فلسطين التاريخ / منتقى الأخبار
تقرير أممي: ولادة 3570 طفلاً في غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي
تقرير أممي: ولادة 3570 طفلاً في غزة منذ بداية العدوان الإسرائيلي واستشهاد 1300 شخص
التاريخ: 22/1/1430 الموافق 19-01-2009
المختصر /
المختصر / كشف تقرير أممي صدر أمس عن ولادة 3570 طفلاً في قطاع غزة منذ العدوان الإسرائيلي الغاشم حتى أمس. وكانت حصيلة الشهداء قد وصلت إلى 1300 بعد الكشف عن جثث جديدة تحت الأنقاض.
انسحبت أمس دبابات إسرائيلية شاركت في مجزرة غزة من شمال القطاع، فيما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت أنه يريد الانسحاب من غزة في أسرع وقت. وأعلنت الفصائل الفلسطينية وقف إطلاق الصواريخ لمدة أسبوع تنسحب فيه إسرائيل. وكان عدد الشهداء قد ارتفع إلى نحو 1300 إثر الكشف عن جثث تحت الأنقاض.
وفي شرم الشيخ، حيث عقدت القمة الدولية طالب الرئيس حسني مبارك بحضور زعماء 6 دول أوروبية بدفع عملية السلام على نحو عاجل وجاد. بدوره خاطب الرئيس الفرنسي ساركوزي الإسرائيليين قائلاً إنه لن يكون هناك مستقبل إلا من خلال دولة فلسطينية ديموقراطية تعيش في سلام.
أما رئيس الوزراء البريطاني براون فطالب بسرعة توصيل المساعدات إلى المتضررين في قطاع غزة، مؤكداً على أهمية المبادرة العربية للوصول إلى تسوية سلمية، فيما قالت المستشارة الألمانية ميركل إن إقامة دولتين هي الحل الوحيد.
من جانبه قال الرئيس التركي عبدالله جول إن موضوع الدولتين غير قابل للتأجيل. أما رئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني فقد طالب الإدارة الأمريكية الجديدة ببذل جهد حثيث للتوصل إلى حل ملموس.
وأكد العاهل الأردني عبدالله الثاني على ضرورة الحفاظ على المبادرة العربية - الإسلامية، وفي مقابل ذلك ستعترف 57 دولة بإسرائيل.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من استمرار الانقسام العربي، داعياً القادة العرب للتوحد وحل خلافاتهم.
بدوره، قال الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى إن النقاط التي أثيرت حول تهريب الأسلحة سببها عملية "الخنق" الذي تعرضت له غزة، مؤكداً أن موضوع التهريب ووقف التهريب يجب أن يرتبط بفتح المعابر ووقف الحصار.
كشف تقرير أممي أنه منذ بدء الاجتياح العسكري الإسرائيلي لقطاع غزة ولد ما بين 3150 و3570 طفلا، مشيرا إلى أنه طبقا لصندوق الأمم المتحدة للسكان، يولد ما بين 150و170طفلا كل يوم في قطاع غزة، منهم 25 حالة ولادة تتم بعملية قيصرية فيما عبر صندوق الأمم المتحدة للسكان عن قلقه تجاه التقارير التي تتحدث عن عمليات ولادة مبكرة بسبب آثار الصدمة من القصف المتواصل وتعرض الأطفال حديثي الولادة إلى انخفاض درجات الحرارة بسبب نقص الكهرباء.
وأكد مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) في تقرير أول من أمس على أن إمدادات السلع الأساسية، مثل الغذاء وغاز الطهي والمياه والوقود في قطاع غزة ما زالت في أوضاع خطيرة، مشيرا أيضا إلى وجود أعداد كبيرة من الناس العالقين في منازلهم بينما هناك آلاف إضافية تهرب بحثا عن المأوى مع عائلات مضيفة وإلى ملاجئ الأونروا، في حين أن أنظمة المياه والصرف الصحي والكهرباء تعاني من ضعف شديد.وقال " الخطر الذي يواجه المدنيين تفاقم بسبب هروب عدد كبير من الفلسطينيين إلى المناطق الحضرية كاستجابة للتحذيرات من الجيش الإسرائيلي لإخلاء منازلهم".
