دراسات وتوثيقات / فرق ومذاهب
القاديانية (الأحمدية) والمسجد الأقصى
عيسى القدومي
14-6-2012
كانت بداية القاديانية التي تلقب نفسها بـ (الجماعة الإسلامية الأحمدية) [1]في فلسطين حين وصل بعض أتباعهم إليها عن طريق حيفا، وكان في مقدمتهم ابن مؤسس الفرقة القاديانية[2] وخليفته بشير الدين محمود أحمد عام 1924وحضر معه القادياني جلال الدين شمس الذي أسس مركز الجماعة في قرية الكبابير على قمة جبل الكرمل في حيفا, وقد تبع ذلك بناء أول معبد للجماعة هناك عام 1934، وكان ذلك برعاية حكومة الانتداب البريطاني المحتلة لأرض فلسطين آنذاك, وتم إعادة بناء ذلك المعبد في عام 1979 ويعرف تدليساً بمسمى (مسجد سيدنا محمود) [3] ، وأسس مجلة البشارة التي تحولت إلى البشرى – حالياً - وهي المجلة الأحمدية القاديانية الوحيدة في الديار العربية ،والتي لا تزال تصدر في فلسطين المحتلة إلى وقتنا الحاضر.
وتضم قرية الكبابير الآن قرابة 3000 نسمة معظم سكانها من أتباع القاديانية ، وما زال اهتمام الجماعة الأحمدية بالانتشار في العالم العربي والانطلاق نحو هذا العالم عبر فلسطين ورغم تمحورها في الكبابير بحيفا في فلسطين .
وقد عاشت الجماعة في شبه عزلة عقائدية حيث لم تنتشر القاديانية بين العرب المسلمين المقيمين في أراضي عام 1948 بدليل أنهم من خارج قرية "الكبابير" لا يتجاوزون العشرات بمن فيهم متبعو القاديانية من سكان الضفة الغربية[4].
لحين أن فتح لهم الكيان اليهودي أبوابه ، ودعمتهم عواصم الدول الغربية ليقيموا معابدهم وينشروا أفكارهم عبر الفضائيات والمجلات والنشرات ومواقع الإنترنت ، وما زالت محاولاتهم جاهدة في نشر عقيدتها في العالم الإسلامي والدول العربية.
ولبسوا على الكثيرين بمظهرهم الذي تصنعوه وكأنهم مسلمين !!، وحقيقتهم أنهم أداة للتدمير والفتن ، وهم من أخطر الفرق الهدامة على الإسلام ، وهل من فتنة أعظم من فتنة المسلمين في عقيدتهم ؟
الرعاية والولاء :
علاقات الطائفة القاديانية وطيدة مع الكيان اليهودي, فقد فُتحت لهم المراكز والمدارس ومُكِّنوا من إصدار مجلة تنطق باسمهم, ولهم مطلق الحرية والدعم في طباعة كتبهم وضلالاتهم وتوزيعها في العالم, وانتقالهم الحر بين فلسطين ودول العالم.
ولليهود في تلك العلاقة مآرب ، فقد سلك اليهود في عدائهم للإسلام والمسلمين مسلكين : الأول العداء العلني وكيدهم المتواصل للإسلام وأهله ؛ والمسلك الثاني الكيد الخفي للمسلمين، برعايتهم الفرق الباطنية ، فقد تلقفوا البهائية والقاديانية، منذ أن نشطوا لتأسيس وطن قومي لهم في فلسطين منذ القرن التاسع عشر تقريباً، ودعموهما بما يملكون من جهد ووقت ومال ، في داخل فلسطين وخارجها ، واحتضنوهما وأقاموا لهم المنشآت وكافة التسهيلات لينشروا أباطيلهم[5] ، ولتكون تلك الفرق عوناً لليهود على الإسلام والمسلمين .
يقول الميرزا مبارك أحمد القادياني في كتابه (بعثاتنا الخارجية): "ويمكن للقارئين أن يعرفوا مكانتنا في إسرائيل[6] بأمر بسيط، بأن مبلغنا جوهدري محمد شريف حينما أراد الرجوع من إسرائيل إلى باكستان سنة 1956م، أرسل إليه رئيس دولة إسرائيل بأن يزوره قبل مغادرته البلاد، فاغتنم المبشر هذه الفرصة وقدم إليه القرآن المترجم إلى الألمانية الذي قبله الرئيس بكل سرور"[7].
