فلسطين التاريخ / تهويد وتزوير وإجرام

أسبوع التوعية بـ "الفاشية الإسلامية"

أسبوع التوعية بـ "الفاشية الإسلامية"

 

بين التأييد والتصدي :

أسبوع "التوعية بالفاشية الإسلامية" أطلقه ناشط صهيوني متشدد مناهض للعرب والمسلمين ، وتبنته منظمة أمريكية تنتمي إلى تيار المحافظين الجدد ، يهدف إلى إقامة أسبوع ثقافي وفكري للدعوة إلى التوعية بمخاطر ما زعموه " الفاشية الإسلامية " بين طلاب وأساتذة الجامعات في أكثر من 200 جامعة في الولايات المتحدة والكيان العبري في الفترة من 22 إلى 26 من شهر أكتوبر 2007م .

والناشط الصهيوني هو " هورويتز " الذي يرأس مركز دافيد هورويتز للحرية - مركز دراسة الثقافة الشعبية سابقا- ورئيس تحرير موقع frontpagemag.com، ومؤسس حركة طلاب من اجل الحرية الأكاديمية، ويعد قياديا سابقا في حركة اليساريين الجدد ولكنه حقق الشهرة والثروة في اليمين المتطرف وعمل بشكل جيد تحديدا بعد أحداث 11 سبتمبر عندما تحرك على أرضية الفاشية الإسلامية حيث حقق دخل 352647 دولارا في عام 2005، وفقا للسجلات الضريبية.

وكان هورويتز، منظم هذه الحملة المعادية للإسلام والعضو البارز في معهد هدسون المعروف بتوجهاته المتطرفة، قد صرح في أغسطس الماضي بأن : "الأمة بأكملها سوف تهتهز لأكبر حملة احتجاج محافظة في الحرم الجامعي في "أسبوع التوعية بالفاشية الإسلامية" وهي دعوة لإيقاظ الأميركيين في 200 جامعة وكلية " .

 

أهداف الأسبوع :

هذا الأسبوع يُسوَّق له لكونه أكبر تظاهرة للطلاب المحافظين في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية ، وأن من أهدافه أنه سيكشف مَنْ هم أعداء أمريكا الحقيقيون ، وكيف يمكن التصدي لهم ، وأهمية الاعتراض على الاضطهاد العنيف للمرأة في الإسلام في أمريكا . والدعوة إلى إقرار مناهج جامعية أخرى تسلِّح أمريكا ضد الإسلام والمسلمين .

إضافة إلى ذلك هناك أهدافاً خاصة سياسية ودينية واقتصادية مثل: تعبئة الشعب الأمريكي لاستمرار تأييده للحرب على العراق ، وعلى الإرهاب بوجه عام والتغطية على الفشل والهزيمة ...

وقد أرفق "دافيد هورويتز" في مقاله التعريفي عن أسبوع التوعية بالفاشية الإسلامية صورةً لامرأة مسلمة يجري دفنها وهي حية في التراب من أجل رجمها لثبوت تهمة الزنا ، ويقدم هذه الصورة شعاراً للأسبوع كمحاولة للتأكيد على ربط الفاشية بعموم المسلمين ودولهم وليس فقط بتيار معين داخل الصف المسلم.

 

فعاليات الأسبوع الفاشي :

وفقا "لهورويتز" فان هذا الأسبوع سيكون جهدا قوميا... من اجل حشد الطلاب الأميركيين للدفاع عن وطنهم". ويتضمن مجموعة من الأنشطة منها :

·                                 ندوات وحلقات نقاشية ، وقد أرفق بذلك جدول بالمواعيد المحددة لبعض هذه المشاركات المعلن عنها .

·                                 عرض أفلام عن الإسلام : تم اختيار مجموعة من أسوأ الأفلام التي ترعب المشاهدين من الإسلام ، وتصويره على أنه الخطر القادم .

·                                 تقديم خدمات تذكارية لضحايا الإرهاب الإسلامي في أميركا وحول العالم .

·                                 وضع صلبان لإحياء ذكرى الضحايا بغض النظر عن دياناتهم .

·                                 زيارة مكتب إدارة دراسات المرأة أو مركز المرأة ، من اجل الاحتجاج على صمتهم في ما يتعلق باضطهاد المرأة في الإسلام !!.

