فلسطين التاريخ / الانتفاضة والأسرى والمعتقلين
تقرير: الإفراج عن 200 أسير يقابله اختطاف 313 الشهر الماضي..
تقرير: الإفراج عن 200 أسير يقابله اختطاف 313 الشهر الماضي..
واختطاف 1750 منذ بداية 2008
المركز الفلسطيني للإعلام 19/8/2208م/ في الوقت الذي تتحدث فيه وسائل الإعلام عن نية الاحتلال الإفراج عن 200 أسير من حركة "فتح"، أغلبيتهم اقترب موعد الإفراج عنهم، تحدثت تقارير حقوقية عن اعتقال المئات من الفلسطينيين خلال الشهر الفائت واعتقال العشرات من الفلسطينيين بشكل شبه يومي من قبل قوات الاحتلال.
1751 منذ بداية العام
فقد بين "المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان" أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال الأسبوع الماضي (34) مواطناً فلسطينياً، من بينهم عشرة أطفال.
وباعتقال المذكورين يرتفع عدد المواطنين الفلسطينيين، الذين اعتقلوا منذ بداية هذا العام إلى (1751) مواطناً، فضلاً عن اعتقال عدد آخر على الحواجز العسكرية والمعابر الحدودية وخلال مظاهرات الاحتجاج السلمي على استمرار أعمال البناء في جدار الضم، وضد سياسات فرض العقاب الجماعي من خلال استمرار إقامة الحواجز العسكرية وإغلاق الطرق.
عدد المعتقلين السابق هو ما سجل بشكل رسمي وعرف به المركز الحقوقي، حيث أن هناك اعتقالات لا توثق من قبل المراكز الحقوقية بسبب قرصنة الاحتلال وقيامه بأسلوب العصابات في خطف المواطنين الفلسطينيين.
313 معتقل الشهر الفائت
ويأتي قرار الاحتلال بالإفراج عن 200 أسير بينما تتواصل حملات الاعتقال بشكل يومي في محافظات الضفة الغربية بمعدل 10 فلسطينيين كل يوم.
وأفادت معطيات المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى أن قوات الاحتلال اعتقلت خلال شهر تموز / يوليو "313" مواطناً فلسطينياً من محافظات مختلفة في الضفة الغربية المحتلة.
ويمكن الاستنتاج أن ما بين تعهد أولمرت بإطلاق سراح أسرى فلسطينيين (في قمة باريس في 14 تموز) وبين إطلاق سراح الأسرى بشكل فعلي (حتى نهاية آب /أغسطس) فإن عدد المعتقلين مرشح لأن يصل إلى نحو 500 أسير حسب معدل الاعتقالات.
الهدف دعم عباس ضد "حماس"
ويأتي قرار مجلس الوزراء التابع للاحتلال بإطلاق سراح نحو 200 أسير فلسطيني كبادرة ما يسمى "حسن نية" لرئيس السلطة محمود عباس بهدف تعزيز موقفه وموقعه في أوساط الجماهير الفلسطينية التي بدأت بالتراجع بشكل ملحوظ بحسب استطلاعات الرأي.
وسيتم إطلاق سراح الأسرى حتى نهاية الشهر الجاري. وقال مكتب رئيس الحكومة إن "الحديث يدور عن بادرة حسنة وخطوة لبناء الثقة في إطار الجهود لتعزيز المعتدلين في السلطة الفلسطينية وعملية السلام".
وأوضحت اللجنة الوزارية الصهيونية الخاصة التي عملت على إعداد قائمة الأسرى أنها لا تشمل أي أسير من القائمة التي قدمتها حماس في إطار صفقة التبادل. وحسب تقديرها فإن الأسيرين القديمين "لم يعودا يشكلان خطراً على الأمن الصهيوني". وأشارت إلى أن العدد النهائي للأسرى الذين سيفرج عنهم سيتم تحديده يوم غد في جلسة اللجنة.