وقبل ذلك كان ولاؤهم عظيماً لبريطانيا فقد أوجب الميرزا طاعة الملكة فكتوريا – رئيسة الكنيسة الأنجليكانية - وطاعة حفدتها، فيقول في ختام كتابه (حقيقة المهدي) ما نصه: "ولولا خوف سيف الدولة البريطانية لقتلوني بالسيوف والأسنة، ولكن الله منعهم بتوسط هذه الدولة المحسنة، فنشكر الله ونشكر هذه الدولة التي جعلها الله سببا لنجاتنا من أيدي الظالمين، إنها حفظت أعراضنا ونفوسنا وأموالنا من الناهبين، وكيف لا نشكر وإنا نعيش تحت هذه السلطنة بالأمن وفراغ البال، ونجينا من أنواع النكال، وصار نزولها لنا نزول العز والبركة، ونلنا غاية رجائنا من الدنيا والعافية، فوجبت إطاعتها أو سلامتها بصدق النية، بل جعل قلوبنا أسارى بأيادي المنة والنعمة، فوجب شكرها أو شكر ميرتها، ووجب طاعتها وطاعة حفدتها، اللهم اجز عنا هذه الملكة المعظمة واحفظها بدولتها وعزتها يا أرحم الرحمين، آمين" .
يقول الغلام في "ترياق القلوب" : " لقد قضيت معظم عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية ونصرتها وقد ألفت في منع الجهاد ووجوب طاعة أولى الأمر الإنجليز من الكتب والنشرات ما لو جمع بعضها إلى بعض لملأ خمسين خزانة "[8] .
وقد نشرت جميع هذه الكتب في البلاد العربية ومصر والشام وكابل والروم. ويقول في محل آخر : " لقد ظللت منذ حداثة سني – وقد ناهزت اليوم الستين – أجاهد بلساني وقلمي لأصرف قلوب المسلمين إلى الإخلاص للحكومة الإنجليزية والنصح لها والعطف عليها وأنفي فكرة "الجهاد" التي بها بعض جهالهم والتي تمنعهم من الإخلاص لهذه الحكومة "[9] ، ويقول في نفس الكتاب: " أنا مؤمن بأنه كلما ازداد أتباعي وكثر عددهم قل المؤمنون بالجهاد . لأنه يلزم من الإيمان بأني مسيح أو مهدي إنكار الجهاد "[10] .
وللقاديانيين قناة فضائية " التلفزيون الإسلامي الأحمدي " ومواقع على الشبكة العالمية " الإنترنت" ويطلقون على أنفسهم مسمى "الجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية" ، والمتصفح لمواقعهم بالغة العربية يجدهم قد هذبوها من أغلب ما يثير المسلمين عليهم ، حيث تقرأ شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله أعلى الصفحة الرئيسية للموقع وصورة الكعبة في مكة المكرمة حتى يدلسوا على المتصفح لذلك الموقع بأنهم لا يخالفون عقيدة المسلمين ، وأكثروا فيه من مدح العرب وخدمات قادتهم وخطاباتهم ومواقفهم من القضايا العربية ، ليدفعوا التهم بعلاقتهم بالاستعمار .
وخلال عام 2010 وحينما تم وقف بث قناة "الرحمة" الفضائية المصرية علي القمر الصناعي المصري النايل سات بزعم معاداتها للسامية ، ووقف بث قناة الأقصى الفلسطينية من على النايل سات أيضاً بزعم أنها قناة إرهابية لأنها تقاوم الاحتلال الصهيوني ، وفي نفس الفترة ظهرت علي النايل سات قناة الأحمدية القاديانية[11] بعد انقطاع دام ما يقربُ من عامين .
فالرعاية اليهودية وصلت لأن ترعى بث القناة القاديانية في فلسطين، والمتابع للمواد التي تنشر على تلك القناة يتيقن بأسباب تلك الرعاية اليهودية؛ حيث تدعي القناة في المواد التي تبثها أن الإسلام لم يأمر بقتال اليهود وان الرسول صلى الله عليه وسلم رحب باليهود في المدينة، وكانت تربطه بهم علاقات مودة ومحبة واستشهدوا على ذلك بان الله وصف اليهود في القران الكريم بالذكاء والجدية في قولة "وآتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين" وقالوا أيضا أن المسلمين لم يقاتلوا اليهود أبدا وان المسؤول عن المذابح في حق اليهود هم المسيحيون الذين يظهرون اليهود بشكل بشع ويحرقونهم [12].
