فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

شهود جدد يؤكدون صحة تقرير عن سرقة أعضاء الشهداء الفلسطينيين

الثلاثاء11 من رمضان 1430هـ 1-9-2009م

 

مفكرة الإسلام: أكدت شهادات جديدة أدلى بها عائلات شهداء فلسطينيين صحة التقرير السويدي الذي تحدث عن قيام جنود "إسرائيليين" بسرقة أعضاء الشهداء الذين كانوا يقتلونهم مطلع تسعينيات وأواخر ثمانينيات القرن الماضي.

وأكدت العائلات الفلسطينية في مخيم بلاطة للاجئين بنابلس هذه الحوادث، حيث أدلت بمعلومات عن شواهد وأدلة متقاربة جدًا تؤكد الاتهامات لإسرائيل وجيشها "النظامي" بسرقة أعضاء أبنائها والعبث بأجسادهم.

ففي حديثها اتهمت الحاجة أم محمد الجرمي جيش الاحتلال بسرقة أعضاء من ابنتها سحر (19 عامًا) حين قتلها في أواخر العام 1987 على أطراف المخيم، وأكدت أنها على يقين بأن جيش الاحتلال ارتكب هذه "الجريمة" مع ابنتها ومع امرأة أخرى من المخيم تدعى أم أسعد كعبي قتلهما بالمكان والزمان نفسه.

سرقة جثامين الشهداء وتفريغها:

وقالت أم محمد: إن ابنتها استشهدت فور إصابتها برصاصة قناص "إسرائيلي" في القلب، وإن الجنود حاولوا سرقة جثمانها من المستشفى بنابلس رغم أنها ميتة "غير أننا هربناه إلى البيت، لكن الجيش حاصر منزلنا وقام بسرقة جثمان سحر".

وأشارت إلى أن قوات الاحتلال نقلت جثمان ابنتها وعددًا من الشهداء عبر مروحية إلى مركز "أبو كبير" الخاص بالتشريح بتل أبيب، وأرجعتهم بعد أكثر من سبع ساعات.

وتؤكد أم محمد أن عملية تشريح كانت قد وقعت، "حيث رأينا أن بطنها مفتوح من أعلى ذقنها إلى أسفل البطن وتمت حياكته، وحين وضعت يدي على بطنها شعرت بأنه فارغ"، كما أكدت أن رأسها من الخلف كان لينًا جدًا وبه فراغ كبير. وفقًا للجزيرة نت.

حالة ثانية:

وأكدت أن امرأة أخرى تدعى أم أسعد كعبي - كانت قد استشهدت مع ابنتها وسرق جثمانها - ظهرت عليها العلامات نفسها التي ظهرت على ابنتها سحر، "فأنا قمت بعملية الغُسل للاثنتين تحضيرًا للدفن".

وهذا ما أكده نجل الشهيدة سعيد كعبي الذي قال: إن جيش الاحتلال لا يغيب عنه أن يرتكب مثل هذه الجرائم ويغطي جرائمه بالقانون، "وهذا ما جعلهم يجبروننا على دفنها بعد منتصف الليل وسط منع للتجوال وإجراءات أمنية مشددة، ودون أن نراها".

حالة ثالثة:

أما المواطن جمال ريان شقيق الشهيد خالد ريان فأكد أن جيش الاحتلال، الذي قتل شقيقه في أكتوبر 1991 في عملية تصفية مباشرة، خطف الجثمان لأربعة أيام وطلب منهم الحضور إلى مركز التشريح "الإسرائيلي" "أبو كبير" وفرض عليهم شروطًا لدفنه.

وقال: إنه عند استلام جثة شقيقه وجدوا أن عينيه قد اقتلعتا وأن رأسه كان فارغًا، كما أن جثته تعرضت للتشويه.

من جهته لم يستبعد مدير مؤسسة التضامن الدولي بنابلس المحامي فارس أبو حسن أن يكون جيش الاحتلال قد سرق أعضاء فلسطينيين خلال الانتفاضة الأولى أو حتى الحالية، خاصة أن جنودًا إسرائيليين تحدثوا عن ذلك وفقًا لما قاله الصحفي السويدي صاحب التقرير.

مطالبات بالتحقيق:

وطالب بفتح تحقيق دولي نزيه وحيادي - وهو ما طالب به أهالي الشهداء أيضًا - لمعرفة حقيقة ثبوت مثل هذه الجريمة ومحاسبة الجناة إذا ثبت ذلك، مؤكدًا أن مؤسستهم أعلنت تقبلها أي شكوى يقدمها أهالي الشهداء، "رغم إمكانية تهديد الاحتلال لهم باعتقالهم أو منع تحركهم أو سفرهم".

وقال أبو حسن: إن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم مهما مضى عليها من زمن، ولكن المشكلة هي إثبات هذه الحالات بشكل علمي ودقيق.

واستغرب ضعف التحرك الفلسطيني والتقصير من أجل استلام الشهداء من الاحتلال، وهو ما يفقدهم الكثير من الأدلة على إثبات جرائمه، وطالب بضرورة وجود تشريح للجثث حال استلامها رغم صعوبة ذلك على الأهل.

 

.