فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
طنطاوي: لن أزور القدس قبل تحريرها.. ودعم المقاومة واجب شرعي

الثلاثاء4 من جمادى الأولى 1430هـ 28-4-2009م
مفكرة الإسلام: أعرب محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر عن استيائه من الدعوة التي أطلقت مؤخرًا لزيارة فلسطين ولو بتأشيرات "إسرائيلية" ولو كان الغرض منها الصلاة في المسجد الأقصى والاعتكاف فيه.
وقال طنطاوي: إننا نرى أن تلك الزيارة في هذا الوقت وحتى تحرير كامل التراب الفلسطيني والعربي ليست في صالح الشعب الفلسطيني من قريب أو بعيد, بل إنها لا تفيد إلا المحتل "الإسرائيلي".
وانتقد شيخ الأزهر,وفق ما نقلت صحيفة القدس العربي, الذين يروجون لمعلومات باسم الإسلام وهو منها بريء وليست من الإسلام في شيء, كأن يدعي أي مسؤول أو شخص أن السلام في الوقت الراهن وفق الشروط الأمريكية هو في صالح العالم العربي.
جاءت تلك التصريحات ردًا على الدعوة التي أطلقها وزير الأوقاف المصري حمدي زقزوق لزيارة القدس ولو بتأشيرات "إسرائيلية", زاعمًا أن ذلك من شأنه أن يشعر العالم باهتمام المسلمين بالقضية الفلسطينية.
وليست هذه المرة الأولى التي يدعو فيها زقزوق إلى زيارة القدس, بل إنه غالبًا ما يكرر مثل هذه الدعوات حيث قال: "إنه ينبغي للمسلمين أن يزوروا القدس والمسجد الأقصى الآن، كما يزور الملايين منهم الحرمين الشريفين سنويًا، حتى تكون هذه رسالة للعالم أجمع ولـ"إسرائيل" بأن المسلمين لن يفرطوا في القدس أو الأقصى".
وقد أثارت دعوة زقزوق استياء علماء الأزهر وطائفة كبيرة من العلماء والمثقفين في مصر, مؤكدين أن دعوته لزيارة القدس ما هي إلا تكريس للاحتلال ودعوة علنية للتطبيع.
طنطاوي: لن أسمح لأي من قادة الأزهر بالسفر:
وتعهد شيخ الأزهر بعدم السفر إلى "إسرائيل" قبل أن يتم تحرير كامل التراب الفلسطيني وأن تعلن القدس موحدة للشعب الفلسطيني قائلاً: 'لن أدخلها إلا تحت السيادة الفلسطينية حتى لو كنت على فراش الموت', مشددًا على أنه لن يسمح لأي من قيادات الأزهر بأن يسافروا إلى هناك, معتبرًا أن موقفه ملزم لكل العاملين في المشيخة.
طنطاوي يدعم فصائل المقاومة:
من جانبه قال شيخ الأزهر: 'ينبغي أن يعلم كل مسؤول مسلم يحيا على وجه الأرض أن القدس أمانة في رقبته وأن الله سوف يسأله عما قدم لها أو فرط فيها'.
وأضاف: "أرى بأن دعم الفصائل الفلسطينية بما فيها تلك التي تجاهد في سبيل الله وترفع راية الجهاد من أجل تحرير الأرض والعرض واجب شرعي ينبغي على المسلم, سواء كان من الرعية أم من بين الممكن لهم في الأرض وهم طائفة الحكام أن يدعموا تلك المقاومة.
كما رفض شيخ الأزهر الذين يتحدثون بشعارات ليس لها من صحيح الإسلام ما يدعمها كأن يروج هؤلاء إلى أن زمن الجهاد ولى إلى غير رجعة، مشيرًا إلى أن الجهاد مستمر حتى قيام الساعة شاء من شاء وأبى من أبى.
وجدد دعوته للفصائل الفلسطينية كي تترك الفرقة وأن تتحد تحت راية الله عز وجل، مشددًا على أن بشائر النصر لن تتم إلا قبل أن تتحد كل الجماعات والقوى الفلسطينية تحت راية واحدة.
الإسرائيليون فئة باغية وجهادهم واجب شرعي:
ونفى طنطاوي أن يكون قد أشار من قبل أو أفتى بحرمة مقاتلة "الإسرائيليين"، مشددًا على أنهم فئة باغية تهلك الحرث والنسل ولا يخشون في الله لومة لائم.
وقال: 'من مات دون عرضه ومن مات دون ماله فهو شهيد كما ورد في الحديث الشريف، لذا فإن الذين يقتلون وهم في ساحة المعركة من أجل تحرير الأقصى هم من أرقى الشهداء'.
علماء الأزهر يستنكرون دعوة زقزوق:
وقد جوبهت دعوة زقزوق برفض عدد من علماء الأزهر في ظل خضوع القدس لسيطرة الاحتلال الصهيوني.
ويرى الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق أن دعوة وزير الأوقاف لن تقدم دعمًا للفلسطينيين بقدر ما تقدم دعمًا سياسيًا وماليًا ودعائيًا للصهاينة، وتأكيدًا لسيطرتهم على المقدسات.
وأضاف أن الزيارة في ظل الظروف الحالية تعني تكريس الاحتلال الصهيوني واعترافًا صريحًا من المسلمين بسيطرته على القدس والأقصى وكل فلسطين، لأن جواز سفر كل مسلم سيتوجه لزيارة الأقصى سيختم بخاتم "إسرائيل"، ما يعنى اعترافًا ضمنيًا بشرعية الاحتلال الصهيوني.
وشاطره الرفض الدكتور مصطفى الشكعة عضو مجمع البحوث الإسلامية، مؤكدًا أن دعوة زقزوق تكرس الاحتلال الصهيوني للأراضي المحتلة، لأن تأشيرات السفر ستكون "إسرائيلية", وهو ما يعني الاعتراف بشرعية الاحتلال الصهيوني.
واشترط الشكعة أولاً تحرير الأرض قبل الحج إلى بيت المقدس، أولى القبلتين، ورأى في دعوة وزير الأوقاف للحج قبل تحرير القدس خرقًا لثوابت المقاطعة الشعبية وتطبيعًا مع الكيان الصهيوني على أوسع مدى.
كما أدان دعوة زقزوق الداعية الدكتور عبد الصبور شاهين واعتبرها لا تساهم في خدمة القضية في شيء بل تمنح المحتل شرعية يبحث عنها.
كما ندد المفكر محمد عمارة بالدعوة ودعا وزير الأوقاف لأن يتراجع عنها حفاظًا على وحدة الشعب العربي الرافض لأي محاولة اختراق بغرض التطبيع مع "الإسرائيليين".
ووصف الداعية الدكتور صفوت حجازي دعوة زقزوق بأنها تقضي على الصف المتماسك في بنيان الأمة والذي يرفض أصحابه أي نوع من التطبيع.