عقيدتهم في المسجد الأقصى :
من معتقداتهم والتي نلقي عليها الضوء في هذا المبحث ، اعتقادهم بقدسية (قاديان) في الهند, وبأن المسجد الأقصى هو مسجد الميرزا في قاديان وليس الذي في بيت المقدس. جاء في صحيفة (الفضل) القاديانية الآتي :"لقد قدّس الله هذه المقامات الثلاث مكة والمدينة وقاديان، واختار هذه الثلاث لظهور تجلياته"[13]. وفي عدد 23 : "إن المراد بالمسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله هو مسجد قاديان"[14]. وهدفهم من ذلك واضح ليقولوا كاذبين بأن القدس لا مكانة لها ولا رابط دينيا بينها وبين الإسلام, والمسجد الأقصى هو مسجد آخر غير الموجود بالقدس، هو مسجد في (قاديان)!!
ومن المعلومات الخاطئة التي تُشاع عنهم أنهم يعتقدون أن قاديان كالمدينة المنورة ومكة المكرمة بل أفضل منهما وأرضها حرم وهي قبلتهم وإليها حجهم، بينما المعلومة الصحيحة في معتقدهم هي: أنها قبلة القاديانيين وحجهم إلى مكة المكرمة، لكنهم يعتقدون قدسية قاديان أيضاً وأن المسجد الأقصى هو مسجد الميرزا في قاديان وليس الذي في بيت المقدس.
وحول هذا كتب أمجد السقلاوي[15] : إنّ فِكر الدين الأحمدي القادياني كله فكر خياني يسلب من المسلمين كل مقدساتهم ومن تلك المقدسات: المسجد الأقصى المبارك، فالقادياني لا يعترف بالمسجد الأقصى الذي في القدس، بل الأقصى عنده هو مسجده الذي بناه في منطقة قاديان بالهند!! وهذا صريح في كتابه (خطبة إلهامية) ص 25، حيث يقول ميرزا: «والمسجد الأقصى المسجد الذي بناه المسيح الموعود في القاديان»[16].
وجاء في صحيفة (الفضل) القاديانية عدد (3) : "لقد قدس الله هذه المقامات الثلاث مكة والمدينة وقاديان، واختار هذه الثلاث لظهور تجلياته" [17].
ويقول (Abur Rahim Dard) وهو من القاديانيين المنظرين للدين القادياني في كتابه المنشور على الانترنت في موقع (الإسلام أون لاين ستور) ما نصه: "المسجد الأقصى تمّ بناؤه على يد ميرزا غلام مرتضى، أما الأرض التي بني عليها المسجد فكانت مملوكة للسيخ لكنه اشتراها منهم".
ويضيف السقلاوي تأكيداً لذلك: " فعلى سبيل المثال منظر القاديانية الفلسطيني هاني طاهر لا يرى ضيرا في إعطاء اليهود المحتلين جزءا من المسجد الأقصى المبارك حين كتب مقالا بعنوان (الحل النهائي والمسجد الأقصى)، قال فيه:
"الناس في بلدي قلقون بشأن الأوضاع السياسية؛ فالحواجز تخنقنا، والمساعدات لا تكاد تصلنا، والعدو يسيطر على كل برّنا وجوّنا، والجدار يضيق علينا، ولا حلّ في الأفق. ليس لنا أن نهمل حقوق الذين هُجّروا من أراضيهم في فلسطين كلها، لكن لا غضاضة من تعديل الحدود وتشذيبها إذا كانت لا تضيع أي جزء من الأرض. أما موضوع المسجد الأقصى، فلا أرى ضيرًا من أن يُعطى اليهود تحته معبدًا يعبدون الله فيه، بحيث يكون مدخله من الجهة الغربية ؛ أما الخشية من هدم المسجد الأقصى، فيمكن تجنبها من خلال وضع مراقبين دوليين في المعبد[18] وما الكارثة في بناء عدة طوابق تضم الجميع؟"[19].
