فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
جولدستون يتراجع عن اتهاماته لإسرائيل في حرب غزة
السبت 02 ابريل 2011
مفكرة الاسلام: طالب القاضي الجنوب إفريقي السابق ريتشارد جولدستون بإعادة النظر بتقرير بعثة مجلس حقوق الإنسان التابع للأم المتحدة التي ترأسها للتحقيق في الانتهاكات التي ارتكبت خلال الهجوم "الإسرائيلي" على قطاع غزة في نهاية العام 2008 وبداية 2009، وخصوصًا الاتهامات التي وجهت لـ "إسرائيل" بارتكاب جرائم حرب وتعمّد استهداف المدنيين خلال العدوان الذي سقط فيه نحو 1500 فلسطيني غالبيتهم من المدنيين.
وأضاف في مقالة نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية ، إنه يعرف الآن الكثير عمّا حصل في الحرب على غزة في تلك الفترة لأكثر مما كان يعرف حين رئيس البعثة، وتابع "لو كنت أعرف يومها ما أعرفه الآن، لكان تقرير جولدستون وثيقة مختلفة".
وقال إن الاتهامات الموجهةالى"إسرائيل" بتعمد استهداف المدنيين "استندت على وفاة وجرح مدنيين في حالات لم يكن لبعثة تقصي الحقائق دليل يمكن على أساسه استخلاص أي استنتاج آخر معقول"، وفق ما أوردت وكالة "يونايتد برس انترناشيونال".
وأضاف إنه في المقابل خلصت التحقيقات التي نشرها الجيش "الإسرائيلي"، والتي اعترف بها تقرير لجنة الأمم المتحدة للخبراء المستقلين برئاسة القاضي ماري ماكجوان ديفيس، إلى أن المدنيين لم يستهدفوا عمداً وبناء على سياسة محددة، وأن تلك التحقيقات أكدت صحة بعض الحوادث التي حققت فيها البعثة والتي تشمل حالات تورط فيها جنود بشكل فردي، لكنها تشير أيضا إلى أنها لم تكن كسياسة تستهدف المدنيين عمدا.
وبرر القاضي الهجوم الأخطر الي ركز عليه تقرير البعثة وهو مقتل 29 من أفراد عائلة السمّوني في قصف منزلهم بأن هذا القصف جاء على ما يبدو نتيجة تفسير خاطئ من قبل قائد "إسرائيلي" لصورة التقطتها طائرة من دون طيار ويتم حاليًا التحقيق مع هذا الضابط لإعطائه الأمر بشن الهجوم.
وأضاف إنه على الرغم من أن التحقيق طال إلا أنه يبدو أن "عملية مناسبة جارية الآن وأنا واثق من أنه إذا تم التوصل إلى أن الضابط مهمل فإن إسرائيل سترد تبعًا لذلك"، وأشار إلى أن "غرض هذه التحقيقات، وكما قلت دائمًا، هو ضمان المساءلة عن الأعمال غير المناسبة، وليس للتخمين".
ولفت إلى أنه وعلى الرغم من ترحيبه بالتحقيقات "الإسرائيلية" في الاتهامات، فإنه يشاطر القلق الذي يعكسه تقرير ديفيس من أن القليل من التحقيقات "الإسرائيلية" اختتمت وبأنه كان يجب أن تجري التحقيقات في جلسات عامة.
واعتبر أن عدم تعاون "إٍسرائيل" مع بعثة تقصي الحقائق كان يمكن أن يغيّر الاتهامات التي وجهت لـ "إسرائيل" في التقرير وبينها ارتكاب جرائم حرب واستهداف المدنيين عن عمد.
وقال: "يؤسفني إنه لم يكن لدى بعثة تقصي الحقائق الأدلة لشرح الظروف التي قلنا إنه تم فيها استهداف مدنيين في غزة، لأنه لو كانت لدينا هذه الأدلة لكان ذلك أثر على الأرجح على النتائج التي توصلنا إليها حول جرائم الحرب وتعمّد استهداف المدنيين".
ورأى أن عدم تعاون "إسرائيل" مع التحقيق لم يمكن البعثة من معرفة كم من الذين قتلوا في غزة كانوا من المدنيين وكم من المقاتلين.
يذكر أن العدوان "الإسرائيلي" على غزة الذى استمر ثلاثة أسابيع أسفر عن مقتل نحو 1500 فلسطيني، بالاضافة إلى أكثر من خمسة الاف جريح معظمهم من المدنيين.
مع ذلك انتقد جولدستون ما اعتبره انحيازا من جانب مجلس حقوق الإنسان ضد "إسرائيل"، وجدد تأييده لحق "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها ضد أي هجوم خارجي أو داخلي. وقال إنه يأمل بأن تبدأ مع التقرير "حقبة جديدة من روح الإنصاف في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، الذي لديه تاريخ لا شك فيه من الانحياز ضد إسرائيل".