فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

صحيفة: اليونسكو هو الدافع الخفي لاعتناء مصر بالتاريخ اليهودي

الاثنين17 من رمضان 1430هـ 7-9-2009م

 

مفكرة الإسلام: نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا اليوم الاثنين، تحت عنوان "الدافع الخفي لاعتناق مصر العلني للتاريخ اليهودي" سلط الضوء على جهود فاروق حسنى والسلطات المصرية لترميم الكنس اليهودى القديم موسى بن ميمون، وما أثاره من جدل واسع بين صفوف القاهريين.

وقال التقرير إن المصريين عموماً لا يميزون بين اليهود و"الإسرائيليين"، فالإسرائيليون هم العدو، وكذلك اليهود، ولكنهم على ما يبدو واجهوا مؤخرًا تحديًا كبيرًا عندما أرادت الحكومة المصرية ترميم حارة اليهود بالقاهرة القديمة إيماناً منها أن تاريخ هذه الأمة متداخل مع التاريخ اليهودى.

ويرى التقرير أن الحكومة المصرية لا تقوم فقط بتحديث المبنى القديم المتهالك، وإنما تعتنق علناً تاريخها اليهودي، وهو الأمر الذى لا يفصح عنه كثيرون من المسئولين المصريين.

وأرجعت الصحيفة ظهور ما أسمته بـ"مشاعر الحب المفاجئة" لماضي مصر اليهودي، إلى تطلعات وزير الثقافة المصري فاروق حسنى لرئاسة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو".

إسكات منتقدي "حسني":

وقالت الصحيفة الأمريكية : إنه إضافة لاعتذارات حسني التي لم تفعل الكثير لإنهاء الانتقادات لترشحه، عقد المسئولون التابعون لسلطات الوزير المصرى مؤتمرًا صحفيًا فى معبد الحاخام موسى بن ميمون حول ترميم المعبد إلى جانب عدد آخر من المواقع اليهودية.

وأردفت الصحيفة: "لكن المؤتمر الصحفى يبدو أنه قد أسهم فقط فى استثارة المزيد من الشكوك، حيث ثارت اتهامات بأن أمر العمل (فى المواقع اليهودية) جاء فقط بهدف إسكات منتقدى حسنى".

وأضافت الصحيفة أنه "ليس واضحًا ما إذا كانت المشروعات (لترميم التراث اليهودى) سوف تفيد السيد حسنى فى مسعاه نحو منصب اليونيسكو. وربما تدفع العديد من السكان إلى مهاجمة الحكومة لإنفاقها الأموال عليها".

لكن الصحيفة وصفت فاروق حسنى بأنه "يعد ليبراليًا إلى حد بعيد فى سياق هذا المجتمع الإسلامي المحافظ، فهو اصطدم بالإسلاميين حين انتقد شعبية ارتداء النساء للحجاب.

مطالبة بإقالة وزير الثقافة:

وكان الشيخ السيد عسكر، الأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر سابقًا، قد طالب أغسطس الماضي بعزل وزير الثقافة المصري وسحب ترشحه لليونسكو. 

وأكد عسكر أن ترشيح فاروق حسني، وزير الثقافة، رئيسًا لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" لا يتناسب مع مكانة مصر الدولية وقدرها بالعالمين العربي والإسلامي.

وقال عسكر ـ وهو نائب حالي في البرلمان ـ في رسالة للرئيس مبارك: إن مصر لديها كفاءات علمية وثقافية وتربوية لها منزلتها التي تشرف البلاد فعلاً إذا تم ترشيح أحدهم، أما فاروق حسني فلا يصلح لهذا المكان، ولا لتولي منصب وزير للثقافة بمصر الإسلامية.

التزلف لليهود:

واتهمت الرسالة وزير الثقافة بإهانة بلده ودينه من خلال حرصه الشديد على إرضاء اليهود والتذلل إليهم على حساب القيم والمبادئ التي يؤمن بها شعب مصر العظيم وذلك بخضوعه للابتزاز الصهيوني.

وأضاف عسكر الذي كان يشغل منصبًا في أعلى هيئة بالأزهر الشريف: وزير الثقافة أهان دينه وبلده بسخريته واستهزائه بحجاب المرآة المسلمة، والذي وصفه بأنه "عودة إلى الوراء"، كما تصدي بالفتوى في مسألة الحجاب, زاعمًا أن الإسلام لم يفرض علي المسلمات ارتداءه.

وتابع: معروف أن الوزير المذكور ليس من أهل الفتوى، كما أن ما قاله مناقض لصريح الكتاب والسنة، وأدى مسلكه هذا إلى أحداث ثورة عارمة في أوساط الشعب المصري ونوابه بمجلس الشعب بكامل انتمائهم.

وأشار عسكر إلى أن وزير الثقافة كان يجب عليه الاعتذار، لكنه لم يفعل وأصرّ على موقفه متحديًا عقيدة الشعب وإرادته، كما أنه منذ سنوات أثار فتنة عمياء كادت تودي بأمن الوطن واستقراره حين قام بطبع رواية "وليمة لأعشاب البحر" من أموال الشعب المصري رغم أنها تسيء إلي الذات الإلهية، وبهذا يكون قد أجرم في حق الأمة ودينها وحنث في القسم الذي أدلى به غداة توليه الوزارة.

تشجيع الكتاب المناوئين للإسلام:

كما اتهم وزير الثقافة بأنه دأب على تشجيع كل الكتاب الذين يسلكون هذا المسلك من أمثال حيدر حيدر والسيد القمني وغيرهما، معتبرًا منح جائزة الدولة التقديرية للقمني "وصمة عار" في جبين فاروق حسني، وإهانة لتلك الجائزة.

وخاطب عسكر الرئيس مبارك، قائلاً: لن استرسل في ذكر تاريخ هذا الوزير أو أحصي جرائمه، ولكن بمعرفة كل الحقائق عنه فإن الأمر يستوجب عزله عن وزارة الثقافة وسحب ترشيح مصر له ليكون رئيسًا لمنظمة اليونسكو حتى لا تنسب إساءاته المتكررة إلى عهدكم الذي نحب له أن يكون ناصع البياض.

 

.