فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

جنود إسرائيليون يعترفون بارتكاب انتهاكات واسعة خلال حرب غزة

 

الأربعاء 23 من رجب1430هـ 15-7-2009م

 

مفكرة الإسلام: كشف جنود "إسرائيليون" شاركوا في العدوان الأخير على قطاع غزة أن قادتهم أمروهم بإطلاق النار دون التمييز بين المدنيين أو المقاتلين واستخدامهم أحيانًا دروعًا بشرية بشكل يصل إلى درجة جرائم الحرب.

وقال الجنود: إن "انتهاكات واسعة" ارتُكبت خلال الحرب الأخيرة، التي بدأتها إسرائيل في 27 ديسمبر 2008 وأنهتها في 18 يناير 2009، معتبرين أن بعض الانتهاكات بحق المدنيين يرقى إلى درجة "جرائم حرب".

ووصف الجنود في شهاداتهم كيف أن المدنيين أُجبروا على دخول مبانٍ أمام الجنود، وأشاروا في هذا الصدد إلى حادثة إجبار جندي مدني بدخول مبنى بعد أن وضع بندقيته على كتفه.

وأضافوا قائلين: إن قادتهم العسكريين حثُّوهم على إطلاق النار أولاً على أي مبنى أو شخص يُشتبه به، ومن ثم التحقق لاحقًا إذا كان المُستهدفون من المدنيين أو المقاتلين.

شهادات مصورة للجنود:

وقدَّم حوالي 25 جنديًا إسرائيليًا ممن شاركوا في حرب غزة شهادات مكتوبة ومصوََّرة ونشرتها اليوم الأربعاء منظمة "كسر الصمت"، والمكونة من جنود "إسرائيليين" يقومون بتنظيم حملات لكشف الانتهاكات التي يرتكبها الجيش "الإسرائيلي".

ووصفت منظمة "كسر الصمت" معظم الشهادات التي أدلى بها الجنود الذين شاركوا بعملية "الرصاص المسكوب" على غزة بأنها "رزينة، ومفعمة بمشاعر الأسى والندم، ومسببة للصدمة".

وقالت: إن العديد من الشهادات جاءت متَّسقة ومنسجمة مع الادعاءات التي أوردتها منظمات حقوق الإنسان التي اعتبرت أن العمليات العسكرية التي شنها الجيش "الإسرائيلي" لم تفرّق بين المدنيين والمسلحين، كما لم تكن متكافئة".

ورأت المنظمة أن أولوية الجيش "الإسرائيلي" كانت تقليل خسائره للحصول على الدعم الشعبي "الإسرائيلي" لعملياته في قطاع غزة.

انتهاكات أخلاقية:

وجاء في شهادة أحد الجنود أن ملخص ما فهمه من الأوامر المتكررة التي سمعها قبل اجتياح غزة هو: "من الأفضل أن تصيب بريئًا على أن تتردد باستهداف عدو".

ووصف جندي آخر عمليات الجيش "الإسرائيلي" بقوله: "في اللحظة التي كنا نعود فيها إلى خط الانطلاق، كنا نبدأ بكل بساطة بإطلاق النار على أماكن ومواقع مشتبه بها".

من جهتها، قالت جمعيات حقوق الإنسان الفلسطينية: إن 1417 فلسطينيًا لقوا حتفهم خلال حرب غزة، بينهم 926 مدنيًا.

تعتيم إعلامي:

وعلى الرغم من الأوامر الصادرة لجنود الجيش "الإسرائيلي" بعدم التحدث للإعلام، إلا أن منظمة "كسر الصمت" جمعت شهادات الجنود المذكورين في تقرير من 112 صفحة.

ويقول تقرير المنظمة: إن هؤلاء الجنود خدموا في كل قطاعات عملية غزة، مضيفًا أن غالبيتهم لا يزالون يخدمون في وحداتهم العسكرية المعتادة".

ويشير التقرير إلى أن روايات هؤلاء الجنود "كافية لجعل مصداقية الرواية الرسمية للجيش "الإسرائيلي" في موضع تساؤل".

وكان الجيش "الإسرائيلي" قد رفض اتهامات وجهتها له منظمة العفو الدولية والأمم المتحدة باعتبارها "مبنية على شائعات"، لكنه تعهد في بيان له بالتحقيق بأي شكوى رسمية حول سوء تصرف جنوده.

يُذكر، أن الجنود تحدثوا إلى منظمة "كسر الصمت" دون الكشف عن هويتهم، حيث حُجبت أسماؤهم وظللت وجوههم أثناء بث التقرير.

وتقول المنظمة: إنها تلقت تمويلاً من جمعيات حقوق الإنسان "الإسرائيلية" وحكومات كل من بريطانيا وهولندا وإسبانيا، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي. وفقًا لـ بي بي سي.

استخدام الفوسفور الأبيض:

وكرر التقرير الاتهامات التي كانت "إسرائيل" قد نفتها في السابق، وهي استخدام الفوسفور الأبيض دون تمييز في شوارع غزة.

وقال التقرير: "إن الضربات القوية وغير المسبوقة الموجهة للبنية التحتية والمدنيين في قطاع غزة كانت نتيجة مباشرة لسياسة الجيش الإسرائيلي".

وقال أحد الجنود: "نحن لم نتلق أوامر بإطلاق النار على أي شيء يتحرك، لكن تم توجيهنا بصورة عامة على النحو الآتي: إذا شعرت بأنك مهدد، أطلق النار. لقد ظلوا يرددون لنا أن إطلاق النار غير مقيد في الحرب".

وينقل التقرير عن جندي آخر قوله: "لم نر بيتا واحدًا سليمًا، لقد كانت البنية التحتية كلها مدمرة".

لا اعتبارات إنسانية في الجيش:

ويضيف الجندي قائلاً: "لقد كان هناك شعور عام بأنه لا اعتبار إنساني يجب أن يلعب أي دور في الجيش في الوقت الحالي، إذ إن الهدف هو القيام بعملية مع أقل قدر ممكن من الخسائر في الجيش. لقد كُرِّر لنا ذلك كلما كان يتحدث إلينا آخرون".

وقد نفى الجيش "الإسرائيلي" انتهاكه للقوانين، زاعمًا أن معظم الاتهامات التي أوردها الجنود المذكورون "تفتقر إلى المصداقية".

وزعمت المتحدثة باسم الجيش "الإسرائيلي"، الليفتنانت كولونيل أفيتال ليبوفيتش: "إن لدى جيش الاحتلال "الإسرائيلي" ((قيمًا أخلاقية)) غير قابلة للمساومة وهي التي تقودنا في أي مهمة". على حد زعمها.

 

.