دراسات وتوثيقات / دراسات وبحوث
الدروز.. ودورهم المشبوه في فلسطين المحتلة !

الدروز.. ودورهم المشبوه في فلسطين المحتلة !
• من هم الدروز:
ذكر البستاني في كتاب "دائرة المعارف"ج 7 ص 671: في تعريف الدروز أنهم : طائفة منحصرة - بحسب الظاهر- في سورية، وأكثرها في لبنان، ثم حوران، ثم وادي التيم الأعلى والأسفل، ثم بلاد صفد ومرجعيون ودمشق والجبل الأعلى في جهة حلب، وقليل منهم في بعض المدن ..
ويقول الأستاذ سليم أبو إسماعيل في كتابه "الدروز وجودهم ومذهبهم وتوطنهم" وهو على ما يبدو من المعجبين بهذه الطائفة ص 41: "الدروز طائفة من متنصرة العرب تقبَّلت الإسلام دينًا، واتَّخذت الفاطمية الإسماعيلية السبعية مذهبًا شيعيًّا، وذلك نسبة إلى الإمام السابع إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين أخو الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب من زوجته فاطمة، وهم من عرب سوريا والعراق وُجِدوا فيهما منذ فجر التاريخ، ولبثوا قائمين على الدهر بِمَن اندمج فيهم وانضمَّ إليهم من عرب اليمن والحجاز الذين قَدِموا هذه البلاد واستوطنوها، فامتزجت دماؤهم قبل النصرانية والإسلام، وقبل بعث موسى وعيسى ومحمد الذين اعتنقوا دياناتهم على التعاقب، وتقطن أكثريَّتهم اليوم قِمَمَ لبنان وسفوحه في قضاء الشوف والمتن، اللذين كانا معًا يعرفان قديمًا مع ما في شماليهما باسم كسروان، وعاصمتهم فيه آنذاك بسكنتا، ومن مواطنهم بكفيا بلدة الدروز القديمة، ودير القمر والبترون..
• الدروز فرقة باطنية:
والدروز فرقة باطنية تخفي عقيدتها عن الناس، وقد نشأت إبان حكم الطاغية الحاكم بأمر الله الفاطمي (408 هـ) على يد محمد ابن إسماعيل الدرزي الذي أعلن ألوهية الحاكم بأمر الله، ويعدّ حمزة بن علي الزوزني المرجعية الدينية الفكرية الأهم للطائفة، وهم ينكرون جميع أحكام الإسلام من صلاة وحج وصيام وتحريم للميتة والخمر، ويزعمون أن شريعة محمد بن إسماعيل قد نسخت شريعة محمد بن عبد الله!! ويبلغ عددهم في العالم نحو مليون ونصف نسمة- منهم حوالي 150 ألف في فلسطين، و250 ألف في لبنان و600 ألف في سوريا، و17ألف في الجولان المحتل، والأردن 20 ألف ، والباقي نحو نصف مليون في دول المهجر وخصوصا في أستراليا والبرازيل، وألمانيا وفرنسا وأمريكا اللاتينية.
من أهم معتقداتهم:
- يعتقدون بألوهية الحاكم بأمر الله ولما مات قالوا بغيبته وانه سيرجع .
- ينكرون الأنبياء والرسل جميعاً ويلقبونهم بالأبالسة!!! بينما ينسبون أنفسهم إلى نبي الله شعيب ويعتبرونه قائدهم الروحي، ويعتقدون بأن حمزة الزوزني هو المسيح الحقيقي !!
- يبغضون جميع أهل الديانات الأخرى والمسلمين منهم بخاصة ويستبيحون دماءهم وأموالهم وغشهم عند المقدرة .
- يعتقدون بأن ديانتهم نسخت كل ما قبلها وينكرون جميع أحكام وعبادات الإسلام وأصوله كلها، وقد حج بعض كبار مفكريهم المعاصرين إلى الهند متظاهرين بأن عقيدتهم نابعة من حكمة الهند.
ولا يكون الإنسان درزياً إلا إذا كتب أو تلا الميثاق الخاص بهم، ويقولون بتناسخ الأرواح وأن الثواب والعقاب يكون بانتقال الروح من جسد صاحبها إلى جسد أسعد أو أشقى .
