دراسات وتوثيقات / فرق ومذاهب
البهائية حصان طروادة لإسرائيل !
ملاحظة: المقال أدناه للأستاذ أسامة شحادة رفضت جريدة الغد الأردنية نشره كرد على تلميع صورة البهائية من قبل إبراهيم غرايبة بنفس الجريدة !
أسامة شحادة
15-4-2012
صدمني مقال إبراهيم غرايبة (الغد 6/4/2012) عن البهائية لما احْتواه من تلميع فج للبهائية والزعم بأنها ليست منشقة عن الإسلام، وأنها تؤمن بوحدانية الله عز وجل وأن أتباعها لا يختلفون عن المسلمين في رؤيتهم العامة والتزامهم الأخلاقي والاجتماعي وأنهم لا يخفون أسراراً!!
وهذه الصدمة جعلتني أرجع (للشيخ جوجل) وأبحث عن آخر نشاطات البهائية في الأردن والمنطقة، فوجدت خبراً نُشر قبل شهر (3/2012) عن شكوى من نشاط تبشيري بهائي بين الأطفال الفقراء في الرمثا من خلال إقامة أعياد ميلاد لهم وتوزيع منشورات تبشيرية بهائية عليهم. وعلمت أن البهائية في الأردن سعت رسمياً قبل مدة وجيزة للحصول على اعتراف بها من الجهات المختصة، وأنهم بعد الثورة المصرية طالبوا بإعادة فتح محافلهم والاعتراف بهم رسمياً في مصر، وذلك بعد سلسلة مطالبات ومحاكمات بهذا الخصوص قبل سقوط نظام مبارك، وكان السفير الإسرائيلي في مصر قد طالب البهائيين في عام 2006 بإنشاء جمعية أو حزب أو الترشح لانتخابات مجلس الشعب وغيره.
هذه التحركات تؤشر بوضوح على وجود نية بهائية للتمدد والعلنية في البلاد العربية في هذه المرحلة التي تشهد دعماً غربياً وصهيونياً لكل الطوائف والأقليات الحليفة للغرب وإسرائيل، وهنا يظهر جانب الخطورة السياسية للبهائية.
فالبهائية منذ نشأتها وهي تحظى بدعم يهودي، فمنذ نشأة البابية – وهي فكرة مهدت لظهور البهائية من خلال زعم علي محمد رضا الشيرازي (توفي 1819م) أنه باب المهدي الشيعي الغائب – نجد أن مؤسسها يشك بأن والده يهودي تسمى بمحمد الشيرازي، ويعزز ذلك أن كثيراً من اليهود في إيران اتّبعوه وأيّدوه، ولما قُتل الشيرازي زعم تلميذه حسين علي الميرزا بزرك والملقب بالبهاء بأنه خليفة الباب ومن ثم ادّعى النبوة ثم ترقى في الكفر فادّعى الألوهية!!
المهم أن البهاء أيضاً وجد تأييداً من حاخامات اليهود الذين أنزلوا بعض نبوءات العهد القديم على ظهور البهاء واعتباره المخلّص!! كما يؤكد ذلك المستشرق اليهودي جولد تسهير في كتابه "العقيدة والشريعة"، ولذلك بادل البهاء اليهودَ المودة فجعل في دينه أن فلسطين حق لليهود وأيّد البهاء وعد بلفور وأيد أيضاً قيام دولة إسرائيل، ولذلك أعلن البهائيون في الدول العربية أنهم لن يحاربوا إسرائيل مع دولهم!! وبسبب هذا ألغى البهاء فريضة الجهاد في خدمة لإسرائيل كما فعلت القاديانية في الهند من قبل حين ألغت الجهاد ضد الاحتلال البريطاني، يقول البهاء: "البشارة الأولى التي منحت من أم الكتاب في هذا الظهور الأعظم لجميع أهل العالم محو حكم الجهاد من الكتاب".
ولا تزال الصلة القوية بين البهائية وإسرائيل لليوم حيث في الوقت الذي تهدم فيه مساجد الفلسطينيين المسلمين ويتعرض المسجد الأقصى لخطر الهدم والانهيار، تجد معابدهم المسماة "مشارق" و"بيت العدل" وهو مركز قيادتهم في حيفا المحتلة، وضريح البهاء في حديقتهم الضخمة والذي يعد قبلة حجهم في عكا المحتلة، كل العناية والتقدير والتبجيل من قبل حكومة إسرائيل.
ومن مظاهر الصلة القوية لليهود للبهائيين أنه بعد هلاك نجل البهاء (عباس) تولى زعامة البهائيين وقيادة بيت العدل يهوديان أمريكيان هما: ميسون، ووالتر. والعديد من مراكز البهائية في أمريكا بُنيت بأموال اليهود منذ زيارة عباس عبد البهاء لأمريكا، وحين هلك عبد البهاء في إسرائيل سنة 1921 لم يسِر في جنازته إلا المندوب السامي البريطاني وعدد من اليهود.
والبهائية تتبنى فكرة نبذ الأوطان وذلك لمصلحة شرعنة وجود إسرائيل في فلسطين، فخطورة البهائية سياسياً تنبع من كونها حليفاً مميزاً لإسرائيل سواء على الصعيد السياسي أو الديني، ولذلك تريد إسرائيل شرعنتها في بلادنا لتكون صوتاً (وطنياً) داعماً لها بين المسلمين كما سعى سفير إسرائيل في مصر من سنوات!!
