر الحصار العربية والإسلامية.. جهد شعبي ذو أهمية نوعية رغم تأخره
التاريخ: 4/12/1429 الموافق 03-12-2008
المختصر / غزة على موعد خلال الأيام القادمة مع وصول ثلاث سفن على الأقل، من كل من ليبيا وقطر وتركيا، بحسب ما أكدته مصادر فلسطينية وعربية متطابقة. إنها حالة تشكل إضافة نوعية، وفقاً لمهتمين بحملات كسر الحصار، لأنّ هذه السفن تُعتبر أولى المحاولات العربية والإسلامية الفعلية على هذا الطريق، فضلاً عن تأكيدها الحق الفلسطيني في المياه الإقليمية، وترسيخها مبدأ الممر المائي في هدم جدار الحصار الظالم.
انتفاضة السفن تتفاعل
هذا التحرّك وصفه المهندس جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، بغزة، بـ "انتفاضة السفن العربية"، التي بدأت ملامحها بالتشكل، فيما أطلقت اللجنة الحكومية الفلسطينية لكسر الحصار على هذه الظاهرة اسم "ثورة السفن" المتضامنة مع قطاع غزة.
وكانت أربع سفن أجنبية، هي "غزة الحرة"، و"الحرية"، و"الأمل" و"الكرامة"، تقل متضامنين وبرلمانيين وناشطين حقوقيين، إضافة لمواد إغاثية، قد تمكنت من الوصول إلى غزة بنجاح في الشهور الثلاث الماضية، عبر ثلاث رحلات اعتباراً من نهاية شهر آب (أغسطس) الماضي، "دون أن تبقي عذراً لأحد"، كما قال عدد من المتحدثين. وقد شجّع ذلك المحاولات العربية والإسلامية على التحرك، كما يرى مراقبون، حتى وإن جاءت هذه المبادرات متأخرة من وجهة نظر الواجب الذي تملية رابطة الانتساب للأمة الواحدة والدين الواحد، كما تردّد من تعليقات.
وعقب تمكّن ثالث رحلة بحرية، هي "سفينة الكرامة"، التي أقلّت اثني عشر نائباً، من الوصول إلى غزة يوم (8/11) الماضي؛ قال الدكتور عرفات ماضي، رئيس "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة" حينها إنّ تمكّن سفينة الكرامة من الوصول إلى غزة يؤكد أنّ الخط البحري بين مينائي لارنكا القبرصي وغزة قد أصبح مفتوحاً "ولم يعد هناك عذر لأي أحد لعدم كسر الحصار".
مراهنـة
وبرأي مراقبين؛ فإنّ القدوم المرتقب للسفن الثلاث يكتسب أهمية خاصة، فهو أولاً؛ يُعدّ أول ترجمة عملية للجهد الشعبي العربي والإسلامي في نصرة الشعب الفلسطيني المحاصر، من شأنه أن يتطوّر ويتخذ خطوات أكثر جرأة مستقبلاً بفعل الجهود التراكمية المتوقعة على الساحتين العربية والإسلامية، حتى ينكسر طوق الحصار نهائيا.
وثانياً؛ سيشكل ذلك خطوة مهمة باتجاه الضغط على الأنظمة العربية التي لم تحرِّك ساكنا باتجاه فكّ الحصار، أو أسهمت فعليا بالحصار بإغلاق حدودها مع قطاع غزة، وإحراجها أمام الرأي العام الفلسطيني والعربي بشكل يدعوها لتعديل سلوكها السياسي، أو من شأنه أن يكون دعماً إضافياً لبعض الأنظمة التي تقف إلى جانب إنهاء الحصار على الأقل.
وثالثاً؛ ستكون في هذه المرحلة بالذات فرصة للكشف عن حجم المعاناة الإضافية لسكان غزة عن قرب، بالصوت والصورة، بعد أن منع الاحتلال دخول الوقود والمواد الغذائية الضرورية عن غزة منذ حوالي شهر، وهو ما يهدِّد بكوارث وشيكة على المستويين الصحي والغذائي، مثلما منع قناصل الدول الأوروبية لديه ومراسلي الصحف ووكالات الأنباء وشبكات التلفزة العالمية الأجانب من الدخول إلى غزة، وهو ما دفعهم للقول تعقيباً على هذا الإجراء: "إنّ لدى "إسرائيل" ما تخفيه" وراء سجن غزة الكبير.
ويراهن مراقبون على ضغوط الخيار الشعبي العربي والإسلامي لكسر الحصار عن قطاع غزة، بعد أن بدا الجهد الرسمي على المستويات السابقة دون المستوى المطلوب، أو باهتاً ومخيِّباً للآمال بتعبير أدق.
أسطول له ما بعده
وللتدليل على ذلك؛ يشير مراقبون إلى أنّ اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في القاهرة، انفض بتكليف الوزراء للأمانة العامة للجامعة العربية بالتنسيق مع مصر، لتأمين إدخال المساعدات العاجلة إلى القطاع فقط، دون الحديث عن ضرورة فك الحصار الصهيوني الظالم الذي يكاد ينهي سنته الثالثة. وبذلك يتراجع النظام العربي خطوة إلى الوراء، إذ سبق له أن أوصى قبل عامين من خلال المحفل ذاته بإنهاء الحصار، لكن دون جهد فعلي يحوِّل الأقوال إلى أفعال.
ولا يخفي مراقبون أنّ الجهد الشعبي العربي والإسلامي على المستويات الإغاثية والإنسانية، أو على المستويات الإعلامية والثقافية، أو على المستويات البرلمانية والنقابية؛ مازال دون المستوى المطلوب بحكم ما يمليه عليه الواجب الأخوي، لكنهم في الوقت نفسه يلمحون إلى أنّ حراكاً آخذاً في التبلور يستحق التشجيع والتقدير، وقد تكون له نتائج طيبة، فيما لو استمرّ وأصرّ على يمضي قدماً نحو الأمام، متحدياً العقبات والمثبطات هنا أو هناك، منوِّهين بجهد السفن العربية في هذا الاتجاه.
وبعيداً عن التأثير الإعلامي المعني، على أهميته، يتوقع مراقبون أن تسهم هذه السفن في تطوير أدائها لتتمكن على المستوى الكمِّي من إرسال "أسطول سفن" إلى القطاع محمّلة بما يحتاجه المحاصرون هناك من مواد إغاثية صحية وغذائية ومعيشية، كما قال الدكتور عرفات ماضي رئيس "الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة". وعلى المستوى النوعي أن تكون هذه السفن مقدمة لخرق الحصار براً، من أجل الوصول إلى إنهائه بصورة كاملة وشاملة، ووضع الاحتلال، والدول التي تنفذ سياسة الحصار، أمام الأمر الواقع لقوة التيار الشعبي للأمة.
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام
.