ومن أجل تلك الغاية الخبيثة الضالة أوّلوا القرآن الكريم وفق الإلهامات الشيطانية الباطلة لأنفسهم المريضة, يقول القاديانى خليفة مسيلمة الكذاب: إن الآية {ومن دخله كان آمناً} تعني المسجد الذي أُسس في (قاديان) ويُضيف: إن المراد بالمسجد الأقصى في قوله تعالى {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ} هو المسجد المؤسس في قاديان" [20] .
وفي الموقع الرسمي للقاديانية (الأحمدية) على الشبكة العالمية الإنترنت[21] – باللغة العربية – وفي مدخل أسئلة وأجوبة جاء السؤال التالي: هل صحيح أنكم تعتبرون أن المسجد الأقصى المذكور في القران الكريم هو مسجد الميرزا غلام أحمد الموجود في قاديان؟!
فأجاب هاني طاهر بالآتي: "نقول إن الإسراء إلى المسجد الأقصى المذكور في سورة الإسراء هو كشف روحاني يشير إلى عدة أحداث، أولها: الهجرة النبوية إلى المدينة المنورة. وثانيها: امتلاك المسلمين بيت المقدس وما حوله، وهذا حدث زمن الخلفاء الراشدين، وثالثها: ظهور الإمام المهدي وهو حضرة ميرزا غلام أحمد عليه السلام، باعتبار بعثته بعثة أخرى لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأنه خادم له ولدينه وخير مدافع عنهما. وهذا مشار إليه في قوله تعالى: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم}، أي أن الله تعالى سيبعث سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم مرة ثانية في الآخرين، وحيث إن من توفاه الله لا يعود إلى الدنيا، فالمقصود من بعثته الثانية بعثة رجل من أمته خادما له ولدينه، وقد فسر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هذه الآية بقوله: «لو كان الإيمان معلقا بالثريا لناله رجل أو رجال من آل فارس. وبهذا يمكن أن نُطلق اسم المسجد الأقصى على المسجد الذي بناه حضرته عليه السلام. وليس هناك تعارض بين أن يكون مسجدٌ أقصى في القدس ومسجدٌ أقصى في قاديان، ولا تنسَ أنه لم يكن للمسجد الأقصى الموجود حاليا في القدس أي وجود في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما بناه الخليفة الأموي. ولا تنسَ أن هنالك العديد من المساجد في العالم التي سماها المسلمون: المسجد الأقصى, وللتفصيل نرجو أن تعود إلى تفسير قوله تعالى: {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى} في التفسير الكبير في الموقع[22].
وفي نفس الموقع وتحت مدخل (سيرة خلفاء الإمام المهدي) وفي سياق التعريف بإنجازات الخليفة الأول – زعموا - نور الدين البنجابي والذي ولد في قرية (بهيرا) في (البنجاب) عام 1841؛ ويطلقون عليه تدليساً مسمى: نور الدين القرشي؛ لأنه مكث في أرض الحجاز أربع سنين, كتبوا نصاً: قام حضرة الخليفة الأول بالعديد من الإنجازات الهامة في الجماعة الإسلامية الأحمدية منها: تم في عهده توسيع المسجد الأقصى والمدرسة العليا لتعليم الإسلام ومساكن الجماعة الإسلامية الأحمدية, وافتتح مشفى النور ومسجد النور في قاديان[23].
واعتقداهم هنا بالمسجد الأقصى هو مسجد قاديان ، لأن نور الدين البنجابي لم يرى القدس والمسجد الأقصى ، فكيف به يوسعه !!
هدف اليهود من رعايتهم :
لليهود في رعايتهم مقاصد وأهداف واضحة جلية، أولها شق صف المسلمين في فلسطين بزرع الفرق الباطنية وتسهيل مهامهم، لهدف أساسي وهو كف المسلمين عن ذروة سنام الإسلام وهو الجهاد في سبيل الله، وشحن المسلمين بسيل من الشبهات والشهوات، وبث السموم لتوهين الثوابت في نفوس المسلمين. والهدف الأهم هو إسقاط جوهر الإسلام، واستعلائه، وظهوره وتميزه بجعل دين الإسلام المحكم المحفوظ من التبديل في مرتبة الأديان المحرفة، وإظهار الخلاف العقدي بين المسلمين.