وقالت مصادر صحفية تابعة للاحتلال أن القائمة لا تشمل أسرى كبار، كمروان البرغوثي وأحمد سعدات، أو أياً ممن شددت السلطة الفلسطينية على ضرورة إطلاق سراحهم. وأكدت أن إعداد القائمة تم من طرف واحد بالرغم من المطالب الفلسطينية المتكررة بإشراك ممثلين عن السلطة في إعداد القائمة.
تفاصيل الصفقة
وقد أقرت حكومة الاحتلال في جلستها الأسبوعية الإفراج عن دفعة من الأسرى الفلسطينيين وفقا لتعهد رئيس الوزراء إيهود أولمرت، لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. وتشمل القائمة أسيرين ممن قضوا أكثر من 25 عاماً في سجون الاحتلال.
وقالت مصادر صحفية تابعة للاحتلال أن عميد الأسرى الفلسطينيين سعيد العتبة، الذي أتم نهاية الشهر الماضي عامه الـ 32 في السجن سيكون ممن سيفرج عنهم، في حين قالت مصادر فلسطينية أن الأسير الثاني عميد أسرى الخليل أبو علي يطا الذي سجن عام 1981 وقضى27 عاما في سجون الاحتلال.
وقد أيد القرار 16 وزيراً، واعترض وزير المواصلات شاؤول موفاز وثلاثة وزراء حزب "شاس". وكان رئيس حزب شاس إيلي يشاي قد أبدى معارضة شديدة على إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
واستقبلت عائلة الأسير العتبة النبأ بحذر شديد واختلطت مشاعر الفرحة بالخشية من مجهول قد يعرقل خروجهما، وقالت العائلة إنها لن تتأكد من النبأ وتسمح لنفسها بالفرح إلا حينما يدخل العتبة إلى منزله.
الإفراج يعزز الانقسام
وقد رأت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في مصادقة الاحتلال الصهيوني، على الإفراج عن أسرى من حركة "فتح"، على أنه خطوة صهيونية لتعزيز الانقسام الفلسطيني الداخلي، ودعم طرف فلسطيني ضد طرف آخر.
وقالت الحركة في تصريح للناطق باسمها الدكتور سامي أبو زهري اليوم الأحد (17/8)، إن هذه الخطوة من الجانب الصهيوني تأتي كمحاولة لإعطاء انطباع بأن رئيس السلطة أنجز شيئاً، جراء مفاوضات التسوية مع الاحتلال وهو أمر لا ينطلي على أحد.
وأكد أبو زهري أن "ما يريده شعبنا ليس الإفراج عن أسرى فتحاويين فقط، وإنما أسرى من جميع الفصائل الفلسطينية؛ وهذا هو أحد الشروط الرئيسية في صفقة التبادل التي تطالب بها حركة "حماس"، معبراً عن تهانيه لأي أسير يتم الإفراج عنه من سجون الاحتلال.
ترحيب حكومة هنية
وأكدت الحكومة الفلسطينية الشرعية في غزة على أن إطلاق سراح أي أسير فلسطيني من سجون الاحتلال هو "مكسب لعموم الشعب وانتصار للمقاومة وخيار الصمود في مواجهة الاحتلال".
وشدد طاهر النونو الناطق باسم الحكومة في تصريح صحفي تعليقاً على الأنباء حول نوايا إطلاق سراح أسرى، على ضرورة إطلاق سراح كل الأسرى والمعتقلين، ودعم الحكومة لانجاز صفقة تبادل أسرى مشرفة تضمن تطبيق شروط الفصائل المقاومة وشعبنا الفلسطيني والأولويات التي وضعت بهذا الصدد.
وجدد النونو تقدير الحكومة لكل الأسرى في سجون لاحتلال بغض النظر عن انتمائهم السياسي والتنظيمي ولعوائلهم، مؤكداً على أن الحكومة ستبذل كل الجهود الممكنة لإطلاق سراحهم من سجون الاحتلال.