وأشار إلى أنه " يوجد عدد غير محدد من القتلى والجرحى والناس العالقين في منازلهم التي قصفت وفي المناطق التي تشهد الأعمال العدائية. إن إخلاء الجرحى والممر الآمن لسيارات الإسعاف والعاملين الطبيين تعتبر من المبادئ الرئيسية للقانون الإنساني الدولي ويجب تسهيل مرورهم في كافة الأوقات".
وقال جون جينغ ،مدير عمليات الأونروا في قطاع غزة، "إن نداءنا ليس فقط من أجل ضمان أمن طواقم ومباني ومواقع الأمم المتحدة لكن الأهم من ذلك هو أمن السكان المدنيين الرجال والنساء والأطفال البريئين الذين يقتلون ويجرحون في هذا النزاع بأرقام غير مقبولة بكل المقاييس وبالطبع فإن التدمير مستمر وهذا متوقع عندما يتم تعريض المباني لنيران المدفعية والدبابات".
وبسبب التركيز المفهوم على معالجة الصدمات الطارئة، تعبر منظمة الصحة العالمية عن قلقها تجاه التعامل مع المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة والقلق تجاه الصحة العامة في قطاع غزة.
وأشار إلى أنه طبقا لوزارة الصحة الفلسطينية، قتل 13 فرداً من الطواقم الطبية وجرح 22 فرداً آخرين خلال فترة دوامهم منذ 27 ديسمبر. بالإضافة إلى ذلك، تم تدمير 16 سيارة إسعاف و16 مرفقا صحيا إما جراء القصف المباشر أوغير المباشر منذ 27 ديسمبر الماضي تاريخ بدء العدوان على غزة.
وقال ماكس غيلارد، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، "الوضع بالنسبة للمستشفيات والطواقم الطبية والجرحى خطير ويتدهور باستمرار. يجب حمايتهم وإبقاؤهم محايدين في كل الظروف. يجب أن يحصل المدنيون والجرحى على حرية الوصول إلى الرعاية الطبية".
وأشارت (أوتشا) إلى أنه ما زالت المستشفيات، خاصة وحدات العناية المكثفة، تعاني من الاكتظاظ مع استمرار وصول مزيد من الجرحى.
وذكرت أن التحدي الرئيسي الذي يواجه سكان غزة هو الحصول على مواد غذائية بسبب الوضع الأمني حيث لا يتمكن المزارعون من الوصول إلى حقولهم ولا يتمكن السكان من الوصول إلى المحال التجارية. وقالت" إن نقص السيولة النقدية يعني أن السكان لا يستطيعون أن يدفعوا ثمن الغذاء المحدود في الأسواق. عمليات توزيع الغذاء تحتاج إلى وقت. الوصول إلى المواطنين المعوزين عملية معقدة بسبب خوف العائلات من الخروج للوصول إلى مراكز التوزيع".
ما إن مدت أشعة الشمس خيوطها الذهبية فوق أرض قطاع غزة المحروقة في صباحها البارد حتى انطلق الفلسطينيون يبحثون عن جثث الشهداء الذين قضوا تحت أنقاض المنازل المدمرة دون أن تتمكن طواقم الإسعاف من انتشالهم خلال الحرب، ويتفقدون آثار الدمار الهائل الذي خلفته آلة الحرب الإسرائيلية على مدار 22 يوما من القصف المتواصل بشتى أنواع الأسلحة، التي قال عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت إن "إسرائيل استخدمت كل قوتها في حربها ضد حماس".
فجع سكان القطاع خلال الجولة في أماكن المواجهات بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال والأماكن التي قصفتها طائرات ودبابات الاحتلال الإسرائيلي، من هول المشهد الذي لم يسبق له مثيل على مدى سنوات الاحتلال، في هذا الشريط الضيق المطل على شاطئ البحر الأبيض المتوسط والذي لا تتعدى مساحته 362 كلم مربعا، حيث انتشرت رائحة الموت والجثث في كل مكان طالته آلة القتل الإسرائيلية، ليصدم الفلسطينيون كما كان متوقعا بأكثر من 100 شهيد تحت أنقاض مئات البيوت المدمرة، وفي العراء.