لقد سعى اليهود لزرع جماعات وفرق ذات طابع ديني إسلامي – كما تزعم - تكون كجواسيس لهم تستطلع الأخبار وتنشر بعض الأفكار التي تخدم كيانهم الغاصب ، كالقاديانية التي تلقب نفسها "بالجماعة الإسلامية الأحمدية" لتخدع البسطاء من المسلمين بهذا الاسم الرنان، وهي طائفة أجمع العلماء على كفرها وردتها ظاهرها الإسلام وباطنها الولاء المطلق للإنجليز واليهود وأعوانهم [24].
إن مسؤولية المسلمين قادة ودعاة وعلماء وموجهين تتعاظم أمام شبهات الفرق الباطنية والدعوات المنحرفة، لكشف زيفهم وضلالهم، حتى لا ينطلي باطلهم على الناس،ولا يكون كشف ذلك الضلال إلا بدراستهم ومعرفة واقعهم وقادتهم، وأماكن وجودهم، وكيف ينشرون ضلالهم؟ وما الأساليب التي يستخدمونها؟ وحجم الدعم الذي يتلقونه؟ وما الشخصيات التي يستغلون نفوذها؟ ولا بد من الحذر الشديد من استفادة الفرق الباطنية وبالأخص القاديانية من تقصير الإعلام الإسلامي والعربي بشأنها، الذي شنع على هذه الطائفة وحذر منها، إلا أنه في أغلب الأحيان ارتكب أخطاء جسيمة عندما لم يلتزم الدقة وبالغ في بعض الأحيان فيما يتعلق بأفكار هذه الطائفة وتاريخها، التي استغلت هذه الأخطاء لتوهم أفرادها والمتأثرين ببعض آرائها بأن هناك حملة شعواء حول هذه الجماعة تهدف إلى تشويهها، وبأن كل التهم التي يكيلها الإعلام لهم إنما هي افتراءات، بل كذب محض بدليل وجود أدلة قوية على كذب بعض تلك الاتهامات، بل إن بعض قادة هذه الطائفة والمنظرين لها تمادوا أكثر فادعوا بأنه ليست لجماعتهم أي صلة بما يطلق عليه الناس اسم "الطائفة القاديانية"، و أن هذه الطائفة هي جماعة وهمية من اختراع الناس و إعلامهم الكاذب!!
ولو بُحثت مثلاً في الإنترنت عن "القاديانية" لتوفرت لك آلاف الموضوعات المنسوخة عن بعضها في الغالب، لكن القليل من تلك الموضوعات هو الذي يوضح حقيقة هذه الطائفة، وطرق دعوتهم الحديثة الباطلة.
فلا يصلح لمحاربة القاديانية إلا شخص يعرف الحق بداية، ولديه ذكاء وعقل، وحسن تصرف ولباقة في الحديث، وذلك أن الدين القادياني قائم على الكذب والخداع ونشر الشبهات، فلن يصلح رجل يحسن الظن بكل ما يُقال أو يُقرأ. وأيضاً فالقادياني لا يروج عقيدته إلا بشبهات شيطانية يصطادها الخبثاء من بطون الكتب أما غالباً مكذوبة أو محرفة أو من قبيل المنسوخ أو المقيد والخاص فيجعلونه عاماً مطلقاً.
ولهذا يجب توعية المؤثرين في المجتمع وهم العلماء والدعاة والخطباء وأئمة المساجد ومدرسو الجامعات و المدارس وقادة العمل الإسلامي والمسؤولون المحليون، من خلال تعريفهم بحقيقة عقيدة الطائفة القاديانية اليوم بنص أقوال قادتهم المعاصرين، وكذلك بحقيقة المواقف السياسية الطائفية التي ينتهجها أتباع القاديانية، والرعاية والدعاية التي تخدم انتشارهم.
[1] - تعتقد القاديانية أن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية والله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً، ويعتقدون أن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد وأنه كان يوحي إليه, وأن إلهاماته كالقرآن. ويعتقدون أن قاديان كالمدينة المنورة ومكة المكرمة بل أفضل منهما وأرضها حرم وهي قبلتهم وإليها حجهم، وقد نادوا بإلغاء عقيدة الجهاد كما طالبوا بالطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية؛ لأنها حسب زعمهم ولي الأمر بنص القرآن. وكل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية, كما أن من زوج أو تزوج من غير القاديانيين فهو كافر.
