فلسطين التاريخ / الواقع والمأمول

أسطورة العزة

بقلم/ أمجد إسماعيل

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

بيقين ثابت كامل وإيمان كالجبال راسخ وأنا أكتب مقالتي هذه والعلوج يحلقون فوق رؤوسنا بترسانة الغدر لا مستقبل لهم على أرض بيت المقدس . عجبا لأمرنا بالرغم من دوي الدمار المستفز والقصف البغيض إلا أنه يبعث فينا القوة ويجدد فينا التحدي من جديد -إن بقينا-؛ لا العكس ! كما يصرح سياسي صهيوني بأنه مستغرب إلى هذه اللحظة بالرغم من الدمار والموت من كل الأعمار إلا أنهم ليسوا في ملاجيء أو أنهم هربوا إلى سيناء !! يقصد أسطورة العزة .. كلمة نعلنها مدوية من قلب غزة العزة عقيدة تشربناها حتى النخاع من قائد الانتصارات ورمز الفتوحات أبو القاسم صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لاتقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون! حتى يختبىء اليهودي من وراء الحجر أو الشجر يامسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر يهود " أخرجه مسلم.

فنحن قدر الله لهم الذي لا مفر منه .. حتى في الملاجيء التي تؤكد ماهم فيه من حرص على الحياة أي حياة ولو كانت قذرة بهيمية وهذا الواقع !. قال تعالى:(ولتجدنهم أحرص الناس على حياة ...) الآية.

ويا عجبا لا ينقضي ممن يصفهم بالإنسانية في مجال العلاج أو العمل أو غيره، فالذي يعالج بيد يقتل ويبطش ويمثل ويقصف ... بيد أخرى . فأين الهيبة والكيان لدولة -كما يقال- جيشها لا يقهر ! وما إن تصيبهم مجرد ريبة في سماعهم لصوت صفارات الإنذار حتى تتحول إلى مدينة الأشباح وأصبح ينفر منها السياح ! فهذا أبسط دليل على أنهم رضعوا الجبن والضعف منذ نعومة أظفارهم .

فقوم لعنهم الله وغضب عليهم لاناصر ولا مولى لهم .. اللهم إلا معدات يتكئون عليها أصبحت مألوفة لدى شعب أدمن سماع دويها بالغداة والعشي كنغمة ضمن بعثرة الحياة المعتادة .. أهم يتحدون شعبا بأكمله ورث العزة والكرامة من جيل الليوث صحابة سيد ولد آدم ؟! تمرسوا الإقدام والثبات على الحق الناصع الأبلج . ولا أدل على حقدهم الأعمى حرصهم على قتل أي ظل يدل على مسلم فلسطيني على وجه التحديد .. عائلات بأكملها خلال العدوان الهمجي وما عائلة البطش والحاج وكوارع وغيرهم وغيرهم منكم ببعيد ..! (ومانقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد) ! ولكن هي حسابات ومعادلات ومعتقدات مأفونة !! (ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم) وهيهات هيهات لهم ذلك مع من سطروا أزهى صفحات العزة لمن نسي أو تناسى تأريخ أمة زاخر .. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

وكتب/ أمجد بن عيسى إسماعيل

غزة العزة - 16 رمضان 1435 14 يوليو 2014

مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية

.