بدا المشهد دراميا حزينا في كل ركن دخلت إليه قوات الاحتلال الإسرائيلي التي انسحبت تحت جنح الظلام من مساحات واسعة كانت تسيطر عليها في المناطق المفتوحة والزراعية، فلم يعد المواطن الفلسطيني يميز بين الشارع الرئيس الذي يصل شمال القطاع بجنوبه وما بين الأراضي الزراعية حيث دمرت الدبابات والجرافات شبكة الطرق في كل مكان وصلت إليه فيما ترامت أسلاك الكهرباء والتلفون المقطوعة على الأرض، حتى إن أنياب الجرافات طالت خطوط المجاري والمياه المدفونة في أعماق الأرض، فيما لم يعد بإمكان أصحاب بعض البيوت التعرف على أماكن بيوتهم بعد أن غيرت الطائرات والدبابات والجرافات ملامح المنطقة وسوتها بالأرض.
وبينما كانت تتجول "الوطن" بين حطام البيوت المدمرة وسط الحقول الزراعية النائية كان أناس يبحثون عن ابنهم الذي يعتقدون أنه استشهد بعد إصابته بجروح في أعقاب غارة استهدفت ذاك المنزل، لكن جهودهم باءت بالفشل بعد أن نقلوا الركام مرتين من مكانه.
وتقول أم عوني الشغنوبي التي كانت تقف إلى طواقم الدفاع المدني والإسعاف الذين كانوا يجرون عملية البحث إنها تبحث عن جثة حفيدها الذي استشهد منذ 15 يوما بعد أن قصفت طائرات إف 16 المنزل عليه مع عدد من رفاقه.
وتشير أم عوني إلى أن أحد زملاء حفيدها الذي نجا بعد إصابته بجروح أخبرها أن "حفيدها أصيب بجروح واختبأ بين أنقاض المنزل"، غير أن محاولات طواقم الدفاع المدني لم تفلح بالعثور عليه حيا أو حتى على جثمانه.
زكريا الدحدوح، صاحب البيت المدمر وحقل زيتون الذي كان يبحث بين الأنقاض عن الشهيد الشغنوبي قال لـ "الوطن" "خرجنا من المنزل بعد أن شعرنا بوجود خطر حقيقي على حياتنا، حيث قصفت الطائرات المنزل بعد أن خرجنا بأقل من دقيقتين ما أدى إلى تدميره فوق عدد من المقاومين.
ويضيف أخرجت أطقم الإسعاف جريحين، وفي اليوم التالي تمكنوا من العثور على جثمان شهيد قبل أن تطلق قوات الاحتلال عليهم النار وتضطرهم للتراجع، وبعد إعلان وقف إطلاق النار وانسحابهم من المكان عادت الطواقم للبحث عن الجريح (الشهيد) الثاني غير أننا لم نتمكن من العثور على أي أثر له.
ولم يسلم من آلة القتل الإسرائيلية بشر ولا شجر ولا حجر ولا بهائم، فقد طال الدمار مساحات واسعة جدا من الأراضي الزراعية المزروعة بمختلف الأشجار والخضروات، وطال البهائم التي شوهدت جثثها ملقاة على جنبات الطرق، كما دمرت عشرات المصانع ومزارع الدواجن والمشاتل.
يقول المهندس الزراعي سلام الرش الذي دمرت له قوات الاحتلال
وفي الجانب الآخر من المشهد انتشر الدمار للمنشآت العامة في كل مكان في شوارع القطاع، خصوصا في مدينة غزة، حيث مازالت رائحة الحرائق التي خلفها القصف منتشرة في كل مكان، ولم يسلم بيت من الدمار الجزئي أو الكلي في المناطق التي دخلتها آلة القتل الإسرائيلية، حتى إن "الوطن" لاحظت أن عدداً كبيرا من قمم المآذن في المناطق المنكوبة دمرت بشكل ممنهج ومقصود.