أنشطة المركز / ندوات

ندوة: فلسطين وتحديات العمل الخيري

 

 

فلسطين وتحديات العمل الخيري

 

 

 

هذا هو عنوان الندوة التي أقامها مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية بالتعاون مع مجلة الفرقان الكويتية في يوم الخميس الخامس والعشرين من شهر يوليو سنة ألفين وتسعة ميلادية الموافق الثاني من رجب لعام ألف وأربعمائة وثلاثين للهجرة.

وقد دارت هذه الندوة حول عمل الجمعيات الإسلامية الخيرية لدعم القضية الإسلامية في فلسطين محلياً وعالمياً، وما يواجهه مثل هذا العمل الخيري من تحديات ومضايقات (سواء أكان ذلك محلياً أم على المستوى العالمي) خاصّة وهو يصطدم مباشرة مع غطرسة الاحتلال اليهودي لفلسطين.

وكان الهدف من تلك الندوة التوصل إلى صيغة لإزالة العوائق التي تواجه العمل الخيري الإسلامي، وهذه الجهود تحتاج إلى عمل متواصل ودءوب وحرص شديد وتنسيق بين المؤسسات الإسلامية في هذا الصدد ، ومن أبرز تلك التحديات في نظرنا ما يأتي:

1-  الضغط الغربي (الأمريكي) على العمل الخيري والدعوي الإسلامي.

2- الهجوم الصهيوني متمثلاً في وسائل الإعلام والمنشورات المتتابعة التي تهدف إلى تسميم عقول الناس عامة والغربيين على وجه الخصوص إزاء العمل الخيري الإسلامي .

3- الحملة العلمانية والليبرالية التي يقودها مجموعة من الكتّاب في منطقة الخليج بالذات, ويريدون تصفية العمل الخيري الدولي.

والعمل الخيري لفلسطين مر بمراحل نمو وازدهار، فهو ليس وليد هذا العصر ، بل هو امتداد لتاريخٍ اسلاميٍّ عريق، نعم ابتدأ هذا المستقبل المشرق لفلسطين من حادثة الإسراء والمعراج، وكيف أنّ الإسلام ربط المسلمين كافة-وليس الفلسطينيين فقط- أينما كانوا بالمسجد الأقصى ديانةً وعقيدةً، وأنزل في حقه وفضله آياتٍ تتلى آناء الليل وأطراف النهار، في الصلاة وخارج الصلاة، فخلد القرآن ذكر المسجد الأقصى ضمن كلمات الله قال تعالى: "سبحان الذي أسرى بعبد ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير" الإسراء/1.

كما جاءت السنة النبوية الصحيحة-أيضاً- لتأكد على أهمية المسجد الأقصى في الإسلام.

وبدأ هذا المستقبل فعلياً عندما حرره المسلمون في زمن الخليفة الثاني أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – حتى  أصبحت فلسطين أرضاً إسلاميةً تحوي معلماً إسلامياً لا يمكن التنازل عنه.

ثم توالى الاحتلال على هذه الأرض الإسلامية سواء أكان هذا الاحتلال صليبياً –كما كان قديماً – وقد حررها صلاح الدين الايوبي من ذلك الاحتلال، أم صليبياً يهودياً – في العصر الحديث – وسيأتي من أبناء المسلمين من يقود حرباً لا تنتهي حتى تتحرر فلسطين جميعها بإذن الله بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك، وهذا مصداق وعد الله عز وجل لنا في كتابه وسنة نبيه.

نعم؛ فلسطين ومستقبل العمل الخيري، هذه الندوة التي شارك فيها من المحاضرين الإخوة/ الدكتور بسام الشطي-رئيس تحرير مجلة الفرقان الكويتية، والأستاذ جهاد عايش-رئيس مركز بيت المقدس للدراسات التوثيقية، والأستاذ عيسى القدومي-الكاتب والباحث في الشؤون الفلسطينيية ورئيس تحرير سلسلة بيت المقدس.

دارت حول ذكر الأرقام والحقائق الدقيقة التي توضح فاعلية وجدوى مثل هذه الجمعيات الخيرية عند المسلمين ،والجمعيات الطوعية عند اليهود الصهاينة، وقد وضح الدكتور بسام الشطي عمل مثل هذه الجمعيات على المستوى العالمي، وكيف أنّ المسلم أين ما كان مرتبط بمثل هذا العمل الخيري وأنّ ذلك ينبع من التزامه بدين الإسلام وتعاليمه، ثم بيّن أثر مثل هذه الجمعيات الخيرية في المساهمة في القضية الإسلامية في فلسطين من الخارج.

وجاء المحاضر الأستاذ عيسى القدومي - ثانياً في الطرح - ليبيّن حجم عمل مثل هذه الجمعيات في الواقع المعاصر – مع التنويه على قدم تاريخ عمل مثل هذه الجمعيات وأنها اتخذت الشكل المؤسسي لها في العمل منذ سنة 1922 ميلادية- وما لاقته من نكبات داخلياً سواء أكان بأيدي اليهود أم بأيدي الفلسطسنيين أنفسهم من إغلاق لها وتعطيل لرسالتها، وبتر المحتاج والأسر الفقيرة عن الإعالة التي اعتادوها لمضيّهم في هذه الحياة، فأدت هذه النكبات إلى إضعاف – بل إلى حد إتلاف – عمل مثل هذه الجمعيات، وهذا بالطبع عاد بالضرر الحقيقي المستعجل على الفرد الفلسطيني الفقير-وأغلب المجتمع كذلك لظروف الاحتلال -،ثم بين ما لاقته هذه الجمعيات من نكبات على المستوى الخارجي (العربي والغربي) من تضييقٍ ومنعٍ وملاحقةٍ ومصادرةٍ وإغلاقٍ وإقلاقٍ لهذه الجمعيات وأفرادها، وقد أثرى الأستاذ عيسى القدومي بحثه بذكر الأرقام والبيانات الحقيقة التي تبين حجم هذه الكارثة.

ثم جاء – ختاماً – الأستاذ جهاد عايش لتوضيح حقيقة العمل الطوعي عند اليهود (محلياً وعالمياً ) وكيف أنّ هذا العمل الطوعي كان من أكبر أسباب ثباتهم في الساحة الفلسطينية – على وجه الخصوص – وفي الساحة الإسلامية العربية الواسعة – على وجه العموم - ، وقد بيّن أيضا المحاضر الكريم الأرقام والحقائق حول عمل هذه الجمعيات، وأنّ العمل الطوعي اليهودي يمثّل ثلث الناتج المحلي لليهود، وبذلك نوّه أنّ الدولة اليهودية - على هذا الإعتبار- قامت على أكتاف مثل هذا العمل الطوعي.

ونهاية أقول: أنّ العمل الإسلامي الخيري وإن تعرقلت وضعفت مسيرته ، فإنّه سيستمر وسيدوم لارتباطه بديمومة هذا الدين.

وأنّ العمل الطوعي عند اليهود وإن كان نموه سريعاً كبيراً، ومصادره كثيرةً، وساحة عمله واسعةً، فإنّه لن يدوم لأنّ أساسه باطل وأهدافه هي الشر بعينه.

 

 

 

.