فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

خبير فلسطيني: الجدار سيؤدي إلى هجرة 125 ألف فلسطيني من القدس المحتلة.

 

 

التاريخ: 13/10/1429 الموافق 14-10-2008

 

سلفيت - المركز الفلسطيني للإعلام / قال خبير الخرائط الفلسطيني الدكتور خليل التفكجي إن جدار  الفصل العنصري، الذي تبنيه سلطات الاحتلال الصهيوني، حول القدس سيؤدي إلى هجرة 125 ألف فلسطيني قسرا عن المدينة المحتلة.

وبحسب التفكجي الذي كان يتحدث في ورشة عمل اليوم الاثنين (13/10)، في محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية ووزعت تصريحاته اليوم على وسائل الإعلام، فان الهدف الأساس من وراء بناء الاحتلال للجدار حول القدس، هو إخراج 125 ألف فلسطيني من القدس، التي تشير الإحصائيات الصهيونية انه في عام 2040 سيصبح اليهود أقلية فيها.

وبين التفكجي خلال ورشة العمل التي نظمها مركز العمل التنموي "معا" في سلفيت بالتعاون مع جامعة القدس المفتوحة واللجنة الوطنية للمقاومة الشعبية والإغاثة الدولية، أن دراسة صهيونية حول الوضع في القدس عام 2040 أفادت بأن الفلسطينيين سيشكلون أغلبية عربية في القدس آنذاك، ما جعل الاحتلال يسارع في بناء الجدار للحد من هذا الخطر الديمغرافي.

وقال الباحث الفلسطيني: "إنه بإقامة الجدار فان 125 ألف فلسطيني اخرجوا مباشرة من القدس في هجرة داخلية قسرية للضفة الغربية"، مضيفاً أن الهدف من إقامة الجدار في القدس هو إخراج التجمعات العربية الكبرى وزجها في سجون وعوازل تتواصل عبر الأنفاق والجسور وضم الكتل الاستيطانية إلى داخل القدس.

تدمير نواة المجتمع الفلسطيني

وأوضح أن هناك مخططا صهيونيا للعام 2020 للسيطرة على حي باب الزاهرة، وتطهير الفلسطينيين منه، ملفتاً إلى أن عملية التطهير الصهيونية ترتكز أيضاً على تدمير وتشتيت النواة الصلبة للمجتمع الفلسطيني، وهي العائلة من خلال قانون البناء والتنظيم الذي يمنع الفلسطينيين من بناء المنازل أو التوسع الديمغرافي.

وأشار في هذا الصدد إلى أن ذلك أدى لاكتظاظ السكان بشكل كبير، حيث تعيش عدة اسر في منزل واحد ما أدى إلى مشاكل اجتماعية واقتصادية ونفسية مثل ازدياد نسبة الطلاق إلى 65 في المائة، وانتشار ظاهرة تعاطي المخدرات والتسرب المدرسي وغيرها.

واستعرض التفكجي في سياق كلمته بعض الحقائق التي تعكس خطورة المخططات الصهيونية، الهادفة لتهويد القدس والاستيلاء على أكبر مساحة من أراضي الضفة الغربية وتقسيمها إلى معازل.

وأوضح أنه في العام 1948 كان الفلسطينيون يملكون 97 في المائة من فلسطين التاريخية، في حين لا يملكون الآن سوى 3 في المائة منها، وبينما يبلغ عدد الصهاينة الآن في القدس 191 ألف نسمة فانه لم يكن لهم أي تواجد فيها عام 1967.

وأضاف أن مساحة القدس الشرقية عام 1967 لم تتعد 6.5 كلم مربع ثم قام الاحتلال بتوسيعها لتصبح 72 كلم مربع، وذكر أن عدد السكان العرب فيها للعام الجاري بلغ 280 ألف نسمة، واليهود 190 ألف نسمة، وأن 35 في المائة من أراضي القدس الشرقية تم مصادرتها لإقامة 15 مستوطنة مقامة حالياً.

وأكد التفكجي انه في العام 1973 كان توجه الحكومة الصهيونية بقيادة "غولدا مائير"، أن لا يتجاوز عدد السكان العرب في القدس الشرقية الـ 22 في المائة، في حين تبلغ نسبتهم حاليا 35 في المائة من السكان.

