فلسطين التاريخ / الواقع والمأمول

القرصنة الإلكترونية .. شكل جديد للمقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل.

 

القرصنة الإلكترونية .. شكل جديد للمقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل

عبد المنعم خليفة

 

أخذت أساليب المقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني أشكالاً جديدة فلم تعد تعتمد على القوة العسكرية ولكنها أضافت إليها "المقاومة الإلكترونية" التي تأخذ من الإنترنت سلاحاً لها، فبدأ الشباب الفلسطيني المهتم بالتكنولوجيا باستغلال الشبكة في دعم قضيته والقرصنة على المواقع الإلكترونية الإسرائيلية.


ومؤخراً،
أعلنت الإذاعة الإسرائيلية أن الموقع الإلكتروني الخاص بحزب الليكود الإسرائيلي المعارض تعرض للاقتحام مرتين من قبل "قراصنة حاسب فلسطينيين"، وذكرت الإذاعة أن النشطاء الفلسطينيين كتبوا في الموقع "شعارات معادية" على حد قولها.


وأشارت الإذاعة إلى أن خبراء الكمبيوتر في حزب الليكود تمكنوا من إصلاح العطل وهم يعملون على سد الثغرات في الموقع.


وكان
نشطاء فلسطينيون من هواة الانترنت تبادلوا مؤخرا عمليات الاقتحام للمواقع لإيصال رسالة سياسية معينة كان بينها موقع الإذاعة الإسرائيلية نفسه.


ولا
تعد القرصنة الإلكترونية هي الوسيلة الوحيدة لدى الفلسطينيين ضد الاحتلال بل لجئوا أيضاً إلى موقع فيس بوك الشهير على الإنترنت لتدعيم معركتهم ، خاصة بعد تجاهل الموقع في البداية إدراج فلسطين ضمن الدول في قائمة تسجيل المشتركين.


وكتبت
جماعة تسمي نفسها «كل الفلسطينيين» على الموقع: "إن هذه المسألة حساسة جدًا ومعقدة لملايين الفلسطينيين.. وأن يتدخل موقع (facebook) في هذه المسألة وينحاز إلى طرف دون الآخر إنما هو أمر مشين".


وتتنافس المجموعات الفلسطينية والإسرائيلية على عضوية تلك المجموعات، ويعرضون عدد المنضمين إلى مجموعاتهم.. والذي أصبح يتجاوز الآلاف.


وفي الآونة الأخيرة، وصلت أهمية "فيس بوك" للدرجة التي جعلت رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، وفي الحفل الأخير لإحياء ذكرى الهولوكوست، أن يُطالب الشباب اليهودي باستخدام موقع Facebook لـ"محاربة اللاسامية"، وهو ما وجد فيه الصحفي والمحلل السياسي الإسرائيلي، يعقوب عزرا، دليلاً على إدراك أولمرت لمدى تأثير هذه الوسائل".


ويبدو أن
الجهات الرسمية الإسرائيلية تبدي اهتمامًا في الموقع الذي سجل 60 مليون مشترك على مستوى العالم مع نهاية العام الماضي، والذي لم يعد للترفيه، والتسلية، وتبادل الصور، والفيديوهات فقط، فالقنصلية الإسرائيلية في نيويورك، أسّست لها صفحة على Facebook، بهدف "إفساح المجال لمشتركي الموقع للتعرّف على أوجه إسرائيل الحقيقية".


 إسرائيل
ليست دولة .. احذفوها من لائحة البلدان على الموقع"، عنوان لمجموعة عربية تضم آلاف الأمريكيين والأجانب وحتى اليهود على موقع "فيس بوك" الشهير، عدد أعضائها 36 ألفًا، وتطالب باعتبار إسرائيل "كيانًا غاصبًا" لا دولة، تؤكد أنها "غير موجهة ضد أحد"، و"تشجع السلام العادل والشامل في الأراضي الفلسطينية"، لاسيما أنها تركز على تثقيف القارئ، حول تاريخ فلسطين، وعلى إظهار الفرق بين "الصهيونية"، و"اليهودية"، و"السامية".


في الجهة المقابلة، هناك مجموعة على شبكة إسرائيل في الموقع تطالب بإلغاء المجموعة السابقة باعتبارها معادية للسامية، يبلغ عدد أعضائها قرابة 22 ألفاً، في حين يطالب أكثر من 49 ألفًا بإلغاء مجموعة أخرى بعنوان "إسرائيل دولة إرهابية نكرهها جميعًا"، بينما بدأ إسرائيليون بتأسيس مجموعة بعنوان "فلسطين ليست دولة" لم يتجاوز عدد أعضائها أصابع اليد الواحدة بعدُ.


في اتجاه ثالث تدار معركة أخرى فالعرب والمسلمون يسعون لإلغاء مجموعة غربية تسئ للإسلام ، ووصل عدد المطالبين بإلغائها أكثر من 85 ألفًا. وتحتدم المعارك على قضايا الحل النهائي في Facebook، فهناك مجموعات عربية تدعو لنصرة القدس، مقابل مجموعة تشير إلى أن القدس إسرائيلية وليست عربية، في حين هناك مجموعات تدعو للاحتفال بستين عامًا على تأسيس إسرائيل.

 

.