فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
تسيّر 25 معبدًا.. السلطات الجزائرية تعتمد ممثلية رسمية للديانة اليهودية

الأربعاء 9 من رجب1430هـ 1-7-2009م
مفكرة الإسلام: كشفت مصادر رسمية أن السلطات الجزائرية اعتمدت مؤخرًا، و للمرة الأولى، ممثلية للديانة اليهودية في الجزائر بشكل رسمي، وسمحت لها بالنشاط في إطار قانوني بالجزائر، استنادًا لقانون تنظيم الشعائر الدينية لغير المسلمين الذي أصدرته الحكومة في فبراير 2006.
وقال المستشار الإعلامي لوزير الشئون الدينية "عدة فلاحي": إن هذه الممثلية يترأسها "روجي سعيد" الذي كان يقيم في منطقة البليدة قبل أن يغادر عام 1993 إلى مدينة مرسيليا الفرنسية قبل سنوات بسبب الأزمة الأمنية، مشيرًا إلى أن "سعيد" عين ممثلا رسميا للطائفة اليهودية في الجزائر، ظل يتردد على الجزائر بشكل مستمر.
وتقوم السلطات الجزائرية الرسمية باستدعائه كممثل للديانة اليهودية في الجزائر في كل المناسبات الرسمية والأنشطة المتعلقة بالديانات وحوار الحضارات.
وبرر فلاحي اعتماد ممثلية للديانة اليهودية في الجزائر بشكل رسمي، بأن السلطات العليا من حقها معرفة تأطير وضع اليهود الجزائريين من باب احترام الديانات السماوية، بحسب قوله.
وتشرف ممثلية الديانة اليهودية في الجزائر بالتنسيق مع وزارة الشئون الدينية على وضعية المقابر اليهودية في البلاد، وتنظيم رحلات سياحية لليهود إلى أحيائهم العتيقة في عدد من المدن الجزائرية كتلمسان التي استقبلت في مايو 2005 أول وفد يهودي يحج إلى مقبرة قباسة التي تضم رفات الحاخام "إفراييم بن كاوا"، حسبما أوردت صحيفة "الخبر" الجزائرية.
25 معبدًا مرخصًا لليهود:
وذكرت الصحيفة أن وزارة الشئون الدينية كانت تحصي 25 معبدًا يهوديًا مرخصًا لإقامة الشعائر الدينية اليهودية، لكن أغلبها غير مستغل في الوقت الحالي؛ بسبب تناقص أعداد اليهود الجزائريين في السنوات الأخيرة، وكذا تخوف أغلب اليهود الجزائريين المقيمين من تنظيم شعائر دينية علنية.
ولا يعرف، بحسب الصحيفة، العدد الحقيقي للطائفة اليهودية في الجزائر، وكذا عدد اليهود الجزائريين المقيمين بها. كما لا يعرف لليهود المقيمين في الجزائر أي شخصية بارزة عدا أسماء عدد من المستشارين الذين عملوا في وقت سابق مع وزير التجارة الجزائري "غازي حيدوسي"، وهو ما يؤكد حجم التخوف من ردة الفعل الشعبية بسبب حساسية الملف وارتباطه بـ"إسرائيل" بالنسبة للجزائريين، خاصة في ظل ظروف وأوضاع الاحتلال التي تشهدها فلسطين.
مصافحة بوتفليقة-باراك في الرباط:
وذكَّرت "الخبر" بالمصافحة العفوية للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة مع رئيس الوزراء "الإسرائيلي" إيهود بارك على هامش جنازة الملك المغربي الحسن الثاني في عام 1999، وهي المصافحة التي أثارت مواقف متأججة في البلاد. كما أشارت إلى الرفض القاطع لزيارة المغني اليهودي أنريكو ماسياس عام 2001 ، معتبرةً أن هذه المواقف زادت من حجم مخاوف اليهود الجزائريين ودفعتهم إلى البقاء خارج ستار السرية.
تجدر الإشارة إلى أن وزير الشئون الدينية الجزائي "أبو عبد الله غلام الله"، كان قد أعلن، قبل أشهر، أن عدد الجمعيات الدينية غير الإسلامية المعتمدة في الجزائر بلغ ثماني جمعيات للديانة المسيحية، لكنه لم يكشف عن عدد الجمعيات اليهودية المعتمدة في الجزائر.
معتقدات يهودية بالمدارس الجزائرية:
وفي شهر فبراير الماضي، تفجرت في الجزائر فضيحة تلقين "المعتقدات اليهودية" للتلاميذ الجزائريين بموجب مقررات دراسية مثيرة للجدل، ما جعل مراقبين يطرحون تساؤلات ملحة عما يدور في فلك المنظومة التربوية.
وانفجرت الفضيحة فجأة، عندما أماط أساتذة بولاية غليزان غرب العاصمة الجزائرية اللثام عن تلقين "معتقدات يهودية" لتلاميذ الصف الخامس ابتدائي.
وقال أساتذة في تصريحات نقلتها صحف محلية، إن برنامج الصف الخامس ابتدائي، يحتوي على إدراج مشبوه لموروث ديني وثقافي يهودي، حيث تضمن كتاب القراءة نصا للأديب اللبناني "جبران خليل جبران" بعنوان "من رأفة الفقراء" يتناول سيرة شخصية يهودية "القديسة راحيل"، ويروي النص كيف هبّت "راحيل" لإغاثة أحد الأشخاص رفقة ابنتها، بطريقة مماثلة لما يعتقده اليهود.
واتهم الأساتذة اللجنة الوزارية المكلفة بصياغة البرامج التعليمية، بـ"عدم الرقابة" على نحو أدى إلى "تلقين أبناء الجزائريين معتقدات يهودية".
ودخلت فضيحة تلقين "معتقدات يهودية" لتلاميذ جزائريين، شوطا حاسما إثر مسارعة السلطات إلى تشكيل لجنة تحقيق بغرض التحري حول واقعة أثارت استياء جماهيريا عارما ولاسيما في محيط أولياء التلاميذ والأسرة التربوية.