أما خطورة البهائية من الناحية الدينية فتنبع من قوة نشاط البهائية على صعيد الدعوة والتبشير لعقائدها الأمر الذي يفسر سرعة انتشارها في العالم وتوسع مساحة الجغرافيا التي وصلت إليها بفضل الدعم السخي الذي يغدق عليها، ومن جهة أخرى بسبب استراتيجية بيت العدل بحثِّ أفرادهم على الهجرة للمناطق النائية والفقيرة والتي يكثر فيها الجهل للتبشير فيها، وهذا يفسر نشاط البهائية في مدينة الرمثا الحدودية، وأسلوبهم في ذلك التلون والتظاهر مع كل دين بما يناسبه حتى ينجحوا في خداع وإقناع المبشرين بالبهائية.
فهذه طائفة أجمعت المجامع الفقهية ومؤسسات الفتوى الرسمية على ردّتها وكفرها، كما في فتوى دائرة الإفتاء الأردنية رقم (39) بتاريخ: 25/6/1417هـ، الموافق: 7/11/1996م حيث "رأى المجلس أنه لا يجوز تسجيل ديانة المذكور في دفتر العائلة أو جواز السفر بهائيًّا؛ لأن البهائية ليست ديناً من الأديان المعترف بها في المملكة الأردنية الهاشمية، وأي شخص يترك الإسلام ويعتنق البهائية يعتبر مرتدًا، وتطبق عليه أحكام المرتد، ويظل تسجيله في الأوراق والوثائق الرسمية مسلمًا كما هو الأصل، باعتبار ما ورد في دفتر عائلة والده، حتى يصدر حكم قضائي بردتهِ"، وقد كان مجلس الإفتاء آنذاك برئاسة قاضي القضاة عز الدين الخطيب التميمي وعضوية: مفتي المملكة الشيخ سعيد الحجاوي، ود.عبدالسلام العبادي، ود.فتحي الدريني، ود.محمود السرطاوي، ود.محمود البخيت، ود. يوسف علي غيظان، والشيخ محمود شويـات والشيخ نعيم مجاهد.
وهناك العديد من الفتاوى للأزهر والمجامع الفقهية التي تتوافق مع هذه الفتوى بتكفير وردة البهائية، وحرمة الزواج منهم وإليهم ودفنهم بين المسلمين أو السماح لهم بتعليم المسلمين في المدارس.
وهذه الفتوى بردّة وكفر البهائية تعود لعقائد البهائية التي تدرجت كما سبق من دعوى مؤسس البهائية الإيراني حسين علي الميرزا بزرك والملقب بالبهاء الصلة بالمهدي الشيعي الغائب إلى ادعاء النبوة!! ولم يكتف بذلك بل ادّعى الألوهية والعياذ بالله؛ ومن أقواله في ادّعاء الألوهية "لا يُرى في هيكلي إلا هيكل الله، ولا في جمالي إلا جماله"، وهذه عقيدة اليهود المحرفة وهي عقيدة وحدة الوجود، ومن تأليههم للبهاء تسمية ابنه عباس بعبد البهاء!!
ولذلك فدعوى البهائية أنهم يعبدون الله خداع لأنهم يعتقدون أن البهاء هو الله وليس كما نعتقد نحن المسلمين أن الله عز وجل هو صاحب الكمال المطلق والأسماء الحسنى "لم يلد ولم يولد". أما أنهم يؤمنون بالرسل والكتب السابقة فهذا خداع، فإن محمداً صلى الله عليه وسلم في القرآن خاتم الرسل والأنبياء فهل يؤمن البهائيون بذلك؟ أم أنهم يعتقدون بتحريف القرآن؟؟
ونجد أن البهاء يهاجم المسلمين ويزدريهم فيقول: "قد انقضى ألف سنة ومايتان وثمانون من السنين من ظهور نقطة الفرقان، وجميع هؤلاء الهمج الرعاع يتلون الفرقان في كل صباح، وما فازوا للآن بحرف من المقصود منه".
الخلاصة هي أن البهائية طائفة ردة وافدة على بلادنا، وهي تسعى لنشر كفرها بيننا بوسائل مخادعة، وتسعى جاهدة للحصول على اعتراف رسمي، ويجب أن نستفيد من تجربة الدولة المصرية مع المحاولات البهائية المتكررة للحصول على اعتراف رسمي، وقد فصل تاريخ مطالبات البهائية والقضايا التي رفعوها للحصول على الاعتراف: المستشار سامح سيد محمد في كتابه المهم "البهائية بين أحكام الشريعة الإسلامية والقوانين الوضعية والأحكام القضائية" والذي صدر في سنة 2007، ولعل الخلاصة التي خرجت بها التجربة المصرية أن المطالبة البهائية بالاعتراف الرسمي تناقض الإسلام والدستور حيث أن حرية الاعتقاد تتعلق بالفرد، أما التعبير عن ذلك بمظهر خارجي فِعلي لا يصح إلا في حدود ما يسمح به النظام العام للدولة والقانون، ولأن الإسلام والدستور لا يعترف إلا بالأديان السماوية فقط فلا يجوز السماح بعلنية المظاهر البهائية.
وأن المطالبة بالاعتراف هي خطوة تأسيسية للسماح للبهائية بالتبشير لكفرها من جهة ودعمها لإسرائيل من جهة أخرى.
.