- ينكرون الجنة والنار والثواب والعقاب الأخرويين؛ كما ينكرون القرآن الكريم، ويقولون إنه من وضع سلمان الفارسي!! ولهم مصحف خاص بهم يسمى المنفرد بذاته .
- يرجعون عقائدهم إلى عصور متقدمة جداً ويفتخرون بالإنتساب إلى الفرعونية القديمة وإلى حكماء الهند القدامى .
- يبدأ التاريخ عندهم من سنة 408هـ وهي السنة التي أعلن فيها حمزة ألوهية الحاكم .
- يعتقدون أن القيامة هي رجوع الحاكم الذي سيقودهم إلى هدم الكعبة وسحق المسلمين والنصارى في جميع أنحاء الأرض وأنهم سيحكمون العالم إلى الأبد ويفرضون الجزية والذل على المسلمين .
- يعتقدون أن الحاكم أرسل خمسة أنبياء هم حمزة وإسماعيل ومحمد الكلمة وأبو الخير وبهاء .
- يحرمون التزاوج مع غيرهم والصدقة عليهم ومساعدتهم كما يمنعون التعدد وإرجاع المطلقة، ويحرمون البنات من الميراث، لا يعترفون بحرمة الأخت والأخ من الرضاعة .
- لا يقبل الدروز أحداً في دينهم ولا يسمحون لأحد بالخروج منه .
- ينقسم المجتمع الدرزي المعاصر - كما هو الحال سابقاً - من الناحية الدينية إلى قسمين : الروحانيين الذين بيدهم أسرار الطائفة، وينقسمون إلى : رؤساء وعقلاء وأجاويد، والقسم الآخر: الجثمانيين وهم الذين يعتنون بالأمور الدنيوية وهم قسمان : أمراء وجهال .
- أما من الناحية الإجتماعية فلا يعترفون بالسلطات القائمة إنما يحكمهم شيخ العقل ونوابه وفق نظام الإقطاع الديني .
- يعتقدون ما يعتقده الفلاسفة من أن إلههم خلق العقل الكلي، وبواسطته وجدت النفس الكلية، وعنها تفرعت المخلوقات .
- يقولون في الصحابة أقوالاً منكرة، ومناطقهم خالية من المساجد ويستعيضون عنها بخلوات يجتمعون فيها، ولا يسمحون لأحد بدخولها.
- لا يصومون في رمضان ولا يحجون إلى بيت الله الحرام ، وإنما يحجون إلى خلوة البياضة في بلدة (حاصبية) في لبنان، ولا يزورون مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولكنهم يزورون الكنيسة المريمية في قرية (معلولا) بمحافظة دمشق .
- لا يتلقى الدرزي عقيدته ولا يبوحون بها إليه، ولا يكون مكلفاً بتعاليمها إلا إذا بلغ سن الأربعين؛ وهو سن العقل لديهم .
- يصنف الدروز ضمن الفرق الباطنية لإيمانها بالتقية والقول بالباطن وبسرية العقائد، وهم يومنون بتناسخ الأرواح؛ بمعنى أن الإنسان إذا مات فإن روحه تتقمص إنساناً آخر يولد بعد موت الأول، وهكذا..
• الدروز ودورهم المشبوه في فلسطين:
كان من أولويات الكيان اليهودي فور إنشائه في العام 1948م انتقاء الدروز من بين العرب وتمييزهم عنهم واحتواؤهم، وفي المقابل رأى دروز فلسطين كيان اليهود فرصة للعب على التناقضات بين المسلمين واليهود خروجاً بأعلى مكسب يمكن أن تحققه أقلية ؛ حيث بدأت الاتصالات مبكراً بين نشطاء الحركة الصهيونية والدروز، منذ عام 1930م وخلال هذا وقَّع معظم زعماء الدروز على البيان الذي يعلن أن موقف الطائفة الدرزية من "النزاع اليهودي الفلسطيني" هو موقف محايد.