وتابع قائلاً: "إن شارون عدل مقترحا قدم له المستوطنون عام 2004 لتقسيم الضفة الغربية إلى ثمانية أقاليم منفصلة، حيث أضاف له عدة بنود أهمها إقامة الجدار بحيث تكون السيطرة "الإسرائيلية" كاملة على ضم أحواض المياه الجوفية الرئيسية، وغور الأردن، والكتل الاستيطانية الكبرى، وتكون كل المناطق الفلسطينية ساقطة عسكريا"، مشددا على أن هذا ما يجري تنفيذه حاليا على الأرض حيث عزلت الأغوار بشكل كامل، وتم ترحيل البدو من الضفة الغربية والقدس وزجهم داخل المعازل الفلسطينية.

 

عشرات المغتصبات الصهيونية

وفي حديثه عن المغتصبات ذكر التفكجي أن المنطقة المبنية لها تساوي 1.6 في المائة من مساحة الضفة الغربية، في حين تبلغ مساحة المخططات الهيكلية لها 6 في المائة من مساحة الضفة، أما مجالها الحيوي المستقبلي فمساحته تساوي حوالي 58 في المائة من مساحة الضفة الغربية.

وقال إن اقتراح أولمرت مؤخراً حول الانسحاب من مساحة 93 في المائة من الضفة الغربية، يعني انسحابا من 50 في المائة من مساحة الضفة البالغة 5,800 كيلو متر مربع، حيث يستثني هذا الانسحاب مناطق القدس واللطرون والبحر الميت والأغوار.

هجمة استيطانية شرسة

من جانبه، أشار نصفت الخفش الناشط في العمل الشعبي والجماهيري وممثل الإغاثة الدولية، في مداخلته إلى أهمية محافظة سلفيت بمصادر مياهها الوفيرة وتربتها الخصبة وموقعها الاستراتيجي الذي يربط شمال الضفة بباقي المناطق، وبين أن الهجمة الاستيطانية الشرسة على المحافظة إنما هدفها إنهاء إمكانية إقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا.

وأشاد الخفش بالجهود الشعبية للتصدي للجدار والاستيطان في المحافظة، وحث المؤسسات الرسمية والشعبية على العمل المكثف فيها، كما أشاد بجهود مركز معا والإغاثة الدولية في دعم المواطنين وتقديم الخدمات لهم ودعم البنية التحتية والاقتصادية، مشدداً على دور اللجنة الوطنية في تعزيز المقاومة الشعبية ضد الجدار من خلال المسيرات والفعاليات المختلفة.

إنشاء صندوق خاص للإعمار

من ناحيته دعا مصطفى عقل من جامعة القدس المفتوحة إلى تنفيذ جملة من التوصيات التي كانت قد صدرت في دراسة أعدتها الجامعة حول الآثار الاقتصادية والاجتماعية للجدار، ومن هذه التوصيات اعتبار المناطق المتضررة من الجدار مناطق تطويرية بالدرجة الأولى وإنشاء صندوق خاص لإعادة إعمار المنشات والمزارع التي دمرها الاحتلال وتطوير البنية التحتية للقرى المحيطة بجدار الفصل العنصري بالإضافة لتقديم القروض والتسهيلات الميسرة للمتضررين من الجدار.

وكانت الورشة افتتحت بكلمة ترحيبية من نداء الطويل ممثلة مركز العمل التنموي "معا" تطرقت فيها لأبرز البرامج والمشاريع التي ينفذها المركز وخاصة تلك التي تهدف لدعم صمود المواطنين والمزارعين المتضررين من الجدار الفصل العنصري، وتعزيز مشاركة المرأة الفلسطينية في مختلف مناحي الحياة.

وشددت الطويل على أهمية الشراكة بين المؤسسات كشرط أساسي للتغيير بهدف الوصول إلى أفضل مستويات التنمية، وضرورة اتحاد المواطنين وتوعيتهم حول ما يجري في المناطق والمحافظات الأخرى خاصة مدينة القدس، في وقت يسعى الاحتلال فيه إلى تعزيز التفرقة والشرذمة من أجل تمرير سياسات جديدة وفرض حقائق خطيرة على الأرض.

 

.