ولم يقف ادعاء النبوة عند غلام أحمد القادياني, بل ادعى النبوة عدد من أتباع القادياني كمحمد صادق القادياني وغلام محمد القادياني وغيرهما, والمصيبة العظمى أن يزعم الغلام أن باب النبوة لا يزال مفتوحاً ويقرر ذلك ولده محمود أحمد الخليفة الثاني للقاديانيين في ص 288 من كتاب (حقيقة النبوة) إذ يقول: "ومما هو واضح كالشمس في رابعة النهار أن باب النبوة لا يزال مفتوحاً" .
وادعى خليفة (غلام أحمد) أنه أفضل من محمد صلى الله عليه وسلم فيقول في كتابه (حقيقة النبوة) ص 257 لميرزا بشير أحمد الخليفة الثاني : "إن غلام أحمد أفضل من بعض أولي العزم من الرسل". وفي صحيفة (الفضل) المجلد الرابع عشر (29 أبريل سنة 1927 م): "أنه كان أفضل من كثير من الأنبياء ويمكن أن يكون أفضل من جميع الأنبياء". وفي صحيفة (الفضل) المجلد الخامس: "لم يكن فرق بين أصحاب النبي وتلاميذ ميرزا غلام أحمد إلا أن أولئك رجال البعثة الأولى وهؤلاء رجال البعثة الثانية" عدد 92 يوم 28 مايو 1918 م.
وليس غريبا أن يدعي القادياني النبوة فقد سبقه الكثير ممن قال هذا القول ، ومنهم : الأسود العنسي ، ومسيلمة الكذاب ، والمختار بن عبيد الثقفي ، والحارث بن سعيد ، وبيان النهدي ، والمغيره العجلي ، وأبو منصور العجلي من أهل الكوفة ، وأبو الخطاب الأسدي ، علي الحميري . فليس غريبا ولا جديدا أن يدعي البهائي والبابي والقدياني وغيرهم النبوة .
[2] - أصدرت المحكمة الحكومية في باكستان سنة 1935 بعد مناقشة طويلة الحكم بكفرهم وحرمة نكاح المسلمة القادياني ، وقرر البرلمان الكشميري أن هذه الطائفة أقلية غير مسلمة . وفي شهر ربيع الأول 1394 هـ الموافق إبريل 1974 م انعقد مؤتمر كبير برابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة وحضره ممثلون للمنظمات الإسلامية العالمية من جميع أنحاء العالم . وأعلن المؤتمر كفر هذه الطائفة وخروجها عن الإسلام ، وطالب المسلمين بمقاومة خطرها وعدم التعامل مع القاديانيين وعدم دفن موتاهم في قبور المسلمين .
وقام مجلس الأمة في باكستان ( البرلمان المركزي ) بمناقشة زعيم الطائفة والرد عليه من قبل الشيخ مفتي محمود يرحمه الله . وقد استمرت هذه المناقشة قرابة الثلاثين ساعة عجز فيها ناصر أحمد عن الأجوبة ، وانكشف النقاب عن كفر هذه الطائفة فأصدر المجلس قراراً باعتبار القاديانية أقلية غير مسلمة . وصدرت الفتاوى من عدد من المجامع والهيئات الشرعية في العالم الإسلامي، ومنها : المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي ، ومجمع الفقه الإسلامي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي ، وهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية ، ولجنة الفتوى في الأزهر . هذا عدا ما صدر من فتاوى علماء مصر والشام والمغرب والهند وغيرها بأن الفرقة الأحمدية ( القاديانية ) فرقة ضالة كافرة بإجماع علماء المسلمين.
فالقاديانية دعوة ضالة ، ليست من الإسلام في شيء ، وعقيدتها تخالف الإسلام في كل شيء ، وينبغي تحذير المسلمين من نشاطهم ، بعد أن أفتى علماء الإسلام بكفرهم .
[3] - نُشرت في السنوات الخمس الماضية العديد من التقارير حول السعي الحثيث للفرقة القاديانية بالانتشار والانطلاق نحو هذا العالم الإسلامي عبر فلسطين، على اعتبار أن مركزها في فلسطين أُعد – من اليهود - ليكون جسراً لعبور القاديانية إلى العالم العربي.
