فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
قاضي قضاة فلسطين ينذر من استمرار جرائم الاحتلال في المسجد الإبراهيمي.
الأحد 14 من رمضان 1429هـ 14-9-2008م
مفكرة الإسلام: حذر قاضي قضاة فلسطين ورئيس المجلس الأعلى للقضاء الشيخ تيسير التميمي من أن جرائم الاحتلال ضد المسجد الإبراهيمي تزايدت منذ المجزرة التي ارتكبت فيه في الخامس عشر من رمضان عام 1414 هجريًا.
وفي بيان صحافي أصدره اليوم في ذكرى مجزرة المسجد الإبراهيمي قال التميمى: "سلطات الاحتلال كثفت من وضع البوابات الحديدية والإلكترونية على مداخل الحرم واتخذت خطوات عدة لطمس معالمه ولا زالت تواصل إغلاقه لأيام عديدة وتمنع رفع الأذان فيه وتعرقل وصول المواطنين إليه للصلاة إما بالاعتقال أو إغلاق البلدة القديمة".
وأضاف: "مجزرة الحرم الإبراهيمي جرت أثناء صلاة فجر يوم الجمعة الخامس عشر من شهر رمضان المبارك عام 1414 للهجرة حيث استيقظ أهالي مدينة الخليل على جريمة جديدة تضاف إلى صفحات سجل الاحتلال الأسود بعد أن أطلق المجرم باروخ جولدشتاين نيران حقده على المصلين داخل الحرم ما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء إضافة إلى أكثر من مئة جريح".
تفاصيل عن سيناريو المجزرة الدامية
وأردف بيان الشيخ تيسير التميمي: "كافة الدلائل أثبتت مسئولية جنود الاحتلال عن تلك الجريمة على الرغم من محاولة تنصلهم منها إلا أن الدلائل أثبتت أنهم مهدوا لوقوعها نفسيًا وعسكريًا وأشاعوا بين الناس حديثًا نبويًا مفاده حصول نكبة في رمضان إذا صادف الخامس عشر منه يوم جمعة".
وتابع البيان: "جنود الاحتلال، قبل المجزرة بيوم، أعاقوا صلاة العشاء في الحرم، وحذروا مجاوريه من حضور صلاة الفجر، وفي المجزرة أطلق الرصاص على المصلين من كل حدب وصوب، وأعاق الجنود تقديم المساعدة للمصابين، فمنعوا وصول سيارات الإسعاف إلى الحرم، ومنعوا المصلين من نقل الجرحى إلى المستشفيات، وبعد فترة وجيزة أقاموا نصبًا تذكاريًا للسفاح واعتبروه بطلاً".
وأكد الشيخ التميمي أن ارتكاب هذه المجزرة كان مقدمة لتنفيذ مخطط تهويد مدينة الخليل، فبعد انتهاء حظر التجول الذي فرض عليها لأكثر من شهر، وبعد إغلاق الحرم لأكثر من شهرين، فوجئ أهل المدينة بإجراءات تنطوي على معاقبة الضحية ومكافأة الجاني، فقد قسمت سلطات الاحتلال الحرم واحتفظت بمفتاح الجزء المخصص للمسلمين، وحددت عدد المصلين وأوقات دخولهم إليه، بينما منحت اليهود حرية دخوله متى شاءوا، في خطوات متلاحقة تهدف إلى تحويله لكنيس يهودي.
معاناة المصليين في محاولة دخول المسجد الإبراهيمي
وفيما يتعلق بطبيعة الأوضاع في منطقة الحرم الإبراهيمي حاليًا قالت صحيفة القدس إن معاناة المواطنين الذي يتوجهون للصلاة بالمسجد الإبراهيمي تبدأ بالسير مئات الأمتار يمرون بأسواق بلدة الخليل العتيقة وأزقتها ، فيصطدمون أولا بالبوابات الحديدية الدائرية التي يراقبها جنود الاحتلال، ثم يتوجهون نحو البوابات الالكترونية والتي يتمرس خلفها جنود ومجندات الاحتلال الذين يرتدي أغلبهم نظارات السوداء لإخفاء حركات عيونهم التي تراقب المصلين.
وأضافت الصحيفة أنه لا يمكن لأي شخص الدخول دون المرور عبر هذه البوابات ويتعرض للتفتيش ويضع كافة محتويات جيوبه في فتحات البوابة ويخلع حتى حزامه ثم يدخل ولا يبقى شيء من الحديد على جسمه، ولا يصل إلى البوابة الداخلية الوحيدة المسموح الدخول للفلسطينيين منها للوصول لأروقة المسجد ومكان الصلاة إلا بعد أن يكون المصلي قد تجاوز ثلاث بوابات الكترونية.
ونقلت الصحيفة عن الحاج عبد الحميد أبو عبد، الذي يصلى في المسجد الإبراهيمي منذ سنوات طويلة، قوله: "الحرم الإبراهيمي يمر بأيام صعبة عصيبة ، رغم ما يظهره الاحتلال انه يقدم تسهيلات، لأن عدد المصلين في صلاة الفجر لا يتعدى الخمسين مصليًا في شهر رمضان، ولا يزيد عددهم عن مائتين في صلاة العشاء والتراويح بسبب إجراءات الاحتلال على بوابات الحرم بعد أن كانوا يؤمونه من كافة المدن والقرى".
وأضاف: "أهالي الخليل كانوا في الماضي يعتبرون زيارة الحرم جزءًا من كثير من طقوسهم الاجتماعية كالزواج، والعودة من الحج، موضحا أن الصلاة الآن أصبحت تقام بصعوبة بالغة، بل في أحيان يمنع الأذان".