فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
خطيب المسجد الحرام: العدوان على غزة كان خرقًا صارخًا لكل معاني الإنسانية
الجمعة 27 من محرم1430هـ 23-1-2009م
مفكرة الإسلام: أعرب خطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب عن قناعته بأن العدوان على غزة لم يكن مجرد حرب بل كان خرقًا صارخًا لكل معاني الإنسانية وشاهد العالم خلاله أبشع أنواع القتل والتدمير.
وفي خطبته التي ألقاها اليوم الجمعة بالحرم المكي الشريف قال الشيخ صالح: "إن استخدام الاحتلال للأسلحة المحرمة ضد المدنيين الفلسطينيين, وعدم تفريقه بين النساء والأطفال والمدرسة والمسجد والبيوت والمستشفيات, دليل على جنون تقشعر له الأبدان".
وأدان الشيخ صالح الهجوم على الشعب الفلسطيني الأعزل المحبوس في غزة, وأكد أن هذه الحرب فضحت كذب المنظمات الأممية والدولية.
وأضاف خطيب الحرم المكي اليوم: "إن الدماء والأشلاء الفلسطينية التي أريقت في غزة لها ثمن ينبغي أن لا يضيع, وإن التضحيات التي قدمها أهل غزة يجب ألا تذهب هدرًا, والموقف اليوم موقف قطاف واستثمار ومحاسبة ومراجعة لا موقف بكاء وتلاوم".
وأردف الشيخ صالح في خطبته: "على الرغم من كل هذه الجراح فإن هناك عظات وحقائق ينبغي اعتبارها, من أهمها: أن الإيمان أقوى من كل قوى البشر وأن الميزان ليس بكثرة العدد والعدة؛ فقد استطاع الشعب المحاصر الذي لا يجد رغيف الخبز أن يقف أمام جيش مدجج بأحدث الأسلحة ويجبره على التقهقر دون التوصل لتحقيق أهدافه, كما أن فيها إعلان هوية الأمة حين تستنصر بالله ويقاتلون في سبيل الله ويلفظ الشهيد أنفاسه بتوحيد الله ويصرخ الجميع "حسبنا الله ونعم الوكيل", فالصبر والصمود والإيمان والثبات هو عنوان النصر".
أحداث غزة أظهرت تلاحم شعوب الأمة الإسلامية
وتابع: "أحداث غزة أظهرت التلاحم بين المسلمين وترابطهم وتداعيهم لنصرة إخوانهم في الدين, موضحا أن الشعوب الإسلامية وصلت لمرحلة من الوعي والإدراك ينبغي التعامل معه بقدر من المسئولية, ومن المبشرات أن تعي الأمة حقيقة ما يدبر لها من مؤامرات, وأن قضية فلسطين هي قضية كل المسلمين وليست قضية شعب ولا عرق ولاحزب ولا منظمة".
وقال الشيخ صالح: "لقد مرت على أمة الإسلام خلال القرنين الماضيين خطوب وكروب وصراعات وجراحات, ولكنها أمة تمرض ولا تموت ولا تستسلم. إن ضخامة الحدث يدعونا للاستفادة منه لتوثيق الإخاء وتوحيد الصفوف, حيث أن قضيتنا واحدة والعدو واحد".
وذكر أن ما حدث يؤكد أن الأمة عندها من المقومات ما يجعلها قادرة على تحقيق آمالها حيث أثمر التمسك بالدين والاستنصار برب العالمين. وقارن الشيخ صالح بين العلاقات في الإسلام التي تقوم على العدالة بينما تقوم في الحضارة المعاصرة على المصالح المشتركة, حيث تتخلى عن عبادة الله إلى عبادة التقدم المادي, لافتا إلى ما يحدث في العراق وغزة.
وأشار إلى أن ما يحدث في فلسطين بأيدي الصهاينة ومن يظاهرهم ليس حربًا ولا مجرد صراع ولكنه إبادة شعب واستئصال عرق وطمس هوية و"إرهاب" دولة, تحت سمع وبصر دول في يدها اتخاذ القرار, واكد أنه لا توجد إمكانية للسلام في ظل هذه الظروف.