[4] - كان لي لقاء ونقاش في صيف 2003م مع أحد الفلسطينيين الذين اعتنقوا العقيدة القاديانية الباطلة , واستفزتني مقولة لذلك الضال «من أنهم سيعملون جاهدين لجعل كل أهل فلسطين قاديانيين» , فقلت له: وهذا ما يسعى له اليهود كذلك !! ولكن أنى لكم ذلك والمسجد الأقصى وما حوله من أرض فلسطين والشام هي مقام الطائفة المنصورة وعقر دار المؤمنين, والأرض التي إليها محشر العباد, ومنها يكون المنشر, وفيها مقتل الدجال وأتباعه, وفيها يشهد نطق الحجر والشجر حين يقول: «يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي تعالى فاقتله»، والتي ستعود فيها الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة, فهي الأرض التي باركها الله للعالمين, ولن تكون مقاماً للمجرمين أمثالكم .
[5] - المسلمون كفار عند " الأحمدية " يقول ميرزا بشير الدين بن غلام أحمد في كتابه " آبينة صدقات " ص 35 : " إن كل مسلم لم يدخل في بيعة المسيح الموعود سواء سمع باسمه أو لم يسمع – كافر وخارج عن دائرة الإسلام ". وعلى هذا الأساس يعاملون المسلمين في باكستان ، فلا يصاهرونهم ولا يصلون خلفهم . وقد صرح أمام المحكمة بذلك وقال : " إننا نؤمن بنبوة ميرزا غلام أحمد ، وغير الأحمديين – القاديانيين – لا يؤمنون بنبوته ، ويصرح القرآن بأن كل من يجحد بنبوة أحد من الأنبياء فهو كافر ، فغير الأحمديين كفارٌ " . ويحكي عن غلام أحمد نفسه أنه قال : " إننا نخالف المسلمين في كل شيء في الله ، في الرسول ، في القرآن ، في الصلاة ، في الصوم ، في الحج ، والزكاة وبيننا وبينهم خلاف جوهري في كل ذلك " . ( الفضل 30يوليو 1931 م ) .
[6] - الكيان الوحيد في المشرق الإسلامي الذي يسمح لنشاط هذه الفرقة بالعلن ويقيم لها المنشآت والمؤسسات والقنوات والمراكز هو الكيان الصهيوني ، فالمصالح والأهداف مشتركة .
[7] - بعثاتنا الخارجية - الميرزا مبارك احمد .
[8] - " ترياق القلوب " ، ص 15
[9] - ملحق بكتاب " شهادة القرآن " من قلم غلام أحمد القاديني ؛ الطبعة السادسة ، ص 10.
[10] - المرجع السابق نفسه ، ص 17 .
[11] - وسط صمت الحكومة المصرية والحكومات العربية عادت قناة القاديانية البث على القمر الصناعي نايل سات .
[12] - أنظر : الحقيقة الدولية ؛ القاهرة ، مصطفى عمارة 28-6-2010 ، http://www.factjo.com/fullnews.aspx?id=17790
[13] - صحيفة (الفضل) القاديانية عدد ( 3 ) سبتمبر سنة 1935 م .
[14] - صحيفة (الفضل) القاديانية عدد 23 .
[15] - أمجد السقلاوي كان في فترة من الفترات قد تأثر بالقاديانية ثم رجع إلى الإسلام وأصبح يكتب عنهم وهو أعلم بخفاياهم .
[16] - مجلة (الراصد) العدد الرابع والثمانين – جمادي الآخرة 1431هـ . ، وأكد هذا القول الناشر لـ (خطبة إلهامية) نقلا عن كتاب (أصحاب أحمد)، ضياء الدين القاضيكوتي (ص119-121).
[17] - صحيفة (الفضل) القاديانية عدد (3) (سبتمبر - سنة 1935م) .
[18] - أطلق القادياني هاني الطاهر مسمى المعبد على المسجد الأقصى ، وهذا تقليل من شأنه ، وتوافق مع مسميات اليهود للمسجد الأقصى .
[19] - مدونة هانى طاهر، 12 /11/ 2006 http://hanitaher.maktoobblog.com
[20] - أنظر تفسير سورة الإسراء في كتاب (براهين أحمدية).
[21] - عنوان الموقع : www.islamahmadiyya.net
[23] - أنظر الموقع الرسمي للقاديانية على الشبكة العالمية باللغة العربية ، وعنوانه في المرجع السابق.
[24] - مجلة (الراصد) العدد الرابع والثمانين – جمادي الآخرة 1431هـ ، مقال أمجد السقلاوي ، بعنوان " من خيانات القاديانيين ( الهند موطن المسجد الأقصى" .