فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار

تقرير: مواقد الكيروسين وأفران الطين بدائل الغزيين لمواجهة الحصار.

 

التاريخ: 26/11/1429 الموافق 25-11-2008

 

المختصر / يحاول أهالي قطاع غزة باللجوء إلى البدائل والإمكانيات البسيطة المتاحة، تسيير أمورهم الحياتية وتعزيز مقومات صمودهم في وجه الحصار الذي أحكم الاحتلال تشديده منذ عشرين يوما، بإغلاقه كافة المعابر والمنافذ المؤدية إلى القطاع إغلاقا تاما.

فقد أدى الحصار إلى معاناة السكان من نقص كبير في الحاجيات الأساسية خلال العامين المنصرمين، ولكن الاحتلال منع دخولها مطلقًا خلال الأسبوعين الأخيرين، ومن ضمنها وقود الغاز الذي يستخدم للطهي ووقود محطة توليد الكهرباء، وهو ما فاقم بشكل كبير معاناة الناس، حيث أغلق إثر ذلك معظم مخابز القطاع.

كما غرقت أجزاء كبيرة من مناطق القطاع في ظالم دامس، فضلا عن تعطل الكثير من القطاعات الحيوية الأخرى.

هذا الحال على سوئه لم يفتّ في عضد الغزيين، فقد بدؤوا استغلال ما هو متاح من وقود يُهرّب عبر شبكة الأنفاق الممتدة على طول الحدود الفاصلة بين قطاع غزة والأراضي المصرية، وسعوا لابتكار وسائل جديدة وتحديث الأدوات البدائية كـ"بوابير الكاز" وأفران الطين اليدوية، لاستخدامها في الطهي والإضاءة وإعداد الخبز.

إصلاح المواقد

في سوق فراس الشعبي وسط مدينة غزة، عادت محال تصليح مواقد الكيروسين التي هجرها أهل غزة منذ سنوات طويلة، إلى فتح أبوابها الخشبية القديمة أمام المواطنين الذين اصطفوا في انتظار الحصول على مواقد نحاسية قديمة، أو تحويل أسطوانات الغاز الحديدية إلى مواقد تعمل بالسولار المصري المهرب بعد إضافة كميات من ملح الطعام للمساعدة على إسالته وتخفيفه لتشغيل المواقد.

الحاجّة أم بهاء (50 عاما) من مدينة غزة، التي كانت تنتظر لحظة وصول دورها أمام مصلح "بوابير الكاز"، قالت إنها نجحت بعد تفتيش أثاث منزلها القديم، في العثور على موقد نحاسي يعمل بالكاز، وقدمت لإعادة إصلاحه واستعماله في تدبير شؤون المنزل.

وأضافت خلال حديثها للجزيرة نت أنها تعاني من نفاد غاز الطهي منذ شهرين جراء انقطاعه من محطات التعبئة، وأجبرت منذ ذلك الوقت على استخدام الأقراص الكهربائية لإعداد الطعام.

لكنها مع تجدد مشكلة انقطاع التيار الكهربائي لم تعد لها جدوى، فاتجهت إلى استخدام الخشب ومخلفات ثمار ونواة الزيتون بعد عصرها، لتحضير الطعام لأسرتها المكونة من تسعة أفراد.

عودة للماضي

كما أن توقف أفران ومخابز غزة عن العمل، ساعد على ازدهار وذيوع ظاهرة أفران الطين التي يعود استخدامها في غزة لأكثر من نصف قرن، إذ يمكن تشغيلها على الأخشاب والمخلفات البلاستيكية، والورق وغيرها.

المواطنة جميلة خضر (45 عاما) من مدينة خان يونس لم تجد أمامها للتغلب على انقطاع الوقود والكهرباء المتكرر سوى شراء أحد أفران الطين من سوق خان يونس لاستخدامها لتحضير متطلباتها المنزلية من تحضير الطعام، وتسخين المياه، وإعداد كافة المأكولات التي تريدها.

وأضافت أنها في ظل محاصرة سماء وبحر وبر القطاع، تطلب من أطفالها الصغار جمع الأخشاب والورق وروث الحيوانات من الطرقات لتجفيفها وإشعال فرن الطين لتحضير مستلزمات المنزل.

تجدر الإشارة إلى أن هذه البدائل التي تستخدم في ظل اشتداد الحصار جاءت بفضل الأنفاق التي أكثر فلسطينيو غزة من حفرها في باطن الأرض أسفل الحدود مع مصر في الأشهر الأخيرة، وباتت متنفسا حقيقيا لإمداد السكان بالمواد الخام والوقود، وفوانيس الكيروسين التي يكثر استخدامها في بعض مناطق الريف المصري.

المصدر: الجزيرة نت

 

.