فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
رايتس ووتش: إسرائيل تعمدت قصف مناطق سكنية في غزة بالفوسفور

الأربعاء 29 من ربيع الأول1430هـ 25-3-2009م
مفكرة الإسلام: قالت منظمة هيومان رايتس ووتش اليوم الأربعاء: إن الجيش "الإسرائيلي" أطلق قذائف الفوسفور الأبيض بصورة غير مشروعة على مناطق ذات كثافة سُكانية عالية في قطاع غزة خلال العدوان الأخير على القطاع؛ ما أسفر عن مقتل وإصابة مدنيين بصورة غير ضرورية.
وقالت المنظمة مستشهدة باستخدام "إسرائيل" للفوسفور الأبيض كدليل على ارتكاب جرائم حرب: إن الجيش كان على علم بأن الذخائر تهدد مدنيين لكنه "عن عمد أو إهمال" واصل استخدامها حتى الأيام الأخيرة من العملية التي جرت بين 27 ديسمبر و18 يناير "في انتهاك لقوانين الحرب".
ودعت المنظمة ومقرها نيويورك الى تحميل كبار قادة الجيش "الإسرائيلي" المسؤولية وحثت الولايات المتحدة التي أمدت "إسرائيل" بهذه القذائف على إجراء تحقيق خاص من جانبها.
ويؤكد الخبراء أن الفوسفور الأبيض يشتعل عند اتصاله بالأوكسجين ويواصل الاشتعال إلى درجة حرارة تصل إلى 816 مئوية حتى تنفد الكمية أو يمنع عنه الأوكسجين.
وعادة ما يستخدم الفوسفور الأبيض لإطلاق ستائر من الدخان, ولكن قد يستخدم أيضًا كسلاح ويسبب حروقًا بالغة إذا ما لامس الجلد.
وذكرت هيومان رايتس ووتش أن "إسرائيل" أطلقت الفوسفور الأبيض "بصورة غير مشروعة" على أحياء ذات كثافة سكانية كبيرة, فقتلت وأصابت مدنيين ودمرت أبنية مدنية بينها مدرسة وسوق ومخزن للمساعدات الإنسانية ومستشفى. وفقًا لرويترز.
وقال فريد إبراهامز الباحث في المنظمة: "في غزة لم يستخدم الجيش "الإسرائيلي" الفوسفور الأبيض في الأماكن المفتوحة فقط كغطاء لقواته, بل أطلق قذائف الفوسفور الأبيض مرارًا على مناطق ذات كثافة سكانية عالية حتى عندما لم تكن قواته في المنطقة ومع وجود قذائف دخان أكثر سلامة.. ونتيجة لذلك أُصيب وقُتل مدنيون بصورة غير ضرورية".
ولم تقدم المنظمة أرقامًا مُحددة للخسائر البشرية مستشهدة بصعوبة تحديد كل حالة نتجت فيها الحروق عن قذائف الفوسفور الأبيض.
وقد عثر باحثو المنظمة على فوارغ قذائف وأجزاء من المواد المبطنة للذخائر وعشرات من قطع اللباد المحترق التي تحتوي على الفوسفور الأبيض في شوارع المدينة وأسطح المنازل وأفنية سكنية وفي مدرسة تابعة للأمم المتحدة.
وقائع ثابتة:
ووثق التقرير لعدة هجمات بالفوسفور الأبيض بينها هجوم وقع يوم الرابع من يناير أسفر عن مقتل خمسة من أفراد عائلة أحمد أبو حليمة في شمال غزة. وأكد التقرير أنه عثر على بقايا المادة في منزلهم.
وقال أبو حليمة (22 عامًا): "كنت أتحدث مع والدي عندما سقطت القذيفة. أصابت والدي مباشرة وفصلت رأسه".
وذكرت المنظمة أن الجيش كان على علم بأن الفوسفور الأبيض يهدد المدنيين مستشهدة بتقرير طبي داخلي عن مخاطر "الإصابة البالغة والوفاة عند ملامسته للجلد أو استنشاقه أو ابتلاعه".
وأردفت أنه إذا كان هدف الجيش الإسرائيلي هو استخدام قذائف فوسفور أبيض لإطلاق ستار من الدخان فكان يمكنه الاستعانة بقذائف دخان غير قاتلة تنتجها شركة "إسرائيلية".
وقد راح ضحية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة على مدار 22 يومًا حوالي 1417 فلسطينيًا بينهم 926 مدنيًا. وفقًا لإحصائية المركز الفلسطيني لحقوق الانسان.
المنظمة تبرئ حماس من اتهمات "إسرائيلية":
وبينما اتهمت "إسرائيل" حركة حماس بتعريض المدنيين للخطر باستخدامهم "كدروع بشرية" قالت هيومان رايتس ووتش: إنها لم تعثر على أي دليل على استخدام حماس "الدروع البشرية" في الحالات التي وثقتها في التقرير.
واستطردت أنه في بعض المناطق بدا أن هناك مقاتلين فلسطينيين لكن "هذا لا يبرر استخدام الفوسفور الأبيض في المناطق السكانية دون تمييز".
وقالت "إسرائيل" خلال الحرب انها لا تستخدم الا الاسلحة التي يسمح بها القانون الدولي.
وقد أبدت المنظمة تشككها في أن يأتي التحقيق الذي تجريه "إسرائيل" بشأن استخدامها أسلحة لا يسمح بها القانون الدولي شاملاً أو محايدًا.