وفي عام 1948م بعد إعلان قيام " دولة اليهود" انصرف جلّ اهتمام اليهود إلى تحقيق أقصى استفادة عسكرية من وجود الدروز، بعد أن تأكدت نيتهم بالتعاون اللامحدود مع الكيان الصهيوني! الأمر الذي دفع الاحتلال الصهيوني إلى إنشاء وحدة خاصة بالجيش هي وحدة الأقليات؛ كما نجحت الآلة العسكرية الصهيونية في استعمال الشبان الدروز لأكثر أدوارها فظاعة وقسوة بحق أهل فلسطين؛ وهي القتل والتنكيل، ويبلغ عدد الدروز حالياً في الجيش قرابة 19000 مجند فهم عملياً عناصر المهمات القذرة في قوات الاحتلال، بدءاً من الصورة التقليدية الرائجة للجندي الدرزي في حرس الحدود، الذي يقتحم البيت الفلسطيني في الضفة الغربية أو قطاع غزة ليمارس حفلة ترويع على طريقته الخاصة، وانتهاء بقائد سرية يمارس أبشع المهمات.
ويري أهل فلسطين - سواء في قطاع غزة أم في الضفة الغربية- أن الجنود والضباط الدروز في صدارة وحدات التنكيل والبطش بالفلسطينيين في الضفة والقطاع غزة، ومن هنا أصبحت للدرزي صورة راسخة في الوعي الفلسطيني، ولا يعدو أن يكون جندي الاحتلال الأكثر قسوة.
وفي وقت سابق وجّه الأسرى والمعتقلون الفلسطينيون في سجون الاحتلال نداء لزعماء الطائفة الدرزية ووجهائها للتدخل الفوري والسريع لوضع حد لممارسات أبناء الطائفة ممن يعملون في حرس الحدود في مصلحة سجون الاحتلال، والذين يمارسون شتي صنوف القمع والعقاب بحق الأسرى الفلسطينيين، في رسالة تم تسريبها من وراء قضبان الاحتلال، وقد ناشد الأسرى قادة الطائفة الدرزية الضغط على أبنائها للاستقالة الفورية، وترك العمل في مصلحة السجون وكل أجهزة الاحتلال ذات الاحتكاك المباشر بالشعب الفلسطيني والمعتقلين، وذلك منعاً للاصطدام، ودفعاً للحرج ودرءاً للمفاسد، على حد وصفهم.
• التمثيل السياسي:
يوجد أعضاء دروز في الكنيست، لكنهم غالبًا ما يمثلون الأحزاب الصهيونية، وقد ارتفعت نسبة الدروز الذين يصوتون للأحزاب العربية مؤخرًا إلى نحو 30-35% في بعض المناطق، وقد حاول الكيان الصهيوني تعميم "نموذج التجنيد الدرزي" على البدو في النقب؛ لكن النسبة بقيت منخفضة (15-20% فقط)، وكذلك مع النصارى العرب؛ لكن الرفض كان أكبر بكثير.
• خلاصة القول:
على الرغم من تفاوت الإحصاءات حول العدد الحقيقي للدروز – ولا سيما لكونهم طائفة باطنية- إلا إنهم يتوزعون في دول عديدة كما ذكرنا، وتبلغ نسبتهم في سوريا 55–60% ، وفي لبنان 25% ، وفي فلسطين المحتلة 10–12% ، وفي الأردن والمهجر 5–10% .
وإن الحديث عن الدروز في فلسطين لا يمكن فصله عن السياق الاستعماري الذي يسعى دومًا إلى تمزيق المجتمعات وتقسيمها على أسس طائفية وعرقية ومذهبية، ومن ثم توظيف تلك الأقليات لخدمة الكيان الصهيوني، ويظل النموذج الدرزي في فلسطين المحتلة شاهدًا حيًا على محاولات الاحتلال الدؤوبة لاختراق الدول العربية ولا سيما لبنان وسوريا عبر أدوات التجنيد والتقسيم والتمييز؛ فما أقدمت عليه فئة من أبناء الطائفة الدرزية – من تعاون مع الاحتلال وانخراط في مؤسساته الأمنية والعسكرية – لا يُعبّر بالضرورة عن موقف جماعي شامل؛ لكنه يبقى وصمة عار في صفحة العلاقة بين جزء من الطائفة وبين الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لأبشع صور العدوان الصهيوني الغاشم.
يمكن تحميله PDF من هنا 👇
. تحميل الملف المرفق