·              الاعتصام الجامعي من أجل الاعتراض على سكوت أقسام الدراسات النسوية ومراكز المرأة في الجامعات الأمريكية عن المعاملة غير الإنسانية والعنيفة التي تعاني منها المرأة في العالم الإسلامي .

·                                 التوقيع على بيان ينشر بمناسبة الأسبوع ، ويطلب من جمهور الطلاب التوقيع عليه لإدانة الإسلام ، وتكوين رأي عام مضاد له .

 

حرب جديدة :

وتضمنت بعض الصحف في الولايات المتحدة مقالات مؤيدة لإقامة "أسبوع التوعية بالفاشية الإسلامية" ، كما برزت آراء صحفية معارضة لقرار التصدي "لأسبوع التوعية" على اعتبار أن ذلك تضييق لمجال التعبير عن الرأي !! 

ومن هنا.. فإن تنظيم هذا المهرجان ضد الإسلام لا يأتي في إطار الاجتهاد الشخصي الذي يستفيد من أجواء الحرية المفتوحة في الولايات المتحدة، وإنما يأتي كحلقة من حلقات تلك الحرب... فالقائمون على المهرجان فريق كبير من كبار متطرفي اليمين المتصهين أمثال عضو الكونجرس ريك سانتورم والكتَّاب فرانك جافني ومارك ستين، والكاتب اليهودي المعروف دانييل بايبيس .

واختيار منظمي الحملة الجديدة ضد الإسلام ساحات الجامعات الأمريكية اختيار مدروس جيداً، حيث إن " الساحة الجامعية " تضم عقل الأمة الذي سيقود البلاد في المستقبل، ومعروف أن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة يسيطر على الساحة الجامعية إدارة وتدريساً وبحثاً لإدراكه تلك الحقيقة.

 

لماذا يعادى الإسلام ؟

على مدى عامين سابقين أصبح مصطلح " الفاشية الإسلامية " من العبارات المفضلة لدى العديد من كتاب الصحف الغربية وبالأخص الصحف الأمريكية . وفي الصحف الغربية تُنشر كذلك مقالات عدة تحذر من انتشار الإسلام في أوروبا ، كتب أحدهم : " فرنسا ماتت والأشياء الوحيدة التي تنمو في فرنسا الآن هي الجريمة والإسلام " . والرسوم الكاريكاتورية التي ألهبت مشاعر النقمة عند المسلمين لعلها كانت أهون مظاهر الحملة على الإسلام والمسلمين .

كشف استطلاع للرأي أجرته صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية بالتعاون مع مؤسسة "يوجوف" لدراسات الجمهور النقاب عن أن عددا متزايدا من البريطانيين يخشون الإسلام كدين وليس العناصر المتطرفة المنتمية إليه فحسب ‏,‏ بل يعتبرون أن الإسلام يشكل تهديدا علي قيم الحرية والديمقراطية الغربية‏ ؛ ‏وكانت نتائج الاستطلاع كالتالي 53 %‏ من البريطانيين يعتبرون أن الإسلام يمثل خطرا على الديمقراطية الليبرالية في الغرب ‏,‏ كما أعرب‏65 %‏ممن شملهم الاستطلاع عن اعتقادهم في أن أجهزة الأمن البريطانية يجب أن تركز تحقيقاتها على المسلمين في إطار نشاطها لمكافحة الإرهاب ‏!!‏

وهذا الاستطلاع لم يأت بجديد لأن العداء القائم ضد الإسلام والمسلمين وخاصة في كثير من الدول الغربية هو نتيجة طبيعية للصورة النمطية التي رسمها كثير من الكتاب والباحثين والمستشرقين والمنصّرين والتي تقوم على رسم المسلمين على أنهم عنصريين وأغبياء ومتخلفين وقتلة، وأنهم لا يستحقون الحياة .

 

واجبنا نحو وصف الإسلام بالفاشية :

يتعاظم واجب المسلمين لتفعيل مؤسساتهم وبرامجهم لإظهار محاسن الإسلام وتعاليمه ، وإبراز الإسلام على حقيقته ، ولا يتأتى ذلك إلا بدعم الجالية المسلمة في أمريكا توعيتها بمخاطر هذا الأسبوع ، والتصدي لذلك الأسبوع بمشروع مواز للتعريف بالإسلام ، والرد على الشبهات بما أمكن عبر وسائل الإعلام المختلفة ، والاعتراض الرسمي من المؤسسات الإسلامية والحكومات على ذلك النشاط المشبوه في أهدافه وأنشطته ودعمه.

 

.